الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمارُ القصْرِ(*) ‏ - شعر

فاروق الصيّاحي
كاتب وباحث وشاعر

(Assayahi Farouk)

2025 / 3 / 25
الادب والفن


في القصر،
جلس يمينٌ ويمينٌ ووسَـطْ
جلس رُعـَاةٌ أربعَة
بسطوا خريطةً أمـام الجمْعِ
حطّوا الطّريق والخُطَطْ
ثمّ التفتوا يسارا فما من يسارْ
فتّشوا تحتَ الكراسي
خلف السّتائرِ والجدارْ..‏
هنــــاكَ وجــدوهْ،
في حُضن أحد اليمينيْنِ
قد انبسطْ
التفّ الجميع حول الخريطَة
أمضوا، وحُطّ الحمارُ على الخطْ
***
أمـامَ الباب الموصدِ
كانت آذانُ القطَطْ
ترقب الهمسات والسّكنات
تنقلها عبر اللاّسلكي
إلى.. صاحب الحمارِ فقطْ
‏***‏
في القصرِ،
وقف الجميعُ حول الحمارِ
قــالوا: "اِرْ" فانضبطْ
مشى خُطوتيْنْ
مشى يمينا ثمّ يمينا
كان أمينا للخريطة والخُطَطْ
فابتهجَ الجمْعُ وانبسطْ
‎..‎
أمـام الباب الموصدِ
كانت عيونُ القطَطْ
تنقل مهرجان "الحمار الوطنيِّ‎"‎
إلى الماما أمريكا
‏***‏
في القصرِ،
تأبّطَ الجمْعُ ظهر الحمارِ
وانتظروهُ أن يمشِي
صاعدا إلى العرشِ..‏
تحرّك الحمارُ نصفَ خُطوَة
فسقطَ منهم من سقطْ
و بَقيَ اليمينَانِ فقطْ
حَرَنَ الحمـارُ‎..‎
دفعُوهُ فما تحرّكْ
دفعوهُ ثـانيةً،
فحرّكَ أُذنيهِ..‏
دفعـوهُ ثالثةً،
هزّ بذيلهِ وحطْ..‏
دفعوهُ.. دفعـــــوهْ
فبال وراث وضَرَطْ ‏‎!‎
‏***‏
في القصرِ،
لم يبقَ طريقٌ ولا خريطَة
ولا يمينٌ ولا وسطْ
ركضَ الجمْعُ أمامَ البابِ
يترجّى صاحبَ الحمــارِ‎..‎
بعضَ الخُطَطْ
‏----------------------‏
‏*في شهر نوفمبر 2013، كُتب هذا القصيد تفاعلا مع ما سمّي "الحوار الوطني" الذي تُوّج ‏بعمليّة تزاوج بين الرّجعيّتين الدّينيّة (الاخوانجيّة) والليبرالية (الدّساترة) في تونس.‏
تونس، نوفمبر 2013‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرح مادة المسرح مدخل تمهيدي مح 1


.. اسامة منير وسوزان نجم الدين ودينا عبدالله في حفل زفاف هيا اس




.. -اللغة المالطية هي في الأصل عربية؛ لكنها تكيفت مع اللاتينية-


.. مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78: خمسة أفلام عربية تنافس




.. استشهاد الفلسطينية فاطمة حسونة قبل بيوم من عرض فيلمها الوثائ