الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سقوط بغداد، وسقوط غزة
حسن مدبولى
2025 / 3 / 25مواضيع وابحاث سياسية

عقب العدوان الأميركى الغربى على العراق فى يناير عام 1991 بحجة تحرير الكويت وحماية السعودية،
تم فُرض عقوبات صارمة على العراق وحصار عسكرى واقتصادى إستمر لسنوات،ورافق هذا الحصار -الذى شاركت فيه دول عربية -مطالبات أمريكية أوروبية بتدمير الأسلحة الثقيلة التقليدية وغير التقليدية التى كان يمتلكها العراق، أو ما إطلق عليها بأسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها صدام ، وذلك مقابل تخفيف العقوبات والحصار الشامل الذى أدى الى مايشبه المجاعة هناك ،
وقد أبدى النظام العراقى تعاونا جزئيًا ومرونة مستمرةعلى أمل إنتهاء ذلك الحصار ،لكنه ظل يواجه ضغوطًا متزايدة لاتنتهى، فكلما قدم العراق تسهيلات لفرق التفتيش التابعة شكليا للأمم المتحدةالتى زارت المنشآت العراقية مرارًا، تم إستحداث طلبات جديدة، فحاول العراق أيقاف عمليات التفتيش لعدم جدواها بل وخطورتها، لكن بعض الوسطاء مثل فرنسا وروسيا وبعض الدول العربية، قاموا بإعطاء إشارات وضمانات لصدام حسين تؤكد له بأنه إذا التزم إلتزاما تاما بقرارات الأمم المتحدة، فلن يكون هناك غزو أمريكي جديد لبلاده ،
وبالفعل وقع العراق فى فخ الوسطاء وسمح للمفتشين الأجانب بتدمير الصواريخ والقدرات العسكرية الضخمة التى كان يمتلكها،وكذلك سمح للمفتشين ( الجواسيس) بدخول كل المرافق والمؤسسات العراقية بما فيها قصور الرئاسة( أو قصور صدام) للتأكد من عدم إخفاء أية أسلحة غير تقليدية أو صواريخ بعيدة المدى بأى مكان بالعراق ،
ورغم كل ذلك، وعقب الإطمئنان الغربى من عدم قدرة العراق على الرد، أو الدفاع عن أراضيه بعد سماحه بتدمير قدراته، قام التحالف الأميركى الأوروبى الصهيونى بغزو بغداد دون مقاومة في مارس عام 2003،ووقتها لم يجد صدام حسين دعمًا دوليًا ممن أقنعوه بتدمير قدرات بلاده وإخضاع مراكزها الحيوية للتفتيش فسقطت بغداد سريعًا، وتم القبض على صدام لاحقًا ومحاكمته ثم إعدامه في 2006.
والدروس المستفادة هنا وبإختصار تعنى ضرورة عدم موافقة فصائل المقاومة فى غزة بتسليم ولو بندقية واحدة للأعداء أو الأصدقاء، ولا حتى بغطاء من الأمم المتحدة،وكذلك بنبغى على المقاومين التزام السرية الكاملة فى كافة شئونهم، وعدم الكشف عن البنية القيادية للمقاومة لأى وسيط، كذلك عدم السماح للوسطاء بممارسة ضغوط جديدة من أجل الإفراج عن أية رهائن الا بعد الانسحاب الصهيونى الكامل، وانتهاء الحرب فعليا، والسماح بفتح المعابر وبدأ الإعمار ، فأميركا وأوروبا والوسطاء يمارسون الضغوط حاليا من أجل ضمان خروج بقية الأسرى الصهاينة، ونزع أسلحة المقاومة،
ومن ثم ترك غزة وأبنائها ومقاومتها المنزوعة السلاح، لمصيرهم المحتوم الذى سيقرره الصهاينة بدباباتهم وطائراتهم ونيرانهم ،ولكن دون أن يواجهوا مقاومة هذه المرة ، وبدون أن يدفعوا ثمنا مقابل جرائمهم، ووقتها سيغلق الوسطاء هواتفهم ،
والأمر نفسه ينسحب على إيران وحزب الله، فعليهم أيضا أخذ العظة من درس العراق بكل تفاصيله ،
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. غارات يومية إسرائيلية قاتلة على غزة وعباس يطالب حماس بتسليم

.. مهرجان الطهي في الجزائر: طهاة من 14 دولة يجتمعون في العاصمة

.. تأجيل محادثات دولية بلندن حول السلام في أوكرانيا وفانس يلوح

.. الإعلام اللبناني والمصارف.. حملة تشويه أم معركة إصلاحية؟

.. تركيا: زلزال بقوة 6,2 درجات قبالة إسطنبول يثير الخوف والهلع
