الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان والحدث

سلمى الخوري

2025 / 3 / 25
الادب والفن


الإنسان والحدث شيئان مترادفان يخلق احدهما الآخر ويؤثر فيه ،
فلا مفر للإنسان من الحدث ، وبدون الحدث لا إنسان ولا حياة .
فالإنسان جبلة دم ولحم ، وهذه الجبلة تمتلك مشاعر وأحاسيس لا نضوب
لها وليس لها حدود ، فالحدث يتجاوز كل شئ ويكون القائد المتصدر
الذي يسيطر على عواطف واحاسيس المرء مع إختلاف نسب التاثير والتأثر.
الحدث يكون واقعاً ويصبح ذكرى ، فإذا أردنا حبسه في صندوق الذاكرة وقفلنا
عليه لا نستطيع ذلك إلا الى حد ما ، فهو يحاول الإفلات والخروج لينتصب ثانية
أمامنا في يوم جديد أو لحظة جديدة ليقول لنا كنت في يوم وفي لحظة بمثل مواصفات
اللحظة هذه أو بعضها ، كنت زمناً وفعلاً ، وأنا موجود أبداً ، فإن تعمد العقل سحبي
إلى خزين الذاكرة مع ذكريات وأحداث أخرى ، وإن اقفل علي ، فسأبقى موجوداً
وحاضراً كما هي كل الموروثات والمخلفات الأثرية التي لم تباد لقيمتها ، وهذا البقاء
في الذاكرة يعتمد على حجم الحدث وتأثيره والحيز الذي أستنفذه في ساحة الزمن ، إذ
هنالك من الأحداث ما يأخذ الزمن والعمر كله ليستحوذ بهما ، ومنها ما ياخذ بعض
الزمن وبنسب متفاوته في تأثيره .
جيد أن يتأثر الإنسان بالحدث بقدر ما ،وإن لم يفعل فهو غير موجود إذن ، وإن وجد
فهو متفاعل أبداً مع يوميات حياته الخاصة والعامة ، فالحدث إن خصنا أو لا فهو جزء
من يوميات حياتنا بالكامل ، لأن الإنسان هو جزء من هذا العالم المتراكم الأحداث ،
وما يربط الإنسان بهذا العالم ككل هو الفرح والحزن ،فأما المرء يعيش حالة فرح كامل
أو فرح جزئي سواء كان هذا الفرح يخصه أو يخص خاصته ، أو يخص عالمه ككل ،
فهو جزء من هذا الكل أو ما نسميه العالم ، وكذلك بالنسبة للحزن ، ومن أندماج الحزن
بالفرح ، وتضاد الحزن مع الفرح تتشكل لذة الحياة بإبداعاتها ونتاجاتها الإنسانية ،
ويرجو الإنسان دائماً أن لا تقوده الأحداث إلى حالةٍ مأساوية والتي لا مناص منها في
عالم محكوم بالأنانية والرغبة بالسيطرة وأمتلاك النفوذ المدمر الذي يقترن بكثير من
العوامل التي تؤججه وتغذيه لتحول هذا العالم الجميل بطبيعته وخلقه الى عالم كئيب
خائف يعيش قلقه وإنفعالاته تحت وطأة ضغوط عارمة تخنق نفسه وتعذب روحه
وتغلق عليه أبواب مسرته .
الإنسان عبّر ولا يزال عن إنطباعاته للحدث بشكل من أشكال التعبير . التعبير
يأتي على شكل شعر أو قصة أو رواية أو رقصة او أغنية أو لوحة أو خبر مرئي
أو مسموع وكل هذه التعبيرات تحمل أحد الوجهين أو كليهما ، الجمال أو البشاعة.
فما يدعو للخير يكون جميلاً ، وما يدعو للشر هو القبيح على الأغلب .

سلمى الخوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة دفن سليمان عيد.. انهيار زوجته وابناءه والفنانين محدش قد


.. فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف




.. حفل ختام ملتقى القاهرة الأدبي بأمسية شعرية بعنوان «بيت الست


.. ا?ليكس فاروجيا يتحدث عن الا?دب المعاصر في مالطا بملتقي القاه




.. وفاة الفنان المصري سليمان عيد