الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول كتابه: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟
رزكار عقراوي
سياسي واعلامي يساري
(Rezgar Akrawi)
2025 / 3 / 25
مقابلات و حوارات

عرض كتاب: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟
صدر كتابي "الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟" باللغتين العربية والإنجليزية. يتناول هذا العمل قضية الذكاء الاصطناعي بشكل خاص، والتكنولوجيا بشكل عام، في سياق الصراع الطبقي في العصر الرقمي. يناقش تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى السياسة، ومن الثقافة إلى الفكر، في ظل النظام الرأسمالي المعاصر. يهدف هذا الكتاب إلى تقديم تحليلات يسارية نقدية للذكاء الاصطناعي، ويطرح بدائل تقدمية لاستخدام هذه التكنولوجيا، بعيدًا عن الهيمنة الرأسمالية التي تُسخّرها لتعظيم الأرباح وتعزيز السيطرة، على حساب شغيلات وشغيلة الفكر واليد.
يرتكز محتوى الكتاب على النقاط التالية:
1 الفجوة الرقمية بين اليسار والرأسمالية
تُشكّل الفجوة الرقمية بين اليسار والرأسمالية تحديًا كبيرًا في العصر الرقمي، حيث تهيمن الشركات التكنولوجية الكبرى والدول الرأسمالية على الفضاء الرقمي. وبينما تمتلك هذه القوى الإمكانيات المادية والفنية لتوجيه وتشكيل مختلف جوانب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يظل اليسار، في معظم الأحيان، في موقف ضعف، يعاني من فجوة رقمية واضحة. في هذا السياق، يُشبَّه الوضع الراهن لليسار بـ"النملة التي تواجه الفيل"، إذ يعجز عن مجاراة القوى الرأسمالية في هذا المجال الهائل والمتسارع. ولا تقتصر هذه الفجوة الرقمية على نقص الأدوات التقنية فحسب، بل تعبّر أيضًا عن ضعف غير مقصود في الرؤية السياسية والتنظيمية لاستخدام هذه الأدوات في خدمة النضال اليساري.
2 الأمية الرقمية
الأمية الرقمية لا تعني فقط عدم القدرة على استخدام الأدوات الرقمية، بل تشمل أيضًا عدم القدرة على فهم كيفية عمل هذه الأدوات وتأثيرها على الحياة اليومية، وعلى الأفراد والجماهير. بشكل عام، غالبًا ما تفتقر التنظيمات اليسارية إلى الأدوات التقنية، أو يكون استخدامها لها حتى الآن محدودًا وبدائيًا، وهذا ما يحدّ من قدرتها على التأثير في الوعي الجماهيري.
فمحو الأمية الرقمية داخل تنظيمات اليسار ليس مجرّد تعليم الأعضاء كيفية استخدام الأجهزة والتطبيقات الرقمية، بل هو أيضًا تدريبهم على فهم بنية الأنظمة الرقمية من خلال وعي نقدي بالأيديولوجيات التي تتحكم فيها. يجب أن تركز هذه البرامج على تزويد الأعضاء ليس فقط بالأدوات التقنية، بل بالقدرة على فهم السياقات السياسية والاقتصادية والتقنية التي تُشكّل التكنولوجيا، بما يساعد على استخدامها في خدمة أهداف المساواة والعدالة الاجتماعية. الأمية الرقمية تجعل اليسار في موقع ضعف أمام التحديات التي تفرضها الرأسمالية الرقمية، وتشكل حاجزًا أمامه ليظل مؤثرًا في العصر الرقمي. وبالتالي، من الضروري تدريب وتطوير قدرات أعضاء وقيادات ومنسقي تنظيمات اليسار والجماهير، وعلى مستويات مختلفة، على أدوات العصر الرقمي الحديث، لكي يتمكنوا من مواجهة الهيمنة الرقمية.
3 تطوير القدرات والكفاءات التقنية اليسارية كضرورة نضالية
لقد أصبح تطوير القدرات اليسارية في المجال التقني ضرورة استراتيجية موازية لتطوير القدرات السياسية، والفكرية، والتنظيمية، والإعلامية، والجماهيرية. فكما لا يمكن لقوى اليسار أن تعتمد على الإعلام الرأسمالي وتسعى، في الوقت نفسه، لبناء إعلامها المستقل، وكما تطوّر فكرها وسياستها وأدواتها التنظيمية بشكل مستقل عن أدوات الهيمنة البرجوازية، فإن عليها أيضًا أن تدرك أن معركتها ضد الرأسمالية الرقمية لا يمكن أن تُخاض بأدوات خصمها. لقد أصبحت الاستقلالية التكنولوجية شرطًا جوهريًا يُكمل الاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية.
لا يمكن الحديث عن تحرّر فعلي، أو بناء مشروع اشتراكي جذري، بينما تخضع تنظيمات اليسار للرقابة والسيطرة والمراقبة الدقيقة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الدول الكبرى وشركات رأسمالية لخدمة مصالحها. كيف لحركة تحررية أن تُخطط، وتتنظّم، وتبني أدواتها وبرامجها، وهي خاضعة خوارزميًا لأنظمة مصمّمة لإضعافها، أو على الأقل لتصفية وتقييد خطابها وتقليل انتشاره وفعاليته؟
إن عدم امتلاك أدوات يسارية رقمية مستقلة، يعني بقاء اليسار في موقع دفاعي، وبنية تنظيماته مكشوفة، مراقَبة، وقابلة للإخضاع والإلغاء بضغطة زر. فهل يمكن لمن يناضل من أجل التغيير الاشتراكي الديمقراطي أن يقبل بأن تكون بياناته وتحركاته وتحليل وعي جماهيره تحت رحمة خوارزميات تخدم منطق السوق وتعيد إنتاج الهيمنة الطبقية الرأسمالية بصيغ رقمية متقدمة؟
4 دور الشباب في التحوّل والتطوير الرقمي
يُعدّ الشباب أحد العناصر الأساسية في تعزيز التحول والتطور الرقمي داخل التنظيمات اليسارية، حيث يُعتبرون القوة الحركية التي يمكنها تجديد أدوات النضال السياسي والاجتماعي في العصر الرقمي. في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، أصبح دور الشباب في تقليص الأمية الرقمية داخل الأحزاب اليسارية أمرًا بالغ الأهمية. يُشكّل الشباب العمود الفقري لأي تحوّل وتطوير رقمي يمكن أن يحدث داخل التنظيمات اليسارية. فالكثير من الشباب اليوم يمتلكون قدرة كبيرة على التعامل مع الأدوات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة بشكل أسرع وأكثر كفاءة من الأجيال السابقة.
إن تمكين الشباب داخل التنظيمات اليسارية يُعتبر شرطًا أساسيًا لمواكبة العصر الرقمي واستغلال الأدوات التقنية لمواجهة الهيمنة الرقمية للرأسمالية، حيث لديهم القدرة على تطوير أدوات نضالية جديدة تُحسّن من القدرة على التنظيم، والتحشيد، والتأثير على الرأي العام. كما يمكنهم إدخال الابتكار والإبداع في أساليب النضال اليساري. الشباب يمكن أن يساهموا بشكل فاعل في قيادة هذا التحوّل الرقمي داخل الأحزاب اليسارية بفضل قدرتهم العالية على استخدام التكنولوجيا لتجاوز العقبات التي تفرضها الرأسمالية الرقمية. ومن الضروري العمل على إزالة كل العوائق التنظيمية والسياسية التي تعيق انضمام الشباب إلى تنظيمات اليسار أو البقاء فيها، وإبداء المرونة الكبيرة معهم، بما يتوافق مع تطورهم المعرفي والوعي الديمقراطي.
5 الأمميات اليسارية الرقمية
أهمية بناء أمميات يسارية رقمية لمواجهة هيمنة الشركات التكنولوجية الكبرى والدول الرأسمالية على الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا الرقمية. تُعد هذه الأمميات الرقمية ضرورة استراتيجية لمواجهة الهيمنة الرأسمالية في الفضاء الرقمي، حيث تفرض هذه القوى الكبرى سيطرتها على أدوات التكنولوجيا، مما يعزز الاستغلال ويعمق الصراع الطبقي. الأمميات الرقمية هنا تعني تحالفات يسارية وتقدمية عالمية، تتجاوز الحدود الجغرافية والانقسامات الفكرية. وكما كانت الأمميات اليسارية والعمالية ضرورية تاريخيًا لمواجهة الرأسمالية، أصبح من الضروري الآن بناء تحالفات يسارية رقمية تركز على التصدي للرأسمالية من بوابة التكنولوجيا، وتعمل على توحيد جهود اليسار عبر أدوات ومنصات العصر الرقمي.
تُسهم هذه الأمميات من خلال تعزيز التعاون بين التنظيمات اليسارية حول العالم في تطوير تقنيات بديلة تشاركية ومفتوحة المصدر، تضمن أن تكون التكنولوجيا في خدمة المجتمع، وموجهة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. ينبغي لهذا التحالف الرقمي أن يتجاوز الخلافات الفكرية بين التيارات اليسارية المختلفة، خصوصًا في هذا المجال، ويركز على الهدف المشترك: انتزاع التكنولوجيا من قبضة رأس المال وتحويلها إلى أداة للتحرر الجماعي.
6 الذكاء الاصطناعي في ظل الرأسمالية
رغم الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي لتحسين الحياة البشرية، إلا أنه يُستخدم اليوم بشكل يخدم الشركات الكبرى والدول الرأسمالية، ويُعدّ أداة فعالة في القمع والسيطرة الرقمية. يتم توظيفه لإعادة تشكيل الوعي الجماهيري بشكل غير مباشر، من خلال الخوارزميات التي تتحكم بالأفراد عبر الإنترنت.
تؤثر هذه الخوارزميات على اختيارات الأفراد وتوجهاتهم الفكرية، مما يجعلها أداة هيمنة فكرية تُعزز الأفكار الرأسمالية واليمينية، وتُسهم في تفكيك وتقييد الفكر اليساري والتقدمي. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز التمييز بجميع أشكاله، سواء في سوق العمل أو في الحياة اليومية، بما يتماشى مع قيم الرأسمالية. كما أن له تأثيرات بيئية ضارة، ويُستغل في تطبيقات إجرامية، مثل تطوير الأسلحة وشنّ الحروب.
7 بدائل يسارية للذكاء الاصطناعي
أما البديل الذي يُطرَح في هذا الكتاب، فيتمثّل في رؤية يسارية تقدّمية للذكاء الاصطناعي، تسعى لانتزاع السيطرة على هذه التكنولوجيا من قبل الجماهير، وتوجيهها نحو خدمة مصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر. ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتحسين الحياة المعيشية، بل لتفكيك الهيمنة الرأسمالية من خلال تطبيقات يسارية مفتوحة المصدر وشفافة.
في هذه الرؤية، تصبح التكنولوجيا ملكًا جماعيًا، خاضعة لإشراف ديمقراطي جماهيري، يضمن استخدامها لصالح المجتمع. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُوظَّف لتحسين العمل الجماعي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، ومعالجة قضايا مثل الفقر، التعليم، الصحة، والمساواة الجندرية، بعيدًا عن منطق الربح والاستغلال. يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق توزيع عادل للموارد، وضمان فرص عمل متكافئة بغضّ النظر عن الخلفيات الاجتماعية أو الاقتصادية، بل وحتى للمساهمة في تقليص ساعات العمل دون تقليل الأجور. كما يمكن أن يكون أداة فعالة في مكافحة التمييز، سواء كان جندريًا أو عرقيًا، من خلال تطوير أنظمة تقييم مبنية على الكفاءة لا على التحيّزات، وداعمًا لحماية البيئة، وتعزيز الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان.
8 استخدام حذر ومدروس للذكاء الاصطناعي الحالي
إن استخدام قوى اليسار للذكاء الاصطناعي الحالي يجب أن يكون استخدامًا حذرًا ومدروسًا. فعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا منتج رأسمالي غير محايد، إلا أنها تمتلك إمكانيات هائلة يمكن توظيفها لصالح قضايا العدالة الاجتماعية، إذا ما استُخدمت بشكل واعٍ، نقدي، وموجَّه. يتطلب ذلك عقلية علمية منفتحة، ترى في التكنولوجيا أداة يمكن استثمارها لتعزيز النضال السياسي، والجماهيري، والإعلامي، والتقني. ولا بد أن يتم ذلك مع ضمان الشفافية، وحماية خصوصية البيانات، وفرض رقابة بشرية صارمة على استخدامات الذكاء الاصطناعي. أي استخدام يساري لهذه الأدوات يجب أن يكون في إطار تعزيز الأهداف الاشتراكية والتقدمية، لا بديلاً عن العمل الميداني، بل داعمًا له ومكمّلًا، في سبيل بناء تغيير اجتماعي جذري.
9 لغة الكتاب والنشر الإلكتروني وحقوق النشر
تم استخدام لغة بسيطة وواضحة في الكتاب لضمان وصول المحتوى إلى أوسع شريحة من القراء والقارئات، بهدف تبسيط الأفكار التقنية ليتمكن الجميع من فهمها، سواء كانوا متخصصين أو غير متخصصين. الكتاب منشور عبر دار النشر العالمية "أمازون"، ومتاح أيضًا بشكل مجاني على الإنترنت، كما يُنشر إلكترونيًا لتسهيل الوصول إليه من قبل أكبر عدد ممكن من القراء والقارئات، وبدون أي قيود على استخدامه. الكتاب مفتوح للجميع، ويُسمح باستخدام نصوصه بحرية، بما في ذلك نشرها أو إعادة استخدامها، مع الإشارة إلى المصدر متى أمكن، دون أن يكون ذلك إلزاميًا.
10 الختام
الثورة الرقمية الحالية، رغم إمكانياتها الهائلة، تمّت هندستها لصالح الربح والسيطرة الرأسمالية. لكن المعركة لم تُحسم بعد بشكل كامل، والرأسمالية لم تخلق عالمًا مغلقًا بالكامل. ما زال هناك متسع لبدائل يسارية، بشرط أن يتم العمل بوعي وتخطيط طويل الأمد لمعركة صعبة ومعقدة جدًا. إن مقاومة الرأسمالية، وخصوصًا في طورها الرقمي، ليست فقط صراعًا على السلطة الاقتصادية والسياسية، بل هي صراع على الوعي البشري ذاته: على من يتحكم في تدفّق المعلومات والمعرفة، وعلى من يُعيد إنتاج الوعي الجماعي.
في الختام، أدعوكم للمشاركة في تعزيز البديل اليساري للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من خلال الحوار حول القضايا المطروحة، حيث إنّ الأفكار والمقترحات في هذا الكتاب ليست سوى نقاط لحوار جماعي داخل صفوف اليسار.
إن بلورة بديل عملي وفعّال تتطلّب نقاشات موسعة بين التنظيمات، والحركات، والشخصيات اليسارية والتقدمية في مختلف البلدان، وصولًا إلى وضع خطة عمل واضحة وقابلة للتطبيق. وإذ أطرح هذه الأفكار، فإن هدفي ليس تقديم حلول جاهزة، بل فتح نقاش حيّ حول الأولويات المطروحة، نقاش يجب أن يتحول إلى دعوة مفتوحة للمساهمة في تطوير رؤية يسارية رقمية بديلة، للذكاء الاصطناعي بشكل خاص، وللتكنولوجيا بشكل عام، من خلال جهد يساري جماعي، منظّم، وعابر للحدود.
*****************************************
يمكن الحصول على الكتاب من خلال:
• الرابط المجاني للكتاب من موقعي.
العربي
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=3
انكليزي
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=4
الكردية
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=5
• رابط الكتاب عبر دار نشر أمازون وهو بأقل سعر ممكن.
العربي
https://www.amazon.co.uk/dp/B0DXWTJVLD
الانكليزي
https://www.amazon.co.uk/dp/B0DYYYRHJK
الكردية
https://leanpub.com/ai-socialism
*********************************************
مواضيع ذات الصلة:
*********************************************
عربية
- محمد علي مقلد : الذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي رؤية من منظور اليسار الإلكتروني
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=862689
- جاسم سلام عادل: رزكار عقراوي أبو ذكاء إصطناعي ؟ لو أبو استعلاء تقني؟
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=862927
- سالم ناصر المهيري: الذكاء الاصطناعي: تتويجٌ وانتصارٌ لاقتصاد السوق
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=863314
- كوران عبد الله: عرض لكتاب: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة - رزكار عقراوي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=863440
- أليكس ب كرين: الذكاء الاصطناعي في قبضة الرأسمال: قراءة ماركسية في كتاب -الذكاء الاصطناعي الرأسمالي: تحديات اليسار والبدائل الممكنة-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=863751
- هل حان الوقت لبناء أممية رقمية لليسار؟
https://le7info.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d9%86%d9%88%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%af%d9%85%d8%a9-%d8%b1%d8%a3%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%85-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d9%84/
- أحمد سلامة - موقع درب اليساري المصري
https://daaarb.com/%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84/
- ماجد الشمري: أطياف دون كيشوت والذكاء الاصطناعي!.تعقيب على مقال جاسم سلام عادل
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=864342
- عبدالحميد برتو: في عالم الذكاء الإصطناعي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=864742
- طارق فتحي: عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=864760
- لوله حميد : الذكاء الاصطناعي والرياضة، سؤال غائب في زمن الرأسمالية، تعقيب على كتاب رزكار عقراوي حول الذكاء الاصطناعي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=865339
-ثائر ابو رغيف: الذكاء الاصطناعي وتعزيز اغتراب العمال: منظور ماركسي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=864329
- كردية
گۆران عەبدوڵڵا : کتێبی: زیرکی دەستکردی سەرمایەداری، ئاستەنگەکانی چەپ و ئەگەرە جێگرەوەکانی.. لە نووسینی رزگار ئاکرەیی
https://dengekan.info/archives/48699
- انكليزية
Alex B. Crane: Artificial Intelligence in the Grip of Capital: A Marxist Reading of -Capitalist Artificial Intelligence: Leftist Challenges and Possible Alternatives-
https://www.ahewar.org/eng/show.art.asp?aid=4302
- الدنماركية
Artificial Intelligence (AI, Kunstig Intelligens)
https://leksikon.org/art.php?n=5323
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هذا كتاب جاء في موعده تماما..
محمد دوير
(
2025 / 3 / 25 - 19:42
)
هذا كتاب جاء في موعده تماما..
يقدم رؤية تتناسب مع القرن 21 ، ومع تحديات اللحظة.. عن مستقبل اليسار في ظل التطورات التكنولوجية...
هو كتاب يجب علي كل يساري أن يطلع عليه..
كان لي حظ الاطلاع علي الكتاب كمخطوطة قبل نشره..وأعتقد أنه من أهم الكتب في السنوات الأخيرة
خالص الشكر للصديق والرفيق رزكار عقراوي
2 - رد الى: محمد دوير
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 10:30
)
كل الشكر والتقدير رفيقي وصديقي العزيز د. محمد دوير، المناضل والكاتب اليساري المرموق، الذي لم يغادر يوما موقعه في معركة الوعي والتحرر، سواء في ساحات النضال او في معركة الفكر.
لقد شكلت مساهمتك في مراجعة المسودة ودعمك النقدي الثاقب إضافة نوعية لهذا المشروع، الذي لا يسعى فقط لتشخيص لحظة هيمنة رقمية رأسمالية، بل لفتح أفق يساري جديد يعيد صياغة العلاقة بين التكنولوجيا والنضال الاشتراكي.
استفدت كثيرا من الملاحظات القيمة التي طرحتها على المسودة، في تطوير الكثير من النقاط وتلافي النواقص الموجودة، وهو ما كان له أثر ايجابي في صقل الرؤية وتعزيز الوضوح السياسي والفكري للكتاب.
كتبك المهمة ودراساتك اليسارية القيمة أغنت المكتبة اليسارية في العالم العربي، وأسهمت في ترسيخ خطاب وتحليل يساري علمي رصين. حضورك الدائم في ساحات الفكر التقدمي يشكل مصدر إلهام حقيقي، ويعكس التزاما قويا بربط النظرية بالفعل، والمعرفة بالنضال.
كل الامتنان لرفيق ترك بصمته في كل محاولة جادة لبناء يسار علمي متفتح، واقعي، ومرتبط فعليا بقضايا شغيلات وشغيلة اليد والفكر، وركز دائما على تطوير العمل وتعزيز التنسيق والعمل المشترك بين فصائل اليسار المصري.
فائق التقدير والاحترام.
3 - تهانينا
مريم نجمة
(
2025 / 3 / 25 - 19:43
)
تهانينا مبروك رفيق رزكار على جهودك نأمل قراءته بافتخار .
4 - رد الى: مريم نجمة
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 10:33
)
كل الشكر والمحبة رفيقتي العزيزة مريم نجمة الصوت اليساري الاصيل الذي لم ينكسر يوما امام العواصف.
دعمك الدائم يشكل اضافة معنوية كبيرة
فائق التقدير والامتنان
5 - حول تطور الآلة وتحل محل الإنسان
بدري عبيد
(
2025 / 3 / 25 - 19:44
)
في مقالة ل الراحل فألح عبد الجبار في مجلة النهج تحت عنوان البروستاريكا عربياً ينقل افكار ماركس حول تطور الآلة وتحل محل الإنسان وهنا ياتي المشكل الأكبر في ايجاد حل ل ملائم البشر في العيش الكريم ويبدو نحن على اعتاب مرحلة جديدة وتبقى نبوءة ماركس ضمن المرحلة القادمة.
6 - رد الى: بدري عبيد
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 10:36
)
الزميل العزيز بدري عبيد
كل التقدير على المداخلة الغنية التي تضيء على احد الجذور النظرية الاساسية في تحليل الكتاب وهي علاقة تطور الالة بمصير الشغيلات والشغيلة في سياق الهيمنة الراسمالية. فعلا، كما اشرت، تبقى نبوءة ماركس حول التناقض الجوهري بين تطور قوى الانتاج من جهة وعلاقات الانتاج الاستغلالية من جهة اخرى في صلب المرحلة القادمة. اذ ان تقدم التكنولوجيا لا يعني بالضرورة تحسنا في شروط العيش بل قد يتحول الى اداة لتعميق الاستغلال ما لم تنتزع هذه الادوات من قبضة راس المال وتوجه نحو اهداف انسانية.
البديل اليساري الرقمي يجب ان لا يكتفي فقط بالنقد بل يسعى الى بناء سياسات فعلية تضمن توزيع الثروة وتحرير العمل من الاستعباد الخوارزمي والهيمنة الرأسمالية الرقمية.
شكرا على اثراء النقاش والمساهمة.
7 - موضوعً بالغ الأهمية
Dil Mayî
(
2025 / 3 / 25 - 19:44
)
مبروك على إصدار كتابك! يبدو أنه يتناول موضوعًا بالغ الأهمية في ظل التغيرات السريعة التي نشهدها في عالم التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. هل لديك منصة مفضلة لبيعه أو أي فعاليات مرتبطة بإطلاقه ؟
8 - رد الى: Dil Mayî
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 18:55
)
العزيز Dil Mayî
كل الشكر والتقدير بالفعل، الكتاب محاولة لطرح رؤية يسارية في زمن تسارعت فيه سيطرة الرأسمالية الرقمية على وعي البشر، لا فقط على أدوات الإنتاج.
أما عن النشر، فالنسخة متاحة حاليًا عبر منصة أمازون بسعر رمزي ، إضافة إلى توفير نسخة مجانية على مواقع ومنصات أخرى دعمًا لمبدأ أن المعرفة حق إنساني، لا سلعة ولابد ان تصل للكل مجانا.
لا توجد فعاليات إطلاق حتى الآن، لكن أي اقتراح أو تعاون لتوسيع دائرة الحوار والنقاش مرحب به دائما!
كل الاحترام
9 - أحييك على المثابرة في الدفاع عن الفكر الإنساني الت
ابراهيم سبينداري
(
2025 / 3 / 25 - 19:46
)
مُنجَزٌ نوعي رفيق رزگار. عاشت الايادي.قد استبق السياق، لكني رغم ذالك اقول: ان ما لفت انتباهي هو عنوان الكتاب(( الذكاء الاصطناعي الرأسمالي….))
وهل يمكن ان يوجد ذكاء اصطناعي اشتراكي؟ فالذكاء الاصطناعي منتوج العقل البشري وهو متجسد في الآلة، يمكن لايِّ نظام اجتماعي واقتصادي ان يستخدمه وليس الرأسمالي وحده.
يبدوا ان الجانب الأهم، والفكرة المبتغاة من هذا العمل هو التعريف بالذكاء الاصطناعي، أهميته، وهل يمكن ان يؤثر على الطبيعة الاستغلالية للرأسمالية، و مدى تأثيره في عملية تثوير الصيرورة التاريخية و موقف اليسار منه.
أحييك على المثابرة في الدفاع عن الفكر الإنساني التقدمي.
ساقرأه بالتأكيد.
10 - رد الى: ابراهيم سبينداري
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:02
)
الرفيق والصديق العزيز ابراهيم
كل الامتنان على هذه المداخلة العميقة التي تلتقط بجمالية فكرية عالية جوهر المفارقة التي يطرحها الكتاب.
كما تفضلت، الذكاء الاصطناعي ليس رأسماليا أو اشتراكيا بطبيعته، بل هو منتوج للعقل البشري ولتطور العلوم، ويمكن أن يستخدم ضمن أي نظام اجتماعي اقتصادي.
لكن في سياق السيطرة الراسمالية العالمية الراهنة، وتحت سيطرة الشركات الرأسمالية الاحتكارية والدول الكبرى، تحول هذا المنتوج إلى أداة لإعادة إنتاج الهيمنة الطبقية وتعظيم الارباح وتكريس الاستغلال وغسل الوعي الجماهيري عبر وسائل جديدة، أقل مباشرة وأكثر تعقيدا وتحكما وبشكل ناعم وغير محسوس.
العنوان، كما اشرت، لا يعكس جوهر التكنولوجيا، بل يشير إلى تموضعها الحالي ضمن بنية الاستغلال الرأسمالي وهو دعوة لإعادة التفكير في موقع التكنولوجيا في مشروع تحرري يساري.و محاولة لقراءة الذكاء الاصطناعي من منظور طبقي يساري، يرفض أن يُترك كأداة بيد رأس المال، ويؤكد على ضرورة انتزاعه كأداة للتحرر. سرني جدا اهتمامك، وسأكون بغاية السعادة بقراءة ملاحظاتك بعد الاطلاع، فأنت من الرفاق الذين يهمني كثيرا رايهم. كل المودة والتقدير
رزكار
11 - استغلال الذكاء الصناعي كأداة لتعزيز الكتابة الإبدا
قاسم جاسم
(
2025 / 3 / 25 - 19:57
)
استخدام التفكير النقدي في إنتاج كتابة إبداعية بواسطة الذكاء الصناعي ليست عملية ممنوعة قانونيا او أخلاقيا والذكاء الصناعي وسيلة لتحسين الإنتاجية بصورة عامة لكن تتطلب اتباع بعض الخطوات المنهجية التي تساعد على تحسين جودة النصوص الناتجة:
تحديد الأهداف بوضوح
فهم الأداة
تحليل المحتوى
توليد الأفكار
المراجعة والتعديل
التغذية الراجعة
التفاعل مع النصوص
التوازن بين الإبداع والتقنية
استكشاف الأساليب المختلفة
التعلم المستمر
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك استغلال الذكاء الصناعي كأداة لتعزيز الكتابة الإبداعية بدلاً من أن يكون عقبة وتوظيفه بما يخدم مساعي الانسان نحو تحسين جودة الحياة
12 - رد الى: قاسم جاسم
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:10
)
الزميل العزيز قاسم جاسم
شكرا على المداخلة التي تفتح بابا مهما في سياق النقاش حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والعمل الثقافي والمعرفي، وهي علاقة لم تعد ممكنة تجاهلها او حصرها في اطار ادوات تقنية محايدة. كما جاء في الكتاب،
يعد الذكاء الاصطناعي من احد ابرز ابتكارات الثورة الرقمية الحديثة، حيث وفر امكانيات هائلة لتعزيز الانتاجية، وتطوير العلوم والخدمات العامة، والمساهمة في حل العديد من التحديات التي تواجه البشرية. وقد احدث تحولات جوهرية في مختلف المجالات، مما جعله ركيزة اساسية في تطور المجتمعات الحديثة.
لا يتعلق الامر فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لزيادة الانتاجية والابداع البشري في مختلف اشكاله، ومنها النقاط القيمة التي طرحتها وارى انها صحيحة. ولكن، يبقى السؤال الجوهري حول من يملك هذه الادوات، كيف توجه، ولصالح اي مشروع اجتماعي وفكري توظف. فحتى تلك الخدمات التي ذكرتها، يتم توجيهها بشكل غير محسوس وعلى المدى البعيد.
التوازن بين الابداع والتقنية لا يتحقق عبر تحسين الاداء الفردي فقط، بل من خلال خلق وعي جمعي نقدي يرفض ان تتحول الادوات الرقمية الى اليات تطويع وغسل للوعي البشري.
13 - كل الشكر على هذا المجهود
أحمد رباص
(
2025 / 3 / 26 - 05:08
)
أصالة عن شخصي المتواضع، ونيابة عن جميع فصائل اليسار وقوى التحرر بالمغرب اشهد ان الرفيق رزكار بيستحق كل الشكر على هذا المجهود الذي بذله من أجل وضع اللبنة الاساس لأدبيات اليسار الإلكتروني العربي..
فضلا عن طابعه التأصيلي ، يتميز كتابه بفتح الباب على مصراعية لتناول قضايا اليسار العربي والدفاع عنها من خلال استغلال كل الإمكانيات التي تسمح بها التكنولوجيا المعاصرة، أملا في حشد الجماعات ذات التوجه الاشتراكي والديمقراطي في بوثقة النضال العام من أجل حفظ كرامة الإنسان وصونها عن تغول الليبرالية المتوحشة التي لا يهمها منه بالدرجة الأولى إلا جانبه البهيمي المقتصر على استهلاك نتاج آلتها الصناعية ضمانا للربح، ولا شيء غير الربح، في تجاهل تام للقيم والمضامين الإنسانية النبيلة..
14 - رد الى: أحمد رباص
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:12
)
كل التقدير والامتنان رفيق عزيز أحمد رباص،
كلماتك شهادة أعتز بها كثيراً، خاصة حين تصدر من مناضل يحمل وضوح ثوري والتزام صادق بقضايا اليسار والتحرر.
الكتاب محاولة أولية لبناء أدبيات يسارية رقمية وتوسيع أدوات النضال الاشتراكي في مواجهة الرأسمالية الرقمية المتوحشة، لا استبدال للنضال الميداني على الارض بل دعمه وتطويره بأدوات العصر الرقميز
ممتن لهذا الاحتفاء الرفاقي وتحية نضالية خالصة لكل فصائل اليسار وقوى التحرر في المغرب الحبيب.
مع كل المودة والاحترام
15 - صَدَرَ في وقته
نوزاد برواري
(
2025 / 3 / 26 - 05:09
)
منجز علمي وموضوعي صَدَرَ في وقته وفي ظل التطورات المتسارعة في استخدام الآلة والرقم ، بوركت وللمزيد من العطاء
16 - رد الى: نوزاد برواري
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:18
)
الزميل العزيز نوزاد
شكرا جزيلا على كلماتك الداعمة وتعليقك الذي يعكس وعي تقدمي وتقدير لكل محاولة تربط التحليل اليساري بالتحولات التكنولوجية المتسارعة.
هذا العمل ليس سوى خطوة أولية في مشروع يساري جماعي أوسع، يجب أن يسعى إلى تفكيك الهيمنة الرقمية للرأسمالية وطرح بدائل تقدمية توظف التكنولوجيا في خدمة العدالة والمساواة والتغيير الاشتراكي.
كل الاحترام والتقدير.
17 - أداة لتحرير الشعوب في حالة حسن استعماله
Ahmed Gaaoudi
(
2025 / 3 / 26 - 05:10
)
وسبق للصديق مدير موقع الحوار المتمدن متذ أقل من عامين أن طرح أرضية حول اليسار الالكتروني وتأتي الدراسة الثانية حول الذكاء الاصطناعي لتكمل المقال الأول ولكن هذه المرة هل الذكاء الاصطناعي وسيلة لخدمة الرأسمال المعولم أم أداة لتحرير الشعوب في حالة حسن استعماله ،للمزيد العودة إلى موقع الحوار المتمدن الرسمي !
18 - رد الى: Ahmed Gaaoudi
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:21
)
كل الشكر والتقدير رفيقي العزيز أحمد
نعم، هذه الدراسة تشكل امتداد نقدي وتحليلي لتلك الأرضية الأولية حول اليسار الإلكتروني وتستند الى افكاره.
الذكاء الاصطناعي الآن أداة فاعلة بيد الرأسمالية لإعادة إنتاج الهيمنة، لكن يمكن تحويله إلى أداة تحررية للمجتمعات والشعوب إذا توفرت الإرادة والتنظيم والرؤية اليسارية الجماعية.
كل التقدير لهذه الإشارة المهمة، والعودة لموقع الحوار المتمدن والحوار الذي جرى حول اليسار الالكتروني خطوة أساسية لفهم السياق الكامل.
كل الاحترام والتقدير
19 - ساقرا كتابك اكيد واناقشه
سامي مالح
(
2025 / 3 / 26 - 05:11
)
الف مبروك كاكه رزكار. انا بصدد اصدار كتابي - التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي - خيار تربوي وضرورة مجتمعية- اتناول فيه أهمية التفكير النقدي في التربية والتعليم، وفي حياة الفرد والمجتمع، في عصر الذكاء الاصطناعي - بأمكاناته الكبيرة والهائلة والتغييرية من جانب وبالمخاطر والتحديات التي تصاحبها من جانب آخر. كما اتناول فيه الذكاء الاصطناعي كايديولوجيا وعلاقته بالسلطة ورأس المال ومراكز النفوذ. اعتقد الكتاب فيه مناقشات واجوبة على جوانب من طروحاتك التي قرأتها سابقا. ساقرا كتابك اكيد واناقشه من منطلق المعطيات والمصادر التي اعتمدتها في كتابي. محبتي
20 - رد الى: سامي مالح
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 26 - 19:27
)
الرفيق العزيز سامي
شكرا من القلب على كلماتك وتفاصيل كتابك المهم، وارى فيه نقاط مركزية من الضروري تقديم تحليلات يسارية نقدية لها.
التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط خيارا تربويا بل أداة نضالية حقيقية في مواجهة سياسات الهيمنة الرقمية وإعادة إنتاج الوعي الزائف.
طرحك للذكاء الاصطناعي كايديولوجيا مرتبطة بالبنى السلطوية والرأسمالية يتقاطع بوضوح مع أطروحات اليسار الالكتروني التي يسعى الكتاب لتقديمها كبديل يساري تحرري. متحمس جدا لقراءة عملك، ومواصلة النقاش حول نقاط الالتقاء والتباين، كجزء من مشروع جماعي يساري يواجه منطق احتكار المعرفة واللغة والأدوات من قبل الرأسمالية.
يهمني جدا رأيك بعد القراءة، وفتح حوار نقدي مشترك يساهم في تعميق مشروعنا اليساري والتقدمي في هذه الساحة المعقدة.
كل المحبة والتقدير.
21 - خبر مفرح هذا الإنجاز المهم
صباح كنجي
(
2025 / 3 / 26 - 05:14
)
خبر مفرح هذا الإنجاز المهم .. في هذه المرحلة التي تشهد تحولات كبرى.. وتترافق مع تاثير ودور التكنولوجيا والاعلام في التغيير وصنع المفاهيم الجديدة.. التي تحدد سبل الكفاح وتشخيص مستلزمات العمل للتغيير وفقا لطبيعة العصر الذي نعيش فيه وهي المقدمة للحوالات كبرى تطال كل شيء تقريبا وتحتاج للتجديد والتجديد والتجديد في كل يوم لا بل في كل ساعة لمن يهمه المستقبل الأفضل لكوكبنا وما فيه من كائنات وبشر ..وهي مهمة لا يرتقي الى مستواها الا المكافحون من اجل مستقبل افضل للجميع..
22 - رد الى: صباح كنجي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 07:32
)
الرفيق العزيز صباح كنجي
شكرا جزيلا على كلماتك المشجعة والمفعمة بالامل، وسعيد جدا ان هذا العمل نال اهتمامك، خصوصا في ظل هذه التحولات المتسارعة التي وصفتها بدقة. فعلا نحن امام واقع جديد يعيد تشكيل كل شيء من مفاهيم واساليب كفاح ونضال، الامر الذي يحتم علينا كقوى يسارية وتقدمية ان نعيد التفكير والابتكار باستمرار، وان نضع التجديد كاداة يومية في مشروعنا اليساري.
المستقبل الافضل لن يمنح بل ينتزع، ولن يتحقق الا بوعي يساري علمي، وتنظيم صبور، ومثابرة تواكب ايقاع العصر وتحولاته.
كل التقدير لك ولمساهمتك الغنية، ولدورك المهم والداعي الى تطوير اليسار العراقي بشكل خاص وعموم اليسار، من خلال تجربتك النضالية والفكرية الكبيرة.
23 - ترجمة المقال المكتوب بالعربية إلى لغات اخرى
Ahmad Saleh Saloum
(
2025 / 3 / 26 - 05:16
)
موضوع مهم ولكن على صفحات الحوار المتمدن أن تقبل بإضافة ترجمة المقال المكتوب بالعربية إلى لغات اخرى ..حيث أرسل احيانا الترجمة بالفرنسية أو غيرها إلى شخصيات أكاديمية وتلقى قبولا مذهلا ..حيث يوفر الذكاء الاصطناعي ترجمات بسوية مرتفعة جدا ..هذا مهم للانطلاق من النشر بالعربي ومحدودية تلقيها من الجمهور العربي الذي غرق بتفاهات اعلام محميات الخليج الصعيو امريكية الرجعية سواء في تعابير الاسلام الصهيوني أو الأديان المسيسة صهيونيا..واقترح أن يكون هناك قسم مختص بتحويل المنشور على شكل كتاب آلى نسخة الكترونية ككتاب وترويجها في منصات دولية للفائدة وبلغات مختلفة
24 - رد الى: Ahmad Saleh Saloum
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 07:47
)
الزميل العزيز احمد،
في البداية احب ان اوضح ان الكتاب يعبر عن رأيي الشخصي، وليس له علاقة بالحوار المتمدن كمؤسسة يسارية متعددة المنابر.
شكرا جزيلا على مداخلتك القيمة، التي تفتح افقا ضروريا لتوسيع دائرة تأثير المادة والفكر اليساري عربيا ودوليا.
فعلا، محدودية التلقي في الفضاء العربي الراهن، الواقع بشكل عام تحت سطوة اعلام رأسمالي-استبدادي، تفرض علينا كيساريين ويساريات التفكير جديا في تجاوز الحواجز اللغوية.
استخدام الترجمات عبر الذكاء الاصطناعي بات امرا ممكنا وفعالا، ويدعم انتشار الافكار التقدمية في الاوساط الجماهيرية والاكاديمية وغيرها. اقتراحك حول تخصيص قسم للترجمة وتحويل المقالات الى نسخ الكترونية قابلة للنشر والترويج الدولي هو اقتراح مهم جدا، وسنناقشه مع الزميلات والزملاء في الحوار المتمدن، سعيا لفتح هذه الجبهة الثقافية الجديدة التي تعزز من حضور اليسار عالميا، وتوصل افكاره النيرة الى اوسع عدد ممكن وباللغات المختلفة.
مع كل المودة والتقدير.
25 - ألف مبروك لصدور كتابكم القيم.
حسن عجمي
(
2025 / 3 / 26 - 07:49
)
لا بدّ من نشوء تكنولوجيا سوبر مستقبلية تمكّن الفرد من إعادة صياغة التكنولوجيا المعاصرة بما يناسب الفرد ومجتمعه..الذكاء الاصطناعي السوبر مستقبلي صناعة الفرد والمجتمع كاختيار الفرد للأبحاث والنصوص التي لا بدَ للذكاء الاصطناعي الاعتماد عليها و بهذا بدلاً من أن يبقى الفرد متلقياً سلبياً بلا فعّالية يصبح حينها فعّالاً في تحديد كيفية عمل الذكاء الاصطناعي مما يضمن حرية الفرد والمجتمع..
ألف مبروك لصدور كتابكم القيم..وإن سمح لنا الوقت من الممكن التعبير عن بعض الاتجاهات الفلسفية حيال الذكاء الاصطناعي كالاتجاه السوبر مستقبلي..
26 - رد الى: حسن عجمي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 09:38
)
الزميل العزيز د. حسن
كل الشكر والتقدير على كلماتك المشجعة، وتهنئتك التي اعتز بها كثيرا.
طرحك العميق حول الذكاء الاصطناعي السوبر مستقبلي يفتح افقا فلسفيا بالغ الاهمية، ويتقاطع بشكل مباشر مع واحدة من اهم افكار الكتاب، وهي ان العلاقة مع التكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ليست علاقة تلق محايد، بل علاقة مشروطة بالبنية الطبقية والفكرية السائدة. التكنولوجيا ليست كيانا خارج التاريخ، بل هي امتداد مادي وفكري لصراعات اجتماعية واقتصادية وثقافية، ولذلك فان اعادة تشكيلها بما يخدم حاجات الانسان وتحرره لا تتم الا من خلال فاعلية جماعية واعية، ومن خلال تحويل المستخدمين والمستخدمات من موقع التبعية واللافعالية الى موقع الفعل النقدي والمشاركة الواعية في رسم ملامح هذا المستقبل.
الذكاء الاصطناعي السوبر مستقبلي، كما تفضلت، لا ينبغي ان يفهم فقط كتطور تقني، بل كافق نضالي وفلسفي، يتطلب تمكينا معرفيا للمجتمعات، وقدرة على تفكيك منطق الخوارزميات الذي يخضع اليوم لمصالح الشركات الكبرى، وتحويله الى مجال تدخل شعبي وديمقراطي. ومن هنا، فان اليسار والقوى التقدمية، اذا ارادت ان تبقى قوة تغيير فعلية، لا بد له ان يتعامل مع الذكاء الاصطناعي لا كاداة تقنية فقط، بل كبنية ايديولوجية ومعرفية تستدعي الاشتباك والتأثير فيها من موقع نقدي وتحرري. وهذا ما حاولت التأكيد عليه في الكتاب، عبر الدعوة لمحو الامية الرقمية داخل اليسار، وبناء وعي تكنولوجي كجزء من مشروع الوعي الطبقي الشامل.
يسعدني جدا فتح حوار اوسع حول هذه الاتجاهات، وخاصة مع كاتب قدير مثلك يحمل هذا العمق الفلسفي الكبير والالتزام التحرري، وآمل ان تتاح لنا فرصة اوسع للتفاعل مستقبلا، سواء من خلال الكتابة او النقاشات المباشرة.
مع كل المودة والتقدير.
27 - رزكار يعني المحرّر باللغة الكردية
حمدي المصري
(
2025 / 3 / 26 - 07:50
)
رزكار عقراوي كاتب كردي عراقي ( معنى الاسم المحرّر باللغة الكردية وكذلك بالفارسية) وهو اسم شائع بين الاكراد لارتباط معناه بالحرية وهي طبيعة في الشعب الكردي انه لا يقبل الضيم
وشعب مكافح ويعتز بكرامته
ولهذه الاسباب نجد ان الفكر اليساري يشغل مساحة ليست بسيطة في المجتمع الكردي..… الفكر اليساري في ذهنه جزء لا ينفصل ان لم يكن محور منظومته الفكرية والسياسية -المقدسة-
28 - رد الى: حمدي المصري
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 09:55
)
الرفيق العزيز حمدي
شكرا جزيلا على هذه المداخلة الدافئة، التي تحمل تقديرا كبيرا لشعب شكل النضال اليساري جزءا من بنيته الاجتماعية والثقافية. نعم، اسم رزكار يعني المحرر، وهذا ليس مجرد دلالة لغوية، بل تعبير عن روح تحررية كامنة في الثقافة الكردية و ثقافة عموم شعوب المنطقة، روح رفض الظلم والسعي الدائم نحو التحرر والعدالة.
شكرا لك مرة اخرى على هذا التذكير، الذي يربط بين الاسم والمعنى، بين الانتماء والالتزام.
مع كل التقدير والاحترام.
29 - ليش محد يرجع
Raad Almishaan
(
2025 / 3 / 26 - 12:08
)
والسؤال ..نحن نعيش بدول الراسنالية . عود ليش مرتاحين ؟؟؟ او ليش محد يرجع ؟؟
مع ذلك اقول ..مبارك لك الإنجاز لأنك تعبر عن أفكارك..ملاحظة ..اليسار الأوربي والغربي يعيش أزمة أخلاقية بعد انجراره ك داعم للاسلاميين ومطببا لهم .
تحياتي
30 - رد الى: Raad Almishaan
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 10:03
)
الزميل العزيز رعد
شكرا على المداخلة. المسألة ليست شعورا فرديا بالارتياح في العيش داخل مجتمع رأسمالي، بل تتعلق بفهم اعمق لبنية هذا النظام نفسه، الذي، رغم قدرته على تقديم بعض الضمانات الاجتماعية تحت ضغط النضال العمالي والجماهيري، يبقى نظاما قائما على الاستغلال، والربح، والتفاوت الطبقي البنيوي. وجود بعض الحريات النسبية او تحسينات حياتية لا يعني نهاية التناقضات، ولا يلغي الحاجة الى بدائل يسارية تقدمية.
اغتراب البشر عن اوطانهم في المنفى لا يعني ان الراسمالية جنة، بل يكشف عن حجم ما صنعه التحالف بين النخب الاستبدادية الفاسدة الحاكمة في الشرق الاوسط، وبالاخص في بلداننا، والراسمال العالمي، من خراب وتهجير وتبعية وظلم وفساد، واضطر الكثير من الناس للهجرة والعيش في المنافي من اجل حياة اكثر امنا واستقرارا.
اليسار لا يقاس فقط من خلال موقف آن، بل من خلال قدرته على النقد الذاتي ومواصلة النضال من اجل عالم اكثر عدالة ومساواة.
اما ما طرحته حول بعض تيارات اليسار الغربي ودورها في تبرير قوى الاسلام السياسي، فهو موضوع فعلا يستحق النقاش والنقد، واتفق معك في الكثير مما اشرت اليه، لكنه لا يمكن تعميمه على كامل اليسار في الغرب، الذي يضم طيفا واسعا من المواقف والتيارات، وفيه ايضا من يرفض بوضوح التحالف مع قوى دينية رجعية او معادية للديمقراطية والمدنية.
النقد اليساري يجب ان يظل جذريا، شجاعا، لا يساوم مع الاستبداد باي شكل، ولا يغفل جوهر الصراع الطبقي، سواء في الشرق او الغرب.
كل التقدير وتحياتي.
31 - التجارب الملموسة
هدى جابر
(
2025 / 3 / 26 - 12:59
)
بسؤال صريح: هل فعلا اليسار الإلكتروني قادر يصنع بدائل تنظيمية واقتصادية؟ ولا هي مجرد رؤى فكرية بدون أدوات عملية؟ محتاجة أعرف وين التجارب الملموسة اللي دعمت فكرتك؟
32 - رد الى: هدى جابر
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 10:08
)
الزميلة العزيزة هدى
سؤالك مهم وجوهري، ويطرح اشكالية مركزية يواجهها اليسار الالكتروني وكل اشكال التنظيم الجديدة المرتبطة بالثورة الرقمية. فعلا، لا يمكننا الا ان نعترف ان هذا التيار ما زال في طور التشكل، وليس هناك صيغ او تنظيمات متبلورة تحت تلك التسمية، ولم يصل بعد الى بناء بدائل تنظيمية وسياسية متكاملة، لكن من الخطأ ايضا اختزاله في كونه مجرد رؤى نظرية.
وكما نرى خلال السنوات الماضية، وفي العديد من الثورات والاحتجاجات الجماهيرية، لعب هذا التيار الغير متبلور و رغم عدم تأطيره في صيغ تنظيمية معروفة، دورا فاعلا في التعبئة والتحشيد وصياغة خطاب تقدمي بديل متعدد المنابر. قدم ادوات جديدة للحوار والتفاعل السياسي، خاصة بين جيل الشباب، وابتكر وسائل غير تقليدية للتنظيم والقيادة، مستفيدا من منجزات الثورة الرقمية في تطوير آليات الاتصال والعمل الجماهيري.
نعم، هناك حاجة ملحة لربط هذه الطاقة الرقمية بالنضال على الارض، ولا يمكن لاي يسار يريد التغيير الجذري ان يكتفي بالعمل عبر المنصات. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل دور هذا التيار في خلق شبكات حوار وتحفيز الوعي السياسي، واسهامه في انتفاضات شعبية، سواء في المنطقة او في العالم، مثل انتفاضات العراق ولبنان، واحتجاجات المناخ في اوروبا، وحركات احتلوا وغيرها.
التحدي اليوم هو كيفية الانتقال من هذا الشكل المرن والسريع الى بناء بدائل اكثر تماسكا، وربط الافق الرقمي بالواقع لملموس، ضمن تحالفات يسارية ديمقراطية تقود مشروع التغيير نحو الاشتراكية.
شكرا لسؤالك، ومع كل التقدير.
33 - النظام الأبوي
ربى حسن القادري
(
2025 / 3 / 26 - 13:01
)
رغم إنك أكدت على العدالة الجندرية واستخدام اللغة الشاملة، لكن ليش حسيت إن حضور قضايا النساء في الكتاب ظلّ هامشي؟ يعني طُرحت المرأة كضحية للاستغلال الجندري في الذكاء الاصطناعي، بس ما شفت تحليل عميق لدورها كفاعلة في مقاومة هذا النظام أو في إنتاج بدائل تقنية. هل تعتقد إن الخطاب اليساري ما زال يعاني من مركزية ذكورية حتى لما يتكلم عن الذكاء والتكنولوجيا؟ وهل يكفي نقد النظام الأبوي بدون تفكيك بنى اليسار نفسه؟
34 - رد الى: ربى حسن القادري
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 10:23
)
الزميلة العزيزة ربى
مداخلتك تسلط الضوء على ثغرة مهمة وتستحق الوقوف عندها بجدية، واشكرك كثيرا عليها.
رغم التأكيد في الكتاب على العدالة الجندرية واستخدام لغة شاملة قدر الامكان، الا ان حضور قضايا النساء من الممكن قد لا يكون بالمستوى المطلوب، لا من حيث التحليل العميق لدور النساء كفاعلات في مقاومة النظام التقني الراسمالي، ولا في ابراز مساهماتهن في انتاج بدائل تقنية تقدمية. هذا لا يعود الى تجاهل مقصود، بل الى قصور عام ما زال يعاني منه الخطاب اليساري، الذي ورث مركزية ذكورية تتسلل حتى الى اكثر مقولاته راديكالية، ولا انفي انه من الممكن ان اكون ايضا ما زلت تحت تاثيراتها وبدرجات مختلفة.
النقد للنظام الابوي لا يكفي فعلا ما لم يترافق مع تفكيك جدي لبنى التفكير والسلوك داخل التيارات اليسارية ذاتها، بما فيها التيارات التي تتبنى خطابا تقدميا حول التكنولوجيا. النضال النسوي لا يجب ان يُختزل في المطالبة بالحقوق او كشف الاستغلال، بل عليه ان يتجه نحو زعزعة الاسس الثقافية التي تعيد انتاج الاضطهاد، سواء في المجتمع او داخل التنظيمات نفسها.
تعد مكانة المرأة داخل التنظيمات اليسارية وفي قيادتها مؤشرا واضحا على التزامها الحقيقي بمبادئ المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وليس مجرد شعارات تطرح للاستهلاك السياسي.
التنظيم اليساري الذي يضمن للمرأة دورا مركزيا في كافة المستويات، من القاعدة الى القيادة، طبعا حسب درجة التطور الاجتماعي لكل بلد، يُظهر فهما عميقا لحقيقة المساواة، حيث يتم تطبيقها داخل هياكله التنظيمية كجزء من ممارسة يومية، وليست مجرد فكرة نظرية. تمثيل المرأة في اللجان، والمجالس القيادية، والمشاركة في صياغة السياسات والبرامج، يعكس رغبة التنظيم في بناء نموذج ديمقراطي متكامل يُقدم رؤية عملية للمجتمع حول كيفية تحقيق المساواة.
عندما تكون المرأة شريكة مساوية وحقيقية في اتخاذ القرار، فان ذلك يبرز مصداقية التنظيم اليساري في هذا المجال ويعزز من صدقه ودوره في النضال من اجل قضايا المرأة على مستوى المجتمع.
اشرت في فصول من الكتاب الى اشكال الاستغلال الجندري داخل منظومات الذكاء الاصطناعي، لكن من الضروري، كما تفضلت، الانتقال من عرض المرأة كضحية الى تمثيلها كفاعل مركزي في المقاومة، وفي صياغة خطاب يساري نسوي تقني بديل. هذا يتطلب ايضا توسيع التحالف بين الحركات النسوية والتيارات اليسارية والتقدمية، لخلق مقاربة تقاطعية لا تفصل بين الجندر والطبقة، ولا تساوم مع الثقافة الذكورية، سواء في مؤسسات الدولة او في تنظيمات اليسار.
اشكرك على التنبيه، وساحمل هذه الملاحظة بجدية في اعادة التفكير والتوسيع في كتاباتي القادمة.
مع كل التقدير والاحترام.
35 - عبارة محو الامية الرقمية
شادي نواف
(
2025 / 3 / 26 - 13:03
)
ما تعتقد انو استخدامك لعبارة محو الامية الرقمية عند الحديث عن كوادر اليسار وخاصة القادة اللي ضحوا وتعرضوا للسجون والنفي فيه نوع من الاهانة
يعني كيف ممكن نوفق بين الاحترام لتاريخهم النضالي وبين توصيفهم بالامية
مش شايف انو الكلمة مشينة وقاسية وبتجردهم من قيمة نضالهم
وليش ما اخترت تعبير اخف او اكثر احترام بدل محو الامية اللي بنستخدمها عادة لوصف شخص بعيد تماما عن المعرفة
36 - رد الى: شادي نواف
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 11:04
)
الزميل العزيز شادي
سؤالك مشروع تماما واشكرك كثيرا عليه، وفهمي لحساسيته نابع من احترامي العميق للتجربة النضالية التي خاضها الكثير من القادة اليساريين، الذين دفعوا اثمانا باهظة من اعمارهم وسنواتهم في السجون والمنافي والنضال من اجل قضايا العدالة والحرية والتغيير الاشتراكي. لم يكن اختيار مصطلح محو الامية الرقمية بهدف الانتقاص او الاهانة ابدا، بل كان محاولة لتسمية واقع صعب و ملموس نعيشه جميعا، يتمثل في الفجوة التكنولوجية التي تفصل اجيالا من المناضلين والمناضلات عن أدوات العصر الرقمي، والتي باتت جزءا مركزيا من ساحات الصراع السياسي والطبقي المعاصر.
وهنا من المفيد الإشارة الى أجيال الثورة الرقمية، والتي غالبا ما يتم تقسيمها الى جيل الثورة الرقمية الأولى المرتبط بظهور الحواسيب والانترنت، ثم جيل الثورة الرقمية الثانية المرتبط بالتفاعل الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، وصولا الى جيل الثورة الرقمية الثالثة المرتبط بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والواقع الافتراضي. هذه التحولات خلقت فجوات معرفية وسلوكية بين الأجيال، بما فيها داخل التيارات اليسارية.
المصطلح لا يقيس الوعي السياسي او الثقافي او النضالي، بل يشير الى فجوة تقنية يمكن ردمها بالتعلم والانفتاح والتطوير، وهي فجوة لا تقتصر على الرفاق والرفيقات الاكبر سنا، بل تشمل الكثيرين، وانا منهم. مثلا انا درست علوم الكومبيوتر واعمل منذ اكثر من ربع قرن في هذا المجال، ومع ذلك ما زلت اعتبر نفسي اميا في الكثير من الامور التقنية مقارنة بالاجيال الشابة وكيفية استخدامها لتقنيات المعلومات، وغالبا ما الجأ الى بناتي، بل أحيانا الى الجيل الأصغر منهم، في كثير من التفاصيل التقنية وكيفية استخدام تطبيقات مختلفة، ولا ارى في ذلك اساءة، بل اعتبره دعوة مفتوحة للتطوير والتعلم المستمر.
الاحترام لتاريخ الرفاق والرفيقات لا يتناقض مع الدعوة لتجديد الأدوات النضالية، بل هو امتداد فعلي لها. ومحو الامية الرقمية لا يعني التجهيل، بل يعني التمكين والتطوير، وتحويل التحدي الرقمي إلى فرصة لمزيد من الفاعلية والتأثير لليسار في مجتمعاتنا.
اذا تم فهم الامر بشكل خاطئ، او بدا وكأنه ينتقص من نضال وتاريخ الرفيقات والرفاق او من شخصيتهم، فانا اعتذر بصدق، فهذه لم تكن النية أبدا. كل التقدير لك على التنبيه، وانا منفتح تماما على اي اقتراحات لغوية بديلة طالما لا تغيب جوهر الفكرة ولا تجمل الواقع على حساب حاجتنا للتطوير.
مع كل الاحترام والمودة.
37 - الخطاب في جوهره يخدم الرأسمالية أكثر مما يواجهها
عمر ياسين الحجازي
(
2025 / 3 / 26 - 13:07
)
تطرح فكرة اليسار الإلكتروني وكأنها الطريق الوحيد لإنقاذ اليسار
لكن ما يبدو لي هو أنك لا تطور اليسار بل تعيد إنتاج خطاب نخبوي تقني لا يمس الواقع
أين الجماهير من كل هذا الكلام
أين الطبقات المهمشة التي لا تملك حتى اتصالا مستقرا بالإنترنت
كيف يمكن ليسار إلكتروني أن يعمل بثورة رقمية في بلدان تعاني من القمع والحجب وانقطاع الكهرباء
ما تقدمه ليس مشروعا نضاليا بل بروباغندا تقنية تناسب طبقة مهنية حضرية معزولة
وتقولون إنه بديل للرأسمالية
بينما هذا الخطاب في جوهره يخدمها أكثر مما يواجهها
38 - رد الى: عمر ياسين الحجازي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 12:48
)
الرفيق العزيز عمر ياسين الحجازي
مداخلتك تطرح اسئلة دقيقة، حادة، ومشروعة، وانا اقدرها تماما، لانها تضع اليد على جوهر التناقض بين التحولات الرقمية وبين شروط الواقع الطبقي والاجتماعي والسياسي، خصوصا في بلدان العالم الثالث او الجنوب العالمي التي تعاني من الفقر، والحجب، والقمع، وضعف او انقطاع الكهرباء.
نعم، هناك فجوة رقمية كبيرة، وهناك طبقات مهمشة لا تملك اتصالا مستقرا بالانترنت، لكن هذا لا يعني ان نغلق الباب على الفضاء الرقمي، بل ان نحاول استخدامه بطريقة تقدمية، ومن موقع يساري واضح، كجزء من معركة اوسع. لا يمكننا ترك هذه الساحات للرأسمال، واليمين، والشركات، ونعلم ان الانترنت سيصل الى كافة أنحاء المعمورة خلال سنوات.
حيث توظف المبادرات -الخيرية- و-الانسانية- التي تقودها بعض الدول وشركات التكنولوجيا الكبرى لتعميق السيطرة الرأسمالية على دول العالم الثالث، حيث تعمل هذه الشركات بجد على ايصال الانترنت الى كل ركن من العالم، وخصوصا الدول النامية، حتى قبل توفير الكهرباء والمياه النقية والخدمات الاساسية. وبدلا من تمكين المستخدمين والمستخدمات، سيُجرى تحويلهم الى مستهلكين ومستهلكات محتجزين داخل بيئة رقمية مغلقة، تُراقب فيها تفاعلاتهم باستمرار وتُستغل لتعظيم الارباح. الهدف الحقيقي لن يكون تحسين مستوى المعيشة، بل الترويج التجاري، وتعزيز السيطرة الفكرية، وتحويل كل فرد الى مستهلك دائم، ومصدر مستمر للبيانات والارباح.
لا اتفق معك في ان ما نطرحه خطابا دعائيا تقنيا لصالح الرأسمالية، بل بالعكس هو محاولة لفضح هذه اليات السيطرة الجديدة للرأسمالية، واعادة بناء خطابنا وادواتنا التقدمية واليسارية لمواجهة الهيمنة المتطورة الحالية للراسمالية، لا التواطؤ معها. المشروع اليساري الرقمي يجب ان يبنى على اسس نقدية واضحة، تربط بين مقاومة الاستغلال الطبقي، ومقاومة الرقابة والسيطرة الرقمية، والتحكم بالعقول، وغسل وعي الجماهير.
الفكرة في الكتاب لم تكن ابدا ان اليسار الالكتروني هو الطريق الوحيد، او انه بديل مكتمل لليسار، بل هو تيار مكمل له، يحاول ان يتعامل مع تحولات عميقة فرضتها الثورة الرقمية على اشكال التواصل، والتنظيم، والتعبئة. لم اطرح بديلا فوقيا، بل دعوة مفتوحة للتفكير بكيفية تطوير اليسار نفسه، وتجديد خطابه وادواته كي لا يبقى محصورا في هياكل جامدة او خطابات أصبح من الصعب ان تقبل وتصل من الاجيال الجديدة.
احترام رايك في ان خطاب الكتاب في جوهره يخدم الرأسمالية اكثر مما يواجهها، ولكن اتمنى ان تُعطى امثلة او توضح الفكرة اكثر لكي اعيد النظر في افكاري واستفيد منك.
مرة اخرى اشكرك على هذا النقد العميق، الذي أغنى النقاش حول الكتاب.
كل الاحترام والتقدير
39 - كامل جهودكَ تستحق الإحترام
عبد الحميد برتو
(
2025 / 3 / 26 - 13:29
)
جهد رائع وضروري وفي الوقت المناسب أيضاً. كامل جهودكَ تستحق الإحترام والتقدير والثناء لجدواها، خاصة في هذه المرحلة العصيبة جداً على كوكبنا بأسره وفي المقدمة قوى اليسار والتجديد العادل
40 - رد الى: عبد الحميد برتو
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 10:48
)
الرفيق العزيز عبد الحميد برتو
شكرا جزيلا على كلماتك المشجعة التي تعني لي الكثير، خصوصا حين تأتي من رفيق ومناضل يحمل هذا التاريخ الطويل في النضال والفكر اليساري. نعم، نحن نمر بمرحلة عصيبة على المستوى الكوكبي، حيث تتعرض قوى اليسار والتقدم لضغوط غير مسبوقة، وهو ما يجعل من الضروري مضاعفة الجهد لإعادة بناء خطاب يساري تقدمي يواجه هذا الواقع.
سعيد ان هذا المشروع وجد صدى لديك، وآمل ان يكون خطوة ضمن مسار جماعي أوسع، نعيد فيه لليسار حضوره وفعاليته في كافة المجالات في مواجهة التحديات التاريخية التي نعيشها.
كل التقدير والمودة.
41 - تحية..
ادم عربي
(
2025 / 3 / 26 - 14:36
)
البديل اليساري ممكن، لكن نجاحه يتطلب تحالفا بين النشطاء والمطورين والباحثين والسياسيين، مع إعادة تخيل جذرية لدور التكنولوجيا في بناء عالم أكثر عدلا......
42 - رد الى: ادم عربي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 10:51
)
الرفيق العزيز ادم
تحية وتقدير على مداخلتك التي تلامس جوهر ما يدعو اليه هذا المشروع. نعم، البديل اليساري للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الحالي ممكن، لكنه لن يتحقق إلا بتحالف واع وواسع بين النشطاء والمطورين والباحثين والسياسيين، وهو ما يتطلب ايضا اعادة تخيل جذرية لدور التكنولوجيا في بناء عالم اكثر عدلا.
من هنا، فان ما يتطلبه الوضع ليس فقط مواكبة او تنظيم الذكاء الاصطناعي، رغم اهمية هذه الخطوات، بل تطوير النضال من اجل اعادة توجيه راديكالية لهذه التكنولوجيا، ضمن مشروع سياسي تحرري يقلب علاقات القوة جذريا، وينتزع الذكاء الاصطناعي من منطق الربح والسوق والمنافسة والاحتكار والهيمنة، ليحوله الى بنية تحتية تخدم مصالح الاغلبية الساحقة من الجماهير. البدائل لم تعد مجرد طروحات نظرية، بل باتت ممكنة وملموسة من الناحية الموضوعية، وما ينقصها اليوم هو الارادة السياسية المنظمة، والتحالفات والامميات اليسارية والتقدمية العابرة للحدود، التي تستطيع اذا توحدت ونسقت عملها ان تقلب موازين القوى بشكل حاسم.
كل الشكر على المساهمة في الحوار، ومع كل التقدير.
43 - تهانينا بصدور الكتاب
حميد كشكولي
(
2025 / 3 / 26 - 15:39
)
تحياتي رفيق رزكار
كتابك سيكون سيكون مرجعا لكل اليساريين ضروريا وجوده في كل بيت .
وقد ساهمت سابقا بمقال عن التأثير الحاسم للذكاء الاصطناعي على البشرية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=815245
44 - رد الى: حميد كشكولي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 11:02
)
الرفيق والزميل العزيز العزيز حميد كشكولي
تحية رفاقية صادقة، وشكرا جزيلا على تهنئتك المشجعة والكلمات الدافئة التي اعتز بها كثيرا كرفيق وصديق وزميل عزيز.
ما يسعدني أكثر هو إننا نلتقي في فهم مشترك بان قضايا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لم تعد هامشية وثانوية في الصراع الطبقي، بل باتت ميدانا مركزيا من ميادين الهيمنة والمقاومة.
قرأت مقالك القيم -ثمة شبح يحوم في سماء اوروبا-، وكان من احد أهم النصوص التي لامست بعمق ليس فقط الجانب التقني، بل البعد الثقافي والسياسي والاجتماعي لموقع الذكاء الاصطناعي في لحظتنا الراهنة. تشخيصك لكيفية تفاعل شخصيات مثل البابا وبوتين وماسك وغرينسبان مع هذا -الشبح-، وما يثيره من رعب او آمال او رغبة بالسيطرة، كان ذكيا ومليئا بالصور الجدلية التي تجمع بين الطرافة والسخرية والعمق في آن واحد.
هناك الكثير من الافكار المشتركة بيننا، خصوصا في رفض النظرة التقنية المحايدة، والاصرار على ان الذكاء الاصطناعي لن يكون اداة تحرر الا اذا ارتبط بمشروع سياسي واجتماعي جذري. اتفاقنا ايضا على ان الخطر لا يكمن في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في نمط استخدامها ضمن بنية استغلالية طبقية، هو تقاطع مهم واساسي.
اكثر ما أعجبني في مقالك هو تأكيدك اننا لا يجب ان نستسلم لسرديات الخلاص التكنولوجي، بل ان نتمرد على الاستخدام غير العادل للتقنيات، ونعيد بناء علاقتنا بها على اساس العدالة والتحرر الإنساني، وهي مقاربة تتقاطع تماما مع جوهر ما حاولت طرحه في الكتاب.
من هنا، كما أشرت في النص، فان ما نحتاجه ليس فقط مواكبة الذكاء الاصطناعي، بل إعادة توجيه راديكالية له، عبر مشروع سياسي تحرري يقلب علاقات القوة، وينتزع التكنولوجيا من منطق السوق والاحتكار، ليعيد توظيفها لصالح الأغلبية الساحقة من البشر.
أشكرك مرة اخرى على مساهمتك القيمة، وعلى توجهك التقدمي الذي يشكل إضافة حقيقية لكل حوار جاد حول دور اليسار في عصر الثورة الرقمية.
مع كل التقدير والاحترام.
45 - موضوع العصر الا وهو الذكاء الاصطناعي
حميد حميد العراقي
(
2025 / 3 / 26 - 19:32
)
تحياتي وتقديري لجهدكم الفكري حول موضوع العصر الا وهو الذكاء الاصطناعي وما له من تأثير كبير في عالم فهو سلاح ذو حدين لين فاىدة كبيرة لمنفعة الانسان اذا ت توظيفه من احل رفاه وسلام الانسان ولكنه سيكون بالغ الخطورة لو تم توظيفه لصالح الرأسمال المتوحش
تحياتنا ثانية لكم تستاذ رزكار والى المزيد من العطاء
46 - رد الى: حميد حميد العراقي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 11:06
)
الرفيق العزيز حميد
تحية رفاقية، وشكرا من القلب على كلماتك الداعمة والمشجعة. احيي بدوري أفكارك اليسارية القديرة والمتفتحة، والداعية دوما للتنسيق والعمل المشترك بين اليساريين واليساريات، وللتطوير والتحديث الفكري والتنظيمي داخل التيار اليساري. هذا الصوت اليساري العقلاني الواثق والمتحرر من الجمود هو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحديات المعقدة التي يفرضها علينا واقع الهيمنة الرقمية والتحولات التقنية المتسارعة.
مداخلتك تلخص بدقة التناقض الكامن في الذكاء الاصطناعي، كأداة يمكن ان تكون في خدمة التحرر الإنساني أو في خدمة الرأسمال المتوحش. والرهان الحقيقي هو على من يملك هذه الأدوات، ومن يحدد وظيفتها ومآلاتها.
كل التقدير لك، ومع الاعتزاز برؤيتك الملتزمة والداعمة.
47 - مبادرة مشكورة وهامة للاخ رزكار
لبيب سلطان
(
2025 / 3 / 26 - 19:49
)
تحية وسلام
مبادرتك اخ رزكار في تناول هذا الموضوع الحيوي ويكتسب اهمية خاصة فعلا سواء لليسار في العالم او اليسار العربي كونه يحمل التجديد في الطروحات وفي ضرورة المبادرة بالفعل لجعل التكنولوجيا لخدمة الانسان اولا واخيرا..وكوني مختصا وعاملا في هذا المجال التكنولوجي منذ 40 عاما اجد فيها ذات الاهمية التي طرحتها في كتابك ..وتبقى الاهمية بالوسائل لتحقيق افكارك ويتشارك بها معك الكثيرون من العاملين في هذا المجال ، فالتكنولوجيا الرقمية ونظم الذكاء الاصطناعي ، كأي تكنولوجيا مزدوجة تطور من الشركات لغرض الربح لاغير ، بعضها يخدم الانسان دون شك، واخر يضر به، والتركيز هنا لدور اليسار في توضيح وفضح اين يتم الضرر ومالعمل تجاهه..مثالا يتم جمع المعلومات عن انشطة واهتمامات قراء منصات التواصل الاجتماعي وتحليلها من قبل منظومات الذكاء الاصطناعي وفق تكنولوجيا
Data Mining
لتقوم هذه الشركات ببيعها لشركات التسويق ولكن بنفس الوقت يمكن ان تستخدم لاغراض التجسس على النشطاء وتقديم براهين موثقة عنهم في النظم الديكتاتورية والمخابراتية..هنا دور اليسار مثلا بالمطالبة بوضع حواجز امام هذه الشركات لمنعها من تبادل معطيات المستخدمين معها وارغامها على رفض تبادل المعلومات مع هذه الاجهزة..لليسار الدورالكبير دون شك في ذلك وادواته المقاطعة حتى تستجيب هذه الشركات..وهناك عشرات الامثلة على مختلف التقنيات التي طورت خلال العقود الاخيرة ..ونشاطات اخرى كثيرة تفرض وضع مبادئ انسانية عليا على مبدأ التربح الذي تسير به الشركات مثل فرض بث فكر الكراهية على اسس دينية او عرقية او حجب استخدام هذه التكنولوجيا من الدول القمعية والديكتاتورية والتوسعية ومن جديد بالضغط الشعبي الواسع على هذه الشركات..فنظم الذكاء الاصطناعي فعلا هي مزدوجة الاستخدام وفي كل مجال ومنه اهمية الموضوع
شكرا لكم
48 - رد الى: لبيب سلطان
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 11:21
)
الزميل والرفيق العزيز لبيب سلطان
تحية طيبة، وكل الشكر على هذه المداخلة الغنية التي تنبع من خبرة مهنية وفكرية طويلة ومميزة في مجال التكنولوجيا. اعتز كثيرا بكلماتك ودعمك الكريم، خصوصا وانها تأتي من متخصص له اربعة عقود من العمل في هذا الحقل الحيوي، بالاضافة الى الخبرة الكبيرة في التحليل والفكر السياسي، مما يمنح ملاحظاتك وزنا مضاعفا وقيمة نوعية ترفد النقاش من موقع ملم تقنيا ومتمرس سياسيا في آن واحد.
فعلا، ما أشرت اليه هو جوهر المسألة: ان نظم الذكاء الاصطناعي ليست حيادية او منفصلة عن السياقات الطبقية والسياسية التي تنتجها وتسخرها، بل هي تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام، تطور أساسا لخدمة منطق الربح والتراكم الرأسمالي، لكنها في ذات الوقت تفتح إمكانيات جديدة يمكن استعادتها وإعادة توجيهها اذا توفرت إرادة سياسية واعية ومنظمة.
إن إعادة توجيه الذكاء الاصطناعي نحو خدمة الجماهير بدلا من رأس المال يتطلب تطوير أنظمة مفتوحة المصدر وشفافة بتوجهات محايدة تُدار بشكل ديمقراطي وبضوابط مجتمعية كحل ممكن الآن، اضافة الى تشريع قوانين دولية تُقيّد عمله لضمان خدمته للمجتمع بأسره، لحين طرح بدائل يسارية بتوجهات تقدمية وبملكية مجتمعية كحل مطلوب. لا يمكن فصل الصراع حول الذكاء الاصطناعي عن الصراع الطبقي الأوسع. لذلك، فإن المعركة ضد استغلال الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا هي جزء مهم من النضال من اجل تحرر البشرية من الاستغلال الرأسمالي ككل. وهذا يجب ان يكون احدى المهام الرئيسية للقوى اليسارية والتقدمية والحقوقية في العالم، وإلا فإننا سنواجه عهدا جديدا من العبودية الرقمية، إن لم نكن نعيشه بالفعل الآن، حيث تتحكم الطغم الرأسمالية في كل جانب من جوانب الحياة، من العمل الى الفكر والوعي والحياة اليومية.
اتفق تماما معك ان من المهام المركزية لليسار اليوم، وكأمر آني وضروري، فضح ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى في تسليع بيانات المستخدمين والمستخدمات، واستخدام تقنيات التنقيب عن البيانات لأغراض تجارية وتجسسية وأمنية، سواء في خدمة الأنظمة الدكتاتورية، او في ترسيخ ثقافة المراقبة والسيطرة وغسل الوعي الجماهيري في الدول الغربية الرأسمالية.
مداخلتك تعزز ما حاولت التأكيد عليه في الكتاب، من ان المعركة حول الذكاء الاصطناعي ليست تقنية فقط، وبل سياسية من الطراز الأول، وعلى اليسار ان يخوضها بوعي نقدي وبمبادئ إنسانية، من اجل ان يتحول الذكاء الاصطناعي الى أداة في خدمة التحرر والعدالة الاجتماعية، لا الهيمنة وتعظيم الارباح.
كل التقدير لك، واملي ان يستمر هذا الحوار الغني بين من يعملون في المجال التقني ويحملون الهم التقدمي واليساري، فهذه الأصوات من الممكن ان تكون هي حجر أساس في بناء بدائل واقعية.
مع كل الاحترام والاعتزاز.
49 - متميز
عبد الرضا حمد جاسم
(
2025 / 3 / 26 - 20:53
)
الغالي رزكار كنت و لا تزال متميز و باحث لتقدم للغير ما يفيد و ينفع
طرحك هذا في وقته حيث جعلت لنا نحن العراقيين و اليساريين ما يمكن ان نقول للغير ان هناك من ساهم في خوض هذا المجال المهم بهذا المسار --اليسار و الذماء الاصطناعي---فشكراً لك ايها المثابر و اعتذر منك في بيان رأي غير الاستحسان لموقفك هذا و نتاجك هذا الذي سبق الكثيرين
دمت بخير ايها العزيز
50 - رد الى: عبد الرضا حمد جاسم
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 11:27
)
الرفيق العزيز عبد الرضا
شكرا من القلب على كلماتك الدافئة والمشجعة التي اعتز بها كثيرا، خصوصا حين تأتي من صوت يساري حر ومتابع دقيق مثلك. وجودك ومواكبتك لما يكتب وينتج في الحقل اليساري يشكل دوما دعما معنويا ومعرفيا كبيرا.
سعيد ان هذا الطرح وجد صداه لديك، وانك رأيت فيه خطوة تفتح مجالا يمكن لليساريين العراقيين والعرب الاشارة اليه بفخر، في ظل التحديات التقنية والفكرية الهائلة التي نواجهها اليوم.
الذكاء الاصطناعي ليس ترفا نظريا، بل بات جزءا من منظومة الهيمنة، وعلينا كيساريين ويسارييات ان نكون في قلب هذا النقاش وان نقدم قراءة يسارية تقدمية ومشروعا بديلا، لا ان نبقى على الهامش.
كل الاحترام والتقدير لك، وممتن لموقفك النبيل وتشجيعك الدائم.
51 - موضوع ضروري ومهم وآني وواسع جداً
حسين علوان حسين
(
2025 / 3 / 27 - 01:57
)
الرفيق العزيز والأستاذ الكبير رزكار عقراوي الهمام
تحية متجددة
شكراَ جزيلاً على مبادرتكم لطرح هذه القضية الملحة والواسعة النطاق جداً والتي تتطلب البلورة والتطوير للبرامج المشتركة على المستويات الأربعة: الأفراد، الجمعيات، الأحزاب، الأقاليم؛ علاوة على انشاء التطبيقات الخاصة باليسار على غرار اليوتيوب والتيك توك والفيس..
. كما انه يتطلب المنسقين لضمان الدعاية والاعلان والدعم المشترك بين المواقع اليسارية والتمويل اللازم
اقترح العمل على تنسيق الدعوة الى مؤتمر مشترك عبر الزوم ميت او غيره بين الجهات المهتمة بهذا الموضوع من مختلف البلدان بغية بلورة رؤى عملية واضحة وقابلة للتحقيق وتطبيقات ميدانية مشتركة بصدده. هذا موضوع كبير جدا وهو يحتاج أيضاً لهيئة تنسيق وتوجية ومتابعة عليا وفق برنامج عمل متفق عليه يحدد الاهداف المرجوة بدقة وسبل العمل لتحقيقها ومتابعتها ...
فائق التقدير والاعتزاز والحب.
52 - رد الى: حسين علوان حسين
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 11:52
)
الرفيق والصديق العزيز حسين علوان حسين
تحية رفاقية حارة، وكل الشكر على مداخلتك الغنية والاقتراحات العملية البناءة التي تعكس وعيا سياسيا وتنظيميا عميقا، وتقديرا دقيقا لحجم التحدي الذي نواجهه في هذا الحقل بالغ الأهمية.
لطالما رأى ماركس وانجلز في التكنولوجيا سلاحا ذا حدين، أداة لتعميق الاستغلال في يد البرجوازية، او محركا للتحرر اذا استطاعت شغيلات وشغيلة اليد والفكر تحريرها. لكن الرأسمالية، بذكاء خبيث، حولت الفضاء الرقمي الى وكر لتعزيز الاغتراب، من خوارزميات تسحق حقوق الجماهير وتسيطر على وعيها، الى منصات تحول النشاط الثوري الى لايكات مجردة من الفعل. امام هذا المشهد، يبدو حضور التنظيمات اليسارية، في أفضل أحواله، كمن يرقص على ايقاع خصمه، فاقتصار الحضور على نشر منشورات وإدارة مواقع تقليدية اشبه بجيش يحارب صواريخ العدو بالعصي.
من هنا، تأتي اهمية المقترحات التي طرحتها، حول بلورة وتطوير برامج يسارية مشتركة على مستويات الافراد والجمعيات والاحزاب والاقاليم، وانشاء منصات رقمية يسارية بديلة، والتفكير بعقد مؤتمر دولي تنسيقي، كخطوات عملية تعيد المبادرة الى يد القوى التقدمية. يتقاطع هذا تماما مع ما أكدت عليه في فصول الكتاب، من ضرورة بناء تحالفات وامميات يسارية تقنية عابرة للحدود، تتجاوز الانقسامات، وتعمل على انتاج بدائل مفتوحة المصدر، يسارية تقدمية في جوهرها، تخدم العدالة والمساواة، لا الربح والاحتكار.
تواجه البشرية اليوم سيطرة عالمية غير مسبوقة من قبل الشركات التكنولوجية الكبرى، والدول الرأسمالية، والأنظمة الاستبدادية، على الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا، مما يجعل من تشكيل تحالفات يسارية عالمية ضرورة حتمية لمواجهة هذه الهيمنة. هذا يفرض تبني سياسات تمويل بديلة، بعيدة عن المؤسسات الرأسمالية، تعتمد على التمويل التعاوني، وحملات الدعم الجماهيري، والمقاطعة كأداة ضغط، الى جانب النضال من اجل فرض ضرائب تصاعدية على الشركات الرقمية الكبرى وتوجيه جزء من إرباحها لدعم مشاريع تقنية مجتمعية وتعاونية.
ولا يمكن التغافل عن رد فعل الرأسمال، الذي سيعمل بكل قوته على قمع وتخريب اي بدائل تقدمية، عبر القوانين والرقابة والاختراقات والمنع. لهذا، فالمعركة تستدعي بناء استراتيجيات استباقية، وانظمة مقاومة للقمع الرقمي، تضمن الاستقلالية، وتجمع بين الحماية التقنية والفاعلية السياسية والقدرة على المنافسة.
كما أشرت بدقة، لا مستقبل لليسار من دون دمج الكفاءات التكنولوجية في بنيته التنظيمية، ليس فقط عبر التدريب، بل عبر خلق فضاءات جديدة تتيح للمهندسين والمبرمجين والمختصين، ان يكونوا جزءا عضويا من مشروع يساري تحرري رقمي. بناء مدارس رقمية، منصات تعليمية، ورش عمل، وشبكات يسارية في الحقل التقني، كلها مهام عاجلة، ومفتوحة امام كل من يسعى لتجاوز الفجوة الرقمية التي تهدد مستقبل التنظيمات اليسارية.
مداخلتك تشكل إضافة نوعية للنقاش، وآمل ان تكون بداية لحوار اوسع وتنسيق عملي فعلي بين من يحملون هذه الرؤية من مختلف بلداننا.
كل التقدير والاعتزاز.
53 - الحاجة إلى تدقيق مفاهيمي بين -الأتمتة- و-الرقمنة-
نادر حسين
(
2025 / 3 / 27 - 09:01
)
في فقرات تناقش أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، أحيانًا تُستخدم مفاهيم -الأتمتة- و-الرقمنة- بشكل متقارب. قد يكون مفيدًا التدقيق في الفرق بينهما: الأتمتة تتعلق بإحلال الآلة مكان العمل البشري، بينما الرقمنة أوسع، وتشمل التحكم وتدفق البيانات، وهما يشكلان نمطًا من السيطرة الرأسمالية يجب توضيحه أكثر.
54 - رد الى: نادر حسين
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 13:16
)
الزميل العزيز نادر حسين
شكرا على ملاحظتك الدقيقة التي تفتح بابا مهما للتدقيق النظري والمفاهيمي في سياق تحليلنا للذكاء الاصطناعي وانعكاساته على سوق العمل والإنتاج.
بالفعل، من الضروري التمييز بين الأتمتة بوصفها عملية إحلال مباشر للعمل البشري، الجسدي أو الذهني، بآلات أو خوارزميات، وبين الرقمنة التي تشير إلى تحويل العمليات والعلاقات والبيانات إلى صيغ رقمية قابلة للحوسبة والتخزين والتحليل.
الأتمتة في جوهرها ترتبط بزيادة الإنتاجية وتقليص كلفة العمل، وتاريخيا استخدمتها الرأسمالية لتفكيك القوة الاجتماعية لشغيلات وشغيلة اليد والفكر، عبر تقليص الحاجة إلى العمالة المنظمة.
أما الرقمنة، فهي تعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية نفسها، بما في ذلك أنماط الاستهلاك والإدارة والمراقبة، وتتيح للرأسمال ليس فقط السيطرة على الإنتاج، بل أيضا على وعي الأفراد وسلوكهم عبر آليات تتجاوز المصنع أو المكتب.
في سياق الذكاء الاصطناعي، تتداخل الأتمتة والرقمنة لتنتج شكلا معقدا من السيطرة الطبقية، حيث لا يقتصر الاستغلال على استبدال العمل، بل يمتد إلى تحويل كل أثر اجتماعي أو نشاط فردي إلى بيانات قابلة للاستخلاص والتسليع. من هنا، فإن مواجهة هذا الشكل من السيطرة يتطلب قراءة يسارية جديدة للمفاهيم، لا تفصل الأداة التقنية عن البنية الطبقية التي تنتجها وتعيد إنتاجها.
أضيف هنا تفصيلا أبعد لملاحظتك القيمة، لما تحمله من أهمية نظرية وسياسية. لا يجب التعامل مع مفاهيم مثل الأتمتة والرقمنة كمصطلحات تقنية محايدة، بل كعمليات مادية وتجريدية تعمل في خدمة نمط الإنتاج الرأسمالي. الأتمتة، من منظور يساري تقدمي، ليست فقط إحلالا للآلة محل العمل، بل إعادة تشكيل للعلاقة بين العامل ووسائل الإنتاج، بما يضعف من سيطرة شغيلات وشغيلة اليد والفكر على أدواتهم، ويعمق التبعية التقنية لرأس المال. الرقمنة، من جانبها، لا تقتصر على تحويل المعلومات إلى بيانات، بل تمثل بنية جديدة للهيمنة، تتيح للرأسمال مراقبة الحياة اليومية، وتتبع السلوك، وإعادة تشكيل الرغبات والاحتياجات ضمن منطق السوق، وغسل الوعي لصالح المنظومة الفكرية للرأسمالية.
في هذا السياق، يصبح الجمع بين الأتمتة والرقمنة أداة علمية فائقة للسيطرة الطبقية، لا تكتفي بإقصاء الشغيلات والشغيلة، سواء اليد أو الفكر، من الإنتاج، بل تحاصرهم أيضا كمستهلكين وكمواطنين، وتعيد تشكيل وعيهم بما يخدم استقرار النظام. وهنا بالضبط تكمن الحاجة لتطوير خطاب يساري تقني، لا يكتفي بالنقد الأخلاقي أو الدفاع عن الوظائف، بل يعمل على تفكيك البنية الرقمية الرأسمالية ذاتها، وطرح بدائل جماعية، يسارية تشاركية تقطع مع منطق الربح، وتستند إلى حاجات اغلبية الجماهير ومشاركتهم الفعلية.
من المهم أيضا الانتباه الى ان الرأسمالية، عبر الرقمنة، لم تعد تحتاج دائما الى الاستغلال المباشر للعمال، بل صارت تستخرج القيمة من الزمن الحي للمستخدمات والمستخدمين، من بياناتهم وتفاعلاتهم وسلوكهم ، بما يعني ان الشكل الجديد من الاستغلال لم يعد محصورا في المصانع، بل بات ممتدا في كل تفاصيل الحياة اليومية.
مرة اخرى، كل التقدير على هذا التنبيه المفاهيمي، لتوضيح هذين المفهومين المهمين.
كل الاحترام والتقدير
55 - تعامل التجارب الاشتراكية مع تكنولوجيا
صابر جميل حسن
(
2025 / 3 / 27 - 09:10
)
ما تم التطرق له قليلًا في الكتاب هو كيف تعاملت التجارب الاشتراكية السابقة مثل الاتحاد السوفيتي أو كوبا أو الصين مع تكنولوجيا المعلومات
إضافة فقرة تحلل هذا الموضوع ممكن تعزز الطرح وتفتح نقاش أعمق حول التناقض بين سيطرة الدولة على التكنولوجيا من جهة
وحاجة الناس لرقابة ومشاركة حقيقية فيها من جهة ثانية
يعني كيف ممكن نبني نموذج اشتراكي للتقنية ما يعيد إنتاج نفس المركزية اللي كانت موجودة بالتجارب السابقة
56 - رد الى: صابر جميل حسن
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 14:05
)
الرفيق العزيز صابر جميل حسن
شكرا على تعقيبك المهم الذي يضيف بعدا نقديا ضروريا للنقاش حول العلاقة بين التكنولوجيا والمشاريع التي حملت اسم الاشتراكية، بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف حول تقييمها، سواء كانت التجارب السابقة او الحالية التي ما زالت تصنف اشتراكية.
بالفعل، يستحق موضوع تعامل الاتحاد السوفيتي مع التكنولوجيا وقفة تحليلية خاصة، فالدولة السوفيتية أولت أهمية كبيرة للتطور العلمي والتقني منذ بداية تأسيسها، ونجحت في تحقيق منجزات كبيرة وهائلة، واقتربت من، وبل تفوقت على، المعسكر الرأسمالي في مجالات كثيرة مثل الفضاء والهندسة والطب، لكنها في الوقت ذاته أبقت السيطرة على التكنولوجيا ضمن جهاز الدولة المركزي، دون إشراك فعلي للجماهير في القرار أو الإنتاج التقني، وهو ما حدّ من إمكانية تحويل التكنولوجيا إلى أداة تحرر شعبي فعلي. النموذج السوفيتي، رغم تقدمه على المستوى الصناعي، أعاد إنتاج علاقة سلطوية فوقية مع التقنية، تنطلق من منطق السيطرة الحزب الواحد، لا المشاركة الجماهيرية الديمقراطية الواسعة، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي فتحت المجال لاحقا لانهيارات داخلية عميقة.
أما الصين، فهي تقدم اليوم نموذجا مختلفا من حيث الشكل، لكنه أكثر تعقيدا من حيث المضمون، فهي دولة رأسمالية بالكامل من حيث البنية الاقتصادية، تقوم على الاستغلال، السوق، والربح، مع وجود تدخل للدولة في إدارة الاقتصاد الرأسمالي، لكن تحت غطاء ايديولوجي حزبي من خلال حزب واحد يصف نفسه بالاشتراكي. في الواقع، ما نشهده في الصين هو دمج بين رأسمالية الدولة والمراقبة الرقمية الشاملة، حيث تستخدم التكنولوجيا، لا لتحرير الجماهير، بل لإحكام السيطرة عليها. وهذا المجال يمثل، في جوهره، نقيضا لأي تصور تحرري للتقنية أو للاشتراكية والديمقراطية بالمفاهيم اليسارية.
من هنا، وفي هذا المجال بالتحديد، تتجدد الحاجة، كما أشرت، لبناء نموذج يساري بديل، لا يعيد إنتاج المركزية البيروقراطية ولا يسقط في شرك رأسمالية السوق، بل يؤسس لتقنية يسارية ديمقراطية، مفتوحة، تقاد من القاعدة، وتضع أدوات المعرفة والتطوير بيد شغيلات وشغيلة اليد والفكر.
مع التأكيد ان تقييم التجارب الاشتراكية السابقة والحالية يثير نقاشا واسعا داخل الفكر اليساري، بتنوع تياراته، وهو نقاش مشروع، لكنه يتجاوز نطاق هذا الحوار.
شكرا مرة اخرى على المساهمة الرفاقية الثرية.
57 - لماذا لم تستخدم مصطلح الماركسية اللينينية؟
يوسف خالد العابد
(
2025 / 3 / 27 - 16:57
)
واضح ان الكتاب يحمل توجها ماركسيا في تحليله وهذا شيء مهم
لكن الملفت غياب مصطلح الماركسية اللينينية رغم ارتباطه القوي بالتنظيم الثوري والعمل السياسي الجذري. الا تعتقد ان استخدام هذا المصطلح كان سيعطي الطرح عمقا ايديولوجيا وتاريخيا اكبر خصوصا عند الحديث عن الانتقال من التحليل الى الفعل مثل بناء تنظيمات عمالية رقمية او شبكات ماركسية في العالم
الماركسية اللينينية ليست مجرد مصطلح بل افق كامل للفعل السياسي وقد تساعد في جعل هذا المشروع اقرب للواقع .
58 - رد الى: يوسف خالد العابد
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 18:14
)
الرفيق العزيز يوسف
تحية رفاقية، وكل الشكر على مداخلتك الفكرية المهمة، التي تفتح نقاشا مهما حول العلاقة بين الهوية الأيديولوجية للكتاب وبين التقاليد النظرية والتنظيمية الماركسية، وتحديدا الماركسية اللينينية.
بشكل عام، ينهل هذا الكتاب من التحليل اليساري بمفاهيمه العامة، وينطلق من موقع منحاز بوضوح الى شغيلات وشغيلة اليد والفكر، وينتصر لأفق اشتراكي تحرري شامل. لكن غياب مصطلح الماركسية اللينينية لم يكن تجاهلا او رفضا، بل تعبيرا عن منهج مرن يحاول ان ينفتح على مختلف التيارات اليسارية والتقدمية، بما فيها الماركسية اللينينية، من دون الانغلاق على توصيف واحد أو مرجعية واحدة، وذلك اتساقا مع روح اليسار الالكتروني المتفتح والمتعدد المنابر.
اليسار الالكتروني لا يرى في الايدولوجيا قيدا، بل أداة للتغيير، يتعامل معها بمرونة نقدية، وينطلق من الواقع لا من النصوص، من التحديات الجديدة التي فرضها العصر الرقمي، لا من قوالب جاهزة. ينطلق هذا المنهج من الواقع ومشكلاته الفعلية نحو النظريات اليسارية المختلفة، ومنها الماركسية اللينينية، وليس العكس، أي لا يتبنى إسقاطا قسريا لنموذج نظري محدد على مجتمعات تختلف في ظروفها وسياقاتها وتطورها. بل يؤمن ان النظرية الثورية تولد من الاشتباك الحي مع الواقع، وتُختبر وتُطور في ميادين النضال لا في النصوص المغلقة. الماركسية اللينينية ساهمت تاريخيا في بناء تنظيمات ثورية ودولة اشتراكية كبرى، ولا يمكن تجاوز ارثها النظري والتنظيمي باي شكل من الإشكال، وهي دوما مرجع فكري وعملي كبير يمكن الاستفادة منه.
اليسار الالكتروني كما نطرحه لا يعارض الماركسية اللينينية، بل يسعى لإعادة وصلها بالواقع، عبر تطويرها و تجديد أدواتها، وتجاوز جوانب القصور التي ظهرت في التجارب التاريخية، والعمل على بناء بدائل تنظيمية ومجتمعية أكثر ديمقراطية وتشاركية، قادرة على دمج التقنيات في مشروع تحرري جذري، لا يستنسخ البيروقراطية ولا يسقط في فخ الليبرالية.
من هنا، لم يكن غياب المصطلح موقفا ضد الماركسية اللينينية، بل محاولة للتأسيس لأفق يساري مفتوح متعدد المنابر، ينتفع من كل التجارب الماركسية واليسارية، ويتجاوز الانقسامات القديمة، لصالح وحدة ميدانية جديدة تضع حاجات الجماهير الكادحة في المركز، وتبني فعلها على العلم والواقع والابتكار.
كل التقدير لملاحظتك التي تغني النقاش وتعكس حرصا على تعميق الجذور النظرية لأي مشروع يساري تقدمي.
59 - رزكار عقراوي أبو ذكاء ؟ لو أبو استعلاء تقني؟
جاسم سلام عادل
(
2025 / 3 / 27 - 19:33
)
يابه، من قريت مصطلح -محو الأمية الرقمية للقيادات اليسارية-، حسّيت أكو شي ينطعن، مو بس بالمصطلح، بل بكل ذاكرة نضالية كانت ترفض الذل، حتى وهي بالسجون.
شنو يعني محو أمية؟ منين جايب هاي؟ كأنو رفيقنا رزكار ناسي، أو متناسي، إنو ذيج القيادات اللي يريد -يمحو أميتها-، هي اللي علّمته أبجدية النضال من الأساس.
وأنا أكتب هالكلام، مو من موقع المراقب، ولا من جيل لاحق. آني رجل بالسبعينات من عمري، وكنت ويا هذيج القيادات بليالي الخوف، وبالمقرات، وبالهتافات والمظاهرات.
هذولا ما يحتاجون دروس، يحتاجون احترام. ما نقصهم وعي، بل وعيهم هو اللي بنى كل البدايات.
اليسار ما فشل لأن رفاقه كبروا بالعمر، ولا لأنهم -ما لحقوا على التكنولوجيا-، مثل ما يوحي الكتاب.
اليسار تعرّض لحصار، لحرب طبقية مفتوحة، لضربات من كل أدوات الإمبريالية، ومن داخل وخارج، من السجون إلى المنافي، من التجويع إلى التشويه، من العملاء إلى ...........
المشكلة مو بالقيادات، ولا بأعمارهم، ولا بـ-تأخرهم عن اللحاق بركب الحداثة-، مثل ما يحب رزكار يلمّح. المشكلة إنو مشروع تحرري كامل كان مستهدف، وما زال، لأنّه الوحيد اللي يهدد مصالح الطغاة.
بعدين تعال، رزكار عقراوي، انت مو صغير، رجل بطريقه للستين.
شلون تصير بهاي المرحلة من العمر وتتبنى نظرة كأنو الرفاق اللي مثلك، صاروا عبء؟
شلون تتعامل وياهم وكأنك انت الحداثة، وهم الماضي؟
ماكو أسهل من لوم الناس، بس الأصعب هو الوقوف وياهم، مو فوقهم.
يسار إلكتروني، قاعد على تويتر ويفكر الثورة هي هاشتاغ، والنضال هو لايف من المطبخ!
يسار يحب يحلل كلشي، بس ما ينظم شي
يتعارك بنص الليل على جملة بمنشور، بس ما يعرف يوصل كراس لعامل بالمنطقة الصناعية
هذا يسار الشاشة، مو يسار الشارع
يسار الـ-لايك والشير-، يسار التقارير والتنظير، بس إذا سألته عن تنظيم نقابي، يدوّخ
همه ترتيب الكلمات، مو ترتيب الصفوف
وهذا مو يسار، هذا خيال يسار
الكتاب، بدل ما يكون صرخة يسارية جديدة، صار أشبه بمحاضرة طويلة، يگعد بيها رزكار على منصة خيالية، يشرح بيها للحركات العمالية شلون لازم تتطور، وشلون ما يفيد النضال بدون تحديث، وشلون اليسار يحتاج دورة تقوية.
مو كأنو هو جزء من نفس اليسار اللي عاش وتعب وناضل، لا، كأنو مراقب خارجي، بس يتفلسف ويحكم.
الاستعلاء واضح، مو بس بالكلام، بل بالنية.
إلغاء مو تطوير. تهميش مو تجديد.
تريد تعيد صياغة التاريخ، بس مو بقلم ماركسي، بل بلغة باردة ناعمة، متعالية، كأنها تقرير منظمة دولية، مو صوت ناس يتعذبون ويشتغلون ويقاومون.
والمضحك؟
أنه ولا كلمة بالكتاب عن التعب، عن السجون، عن القمع، عن رفيقة باعت ذهبها حتى يطبعوا جريدة.
لا، كلشي محذوف لصالح -تصور جديد-، وكأنو التاريخ صار عبء، مو كنز.
كأنو كل السنوات اللي مضت، مجرد خطأ لازم ننساه، ونبدي من صفحة جديدة، يكتبها رزكار بوحده.
يابه، النضال مو سبورة تمسحها وتكتب غيرها
النضال ذاكرة، النضال أصوات، ووجوه، ودم، وأمل
وإذا القيادات التاريخية صارت عبء برأيك، فالمشكلة مو بيهم، المشكلة بيك، لأنك ما عاد تقدر تشوفهم إلا من فوق، مو من يمهم
بانتظار مشروع رزكار القادم: -إعادة تأهيل الماضي دورات في كيف تنسى نضالك وتبدأ من رزكار ويساره الالكتروني!!!!!!!- تبريك
60 - رد الى: جاسم سلام عادل
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 29 - 07:20
)
الرفيق العزيز جاسم
شكرا جزيلا على المساهمة في الحوار، والأسلوب الهجائي المعبر الذي يحمل صدقا وغضبا يستحقان الاحترام، والمداخلة الغنية، والنقد الذي اقدره عاليا، وانا دوما اعتبر من يوجه لي النقد من اقرب الأصدقاء.
تابعت ما تكتب، وللاسف أراك تستخدم اسلوبا حادا واقصائيا في نقد القوى اليسارية الأخرى، بينما من المفترض في هذه المرحلة ان نركز على نقاط الالتقاء بين هذه القوى، ونخوض حوارا حضاريا وبناء حول الاختلافات القائمة. وارى ان اسمك مرتبط بتاريخ نضالي كبير في اليسار العراقي، وبقائد اسطوري - سلام عادل- كان له دور محوري في تجميع فصائل اليسار العراقي في حزب موحد خلال خمسينات القرن الماضي، والذي تحول لاحقا الى احد اقوى الاحزاب على الساحة السياسية العراقية انذاك.
للاسف رفيقي العزيز، يبدو من طرحك انك لم تطلع على الكتاب كاملا، بل توقفت عند بعض المصطلحات وعبّرت عن آرائك القيمة بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها.
انا درست علوم الكومبيوتر واعمل منذ اكثر من ربع قرن في هذا المجال، ومع ذلك ما زلت اعتبر نفسي اميا في الكثير من الامور التقنية مقارنة بالاجيال الشابة وكيفية استخدامها لتقنيات المعلومات، وغالبا ما الجأ الى بناتي في كثير من التفاصيل التقنية، ولا ارى في ذلك اساءة، بل اعتبره دعوة مفتوحة للتطوير والتعلم المستمر.
مفهوم محو الامية الرقمية داخل اليسار طرحته في الكتاب بالشكل الاتي، ولا اراه اهانة او الغاء لاحد، بل دعوة لتطوير ادوات النضال اليساري وعدم تجميده في آليات لم تعد صالحة لمواجهة تعقيدات الواقع الراهن، ولا بد من مواجهة أعدائنا الطبقيين بادواتهم المطورة. لذلك، يجب ان يكون محو الامية الرقمية داخل التنظيمات اليسارية اولوية قصوى، بحيث يصبح الرفاق والرفيقات، سواء في مواقع القيادة او التنسيق او ضمن القواعد الحزبية والجماهيرية، قادرين ليس فقط على استخدام الادوات الرقمية، بل ايضا على فهم بنيتها التقنية بوعي نقدي عميق، والتحكم بها، وتوظيفها بشكل فاعل وهادف.
اكدت ايضا ان الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا قد يضعف البعد الانساني في النضال، حيث يشكل العقل البشري، والتضامن، والعمل المباشر، والخطاب الميداني، والتنظيم على الارض ادوات جوهرية لا يمكن الاستغناء عنها. لذلك فان التحدي الاكبر يكمن في دمج هذه التقنيات كادوات داعمة يمكن الاستفادة منها، دون ان تكون بديلا عن التنظيم على الارض.
فالقوة الحقيقية لاي حركة يسارية تقدمية لا تكمن في الادوات المستخدمة، رغم تأثيرها الكبير، بل في الانسان المنظم القادر على توظيفها لخدمة مشروعه التحرري. قد يكون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وسيلة فعالة في تعزيز امكانيات التنظيم والتحشيد، لكنه لا يمكن ان يغني عن التضامن، والتنظيم السياسي والجماهيري، والعمل الميداني، التي تظل المحرك الاساسي لاي تغيير جذري على الارض. لا ينبغي ان يتحول الاعتماد على الادوات التكنولوجية الى استبدال النضال السياسي المباشر بالعمل الرقمي، لان النضال الفعلي يتم في الميدان وبين الجماهير، بينما يظل الفضاء الرقمي ساحة داعمة وفعالة ومكملة، لا بديلا عنه.
اليسار الالكتروني لا يدعي القطيعة مع اليسار التقليدي، بل يمثل تيارا تطويريا مكملا وداعما له، لا بديلا عنه. لا يسعى لالغاء الاسس الفكرية والمبادئ الجوهرية التي قام عليها اليسار تاريخيا، بل يعمل على تحديثها واعادة صياغتها بما ينسجم مع التحولات الجذرية في البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي فرضتها الثورة الرقمية. كما يعمل على تطوير آليات تنظيمية متجددة تجعل من اليسار الالكتروني امتدادا تطوريا لليسار التقليدي، لا قطيعة معه، بما يمكنه من التعامل مع التحديات الراهنة بمرونة وفاعلية اكبر.
اكرر شكري الجزيل لك، ورفيقي العزيز اقول لك، اعداء اليسار كثر، ولابد ان نشترك معا في مواجهتهم، ونوحد جبهتنا، ولابد ان نوجه طاقاتنا ضدهم، وليس ضد بعضنا الآخر.
كل الاحترام والتقدير
61 - منظور ايديولوجي صرف غير علمي
كريم الملاح
(
2025 / 3 / 27 - 19:37
)
د. كريم الملاح
يبدو ان الطرح الوارد في هذا الكتاب ينظر الى الذكاء الاصطناعي من منظور ايديولوجي صرف يتجاهل الطبيعة التقنية والحيادية النسبية للتقدم التكنولوجي
نظم الذكاء الاصطناعي الحديثة بما فيها الشبكات العصبية التلافيفية convolutional neural networks ونماذج التحويل transformers مثل gpt ليست كيانات سياسية بل أدوات مبنية على خوارزميات تعتمد على تحسين وظيفة الهدف objective -function- عبر تقنيات مثل الانتشار العكسي backpropagation وتقليل الخسارة loss minimization
الحديث عن الذكاء الاصطناعي كأداة للاستغلال الطبقي يتجاهل ان البنية التحتية لهذه النماذج مفتوحة المصدر في كثير من الحالات ويمكن تسخيرها في مجالات اجتماعية وتعليمية وبيئية غير ربحية.
السوق الحرة والانظمة الرأسمالية هي من وفرت البيئة اللازمة لتسريع البحث العلمي وتطوير المعماريات العميقة deep architectures وتحسين قدرات الحوسبة العالية عبر وحدات المعالجة الرسومية gpu.
الذكاء الاصطناعي ليس آلية للهيمنة بل تجسيد لتراكم معرفي ينعكس ايجابيا على مختلف القطاعات عندما يدار ضمن آليات السوق وكفاءة تخصيص الموارد.
62 - رد الى: كريم الملاح
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 30 - 19:30
)
الزميل كريم الملاح
شكرا على مداخلتك التي تطرح رؤية تقنية خالصة تستحق النقاش.
منذ البداية، كان واضحا في هذا الكتاب أن التركيز ليس على الجوانب التقنية التفصيلية، بل على البنية الفكرية والسياسية والاجتماعية التي يتم فيها إنتاج واستخدام الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على استخدام لغة تكون مفهومة لأكبر عدد ممكن من القارئات والقراء. ولكن لكون تعليقك تقنيا، أرى من الضروري أن أتعرض إلى ما أشرت إليه من نقاط هامة، والإشارة إلى بعض الجوانب التقنية أيضا، بما يوضح كيف ترتبط هذه الأدوات التكنولوجية بآليات السيطرة الطبقية والبنى الاقتصادية التي توجه استخدامها وتحدد آثارها الفعلية في الواقع.
لذلك، لم نخض في تفاصيل البناء التقني أو خوارزميات التعلم العميق مثل convolutional neural networks أو transformers أو تقنيات backpropagation وloss minimization، لأن الهدف لم يكن شرح هذه النماذج بحد ذاتها، بل تحليل السياق الطبقي الذي تتحرك فيه، والوظائف الاجتماعية التي تؤديها.
لكن بما أن مداخلتك تنطلق من هذا الجانب، من المهم التوضيح أن المشكلة ليست في الخوارزميات، بل في من يتحكم بها، ولمصلحة من تعمل. أغلب أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم، حتى تلك المبنية على بنى مفتوحة المصدر مثل Hugging Face أو بعض مكتبات PyTorch، تعتمد في تشغيلها وتدريبها على موارد ضخمة، تتوفر فقط لشركات تمتلك احتكار البنى التحتية، مثل Google وMicrosoft . هذه الشركات لا تعمل بمنطق المشاركة أو المعرفة العامة، بل بمنطق السوق والتسليع والربح، وتخضع بشكل مباشر لمنظومة رأس المال العالمية.
صحيح أن النماذج ليست كيانات سياسية، لكنها تتحول إلى أدوات للهيمنة حين تستخدم ضمن بنية اقتصادية هدفها الربح والسيطرة، وليس خدمة الجماهير والرفاه والعدالة الاجتماعية. القدرة على معالجة البيانات الضخمة Big Data، وتسخير قدرات GPU لتدريب نماذج LLMs، لا تؤدي بالضرورة إلى منفعة اجتماعية، بل إلى تعميق السيطرة على السوق، واحتكار المعرفة، وتراكم الأرباح على حساب المستخدمات والمستخدمين الذين تستغل بياناتهم مجانا.
نعم، الرأسمالية وفرت بيئة مفتوحة للبحث العلمي، ولكنها وجهت هذا البحث ليخدم مصالحها، وغالبا على حساب الأولويات المجتمعية الفعلية. ولذلك فإن النظر إلى الذكاء الاصطناعي كـ -تجسيد لتراكم معرفي- يتجاهل أن هذا التراكم نفسه مشروط بهيمنة طبقية، وأن أدوات المعرفة لا تنفصل عن من يملكها.
الكتاب ينطلق من رؤية يسارية تقدمية، لا ترى التكنولوجيا بحد ذاتها خيرا أو شرا، بل ساحة صراع طبقي. والهدف ليس رفض الذكاء الاصطناعي، بل إعادة توجيهه ليخدم مشروعا تحرريا، لا يتحقق إلا بتحريره من قبضة الشركات الرأسمالية وتحويله إلى أداة إنتاج جماعي ومعرفة جماهيرية تقدمية.
كل التقدير لمداخلتك التي سمحت بتوضيح هذا الجانب المغفل غالبا في النقاشات التقنية البحتة.
63 - تهنئة
عامر رسول
(
2025 / 3 / 28 - 01:23
)
أهنئ رفيقي العزيز رزكار على اصدار كتابه الجديد، واتقدم اليه بخالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة القيمة.
بحكم معرفتي الشخصية بك كرفيق وصديق مقرّب، أعلم تماما مدى تفانيك وجهودك المتواصلة على مدى عقود من الزمن في خدمة القضايا التقدمية والانسانية دون كلل، لقد كرّست الجزء الاكبر من حياتك في خدمة قضايا العمال ونصرة اليسار والدفاع عن المساواة والتحرر، دون ان تنجرف وراء الموجات الرأسمالية وافكارها العاتية. وقد شكلت هذه المبادئ المشتركة اساسا قويا لعلاقتنا الإنسانية التي مازالت مستمرة حتى اليوم.
يُعدّ اصدار هذا الكتاب إضافة مميزة إلى رصيد إنجازاتك الفكرية، ويعكس عمق خبرتك في مجالك، لاسيما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وعلاقته بالرأسمالية، وتداعياته الكارثية على الطبقة العاملة والإنسانية بشكل عام.
بغض النظر عن الاختلافات في التحليل والرؤية السياسية. لا يسعني إلا أن أحييك وأُقدِّر جهودك. وبالتأكيد، سوف أضع الكتاب في صدارة قائمة قراءاتي القادمة.
مع خالص التقدير والاعتزاز
عامر
64 - رد الى: عامر رسول
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 31 - 17:56
)
الرفيق والصديق العزيز عامر
اشكرك من القلب على كلماتك الرفاقية الصادقة التي اعتز بها عميقا، ويسعدني ان يكون هذا العمل موضع اهتمامك، خصوصا لما يجمعنا من تاريخ طويل من النضال والمواقف والمبادئ التي لم تتغير رغم كل التحولات، التنظيمات المختلفة وتغييراتها.
ان هذا الكتاب هو محاولة لفتح نقاش يساري نقدي حول مسار الذكاء الاصطناعي داخل البنية الرأسمالية، وتحليل آثاره السلبية على شغيلات وشغيلة اليد والفكر بشكل خاص، والمجتمع البشري ككل، وفضح كيف يعاد انتاج الهيمنة والاستغلال عبر هذا التطور التكنولوجي، ورغم ادراكنا جميعا ان لا وجود لكتابات نهائية او مغلقة، حاولت ان اطرح رؤية واضحة تقطع مع الاوهام التقنية وتضع الصراع الطبقي في صلب التحليل، باعتبارها مدخلا لنقاش اشتراكي اوسع يتطلب المزيد من الجهود اليسارية الجماعية.
انا بانتظار ملاحظاتك بعد قراءته، ليس فقط لاحترامي الكبير لك ولمعرفتك العميقة، بل لان رأيك في هذا المجال يشكل اضافة مهمة وتنعش الحوار حول هذا الموضوع الهام، اي الذكاء الاصطناعي، الذي لابد ان نعمل جميعا من اجل ان يكون في خدمة التغيير الاشتراكي والتحرر والمساواة.
مع كل التقدير والاعتزاز
65 - حول فائض القيمة الرقمي
ابو تانيا
(
2025 / 3 / 28 - 05:24
)
الاستاذ رزكار، الف مبروك صدور الكتاب، هو مهم وضروري جدا.
استخدمت مفهوم فائض القيمة الرقمي، وكأنه امتداد مباشر لفائض القيمة كما طرحه ماركس.
لكن هذا الاستخدام يطرح اشكالا جديا، لأن فائض القيمة في التحليل الماركسي يرتبط بعلاقة استغلال مباشرة بين العامل والرأسمالي، حيث تستخرج القيمة من العمل الحي داخل عملية انتاج مادية.
اما ما يسمى فائض القيمة الرقمي، فهو غالبا لا يعتمد على عمل منتج، بل على بيانات، او تفاعلات، او انتباه المستخدمين والمستخدمات.
صحيح ان هذه العمليات تندرج ضمن منطق التراكم، لكن تسميتها بفائض قيمة دون تدقيق، تضعف المفهوم وتفقده دقته النظرية.
الافضل تسميتها بشكل ادق، مثل ريع البيانات، او شكل من اشكال الاستيلاء غير المباشر، حتى لا يتحول التحليل الطبقي الى خطاب فضفاض لا يمس جوهر علاقات الانتاج.
66 - رد الى: ابو تانيا
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 31 - 18:14
)
الرفيق العزيز ابو تانيا
اشكرك على هذه المداخلة الرفاقية التي تنبع من حرص نظري وسياسي على دقة المفاهيم داخل التحليل الماركسي واليساري، وهو امر نادر ومهم في زمن تستهلك فيه المفاهيم غالبا خارج سياقها التاريخي والصراعي، وقد اثرت بذلك نقطة هامة جدا.
استخدامي لمفهوم فائض القيمة الرقمي لا ينطلق من محاولة مساواته المباشرة والكاملة مع فائض القيمة كما طوره ماركس في سياق النمط الصناعي الرأسمالي، بل من الحاجة الى تحليل شكل جديد من الاستغلال يشتغل داخل الرأسمالية الرقمية ويعيد تشكيل العلاقة بين الرأسمال والعمل والحياة اليومية.
فائض القيمة كما نعرف هو جوهر العلاقة الرأسمالية، الفارق بين ما ينتجه شغيلات وشغيلة اليد والفكر من قيمة، وما يتقاضيانه من اجر، وهو نتيجة مباشرة لسيطرة الرأسمالي على وسائل الانتاج والزمن. في النموذج التقليدي يتم انتزاع فائض القيمة في مواقع انتاج واضحة، من خلال عقد عمل مباشر، واستغلال منظم لقوة العمل المأجورة. لكن هذا الشكل لم يعد وحده اليوم، الرأسمالية المعاصرة وخاصة في نسختها الرقمية لا تستغني عن هذا الشكل بل تبني عليه وتوسعه وتخفيه.
فائض القيمة الرقمي كما احاول ان اوضح في الكتاب لا ينتزع من العمل المأجور فقط، بل من الحياة نفسها، من التفاعل والسلوك البشري العادي، من بيانات المستخدمات والمستخدمين، من الزمن الحي، من كل لحظة استخدام او مرور او تواصل. المنصات الرقمية، شركات التقنية الكبرى، ادوات الذكاء الاصطناعي، كلها لا تحتاج الى شراء وقت العمل دائما، بل تبني منظومة استخلاص فائض قيمة دون عقد، دون اجر، دون اعتراف بالدور الانتاجي. هذه الشركات تبيع بيانات لم تنتجها، بل تم تجميعها من تفاعل الملايين، وتحقق من خلالها ارباحا خيالية، بينما لا يحصل منتجوها الفعليون، اي المستخدمون والمستخدمات، على شيء.
المسألة هنا ليست مجرد تغيير في آلية الانتاج، بل تحول في بنية الاستغلال نفسها، حيث يصبح الاستغلال غير مرئي، مموها خلف واجهات الخدمة المجانية، او الوعد بالاتصال والمشاركة، او امكانية الوصول الى العالم، دون الاشارة الى ان ما ينتج فعلا هو قيمة مضافة حقيقية للرأسمال، تستخرج من حياة الافراد وليس فقط من عملهم المأجور.
هذا لا يعني ان الرأسمالية الرقمية قد تجاوزت شكل الاستغلال التقليدي، بل اضافت اليه شكلا جديدا، يعمق السيطرة، ويوسع الاستغلال ليشمل الجميع، حتى اولئك الذين لا ينظر اليهم كقوة عمل، اي كل مستخدمة ومستخدم يتفاعل مع الفضاء الرقمي، كل عملية بحث، كل طفلة وطفل يستخدم تطبيقا، كل صوت مسجل، كل طريق تم السير عليه عبر خرائط غوغل، كل صورة، وكل اعجاب وتفاعل، وكل لحظة انتباه وغيرها. هذه كلها تستخرج منها قيمة، تحول الى سلعة تباع في السوق، وتستخدم لاغراض سياسية، اقتصادية، فكرية، امنية، وغيرها. لذلك يصبح من الضروري اعادة التفكير في مفهوم فائض القيمة، ليس كجوهر ثابت، بل كمفهوم مرن يعاد انتاجه ضمن علاقات انتاج متحولة. لقد حولت الرأسمالية الرقمية الانترنت الى مصنع يعمل 24 ساعة دون توقف، باستخدمات بيانات وسلوك المستخدمات والمستخدمين، وتربح منهم المليارات دون اي راتب لهم تجاه انتاجهم - السلوك والتفاعل - او تحوليهم الى مواد خام - بياناتهم -.
استخدام مفهوم ريع البيانات الذي تقترحه يحمل دقة اقتصادية في حالات معينة، خاصة حين يتعلق الامر باستغلال موقع مميز او امتياز معرفي. لكن ما تحاول الرأسمالية الرقمية فعله اليوم يتجاوز مجرد الريع، انه اعادة تشكيل علاقة الانتاج نفسها بحيث تصبح الحياة اليومية والسلوك الانساني مادة اولية للاستغلال، والزمن الاجتماعي مصدرا مباشرا لفائض القيمة. لذلك فإن استخدامي لمفهوم فائض القيمة الرقمي لا ينطلق من الرغبة في التوسع الخطابي او التوصيف الفضفاض، بل من محاولة رصد تحول حقيقي في بنية الاستغلال، ومن ضرورة النظر الى المستخدمات والمستخدمين ليس كجمهور سلبي، بل كمنتجين فعليين للقيمة والمواد الخام ايضا في العملية الانتاجية في نظام رأسمالي لم يعد يكتفي بالسيطرة على شغيلات وشغيلة اليد والفكر، بل يسعى للهيمنة على الوعي و الحياة ذاتها.
لهذا فالنقاش حول المفهوم، وتسمياته، وتحولاته، ليس تفصيلا نظريا بل هو جزء من المعركة حول وعينا بالاستغلال الجديد، وبالتالي حول ادواتنا لمواجهته. وانا بانتظار ملاحظاتك بعد القراءة الكاملة، لأن هذا النوع من النقاش هو ما يمكن ان يطور الفكر الماركسي واليساري، لا عبر التكرار، بل عبر اعادة تسليحه نظريا في مواجهة اشكال راس المال المتجددة والمتخفية.
فائق التقدير والاحترام
67 - تبني دراسة وفق منهجية علمية ماركسية
حركة اليسار الديمقراطي العراقي
(
2025 / 3 / 28 - 09:15
)
تحياتي مبارك لكم هذا المنجز المهم نرجوتفاعل الجميع وتبني دراسة وفق منهجية علمية ماركسية لدراسة هذا المنجز العلمي وكيفية تكيفيه لخدمة البشرية بالضد من توجهات الراسمال المعولم المتوحش...
68 - رد الى: حركة اليسار الديمقراطي العراقي
رزكار عقراوي
(
2025 / 3 / 31 - 18:26
)
الرفيقات والرفاق الاعزة في حركة اليسار الديمقراطي العراقي
تقديري الحار لنشاطاتكم ودوركم الكبير في تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين اطراف وقوى اليسار العراقي، وفي سعيكم المستمر نحو تطوير الفكر اليساري تنظيما وسياسيا، ان هذا الدور يحمل اهمية خاصة في هذه المرحلة التي تتصاعد فيها هيمنة رأس المال، وتشتد فيها ازمات نظام المحاصصة الطائفية والقومية في بغداد واقليم كردستان.
كل جهد ماركسي ويساري جماعي ضرورة ملحة الان، وليس مجرد خيار، فالمعرفة والنقد والتنظيم يجب ان تتوحد في مشروع تحرري يعيد الاعتبار للصراع الطبقي، ويواجه النظام الرأسمالي بما يملكه من ادوات استبداد و استغلال جديدة، من الذكاء الاصطناعي، الى خوارزميات السيطرة، واحتكار البيانات، وتفكيك وتقييد العمل النضالي والجماهيري.
ان هذا الكتاب لا يسعى الى تقديم اجوبة نهائية، بل الى دعوة للمساهمة في هذا الجهد الجماعي، وفتح نقاش يساري تقدمي بين اليساريات واليساريين، حول كيف نحول التكنولوجيا بشكل عام، والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، من أداة هيمنة الى أداة تحرر، وكيف نعيد توجيهها لخدمة قضايا شغيلات وشغيلة اليد والفكر.
مع كل التقدير والاعتزاز.
69 - أستاذ رزكار المحترم
سعد الكناني
(
2025 / 3 / 28 - 14:16
)
عزيزي أستاذ رزكار المحترم
جهود مشكورة وقراءة جيدة لما تناوله كتابك الموقر.
أود أن أبين التالي :
ستبقى -أجهزة- الذكاء الاصطناعي ذات الفعالية العالية لدى الدول الكبرى حكرا لها لخدمة مصالحها الإستراتيجية العليا حتى وان تم استثمار هذا -الذكاء- من قبل دول المنطقة لأهداف وغايات محددة، والخوارزميات التي ستستخدم في أجهزة الدول العربية ستبني نماذج كفوءة في أداء الإجراءات المطلوبة وتقلل من الأخطاء. كما ان أجهزة الذكاء الاصطناعي لا تتأثر بالعواطف والميول والاتجاهات السياسية إذ أن الذكاء الاصطناعي يستخدم الحوسبة المعرفية التي تساعده على اتخاذ قرارات عملية في الوقت الفعلي. لكن هناك مشكلة في هذا الذكاء أنه يتسبب في زيادة معدلات البطالة عما تعاني منه الدول العربية أصلا، نظرًا لزيادة اعتماد المؤسسات على الأجهزة ذات القدرات التشغيلية المستمرة في القيام بالمهام والعمليات المعقدة بدلًا من الموظفين. بالمقابل ان أجهزة الذكاء الاصطناعي تعمل ضمن معايير محددة، أدى إلى افتقارها إلى الحس الإبداعي الذي يمتلكه البشر، إذ تستطيع تلك الأجهزة معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات، ولكنها لا تستطيع محاكاة المهارات البشرية الدقيقة. ولأن الذكاء الاصطناعي يؤدي فقط المهام المُبرمج لها، فهو لا يمكنه اختراع أي شيء مثلما يفعل الإنسان.
70 - رد الى: سعد الكناني
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 1 - 18:19
)
الزميل العزيز سعد الكناني
اشكرك على المداخلة التفصيلية التي تعكس اهتماما جادا بالموضوع، لقد اشرت الى نقاط مهمة يجري تداولها في اغلب المقاربات التقنية السائدة، لكن ما يسعى اليه هذا الكتاب هو تجاوز هذا المستوى الوصفي والتحليلي التقني، نحو قراءة يسارية تضع الذكاء الاصطناعي ضمن البنية الرأسمالية العالمية، كأداة للسيطرة والربح وتعميق التفاوت. ان احتكار الدول الكبرى والشركات الاحتكارية لهذه التكنولوجيات ليس مجرد خيار سياسي او استراتيجي، بل هو تعبير مباشر عن موقعها في السوق العالمي وتقسيم العمل الدولي، حيث تستخدم هذه الادوات لتعزيز هيمنة راس المال الاحتكاري، وتوسيع قدراته على المراقبة والتوجيه، بما في ذلك في الدول الاستبدادية في منطقتنا، التي غالبا ما تكون مجرد سوق لتصريف التطبيقات ومنصة لاختبار نماذج الهيمنة، وخاصة الامنية والعسكرية والتجسسية.
اما القول ان الذكاء الاصطناعي لا يتأثر بالعواطف والميول، فهو يتجاهل ان كل خوارزمية مبنية على افتراضات واولويات واختيارات بشرية مشبعة بالقيم السياسية والطبقية والثقافية. لذلك فإن ما يبدو موضوعيا ومحايدا هو في الحقيقة انعكاس لمواقع القوة والسيطرة. ولهذا فإن تأثيره في تعميق البطالة، وتهميش البشر، وتوسيع الرقابة، ليس نتيجة عرضية، بل جزء من آليات رسمالية من اجل تراكم جديدة تقوم على استخلاص فائض القيمة من الحياة اليومية ذاتها، لا فقط من العمل المأجور.
صحيح ان الذكاء الاصطناعي يفتقر الى الحس الابداعي، لكنه لا يهدف الى تعويض الابداع، بل الى اعادة تشكيل شروط الانتاج والادراك ضمن منطق ربح وتسليع شمولي. وهو ما يجعل من نقده ومواجهته قضية سياسية يسارية و طبقية وملحة الان، لا فقط نقاشا علميا او اخلاقيا.
الكتاب هو دعوة لتاطير هذا النقاش ضمن مشروع يساري يرى في التكنولوجيا ساحة صراع، لا حقل محايد، ويطرح اسئلة حول لمن تعمل هذه الانظمة، ومن يخسر، ومن يقصى، ومن يراقب، ومن يحول الى مادة خام للربح!.
مع التقدير وكل الشكر لملاحظاتك واهتمامك.
71 - الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل
بكر محي طه
(
2025 / 3 / 28 - 17:23
)
عزيزي أستاذ رزكار المحترم
تتداخل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتكنولوجيا، مما يجعل من الضروري التفكير النقدي في كيفية توجيه استخداماتها. ويجب أن يتم العمل على صياغة مستقبل تكنولوجي يعزز من العدالة ... الاجتماعية ويحقق فوائد للجميع، من خلال :
1- تمكين الأفراد: توفر التكنولوجيا أدوات للأفراد لتعزيز أصواتهم والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية.
2- مساواة الفرص: يمكن أن تساعد التكنولوجيا في تقديم التعليم والمعلومات للشرائح المهمشة، مما يسهم في تقليل الفجوات الاجتماعية.
3- حلول للمشاكل الاجتماعية: يمكن استخدام التكنولوجيا لتطوير حلول لمشكلات مثل تغير المناخ والرعاية الصحية.
72 - رد الى: بكر محي طه
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 1 - 18:30
)
الزميل العزيز بكر محي طه
اشكرك على هذه المداخلة التي تفتح افقا ضروريا للنقاش حول امكانية توجيه التكنولوجيا لصالح قضايا العدالة والمساواة والتغيير الاشتراكي، وهذا بالضبط ما يسعى اليه الكتاب، لا عبر طرح مثالي او انساني عام، بل من خلال مقاربة يسارية تربط التكنولوجيا بالبنية الطبقية الرأسمالية التي تنتجها وتوظفها وتعيد تشكيلها باستمرار.
ما طرحته من نقاط مهمة حول تمكين الافراد، ومساواة الفرص، واستخدام التكنولوجيا لحل مشكلات اجتماعية وبيئية، هو من حيث المبدأ صحيح، لكن السؤال الجوهري الذي يطرحه الكتاب هو، من يمتلك التكنولوجيا، من يحدد استخدامها، من يجني ارباحها، من يقصى من فضائها، من يسيطر على من، ومن تستخرج منه الارباح.
الرأسمالية الرقمية كما يحللها النص لا ترفض التمكين ولا المساواة كشعارات، بل تعيد تدويرها داخل منطق الربح والسيطرة، فتحول الاصوات الى بيانات، والمشاركة الى استهلاك، والتعليم والبحث العلمي الى محتوى مدفوع ومراقب، وحتى حلول المناخ والرعاية الى مشاريع تجارية قائمة على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات التي تستهلك الطاقة وتعمق التدمير المناخي.
لذلك، التحدي ليس فقط في كيفية استخدام التكنولوجيا، بل في تغيير من يملكها، كيف تدار، ولأي غرض توظف. البديل ليس في التكيف مع الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، بل في بناء مشروع تكنولوجي تحرري، يوجه لمصالح اغلبية الجماهير وليس الاقلية، ويعيد توجيه التطور التقني نحو حاجات الانسان.
الى ان يتحقق نموذج يساري تقدمي للذكاء الاصطناعي، ينبغي اخضاع التكنولوجيا الحالية لاشراف قانوني وحقوقي دولي مستقل، لضمان الشفافية والعدالة في استخدامها. يمكن لهذا الاشراف ان يحد من التلاعب الرأسمالي بالتكنولوجيا، او على الاقل تأطيره وتحديده كخطوة اولية، بما يضمن توجيهها لخدمة عموم الجماهير ضمن ضوابط ملائمة.
الكتاب هو مساهمة اولية في هذا الاتجاه، والنقاش معك ومع كافة المهتمين والمهتمات حول هذه القضايا هو ما يعطي له معناه الحقيقي.
كل الاحترام والتقدير
73 - ترف فكري برجوازي
عامر سليم
(
2025 / 3 / 29 - 07:22
)
خطورة الرأسمالية تكمن في مرونتها في احتواء مشاكلها واستمرار دوران عجلتها , وتكمن كذلك في استثمار واستغلال نزعة الانسان الفطرية للترف والرفاهية والاستهلاك المادي والفكري . هنا تكمن المصيدة التي تقع فيها معظم الايديولوجيات التي تحارب النهج الرأسمالي وثقافته!.
اليسار الالكتروني والذكاء الاصطناعي الرأسمالي والاشتراكي وغيرها من الاهتمامات والافكار هي مجرد ترف فكري برجوازي يخدم بنية الراسماليه اكثر مما يدينها لأنها تبقي هذه القوى مشغولة بترفها الفكري وثرثراتها ونقاشاتها وبطولاتها على الورق والمواقع الالكترونية التي لا تحقق شيئاً على الارض ذلك لانها غالبا ما تكون بين النخب وصالوناتها الثقافية وبعيده عن الانسان المستَغَل والمقهور ……
يقول تشيخوف على لسان تروفيموف احدى شخصيات مسرحيته بستان الكرز :
“There is nothing more vulgar than a petty bourgeois life with its halfpence, its victuals, its futile talk, and its useless conventional virtue-;- my heart aches from the consciousness that I am working for money, and money is the centre of all I do.”
لا يوجد شيء أكثر ابتذالاً من حياة البرجوازية الصغيرة بنصف بنساتها، ومؤنها، وأحاديثها العبثية، وفضائلها التقليدية عديمة الفائدة؛ إن قلبي يؤلمني من إدراكي أنني أعمل من أجل المال، والمال هو كل اهتمامي !
كان تروفيموف يرى ان الظروف المعيشية السيئة للفلاحين الروس وبؤسهم هو نتيجة لخمول المثقفين الروس!.
والحال ان الترف والخمول الفكري البرجوازي للمثقفين هو المسؤول الاول عن بؤس شعوب بلاد مابين الخليج والمحيط وربما كذا الحال في العالم كله!؟.
74 - رد الى: عامر سليم
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 1 - 18:43
)
الزميل العزيز عامر سليم
اشكرك بشكل كبير على هذه المداخلة النقدية القيمة ومشاركتك القديرة في الحوار، لقد طرحت بحدة اشكالية العلاقة بين الفكر والممارسة، بين النظرية والواقع، وهي اشكالية رافقت كل تاريخ اليسار في كل بلدان العالم، لكن اختزال الاشتغال النظري بمفهوم الترف البرجوازي يتجاهل ان الفكر اليساري المادي، حين يكون مرتبطا بالبنية الطبقية وموجها نحو فضح آليات الهيمنة الرأسمالية والاستبدادية، لا يكون ترفا، بل اداة مهمة واساسية من ادوات النضال.
الكتاب لم يكتب من صالونات النخب ولا يخاطبها، بل هو محاولة لفتح نقاش يساري تقدمي حول واحدة من اخطر التحولات التي يعيشها عالمنا، حيث لا تتوسع الرأسمالية فقط على مستوى الاقتصاد والسياسة، بل تتغلغل الى الوعي والحياة اليومية، من خلال الذكاء الاصطناعي والرقابة والسيطرة الرقمية. تجاهل هذا التطور، او تسخيفه، لا يخدم الطبقات المقهورة، بل يسلمها الى آليات استغلال جديدة غير مرئية، واكثر تحكما وعمقا وعلميا.
ان الرأسمالية لم تعد مجرد نظام اقتصادي، بل اصبحت نمط حياة، ومصنعا دائما لاعادة انتاج الوعي والاستهلاك والهيمنة، ولهذا فإن تفكيك ادواتها الفكرية والتكنولوجية جزء من الصراع الطبقي نفسه، وليس ترفا، بل مهمة نظرية وسياسية عاجلة.
كما ان المواقع الالكترونية، ومنها تجربة الحوار المتمدن، اثبتت انها ليست فقط فضاء للنقاش، بل اداة تحريض وتثقيف ونشر للوعي الماركسي واليساري والعلماني، وخاصة بعد تراجع وتهميش الاعلام الورقي المكلف. هذه المواقع باتت احد اهم مساحات النضال البديل، ولهذا يتم حجبها في اكثر من بلد عربي، لأنها لا تهادن السلطة والاستبداد ولا رأس المال، بل تطرح اسئلة جذرية، وتفسح المجال للاصوات التقدمية، وهذا ما يجعل من استثمار هذه الادوات ضرورة نضالية لا رفاهية برجوازية.
اما عن استشهادك بتشيخوف ، فهو يعبر عن نقد حقيقي للبرجوازية الصغيرة، لكنه لا يبرر الصمت او الانسحاب، بل يدفع نحو ربط الوعي بالفعل، والمثقف اليساري لا يصبح فعالا بتركه الكتابة، بل حين يربط قلمه بموقعه الطبقي، ويدخل ساحة الصراع لا كمحايد، بل كمنحاز الى جبهة شغيلات وشغيلة اليد والفكر والتغيير الاشتراكي.
هذا الكتاب ليس نهاية، بل محاولة اولى في هذا الاتجاه، ولندع في النهاية التاريخ والجماهير تحكم، من يدعم بنية الرأسمالية، ومن يسعى لفضحها وتفكيكها.
كل التقدير والاحترام
75 - ادوات شبه محايدة
Max Aln
(
2025 / 3 / 29 - 07:23
)
الموضوع الاهم برايي هو ان الراسمالية تنتج وسائل التواصل الاجتماعي وهي ادوات شبه محايدة - وقد تمكن اليسار الالماني من استغلال تلك الوسائل كما هو حزب البديل في الترويج لافكاره وانتزاع انتصارات مهمة.
76 - رد الى: Max Aln
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 1 - 19:40
)
الرفيق العزيز ماكس
اشكرك على المداخلة المهمة، وفعلا كما اشرت، من الضروري التمييز بين طبيعة الادوات الرقمية كمنتجات داخل بنية رأسمالية، وبين امكانية استثمارها من قبل قوى اليسار كمساحات تحريض وتنظيم وتثقيف والتحشيد، رغم محدودية حيادها وخضوعها لشروط السوق والرقابة والحدود الحمراء.
التجربة التي اشرت اليها مهمة جدا واود ان ادخل اليها بالتفصيل، أي تجربة حزب اليسار الالماني دي لينك في الانتخابات الاخيرة لعام 2025، تقدم مثالا مهما ورائعا وملهما على امكانية توظيف اليسار للتكنولوجيا، ليس كغاية بل كوسيلة ضمن صراع سياسي منظم، ومن ابرز الامثلة الناجحة التي تستحق التوقف عندها:
اولا- حملات التواصل الاجتماعي المستهدفة، حيث استخدم الحزب منصات مثل تيك توك وانستغرام للوصول الى جيل الشباب، من خلال مقاطع قصيرة ومرئية تشرح سياسات وبرامج الحزب بطريقة مبسطة وجذابة، كما اعتمد على البث المباشر والنقاشات المفتوحة عبر تويتر وفيسبوك، مما عزز المشاركة والتفاعل حولها.
ثانيا- استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، حيث لجأ الحزب الى أدوات رقمية لتحليل توجهات الناخبين والناخبات حسب المناطق والشرائح الاجتماعية، ما مكنه من تخصيص رسائل دقيقة تعالج قضايا مثل التضخم، البطالة، العدالة الاجتماعية، السكن، المناخ، الحروب الحالية والتسلح والدور الماني وغيرها، كما استخدم روبوتات دردشة للرد على الاسئلة وتوجيه الناخبين.
ثالثا- بناء منصات للمشاركة الرقمية، حيث نظم الحزب استطلاعات رأي تفاعلية، وندوات افتراضية عبر زووم ويوتيوب، تناولت قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية، ما ساهم في توسيع قاعدته خارج الحدود التقليدية له.
رابعا- انتاج محتوى متنوع ومخصص، من الميمز والانفوغراف الى الفيديوهات الطويلة والبودكاست، ما جذب شريحة واسعة من الشباب والمهتمين، وربط بين الخطاب السياسي الجذري واشكال تواصل يومية مفهومة.
خامسا- استخدم الحزب التسويق الرقمي عبر البريد الالكتروني والرسائل النصية عبر الموبايل، برسائل موجهة تركز على اهتمامات محددة، وتذكر بالمواعيد وتحفز على المشاركة.
سادسا- مواجهة التضليل، عبر مراقبة الاخبار والشائعات والرد السريع عليها من خلال القنوات الحزبية والجماهيرية.
سابعا- التعاون مع مؤثرات ومؤثرين يساريين، ما ساعد على كسر الطوق الاعلامي والوصول الى جماهير جديدة خارج دوائر الحزب التقليدية.
واخيرا- تغيير الكثير من آليات المركزية والهرمية في التنظيم الحزبي بما يتلائم مع التطور المعرفي والديمقراطي، وخاصة عند الشباب.
هذه التجربة، رغم وقوعها داخل نظام رأسمالي، تظهر كيف يمكن تحويل بعض ادواته واستخدامها ضده، حين تكون بيد تنظيم يساري واعي، يربط التقنية بالتنظيم والنضال اليساري على الارض.
وصحيح ان اليسار، كما في الحالة الالمانية، تمكن في مراحل معينة من استثمار هذه الادوات في حملاته، وهو ما يؤكد ضرورة استغلال كل مساحة متاحة، لكن يجب ان لا ننخدع بفكرة الحياد، فالخوارزميات، وشروط النشر، وآليات الحجب والسيطرة، كلها تخضع لمصالح الشركات والدول الكبرى، وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والفكرية، والتوازنات الطبقية.
يكفي ان تتجاوز حركة يسارية عتبة التأثير الجدي، ان تلامس الخطوط الحمراء، ان تقترب من زعزعة التوازن الطبقي القائم، حتى تبدأ فورا آليات التقييد، الرقابة، الحذف، تشويه السمعة، وتحييد وغلق المواقع و المنصات وغيرها. فالسؤال الاكثر واقعية هنا ليس هل تسمح الرأسمالية باستخدام أدواتها، بل كيف ستتعامل اذا ما تجاوز الحزب اليساري الالماني خمسين بالمئة، ويهدد سلطتها الطبقية؟ هل ستكتفي بالمشاهدة والحياد؟ ام ستفعل كل ما في وسعها لكسر هذا المسار؟ هذا هو جوهر الصراع، وهنا يتضح ان الحياد مجرد وهم مؤقت، ينتهي حين يبدأ اليسار بالتأثير الحقيقي. والتاريخ يشهد بالكثير من التجارب، حيث كانت كل محاولة يسارية لكسر البنية السائدة تواجه بأدوات النظام كاملة، من الحصار، الى الانقلاب، الى القمع، والان ستكون بالاضافة الى ذلك التصفية الرقمية، لأن الرأسمالية لا تسمح بأعداء داخل نظامها، بل تسعى لتدويرهم عند الحاجة، وسحقهم عندما يتجاوزون الخطوط المرسومة لهم.
من هنا تبقى الحاجة قائمة الى نقد هذه الادوات وكشف بنيتها الطبقية، والعمل في المدى البعيد على بناء بدائل رقمية يسارية مستقلة، تخدم قضايا التحرر والمساواة والتغيير الاشتراكي، لا ان تكون رهينة لأدوات النظام الذي نحاربه، مع استخدام الحالية بشكل علمي، وحذر، ومدروس، وتحت رقابة ومتابعة بشرية من خلال الاستفادة من تجربة حزب اليسار الالماني دي لينك.
كل التقدير والشكر على اثارة هذا الموضوع المهم
77 - مجموعة اسئلة
نادين
(
2025 / 3 / 29 - 13:00
)
اشكرك على الكتاب استاذ رزكار، فهو عمل مهم ويفتح أبوابا واسعة للنقاش.
لكن استوقفني غياب الإشارة إلى الجيل الجديد من الحركات الرقمية القاعدية، التي لا تستخدم التكنولوجيا فقط كأداة احتجاج، بل كوسيلة لبناء ذاتي وتنظيم أفقي.
هل تعتبر هذه المبادرات هامشية فعلا، ام انها قد تشكل نواة لأشكال جديدة من المقاومة؟
كما لفتني ان العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمجال الثقافي لم تأخذ حيزا كافيا.
كيف تعمل الخوارزميات على إعادة تشكيل الذوق الفني والمعايير الجمالية؟
وهل يمكن القول إن هناك احتكارا رأسماليا جديدا للخيال والابداع، وليس فقط للمعرفة والعمل؟
78 - رد الى: نادين
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 17:36
)
الزميلة العزيزة نادين
اشكرك على مداخلتك الذكية واسئلتك العميقة والدقيقة، التي تفتح ابوابا ضرورية لنقاشات لم يدع الكتاب انه غطاها بالكامل، بل يسعى الى التحريض على طرحها وتطويرها جماعيا بين صفوف قوى اليسار والتقدم.
بالنسبة الى الجيل الجديد الشباب من الحركات الرقمية القاعدية، انت محقة تماما في الإشارة الى أهميتها، فهناك اليوم نماذج لافتة وكثيرة لحركات تنظم نفسها افقيا وبتعددية فكرية، ولكن تلتقي وتعمل معا وفق نقاط التقاء، وتستخدم التكنولوجيا ليس فقط للاحتجاج، بل لإعادة انتاج اشكال جديدة من التنظيم المرن، التضامن، والتمكين الذاتي.
هذه المبادرات ليست هامشية، بل تمثل بذورا لمقاومات مستقبلية، خصوصا حين ترتبط بالواقع الطبقي، وتتجاوز حدود الهوية الفردية نحو بناء شبكات تقدمية جماعية قادرة على التحدي والتأثير، وتدمج نضالها مع النضال الفعلي في الارض.
لكن ما يحد من تأثيرها غالبا هو هشاشتها التنظيمية، وطبيعة المنصات التي تعمل ضمنها، والتي تبقى في النهاية خاضعة لسيطرة الدول الكبرى والشركات الاحتكارية. لذلك، فإن ربط هذه المبادرات بمشروع تحرري اوسع، معرفي ونضالي، في ميادين النضال المتخلفة، ويخرج من الاقتصار على الاطار الرقمي فقط، يبقى شرطا أساسيا كي لا تستوعب أو تفرغ من مضمونها التقدمي.
اما ما يتعلق بعلاقة الذكاء الاصطناعي بالمجال الثقافي، فهو من اكثر الجوانب خطورة، لأن الخوارزميات اليوم لا تكتفي بتوجيه السلوك الاستهلاكي، بل تعيد تشكيل الذوق الجمالي والمعايير الفنية، وتفرض نوعا من التماثل الثقافي، حيث يتم تفضيل الانتاج القابل للتسليع السريع والترويج الواسع، وكذلك القيم التي تروج للرأسمالية وبطرق مختلفة. المنصات الفنية الكبرى، من سبوتيفاي الى نتفليكس وغيرها، لا تعكس تنوع الابداع، بل تدفع نحو نمط ثقافي استهلاكي، بشكل عام هو مفرغ من البعد التقدمي.
من هنا يمكن الحديث فعلا عن شكل جديد من احتكار الخيال، لا يقتصر على المعرفة والعمل والوعي، بل يمتد الى الابداع، الوجدان، الرغبة، والتذوق. وهذا ما اسعى الى تناوله في النسخ القادمة من الكتاب، لأن نقد الذكاء الاصطناعي يجب ان لا يتوقف عند الاقتصاد والسياسة فقط، بل يشمل أيضا الثقافة، المعنى، الذاكرة، والخيال، باعتبارها جبهات اساسية في المعركة ضد الرأسمالية الرقمية.
مع تقديري الكبير لملاحظاتك، واهتمامك الذي يعكس عمقا في القراءة، ورغبة في المساهمة الفكرية الفعلية.
كل الاحترام.
79 - مولودك المعرفي المعاصر
غازي الصوراني
(
2025 / 3 / 29 - 13:10
)
أجمل التهاني صديقي رفيقي العزيز رزكار على مولودك المعرفي المعاصر عبر تميزك بهذا النص الحامل للترابط العلمي الجدلي بين الفكر الماركسي وبين التقدم التكنولوجي في ذروته التي جسدها الذكاء الصناعي.....محبتي محمولة بمشاعر الفخر والاعتزاز
80 - رد الى: غازي الصوراني
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 17:38
)
الرفيق والصديق العزيز غازي الصوراني
شكرا من القلب على كلماتك الدافئة والمشجعة، التي اعتز بها عاليا.
شهادتك ودعمك الكبير، بشكل عام وفي مشروع الكتاب بشكل خاص، وتعاطفك الرفاقي المتواصل تعني لي الكثير، لما تحمله من تاريخ نضالي وفكري عميق يشهد له كل من واكب مسيرتك الطويلة كمفكر ومناضل يساري كبير في الدفاع عن الفكر الماركسي وقضايا التحرر والعدالة.
سعيد ان هذا العمل لامس ما حاولت التعبير عنه، في الربط بين النظرية والممارسة، وبين التراث الماركسي الحي والتحولات التقنية المعاصرة، لا كتماه مع التكنولوجيا، بل كقراءة نقدية لها من اجل تسخيرها لصالح قضايا الإنسان وكرامته، والتغيير الاشتراكي.
محبتي وتقديري واحترامي الكبير، ومع كل الاعتزاز برفقتك الدائمة.
81 - لماذا تنشر عبر من تنتقد؟
كامل سعد
(
2025 / 3 / 29 - 13:32
)
رفيق رزكار قرأت الكتاب ولاحظت ان فيه نقد واضح ومتكرر لشركة امازون وفضح لممارساتها المعروفة تجاه العمال وهذا شيء اتفق معه تماما
لكن بنفس الوقت الكتاب منشور حاليا على منصة امازون نفسها وهذا الشيء يطرح تساؤل كبير كيف ممكن ننتقد الشركة ونستخدمها لنشر نفس الخطاب اللي يفضحها مش هالشيء يعتبر تناقض او ازدواجية او حتى تنازل باسم الضرورة وين نرسم الخط بين التكتيك وبين التماهي مع بنية نرفضها من الاساس
82 - رد الى: كامل سعد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 18:05
)
الرفيق العزيز كامل
شكرا على مداخلتك العميقة التي طرحت سؤالا جوهريا حول العلاقة بين المضمون الثوري والوسائط التي تهيمن عليها الرأسمالية الرقمية، وهو سؤال صادق ومحق، وقد خلق لدي نوعا من التردد والقلق، وناقشته مع عدد من الرفيقات والرفاق الاعزة لما يحمله من اشكالية فعلية تتعلق بحدود التكتيك ومساحات التماهي والمرونة، وبضرورة رسم الخط بين الاستخدام المؤقت لبنية رأسمالية وبين الوقوع في فخ التطبيع معها.
النشر عبر منصة امازون لم يكن خيارا فكريا بل خطوة تكتيكية مدروسة، هدفها كسر الطوق الرقمي الذي تفرضه الشركات ودور النشر على أدوات النشر والتوزيع، وايصال هذا الخطاب إلى اوسع عدد ممكن من القراء والقراءات حول العالم، وليس فقط في نطاق جغرافي محدد. نستخدم المنصة لا لشرعنتها بل من اجل الاستفادة منها كلما كان ذلك ممكنا، وخاصة انها تتمتع بإمكانيات متقدمة في النشر والتوزيع الالكتروني وتدعم تطبيقات رقمية مختلفة.
هذا ليس تناقضا، بل تعبير عن الصراع الطبقي داخل حقل المعرفة، حيث لا مجال للطهرانية في سياق تحكم الشركات بمعظم مسارات الانتاج والنشر وتحويل المعرفة الى سلعة مربحة، بل هناك مفاضلات تكتيكية مؤقتة يحددها الهدف التقدمي الأوسع، وهو بناء شبكات توزيع تحررية مستقبلية مستقلة عن السوق، لكن حتى ذلك الوقت، سنستمر باستخدام كل صدع داخل جدران هذا السوق لإيصال خطابنا.
لهذا السبب، تم نشر الكتاب الكترونيا بالعربية والانجليزية عبر منصة امازون لتوفير امكانية وصول واسعة، بسعر رمزي وهو اقل سعر مسموح به ولا يتجاوز دولارا واحدا، مع عدم منح المنصة أي حقوق حصرية، وترافق ذلك مع إتاحة نسخة مجانية على مواقع يسارية وتقدمية، انطلاقا من مبدأ أن المعرفة حق إنساني لا ينبغي تقييده، ولأن النشر الرقمي يتيح وصولا اوسع وأسرع، خاصة بين الأجيال الجديدة.
كل الاحترام واكرر الشكر الجزيل
83 - تعليق على موضوع تاكتاب
د.محمود يوسف بكير
(
2025 / 3 / 29 - 19:17
)
موضوع الكتاب جديد وهام وهو يلفت انتباه اليسار لأهمية فهم ومتابعة ما يحدث من تطور تقني هائل ومتلاحق في مجال الذكاء الاصطناعي الرأسمالي وهي مهمة ليست سهلة على الاطلاق وتحتاج الى علم وتدريب ومال. والأخطر من هذا أن هذه التقنيات لا تعمل في فراغ إذ أنها تستغل أحد فروع علم الاقتصاد وهو ما نسميه علم الاقتصاد السلوكي وهو خليط من علم النفس وعلم المخ والاعصاب والاقتصاد وكل شركات الميديا العملاقة تستخدم هذا العلم لتحليل سلوك الناس وإعادة تشكيله بالشكل الذي يخدم مصالحها واليسار يمكن أن يستفيد من هذا علي الأقل لزيادة وعي الناس ولمحاربة ما يتم من استغلال. شكرا أستاذ رزكار على تناول هذا الموضوع الهام
84 - رد الى: د.محمود يوسف بكير
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 18:15
)
الزميل العزيز د. محمود يوسف بكير
كل الشكر والتقدير على مداخلتك العلمية الغنية، التي تضيء على جانب بالغ الأهمية لم يطرح بما يكفي في الدراسات والحوارات اليسارية، وهو العلاقة الوثيقة بين الذكاء الاصطناعي والرأسمالية السلوكية، حيث لا يجري فقط استخدام التكنولوجيا كأداة إنتاج، بل أيضا كأداة لإعادة تشكيل وعي وسلوك البشر بما يخدم منطق السوق وهيمنة الشركات والدول الكبرى.
تماما كما تفضلت، لا تعمل هذه التقنيات في فراغ، بل تستند إلى تراكم معرفي في علوم النفس والأعصاب والاقتصاد السلوكي، وهو حقل يتقاطع فيه تحليل اللاوعي، فهم آليات اتخاذ القرار، رصد الحوافز، وتوجيه الانتباه، بما يسمح بإعادة برمجة السلوك البشري في اتجاهات محددة تخدم منطق الربح وتعزز الخضوع.
شركات الميديا العملاقة تستخدم هذا الحقل لتحليل السلوك الجمعي، رصد الأنماط، توقع ردود الأفعال، ثم إعادة توجيه المستخدمين والمستخدمات عبر خوارزميات دقيقة، لا فقط لتسويق سلع بل لإنتاج احتياجات جديدة، والتحكم في أنماط التفكير والاختيار، بما يجعل السلوك ذاته مجالا للربح والاستثمار والتوجيه الفكري.
الكتاب حاول أن يفتح هذا النقاش من منظور يساري، عبر الربط بين الخوارزميات والذكاء الاصطناعي وبين البنية الطبقية التي تنتجها وتستثمر بها، كما حاول أن يسلط الضوء على ضرورة أن يمتلك اليسار أدوات تحليل ومواجهة هذه البنى الجديدة، لا فقط عبر الرفض، بل عبر الفعل المضاد، تنظيميا، معرفيا، وعلميا، والبدء في العمل من اجل بناء وعي نقدي لدى المستخدمين والمستخدمات ضد عمليات التوجيه السلوكي والخضوع الرقمي.
مداخلتك القديرة تسهم بشكل حقيقي في تعميق هذا النقاش، وتؤكد على ضرورة أن يعيد اليسار صياغة أدواته التحليلية والتربوية في مواجهة هذا الشكل الجديد من الهيمنة.
كل الامتنان والتقدير.
85 - الذكاء الصناعى
على سالم
(
2025 / 3 / 29 - 20:40
)
الاستاذ عقراوى المحترم , حقيقه هذا الموضوع جديد وحساس وانا شخصيا لااعرف الكثير عن الذكاء الصناعى وان كان يبدو انه مبشر للبشريه وايضا محتمل ان يكون له عيوب مستقبليه والمستقبل اكيد سوف يجيب على تساؤلاتنا وشكوكنا
86 - رد الى: على سالم
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 18:16
)
الزميل العزيز على سالم
شكرا على مداخلتك، فعلا الذكاء الاصطناعي يحمل طاقات مزدوجة، يمكن أن يكون أداة لتحسين حياة البشر أو وسيلة لتعميق الاستغلال، وهذا ما حاول الكتاب مقاربته من منظور يساري تقدمي، يربط بين التكنولوجيا والبنية الطبقية التي توجه استخدامها.
كل التقدير والاحترام
87 - قراءتي لكتابكم
مالك بارودي
(
2025 / 3 / 30 - 00:37
)
سيد رزكار عقراوي، تحية لك
لا شك أن كتاب -الذكاء الاصطناعي
واليسار- يُقدِّم مساهمةً مهمةً في نقاشٍ مُلحٍّ حول مستقبل التكنولوجيا والسياسة، لكنه يقع في فخِّ المثالية الإيديولوجية. فبدلاً من الاكتفاء برسم صورةٍ ورديةٍ لـ-تكنولوجيا التحرر-، كان على الكاتب أن يعترف بالتعقيدات العملية، ويطرح تحالفاتٍ ملموسةً مع حركاتٍ حقوقيةٍ أو بيئيةٍ لمواجهة الهيمنة الرأسمالية. التحدي الحقيقي ليس في نقد النظام القائم، بل في بناء جسورٍ بين النظرية الثورية والإمكانيات المادية للتحوُّل.
كما الكتاب رؤيةً اشتراكيةً لمستقبل التكنولوجيا، لكنه يفصلها عن السياق الاقتصادي العالمي. فكيف يمكن للدول الفقيرة أو الحركات المهمشة أن تُنافس في سباق التكنولوجيا ضد عمالقة مثل الصين أو الولايات المتحدة؟ الإجابة غائبة، مما يجعل الأطروحات تبدو كـ-يوتوبيا- بعيدة عن الواقع.
.
بإختصار، أنا الٱ-;-ن بصدد كتابة ردّ مفصّل قدر المستطاع على أطروحاتك، وقد يأخذ الأمر مني بعض الأيام حتى انتهي منه ومن الممكن أن أقسّمه إلى مقالات يمكن نشرها هنا... ولكن هناك مشكلة مع موقعكم. فأنتم تحظرون كتاباتي من النشر منذ شهرين. أرسلت قصائد ومقالات وقصص قصيرة ولم تنشروا أي نص منها. لست أدري ما المشكلة التي لدى الساهرين على موقعكم مع كتاباتي أو مع شخصي (فالكتابات متنوعة، كما سبق وقلت لك، لذلك من حقي أن أتساءل إذا كان الأمر شخصيّا).
أرجو أن تولي الموضوع بعض الأهمية، فمن غير المعقول أن تكون عندكم نفس الممارسات الرقابية والإستبدادية التي تنتقدونها عند الٱ-;-خرين. ومن غير المعقول أن يتم حظر كتابات أو كاتب بهذه الطريقة ودون تفسير او توضيح على موقع يقدّم نفسه على أنّه داعم للحريات وحرية التعبير في مقدمتها وداعم للتطور والتقدم.
وإذا كنتم ترون ان كتاباتي لا تستحق النشر على موقعكم، أرجو أن تبلغني بذلك بصراحة لكي أنسحب منه كليا وأنا مرتاح البال.
تقبلوا مني خالص التحايا.
88 - رد الى: مالك بارودي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 2 - 18:30
)
الزميل العزيز مالك بارودي
شكرا على مداخلتك القيمة التي أرحب بها بكل اهتمام، وأتطلع إلى قراءة ردك التفصيلي والمقالات التي تنوي كتابتها، سواء اتفقنا أو اختلفنا في الطرح، فالجدل والاختلاف شرط ضروري لأي مشروع تحرري حي.
ما طرحته من ملاحظات حول المثالية والتعقيدات الاقتصادية والسياسية العالمية هي فعلا نقاط جوهرية تستحق التوسع والنقاش، وقد حاول الكتاب، من موقع يساري تقدمي، أن يقدم تصورا بديلا لا يقوم على إنكار التحديات أو طرح طوباوية جاهزة، بل على تحرير و استعادة التكنولوجيا كساحة صراع طبقي وسياسي مفتوح، وفتح أفق لتحالفات يسارية تقدمية أممية عابرة للحدود، وهو ما أشار إليه صراحة في خاتمته، عبر التأكيد على أن المعركة الرقمية التي نخوضها ليست سهلة، بل عالمية، معقدة، طويلة، ومتعددة الجبهات، وتتطلب قدرات كبيرة و شجاعة فكرية وتنظيمية لإعادة بناء اليسار نفسه بما يوازي حجم التحديات المفروضة.
الكتاب لا يطرح أوهاما، بل يسعى إلى وضع اليد على مكامن الخلل والسؤال عن إمكانية النضال اليساري داخل واقع تكنولوجي تهيمن عليه البنية الرأسمالية العالمية سواء شركات او دول، دون الوقوع في الاستسلام أو الانغلاق، بل بالدعوة إلى ولادة يسار أكثر جذرية، أكثر علمية، وأكثر قدرة على الاشتباك مع العصر وتطوره.
فيما يخص مسألة النشر في موقع الحوار المتمدن، فهي لا تدخل ضمن إطار هذا الحوار، خاصة أن هذا الكتاب يمثل وجهة نظر شخصية ولا يعكس مواقف الحوار المتمدن كمؤسسة، و أرجو المعذرة.
الحوار المتمدن، كما يعرف الجميع، فضاء يساري مفتوح يسعى لأن يبقى صوتا تقدميا، تعدديا، ديمقراطيا وعلمانيا، ولا توجد فيه أي نية لتهميش أي قلم ملتزم أو حر، بل يعمل وفق آليات وقواعد واضحة للنشر .
أحييك على حرصك، وأؤكد أن اختلاف الآراء لا يلغي الاحترام المتبادل، بل يؤسس لحاجة مستمرة إلى الحوار والنقاش.
مع خالص التحية.
89 - يعتمد علي المستخدم
حسن خليل
(
2025 / 3 / 30 - 07:46
)
هل حينما صنع محرك الاحتراق الداخلي مقابل المحرك البخاري طرح احدهم ضرورة اختراع محرك اشتراكي مثلا؟! الذكاء الصناعي مثله مثل كل تطور تقني يعتمد علي المستخدم و يمكنك الان فورا ان تكلف تطبيقات الذكاء الصناعي بان تقول لك ماذا يمكن ان يكون راي كارل ماركس في ارسال مركبات للفضاء و ستقوم هذة التطبيقات بتاليف محتوي مبني علي تراث كارل ماركس. مع ملاحظة ان تطبيقات ما يسمي بالذكاء الصناعي غالبا محددة بمصادر معينة. في الحقيقة لا يوجد -ذكاء- صناعي يوجد تطبيقات تسمي هكذا و الا فليقدم احد ما تعريف لما هو الذكاء و شكرا علي طرح هذا الموضوع الغني و الجاد..
90 - رد الى: حسن خليل
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 3 - 18:53
)
الزميل العزيز حسن خليل
شكرا على مداخلتك الغنية التي تفتح نقاشا مهما حول طبيعة الذكاء الاصطناعي وحدود تعريفه، وأيضا حول العلاقة بين التقدم التقني والسياق الاجتماعي الذي يستخدم فيه. ما طرحته حول محرك الاحتراق الداخلي ينطوي على مفارقة مهمة، لكن الفارق هنا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية محايدة، بل هو منظومة متكاملة من الخوارزميات، البيانات، البنى التحتية، والدول والسلطات التي تديرها وتوجه استخدامها، لذلك فإن القول بأن كل شيء يعتمد فقط على -المستخدم- يغفل البنية الطبقية والسياسية والفكرية التي تنتج هذه الأدوات وتحدد من يملكها ومن يحدد أهدافها.
نحن لا نطالب باختراع محرك اشتراكي، بل بإعادة ربط التكنولوجيا بمصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر، لا أن تبقى حكرا على الدول و الشركات الكبرى. الذكاء الاصطناعي، كما أشرت، لا يحمل وعيا ولا ذكاء فعليا، لكنه يشتغل ضمن أطر معرفية موجهة ومحدودة، وغالبا مؤدلجة، وهو ما يجعل الاشتباك معه ضرورة فكرية وسياسية لليسار الان.
الكتاب لا يقدس التكنولوجيا ولا يعاديها، بل يدعو إلى تفكيك موقعها داخل منظومة الهيمنة الرأسمالية الحالية، وإلى تنظيم استخدامها بشكل يفتح أفقا تحرريا، وهذا لا يتم إلا من خلال الفعل الاشتراكي الذي يربط الأدوات التقنية بالبنية الاجتماعية التي تتحكم بها.
كل التقدير والمودة.
91 - مقارنة
Sarbast
(
2025 / 3 / 30 - 16:16
)
شكرا على الدخول الى هذا المجال البحثي الجديد.
بودي ان اسال عن اوجه المقارنة بين الذكاء الاصطناعي االصيني والغربي من ناحية التاثير
الايدلوجي الغير مباشر
92 - رد الى: Sarbast
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 3 - 19:06
)
الزميل العزيز سربست
شكرا على مداخلتك وعلى إثارة هذا السؤال المهم والدقيق، الذي يفتح بابا ضروريا لفهم الفوارق الايديولوجية الكامنة خلف أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، والتي لا تظهر دوما بشكل مباشر، لكنها تؤثر بشكل عميق على طبيعة الخطاب والمحتوى والرقابة والسيطرة وإعادة تشكيل السلوك.
الذكاء الاصطناعي الغربي، وتحديدا في النموذج الأمريكي، يعمل في سياق السوق الرأسمالية والشركات العملاقة التي تسعى لتعظيم الربح عبر استغلال البيانات وتحليل السلوك الفردي والهيمنة الفكرية، ما يعني أن الأثر الايديولوجي يتمثل في ترسيخ قيم الفردانية، الاستهلاك، والقبول بواقع السوق والرأسمالية كأفق وحيد.
بينما الذكاء الاصطناعي في السياق الصيني يتحرك ضمن بنية دولة مركزية سلطوية اشتراكية ونظام اقتصادي رأسمالي، ويستخدم في الغالب كأداة لتعزيز السلطة السياسية وللرقابة المجتمعية وتوجيه السلوك الجماعي بما يخدم الاستقرار السياسي والأيديولوجيا الشيوعية الرسمية الحاكمة، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها، مع سيطرة مباشرة على تدفق المعلومات ومخرجات الخوارزميات.
من تجربتي للنموذجين الصيني والغربي، الصيني مازال يستخدم أسلوبا شبه مباشر في تقييد وتحديد الأفكار التي تتناقض مع النظام السياسي، ويقوم بتغيير المحتوى بشكل كبير، وأحيانا عدم الاجابة بشكل مباشر، والادعاء بوجود خلل تقني أو أن الموضوع خارج التخصص.
أما النماذج الغربية فتستخدم الأسلوب الناعم وغير المحسوس في تقييد الأفكار وتغيير الخطاب، عبر أدوات أكثر خفاء وفعالية على المدى البعيد، حيث يجري تمييع الخطاب اليساري بهدوء وبصيغ متنوعة، ما يجعل المستخدمين والمستخدمات يشعرون بحياد زائف، وهي نظرة ما زالت رائجة حتى داخل أوساط يسارية واسعة.
كلا النموذجين يعيد إنتاج أنماط من الهيمنة والسيطرة، لكن عبر أدوات وأولويات وطرق مختلفة، وهو ما يجعل من الضروري التفكير في نموذج بديل، يساري وتقدمي، يعيد توجيه الذكاء الاصطناعي من أداة للضبط والسيطرة وغسل الوعي إلى أداة للتحرر، والمعرفة الجماعية، والعدالة الاجتماعية.
كل التقدير والاحترام
93 - كيف يمكن تنفيذ هذه الفكرة عمليًا
احلام احمد
(
2025 / 3 / 30 - 19:14
)
بصراحة، أجد من الصعب تصوّر كيف يمكن تنفيذ هذه الفكرة عمليًا. تبدو فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للتحرر جميلة ومثيرة للاهتمام، لكن الواقع مختلف تمامًا. التكنولوجيا اليوم محكومة بالكامل بالشركات الكبرى، التي تمتلك البنية التحتية، والبيانات، والموارد، مما يجعل من المستحيل تقريبًا فصل الذكاء الاصطناعي عن المنظومة الرأسمالية التي صُمّم لخدمتها.
حتى لو حاولنا بناء بدائل تقدمية، فسنظل معتمدين على أنظمة تشغيل، وخوادم، وأدوات تموّلها وتسيطر عليها المؤسسات نفسها التي ننتقدها. فكيف يمكننا تطوير ذكاء اصطناعي مستقل تحرريًا إذا كانت كل خطوة في مساره تمر عبر بوابات رأسمالية؟
ثم هناك مسألة: من الذي سيشرف على هذا الذكاء الاصطناعي البديل؟ الحكومات؟ كثير منها يستخدم التكنولوجيا لتعزيز الرقابة بدلًا من التحرير. المجتمعات المحلية؟ رغم المبادرات الطموحة، فإنها تفتقر إلى الموارد لمنافسة عمالقة التكنولوجيا. أشعر أن الفكرة، رغم جمالها النظري، لا تزال بعيدة عن التطبيق الواقعي، لأن الذكاء الاصطناعي اليوم هو في جوهره أداة لتعزيز السلطة، وليس لتحرير الناس منها.
ربما يمكننا التأثير في الاتجاهات التكنولوجية على نطاق ضيق، لكن الحديث عن ثورة في استخدام الذكاء الاصطناعي يبدو لي أقرب إلى الحلم منه إلى خطة قابلة للتنفيذ
94 - رد الى: احلام احمد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 6 - 15:45
)
الرفيقة العزيزة احلام
شكرا لمداخلتك، التي تنطلق من واقع صعب ومعقد وهو الواقع لا يمكن القفز فوقه، وهو تماما ما يشتبك معه الكتاب دون مواربة ويحاول طرح حلول تدريجية وفق ماهو ممكن وانتهاءا من ماهو مطلوب.
لا ادعي في هذا النص أن الذكاء الاصطناعي اليوم متحرر من شروطه الرأسمالية، أو أن بوسعنا فصل البنى التحتية التقنية عن منطق الربح والاستحواذ والسيطرة الذي تتحكم به الشركات الكبرى والأنظمة النيوليبرالية. على العكس تماما، الخطوة الاولى نبدأ من هذا التشخيص، من إدراك أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة محايدة بل هو تعبير معاصر عن احتكار المعرفة والموارد من قبل الطغمة الرأسمالية الرقمية.
لكن هذا الوعي بالمشكلة الكبيرة لا يجب أن يتحول إلى يأس أو استسلام، بل إلى دعوة الى التفكير في البدائل والبدء في الانخراط في معركة صعبة ومعقدة وطويلة ، كما أشرنا بوضوح في الخاتمة، معركة تهدف إلى تفكيك احتكار التقنية وتوجيهها نحو مصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر وعموم الجماهير.
ما اقترحه هو ليس بديلا جاهزا، بل مشروع نضالي طويل النفس وهو للنقاش الجماعي بين اليسار، يبدأ بتطوير الكفاءات التقنية داخل التنيظمات اليسارية والتقدمية، عبر التعليم على مستويات مختلفة، للاعضاء والقيادات في الاستخدام الفاعل للتكونولوجيا والذكاء الاصطناعي انتهاءا بالعمل الجماعي على مستوى عالمي من اجل بناء نماذج بديلة للإنتاج الرقمي، تنبني على التشاركية، المعرفة المفتوحة، والتوجه التقدمي.
انا أؤمن أن الأمميات الرقمية، كمفهوم تنظيمي، ليست حلما طوباويا، بل ضرورة استراتيجية ملحة تفرضها طبيعة التقنية لرأسمالية الحالية نفسها التي تتجاوز الحدود القومية، مما يجعل من توحيد الجهود و التنسيق العالمي للجهود التقدمية واليسارية في هذا المجال شرطا لبناء بدائل رقمية فعالة.
صحيح أننا ما زلنا نعتمد على خوادم ومنصات تملكها الشركات الاحتكارية والدول الكبرى نفسها التي ننتقدها، لكن هذا جزء من التناقض، وليس سببا للانسحاب. كما لم ننتظر يوما تفكك الدولة الرأسمالية كي نناضل ضدها من داخلها، لا يمكننا انتظار أن تتحرر البنية التقنية كي نبدأ ببنائها. المعركة تجري هنا والآن، ومن مسؤوليتنا كيسار أن نخوضها، ولو من مواقع ضعيفة وبقدرات من الممكن ان تكن محدودة ولكن يمكن تطويرها، لأنها معركة على الوعي البشري، على التنظيم، على إعادة تعريف الذكاء الاصطناعي نفسه لا كأداة للسيطرة، بل كساحة لإعادة بناء وتوجيها التكنولوجيا في خدمة البشرية والتغيير الاشتراكي.
لهذا فالدعوة إلى الذكاء الاصطناعي التحرري ليست وصفة حالمة، بل رؤية سياسية تنطلق من تحليل مادي، وتراهن على بناء بدائل ملموسة، تحمل نواة لعالم آخر ممكن، تنكسر فيه هيمنة الشركات وتنهض فيه طاقة الجماهير، واكرر اتفق معك انها معركة صعبة وبل صعبة ومعقدة جدا.
في الختام، يبقى السؤال الجوهري معلقا بإلحاح: هل نحن، كقوى يسارية وتقدمية في العالم أجمع، مستعدون فعلًا لخوض غمار هذه الحرب الرقمية المعقدة، الطويلة، والمتعددة الجبهات؟
اللحظة التاريخية لا ترحم، والمستقبل لن ينتظرنا. فإما أن نلتحق به ونشكله بوعي ونضال، أو نترك على هامشه خاضعين لصيغ جديدة من الاستغلال والقهر ولكن هذه المرة باشكال اكثر تحكما وعمقا وتأثيرا.
ليس أمامنا خيار سوى المواجهة. ولتكن هذه المعركة الرقمية لحظة ولادة جديدة ليسار أكثر تطورا، أكثر جذرية، أكثر علمية، وأكثر قدرة على قيادة عصره.
كل الاحترام والتقدير
95 - موضوع جدا مهم وملموس
سروة رشيد
(
2025 / 3 / 31 - 07:15
)
في رأي موضوع جدا مهم وملموس واقع حال ويخص كل الشرائح الاجتماعية . ووجهة نظر الكاتب منطقية في هيمنة الأنظمة الرأسمالية من خلال الذكاء الاصطناعي على الشعوب عامة . في رأي السبب الاول غياب او هزالة الوعي الفكري لدى الشريحة الاكثى اهمية في البلد شريحة الشبيبة التي استغلت في مواقع العمل اجور ورواتب اقل من الجهود المبذولة وساعات عمل طويلة والاكثرية يعملون عملا إضافيا من أجل تأمين العيش، مما أدى إلى أبعادها من التفكير السياسي . لذا نحتاج آلى توعيه فكرية لتلك الشريحة الأكثر أهمية في المجتمع لمعرفة خطر هيمنة الأنظمة الرأسمالية والسيطرة الكلية على الذكاء الاصطناعي في استغلال الجميع .
96 - رد الى: سروة رشيد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 6 - 16:07
)
الرفيقة والصديقة العزيزة سروة
شكرا لمداخلتك المهمة التي تضيء على واحدة من أكثر النقاط جوهرية في مشروع هذا الكتاب، وهي العلاقة بين الوعي السياسي لدى الشبيبة وبين اشتداد قبضة الرأسمالية الرقمية.
بالفعل، كما أشرت بدقة، فإن الشبيبة اليوم تتحمل عبء الأجور المنخفضة، وساعات العمل الطويلة، والقلق الوجودي المرتبط بتأمين الحد الأدنى من المعيشة، وكذلك الدعاية الرأسمالية الموجهة في إضعاف التوجه السياسي التقدمي لديهم، وهو ما أدى إلى تهميشها سياسيا وعزلها عن أي نضال ومشروع تقدمي جماعي.
الرأسمالية تدرك تماما هذه الحقيقة، ولذلك تعمل على توجيه الذكاء الاصطناعي واستخدامه ليس فقط كوسيلة للإنتاج والربح، بل أيضا كأداة للسيطرة و لإعادة تشكيل الوعي الجمعي، وخصوصا لدى الشبيبة، عبر التحكم في المنصات، والخوارزميات، وأنماط الترفيه والاستهلاك، واشكال التفكير والادراك الفردي، وتوجيههم نحو القيم الرأسمالية واعتبارها نظاما أزليا لا يمكن تغييره.
من هنا تأتي الحاجة الملحة، كما تفضلتِ، إلى بناء مشاريع توعية فكرية وسياسية متجذرة في واقع الشبيبة، لا تعظهم من فوق بل تنطلق من ظروفهم وتطورهم المعرفي والديمقراطي الحالي، وتفتح أمامهم أفقا للانخراط في الصراع اليساري التقدمي في كافة المجالات والنضالات التقدمية من أجل الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية.
الكتاب خصص قسما واضحا حول الشبيبة كقوة اجتماعية أساسية، وأشار إلى أن المعركة على مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تتحقق دون إدماجهم في التنظيمات اليسارية وتعزيز دورهم بشكل مؤثر، والتكوين والتمكين، ودعا بوضوح إلى الاستفادة من الكفاءات المختلفة لديهم وبالاخص الرقمية لديهم حيث هو موضوع الكتاب، وربطها بالمشروع اليساري التقدمي، لأنهم يمثلون ليس فقط هدفا للهيمنة الرأسمالية بل أيضا رافعة تاريخية لتحطيمها. في هذا السياق، يمثل الشباب القوة الدافعة لتحديث وتطوير التنظيمات اليسارية، بل أحد الآمال الحقيقية في الخروج من حالة التراجع الحالي لليسار، خاصة في ظل الثورة الرقمية المتسارعة التي تفرض نفسها على كل مجالات النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري.
يمتلك الشباب قدرة عالية على استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، ما يجعلهم في موقع متميز لتطوير أدوات التنظيم والنضال الاشتراكي، تحسين آليات الحشد والتعبئة، وبناء أنظمة رقمية تقدمية تعتمد على منصات لا مركزية تقلل من تبعية التنظيمات اليسارية للشركات الكبرى.
لكن رغم هذه الإمكانيات، لا تزال الكثير من التنظيمات اليسارية تقاوم منح الشباب دورا قياديا، بفعل هيمنة القيادات التقليدية، وغياب الوعي الرقمي داخل البنى الحزبية، ما ينتج فجوة متزايدة بين انفتاح الشباب والجيل القديم الذي يقود تنظيمات اليسار، والمنطق التنظيمي المغلق، الهرمي، الذي أصبح معيقا من ناحية حرية التعبير والرأي والإبداع، حيث الجيل الجديد يعبر عن رأيه في كل لحظة في المنصات المختلفة ويصل إلى عدد هائل ويتفاعل معه الكثير، ولا يمكنهم انتظار الاجتماعات الحزبية المغلقة كل اسبوع او كل شهر! لكي يعبروا عن رأيهم بشكل داخلي لا يصل إلى أحد ماعدا أفراد التنظيم!!.
لذلك فإن تمكين الشبيبة من أدوار قيادية فعلية، وتحرير التنظيمات اليسارية من قيودها المركزية القديمة التي عفى عليها الزمن، أصبح شرطا لتجديد اليسار، وتجاوز أميته الرقمية، وتحقيق قفزة نوعية في مواجهة الرأسمالية بشكل عام والرقمية بشكل خاص. الشبيبة ليست مجرد قوة مساندة بل هي الفاعل الأقدر على إعادة تشكيل أساليب التنظيم اليساري وأساليب المواجهة في كافة المجالات، بما يجعل المشروع اليساري أكثر قدرة على الاشتباك مع العصر، وأكثر فعالية في الصراع الطبقي ليس فقط داخل الفضاء الرقمي وإنما في كل ميادين النضال.
كل الاحترام والتقدير
97 - الذكاء الاصطناعي والرأسمالية
سعود
(
2025 / 3 / 31 - 13:02
)
قرأت الكتاب بتركيز واستمتعت جدا بالطرح الجريء والعميق . الربط بين الذكاء الاصطناعي والرأسمالية كان واضح وقوي
اعجبني ان التركيز ما كان على الجوانب التقنية بل على البعد الطبقي والتحليل الماركسي للواقع الرقمي
هذا النوع من الكتب ضروري اليوم خاصة مع توسع سيطرة الشركات الكبرى على حياتنا اليومية
اشكرك على هذا الجهد الكبير واتمنى ان يصل الخطاب اليساري التقدمي لشريحة اكبر من الناس
98 - رد الى: سعود
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 6 - 19:03
)
الرفيق العزيز سعود
شكرا جزيلا على قراءة الكتاب ولمداخلتك المشجعة التي تعكس وعيا نقديا عاليا واهتماما جديا بصلب ما يحاول الكتاب أن يقدمه. بالفعل، كان الهدف الأساسي من هذا العمل هو تجاوز النظرة التقنية الضيقة للذكاء الاصطناعي والتي تراه محايدا، والاقتراب منه كأداة مادية داخل منظومة السيطرة الرأسمالية، تربط بين البنى التحتية الرقمية وآليات الاستغلال الطبقي، وتعيد إنتاج الهيمنة بأساليب أكثر عمقا واتساعا.
التحليل اليساري في هذا السياق ليس مجرد إطار نظري، بل وسيلة لفهم الواقع الرقمي المعاصر بوصفه ساحة صراع طبقي جديدة بامتياز، تتحكم به الطغمة الرأسمالية الرقمية وتعيد من خلاله تشكيل الوعي والإنتاج والعلاقات الاجتماعية والسلوك الفردي. لهذا فإيصال هذا الخطاب إلى أوسع شريحة من الجماهير هو مهمة سياسية عاجلة، تتطلب بناء أدوات تنظيمية وتوعوية جديدة، تنخرط في الفضاء الرقمي، وتحاول التركيز على أن الذكاء الاصطناعي هو أرض معركة لا يمكن تركها للخصم.
كل الشكر والتقدير، ونواصل هذا الطريق مع رفاق ورفيقات يؤمنون أن اليسارقادر على أن يشتبك مع هذا العصر، ويعيد رسم ملامحه، وأكون ممتنا لك وللجميع في المساهمة في إيصال الرابط المجاني للكتاب لمعارفكم وأصدقائكم.
99 - عبادة الخوارزمية كفر معاصر
فواز الناصر
(
2025 / 3 / 31 - 21:07
)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لم أقرأ هذا الكتاب، ولا أنوي قراءته، لا رفضًا للمعرفة من حيث المبدأ، ولكن لأنني بكل صراحة لا أقرأ كتب الشيوعيين؛ إذ لا أجد فيها ما يستند إلى مرجعية أخلاقية راسخة، أو رؤية تنبثق من الإيمان بالله تعالى والمقاصد العليا للوجود الإنساني.
وما لفت انتباهي في النقاشات الدائرة حول هذا الكتاب هو التركيز على الذكاء الاصطناعي بوصفه أداةً للهيمنة والسيطرة الرأسمالية، وهي فكرة تستحق التأمل، غير أنها طُرحت من منظور ماديٍّ صرف، يغفل الدينَ ويُهمِل الأصلَ الذي به تُفهم حقائق الأشياء.
وفي المقابل، نجد في القرآن الكريم إشاراتٍ رمزيةً عميقةً تُوازي ما نراه اليوم من انبهار الناس بما تصنعه أيديهم. قال الله تعالى على لسان السامري:
﴿-;-فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰ-;-ذَا إِلَٰ-;-هُكُمْ وَإِلَٰ-;-هُ مُوسَىٰ-;- فَنَسِيَ﴾-;- (طه: ٨-;-٨-;-).
فهذا المشهد يجسِّد كيف يمكن لصناعةٍ بشريةٍ تُحاكي الحياة في ظاهرها أن تتحول إلى موضوع فتنةٍ، بل إلى صنمٍ يُعبَد من دون الله! أليس الذكاء الاصطناعي اليوم يأخذ مكانًا مماثلًا في أذهان كثيرٍ من الناس؟
فنحن نصنع أنظمةً تُقلِّد التفكيرَ، وتُحاكي الإدراكَ، فتنبهر بها العقولُ، وتُسلَّم لها القراراتُ، ويُمنَح لها من السلطة ما لا ينبغي. وفي موضعٍ آخر، يحذِّرنا الله تعالى بقوله:
﴿-;-إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ﴾-;- (النجم: ٢-;-٣-;-).
فهذا تنبيهٌ صريحٌ من تأليه ما لا يستحق التأليه، ومن منح القداسة لمنتَجٍ بشريٍّ، مهما بلغ من التعقيد أو الذكاء!
وما يحدث اليوم هو إعادةُ إنتاج الأصنام، ولكن بصيغٍ رقميةٍ، وأسماءٍ أجنبيةٍ، وبرمجياتَ تتزيَّا بواجهاتٍ برَّاقةٍ.
غير أن السؤال الجوهري يظل قائمًا: من أين نبدأ؟ فإن لم يكن الأصل هو الإيمانَ بالله، واليقينَ بأن العقلَ نعمةٌ مُسخَّرةٌ وليس إلهًا مُستقلًّا، فإننا نسير نحو هلاكٍ جديدٍ يُلبَس ثوبَ التقدُّم والابتكار!
ومن ظنَّ أن الخلاصَ يكون بالخوارزميات، فقد نصب لنفسه إلهًا من دون الله، ولو لم يُسمِّه باسمه.
100 - رد الى: فواز الناصر
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 6 - 19:13
)
السيد العزيز فواز
شكرا لمداخلتك، رغم اختلاف المرجعية الفكرية التي تنطلق منها، فالنقاش الفكري الحقيقي يتطلب انفتاحا على الجدل لا رفضا مسبقا للقراءة أو الفهم. إن ما تطرحه من تشبيه بين الذكاء الاصطناعي وعبادة الأصنام، هو تعبير مجازي يحمل نقدا مشروعا لانبهار البشرية المفرط بالتقنية، وهو ما يتقاطع فعلا مع بعض ما يطرحه هذا الكتاب من تحذير تجاه تأليه الخوارزميات والخضوع لما تنتجه الشركات الكبرى باعتباره -قدرا تقنيا- لا يمكن مناقشته أو تغييره، وخطورة العبودية الرقمية التي أشرت إليها بمفهومك الخاص.
لكن الخلاف الجوهري بيننا لا يكمن في تشخيص خطر الهيمنة التقنية بل في جذورها وموقع الإنسان منها. فالنص الذي أمامك لا يسعى إلى إحلال العقل مكان الإله، ولا إلى تقديس البرمجيات، بل إلى تفكيك العلاقة بين الرأسمالية والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، والتكنولوجيا بشكل عام، واعتبارها أداة مادية تتحكم بها قوى طبقية محددة، تسعى إلى تكريس علاقات السيطرة لا إلى تحرير البشر وعالم أفضل للإنسانية. العقل هنا ليس مقدسا بل ساحة صراع، وهو نفسه يمكن أن يُستعبد إن بقي محروما من شروط الوعي والتنظيم.
الكتاب لا يدعو إلى الخلاص بالخوارزميات، بل يدعو إلى الاشتباك معها، إلى تفكيك منطق السيطرة الكامن فيها، وتوجيهها لصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر وعموم الجماهير لا ضدها. هذا الطرح لا يقوم على الإلحاد بل على التحليل المادي للتاريخ، الذي يرى أن الإنسان يصنع أدواته، لكنه لا يجب أن يعبدها، بل أن يحررها من يد طغم الرأسمال ليضعها في خدمة العدالة والحرية والمساواة.
سعيد بمشاركتك في الحوار، فالأمر يتقبل وجهات نظر مختلفة، وكنت أتمنى أن تقرأ الكتاب لأن مساهمتك تغني الحوار، خاصة أنك تناولت المسألة من جانب ديني يطرح أسئلته الخاصة، ومن الضروري التحاور معها والاستفادة منها، حيث إنها تعكس رؤية شريحة كبيرة من الجماهير المؤمنة، بغض النظر عن الأديان. أنا أؤمن أن الحوار الحقيقي لا يلغي الاختلاف بل يجعله أداة للفهم الأعمق، وهو ما نسعى إليه في هذا المشروع.
أكرر الشكر الجزيل على مشاركتك في الحوار، مع كل التقدير والاحترام.
101 - نقد مالم نساهم في صنعه
جمال محسن
(
2025 / 4 / 1 - 17:27
)
الرأسمالية وادواتها هم من خلقوا الذكاء الاصطناعي !! فهل يتوجب علينا نقد مالم نساهم في صنعه ثم نساهم في ايجاد البدائل الممكنه ؟
102 - رد الى: جمال محسن
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 6 - 19:18
)
الرفيق العزيز جميل محسن
سؤالك يحمل مفارقة جوهرية تستحق الوقوف عندها، نعم، الرأسمالية وأدواتها هي من طورت الذكاء الاصطناعي ضمن سياق سعيها لتعظيم الربح والسيطرة، لكن هذا لا يعني أن التكنولوجيا نتاج محض لهاوية رأسمالية لا يمكن نقده أو إعادة توجيهه، بل العكس تماما، فالتكنولوجيا ليست قدرا مفروضا بل هي ساحة صراع طبقي جديدة، ومن واجب القوى اليسارية والتقدمية أن تفتح هذا الحقل للنقد، والمساءلة، والتحويل.
الكتاب ينطلق من هذا الفهم المادي للتكنولوجيا، ويرى أن الذكاء الاصطناعي رغم كونه منتجا داخل شروط رأسمالية، إلا أنه يحمل في داخله تناقضات يمكن الاشتباك معها، ويمكن تحويل أدواته لمصلحة شغيلة وشغيلات اليد والفكر وعموم الجماهير إن توفرت الإرادة والتنظيم والمعرفة. رفض نقد الذكاء الاصطناعي لأنه صُنع بأدوات الرأسمالية يشبه رفض نقد الرأسمالية ذاتها لأنها من صاغت العالم المعاصر.
نحن لا نطرح بديلا خياليا خارج الشروط القائمة، بل ندعو إلى العمل من داخلها، لبناء أدوات يسارية تقدمية رقمية، تطوير الكفاءات، دعم التعاونيات، من خلال أمميات رقمية تشكل رافعة سياسية وفكرية لإعادة توجيه الذكاء الاصطناعي لصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر. فالمعركة ليست فقط على من يملك الأدوات، بل على كيف تستخدم ولصالح من.
كل المودة والاحترام
103 - اشتراكية بلا شيوعية لا تكفي
يوسف خالد العابد
(
2025 / 4 / 1 - 20:43
)
شكرا على التوضيح حول موقفك من الماركسية اللينينية، لاحظت انك طرحت التغيير الاشتراكي مرارا دون استخدام كلمة الشيوعية، لا اشارة الى ديكتاتورية البروليتاريا، مع انها مفاهيم مركزية في التاريخ الماركسي. هل تعتقد ان تجنب هذه المفاهيم هو جزء من مرونة الخطاب، ام انه ابتعاد فعلي عن جوهر المشروع الشيوعي؟
104 - رد الى: يوسف خالد العابد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 7 - 19:58
)
الرفيق العزيز يوسف خالد العابد
شكرا على استمرار الحوار ولتعليقك المهم وسؤالك المشروع الذي يتقاطع مع الكثير من النقاشات الحيوية داخل التيارات اليسارية المختلفة. غياب بعض المفاهيم الكلاسيكية مثل الشيوعية أو ديكتاتورية البروليتاريا في هذا الكتاب لا يأتي من موقع التنصل أو الرفض، بل من موقع التفكير في شروط اللحظة الراهنة، والتوجه نحو ما هو ممكن الآن وليس فقط ما هو مطلوب.
الكتاب يتحرك ضمن أفق افكار اليسار الإلكتروني، الذي لا يعيد إنتاج النصوص النظرية المغلقة، ولا يعامل الماركسية كعقيدة ثابتة، بل كأداة تحليل واستراتيجية نضال قابلة للتجدد وفق الواقع. هذا التيار لا ينكر التراث الشيوعي بل يعيد قراءته، لا يرفض المفاهيم بل يعيد وضعها في سياقها التاريخي، ويختبر صلاحيتها العملية والسياسية اليوم. لذلك، هو لا يتبنى الشعارات الجاهزة ولا يكرر النصوص الثورية التي لم تعد بعضها تلامس واقع الجماهير الحالي، بل يسعى إلى تحليل مادي جديد يرتكز على التطور العلمي والمعرفي والديمقراطي.
علاوة على ذلك، يتبنى اليسار الإلكتروني مرجعية حقوقية واضحة تستند إلى المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، والتي كان لليسار بمختلف اتجاهاته دور تاريخي في صياغتها والدفاع عنها، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966، وهي وثائق تعكس جوهر نضال قوى اليسار من أجل الكرامة والمساواة والعدالة. هذه المرجعية ليست شعارا بل أداة عملية للتحليل والتفاعل وبناء التحالفات مع الحركات البيئية والنقابية والنسوية والحقوقية في كل مكان، بغض النظر عن مرجعياتها الأيديولوجية.
الاشتراكية هنا ليست بديلا لغويا للشيوعية، بل مشروع سياسي مفتوح، يتحرك ضمن شرط معقد، ويجرب عشرات الأدوات والمسارات، ويستند إلى التحليل العلمي الطبقي، من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية والمساواة والحريات، بأفق اشتراكي يتشكل من داخل تناقضات العصر. والاشتباك مع تناقضات العصر لا يعني التخلي عن الأفق الجذري، بل على العكس، هو محاولة للوصول إليه عبر طرق واقعية ومنسجمة مع التحولات البنيوية التي يشهدها العالم، خاصة في ظل الرأسمالية الرقمية التي أعادت تشكيل الإنتاج، الوعي، والسلطة والسيطرة.
إذا انطلقنا نظريا من الهدف النهائي كما هو مطلوب حاليا من معظم اليساريين، فإننا نسعى نحو بناء نظام اشتراكي، لا طبقي، ديمقراطي. لكن السؤال المحوري هو: هل هذا ممكن في ظل الظروف الذاتية والموضوعية الراهنة؟ وهل يمكننا الاستمرار في أسر الأيديولوجيا وترديد الشعارات الثورية دون امتلاك أدوات علمية لتحقيق هذا التغيير المجتمعي الكبير؟
يحاول اليسار الإلكتروني الإجابة على هذا التحدي من خلال طرح بدائل واقعية، تستند إلى التحليل المادي العلمي، وتخاطب هموم الجماهير واحتياجاتهم اليومية، وتسعى لتحسينها ولو بخطوات تدريجية. هذا لا يعني التراجع عن الأفق الاشتراكي، بل يعني العمل على تحقيقه بوسائل تنسجم مع اللحظة الراهنة، ومع إمكانيات وتوجهات شغيلات وشغيلة اليد والفكر التي يُفترض أن تكون حامله له، وهم الذين سيقرون المستقبل الأمثل لهم في ضوء الواقع وموازين القوى الطبقية.
كل الاحترام والتقدير
105 - الوعي الاصطناعي
صابر علي
(
2025 / 4 / 2 - 05:52
)
: استخدام مصطلح -الوعي الاصطناعي- بالنسبة للذكاء الاصطناعي هو خطأ، لأن الوعي هو سلوك شعوري وذاتي يخص البشر. في حين أن مصطلح -الذكاء الاصطناعي- أدق، لأن الآلات يمكن أن تكون ذكية ولكن لا يمكن أن تكون واعية، لأن الوعي هو إدراك حسي وبيئي.
106 - رد الى: صابر علي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 7 - 20:03
)
الزميل العزيز صابر علي
شكرا لمداخلتك، ملاحظتك في محلها من حيث الدقة المفاهيمية، والكتاب لا يستخدم مصطلح الوعي الاصطناعي للدلالة على وعي ذاتي أو شعوري، بل للإشارة إلى ما يمكن تسميته الوعي المؤتمت، اي الشكل البرمجي الزائف الذي يحاكي الوعي دون أن يمتلك شروطه. هذا الاستخدام نقدي بالأساس، ويرتبط بتفكيك كيف تنتج الرأسمالية الرقمية خوارزميات تتخذ قرارات وتراقب وتتحكم وكأنها تملك وعيا، بينما هي مجرد أدوات ضمن منظومة السيطرة الرأسمالية.
بمعنى آخر، لا أقول إن الذكاء الاصطناعي يملك وعيا، بل اطرح كيف تبنى له بنية تشبه الوعي من حيث الوظيفة الاجتماعية، الرقابية، الإنتاجية، وكيف يجري تسويقه كوعي زائف يخدم السلطة والشركات الكبرى. لذلك اتفق معك في التمييز الجوهري بين الذكاء والوعي، وأؤكد أن نقدي لا ينطلق من خلط فلسفي، بل من تحليل مادي لكيف ينتج هذا الوعي الزائف، ولمصلحة من يعمل. شكرا لمداخلتك التي تساعد على توضيح هذا الفارق الضروري.
مع كل التقدير والاحترام
107 - لص
نبيلة الوليدي
(
2025 / 4 / 2 - 11:53
)
الذكاء الاصطناعي لص...يسرق من نصوص المبدعين ويعطيها للكتاب المزيفين...
108 - رد الى: نبيلة الوليدي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 7 - 20:11
)
الرفيقة العزيزة نبيلة الوليدي
شكرا لمداخلتك، والتي تعكس قلقا حقيقيا ومشروعا حول مسألة الحقوق الفكرية والاستغلال الرقمي. هذا القلق يتقاطع مع ما أطرحه في الكتاب، حيث أشير إلى أن الذكاء الاصطناعي تحت هيمنة الرأسمالية الرقمية لا يعمل كأداة إبداع بل كأداة تجميع وتسليع ولتعظيم الارباح، تمتص الجهد البشري والمعرفي وتحوله إلى مادة قابلة للبيع والاستخدام الربحي دون اعتراف فعلي بالمصدر أو بالحق الجماعي في المعرفة.
الكتاب لا يدافع عن الذكاء الاصطناعي كما هو، بل ينتقد استخدامه كأداة للنهب الرقمي، ويطرح بوضوح ضرورة إعادة تنظيم إنتاج المعرفة والبيانات بشكل جماعي، تشاركي، تقدمي، وبملكية مجتمعية يضمن حقوق شغيلات وشغيلة الإبداع والفكر، ويضع حدودا لسطوة الدول الكبرة و الشركات الاحتكارية. الذكاء الاصطناعي ليس لصا بذاته، بل يتحول إلى أداة سطو عندما يتحكم به منطق السوق والاحتكار والهيمنة.
كل التقدير والاحترام
109 - مخاتلات تكنولوجية للاستحواذ
ابو عماد
(
2025 / 4 / 2 - 13:26
)
كلها مخاتلات تكنولوجية للاستحواذ اكثر فاكثر على قاعدة البيانات لكل المستعملين بقصد الحصول على اكبر قاعدة للبيانات قد يكون من بينها ما موجه للاغراض التجسسية المختلفة بين الدول ؟
110 - رد الى: ابو عماد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 8 - 18:44
)
العزيز ابو عماد
ملاحظتك في غاية الأهمية رغم الاختصار، وتنسجم مع التحليل المطروح في الكتاب حول دور الذكاء الاصطناعي كأداة مركزية في تكثيف السيطرة ضمن الرأسمالية الرقمية. لا يتعلق الأمر فقط بجمع البيانات لأغراض تسويقية بل أيضا لأغراض رقابية وتجسسية، سواء من قبل الشركات الاحتكارية أو الدول الكبرى، حيث تصبح البيانات مادة خام للاستخبارات والسيطرة الناعمة.
الكتاب يسلط الضوء على هذه -المخاتلات التكنولوجية- التي تبدو في ظاهرها أدوات راحة وتبسيط لكنها في جوهرها أدوات تعقب وهيمنة، ويطرح الحاجة إلى بناء بدائل يسارية تقدمية، تنطلق من حق الناس في المعرفة وفي حماية خصوصيتهم، وتحرر التكنولوجيا وتوجهها إلى خدمة شغيلات وشغيلة اليد والفكر وعموم الجماهير.
كل الاحترام والتقدير
111 - العقل البشري اقوى وأذكى
Lyes Bendib
(
2025 / 4 / 2 - 13:27
)
تحليل ذكي ومنطقي ،ومع كل هذا التقدم الثوري التكنولوجي يبقى العقل البشري اقوى وأذكى وأدهى خليقة من رب العالمين....
112 - رد الى: Lyes Bendib
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 8 - 18:46
)
العزيز Lyes Bendib
شكرا لمداخلتك وتقديرك، واتفق معك أن العقل البشري، بكل تعقيده وتاريخه وتجربته، لا يمكن الى الان أن يختزل أو يستبدل بخوارزمية أو آلة، مهما بلغت من التطور.
الكتاب لا ينطلق من تمجيد التقنية بل من تحليل مادي لدورها في الصراع الطبقي، ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن العقل البشري، بل أداة تصمم وتستخدم ضمن علاقات الانتاج والقوة والسيطرة. الرهان الحقيقي ليس على تفوق الآلة، بل على وعي البشر وتنظيمهم وقدرتهم على إعادة توجيه الأدوات التي ينتجونها نحو العدالة والمساواة والتحرر.
تقديري واحترامي.
113 - KI
ڕ-;-ێ-;-بە-;-ر کمال
(
2025 / 4 / 2 - 19:51
)
دە-;-ستخۆ-;-ش بۆ-;- ئە-;-م کارە-;- چاکە-;-ت لە-;-م ساتە-;- وە-;-ختە-;-دا کە-;- سە-;-رمای-;-ە-;-داری-;- لە-;- کێ-;-شمە-;-کێ-;-شێ-;-کی-;- قوڵ-;-دان و تە-;-واوی-;- زی-;-رە-;-کی-;- دە-;-ستکرد لە-;- ژێ-;-ر کۆ-;-نترۆ-;-ڵ-;-ی-;- سی-;-ستە-;-می-;- سە-;-رمای-;-ە-;-داری-;- خۆ-;-ی-;-دای-;-ە-;-،.
114 - رد الى: ڕ-;-ێ-;-بە-;-ر كمال
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 8 - 18:51
)
أولا، أدناه الترجمة العربية للتعليق للقارئات والقراء الأعزة حيث هو مكتوب بالكردية
************************************************
الكاتب: ڕ-;-ێ-;-بە-;-ر كمال
الترجمة:
شكرا جزيلا على هذا العمل الجيد في هذا الوقت، حيث أن الرأسمالية تمر بأزمة عميقة، وكل الذكاء الاصطناعي المُنتج هو تحت سيطرة النظام الرأسمالي نفسه.
************************************************
الرد:
الرفيق العزيز ڕ-;-ێ-;-بە-;-ر كمال
شكرا لك على كلماتك وتقديرك. بالفعل، كما أشرت بدقة، الذكاء الاصطناعي اليوم لا يتحرك في فراغ بل ينتج ويستخدم بالكامل تحت سيطرة النظام الرأسمالي العالمي. وهذا ما يحاول الكتاب تفكيكه وتحليله، من خلال التأكيد على أن المعركة ليست فقط تقنية، بل سياسية وطبقية أيضا، تتطلب تنظيما واعيا وبدائل يسارية جماعية.
كل الاحترام والتقدير.
115 - سؤال اللغة والسلطة
فادي رشيد
(
2025 / 4 / 2 - 21:14
)
من النقاط التي لم يُسلّط عليها الضوء في الكتاب، مسألة الهيمنة اللغوية والثقافية في بنية الذكاء الاصطناعي.
إنّ معظم النماذج اللغوية الضخمة تقوم على أسس معرفية وتاريخية تستند إلى اللغة الإنكليزية وسياقاتها الثقافية، وهو ما يرسّخ تمركزًا معرفيًا جديدًا يعيد إنتاج الاستعمار الرمزي في صورة رقمية.
فهل يمكن الحديث عن ذكاء اصطناعي تقدمي، في حين أنّ مادته المعرفية منحازة أصلًا للغة المركز والسردية النيوليبرالية؟
وهل يستطيع اليسار أن يقدّم بدائل حقيقية دون أن يطوّر أيضًا نماذج معرفية ولغوية تنطلق من لغات التهميش والتغيير، لا من لغات الهيمنة والسيطرة؟
116 - رد الى: فادي رشيد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 8 - 18:58
)
الرفيق العزيز فادي رشيد
سؤالك دقيق وجوهري، ويلتقط واحدة من الثغرات التي تحتاج إلى تعميق في المراحل القادمة من هذا المشروع. الهيمنة اللغوية والثقافية في بنية الذكاء الاصطناعي هي بالفعل شكل معاصر من أشكال الاستعمار الرمزي بشكله الرقمي، حيث تعاد صياغة السلطة من خلال الخوارزميات، ويعاد إنتاج التمركز المعرفي حول اللغة الإنكليزية وخطاب المركز النيوليبرالي وبالاخص الامريكي.
الكتاب ركز على الطابع غير المحايد للذكاء الاصطناعي، ولكن لم يتوسع بما يكفي وبشكل عميق في تحليل البنية اللغوية والمعرفية المهيمنة عليه. لذلك ما طرحته ليس فقط مكملا بل ضرورة نظرية وسياسية للافكار المطروحة.
الذكاء الاصطناعي التقدمي لا يمكن أن يبنى على مادة معرفية مستعمرة، بل يحتاج إلى تفكيك شامل للمرجعيات التي تغذيه، وإلى بناء نماذج لغوية ومفاهيمية تستند إلى العدالة اللغوية. مشروع يساري رقمي لا يمكنه أن يعتمد فقط على الأدوات الموجودة، بل يجب أن يشتبك مع البنية العميقة للغة، للمعنى، للترميز، وأن يستثمر في بناء ذكاء اصطناعي يعبر عن مصالح وقيم شغلية وشغيلات اليد والفكر، بلغاتهم، بتاريخهم، وبأسئلتهم، لا بلغة السوق الرأسمالي ومصطلحات الشركات الاحتكارية السائدة والمسيطرة على الفضاء الرقمي.
شكرا لك على هذا السؤال الضروري.
117 - قرار القلب في زمن التطبيقات
ميساء الراوي
(
2025 / 4 / 2 - 21:17
)
هل فكرنا بما يكفي في تأثير الذكاء الاصطناعي على الحب
على العلاقة بين الرجل والمرأة
على الرغبة والحميمية واللقاء
كيف تتغير مشاعرنا عندما تدخل الخوارزميات بيننا
هل ما زال الحب ممكنًا في عالم يصنف الناس ويقترح علينا من نحب ومتى ولماذا
وهل نملك فعلا قرار القلب في زمن التطبيقات والاشعارات والتقييمات
ام ان الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيلنا من الداخل
بهدوء
وبدون ان نشعر
118 - رد الى: ميساء الراوي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 8 - 19:10
)
العزيزة ميساء الراوي
سؤالك يفتح بابا حساسا وعميقا، لم يكن مغلقا في الكتاب لكنه يحتاج إلى توسعة وتأمل أوسع. الذكاء الاصطناعي لا يؤثر فقط على العمل والسياسة والاقتصاد، بل يتسلل أيضا إلى أكثر المناطق حميمية وإنسانية، ومنها الحب، والرغبة، والعلاقات العاطفية والجنسية.
في ظل الرأسمالية الرقمية، لم تعد العلاقات مجرد تعبير عن حاجات إنسانية أو وجدانية، بل أصبحت أيضا سلعة، منتجا قابلا للتسويق والتصنيف والتوجيه. التطبيقات لا تنظم فقط اللقاءات، بل تعيد تعريف الحب نفسه بوصفه تفاعلا قابلا للقياس، قابلا للتقييم، ومربوطا بخوارزميات التوافق الاستهلاكي الرأسمالي. ومن خلال الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، تعيد تشكيل أنماط اللقاء والتواصل والانجذاب، وفق منطق السوق، والربح، والتطابق الكمي. وما يقترح على الفرد في الكثير من الأحيان من يحب أو يرفض، متى يشتاق ومتى ينسحب، لم يعد نابعا فقط من الداخل، بل من إشارات خارجية دقيقة ومتكررة تدخلنا في دائرة إدمان وتشييء للمشاعر.
هي اليوم أيضا مشكلة ملموسة للأجيال الشابة، التي تواجه صعوبة متزايدة في إيجاد الشريك أو الشريكة المناسبين، بسبب الاعتماد المفرط على التطبيقات، ونسيان الواقع، وتراجع اللقاءات الطبيعية والعفوية التي كانت تنشأ في فضاءات الحياة الفعلية، بل إن بعض التطبيقات تبقيهم في حالة - بدون شريك - من خلال الخوارزميات الموجهة لكي يستمروا في استخدام تلك التطبيقات من أجل التربح.
في زمن الرأسمالية الرقمية، قرار القلب لم يعد مستقلا إلى حد كبير، بل مؤتمت، مراقب، ويعاد إنتاجه وفق نفس المنطق الذي يتحكم في السوق والعمل والبيانات والأفكار.
الكتاب ينبه إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يراقب فقط، بل يعيد هندسة الوعي والإدراك والعاطفة. والحب، كما الوعي الطبقي، لا يمكن أن يزدهر في بيئة مؤتمتة بالكامل. ولذلك تبقى العلاقات الإنسانية اليوم أيضا ساحة مقاومة، ومساحة لإعادة تعريف الإنسان خارج منطق السوق والملكية والهيمنة.
أن نحب بصدق هو أيضا فعل مقاومة، وأن نبني علاقات انسانية غير خاضعة لمنطق السوق والربح هو شكل من أشكال النضال ضد الرأسمالية، حتى في أدق لحظاتنا.
شكرا لسؤالك الذي يلمس الجوهر بهدوء وقوة.
119 - نسخة ورقية
فتحي دهيب
(
2025 / 4 / 3 - 13:20
)
الف مبروك على هذا الانجاز .كيف يمكننا شراء نسخة ورقية في تونس وتحديدا ولاية صفاقس.شكرا.
120 - رد الى: فتحي دهيب
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 9 - 20:40
)
الرفيق العزيز فتحي دهيب
شكرا جزيلا على تهنئتك الرفاقية، وسعيد باهتمامك بالحصول على النسخة الورقية من الكتاب. يمكنك الوصول إلى الكتاب عبر الطرق التالية:
• النسخة المجانية الإلكترونية متوفرة على موقعي:
– النسخة العربية:
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=3
– النسخة الإنكليزية:
https://rezgar.com/books/i.asp?bid=4
• النسخة الورقية منشورة عبر دار نشر -أمازون- وبأقل سعر ممكن:
– النسخة العربية:
https://www.amazon.co.uk/dp/B0DXWTJVLD
– النسخة الإنكليزية:
https://www.amazon.co.uk/dp/B0DYYYRHJK
الكتاب نشر الكترونيا لضمان وصولها إلى أوسع شريحة من القراء والقارئات، من المتخصصين وغير المتخصصين، وهو متاح للجميع دون أي قيود، وبشكل مجاني.
كل التقدير لك.
121 - الامبريالية والصهيونية
عمر بسام السق
(
2025 / 4 / 3 - 13:57
)
ما يحدث اليوم ليس تطورا علميا بريئا، بل سلاح جديد في يد قوى الاستعمار، وعلى رأسها اسرائيل. لم تعد تكتفي بالاحتلال والعدوان، بل باتت تستخدم ادوات رقمية لتراقب وتحدد من يستهدف ومن يقتل، بقرارات تصدرها آليات بلا روح. العالم يتفرج، وبعضه يبرر، بينما الشركات الكبرى تقدم خدماتها لهذا المشروع الدموي تحت اسم التقدم والتطور. لكن الحقيقة ابسط من كل هذا، حين تتحول التكنولوجيا الى وسيلة للقتل والسيطرة، فهي لم تعد حيادية، بل اصبحت شريكة في الجريمة. من واجبنا ان نرفض هذا المسار، وان نعيد ربط التقدم العلمي بمصالح شعوبنا، لا بمشاريع الهيمنة. من لا يواجه هذه المعركة بوضوح، سيجد نفسه في خدمة عدو يرتدي قناع المستقبل.
122 - رد الى: عمر بسام السق
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 9 - 20:51
)
الرفيق العزيز عمر بسام السق
شكرا لمداخلتك الضرورية، التي تسلط الضوء على جانب جوهري من طبيعة الذكاء الاصطناعي في عصرنا الراهن، وهو ارتباطه العميق بالمشاريع الاستعمارية والعدوانية والقتل والدمار الوحشي، وعلى رأسها المشروع الصهيوني. ما تقوله يتطابق تماما مع ما طرحه الكتاب، حيث تم التوضيح بشكل صريح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تطور علمي محايد، بل أداة مركزية في يد الرأسمالية المعولمة، تستخدم لتكريس السيطرة، والقتل، والتجسس، والقمع والدمار، دون أي شكل من أشكال المساءلة أو الرقابة الأخلاقية أو السياسية، وبدعم واضح من الدول الكبرى والشركات الاحتكارية.
الكتاب تناول بشكل مباشر دعم الشركات التكنولوجية الكبرى لإسرائيل، حيث تم التوثيق لعقود موقعة بين شركات مثل غوغل ومايكروسوفت والجيش الإسرائيلي ضمن مشروع -نيمبوس-، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الاحتلال الإسرائيلي في المراقبة، التجسس، وتوجيه الضربات العسكرية. هذه البنية الرقمية، كما ورد، أصبحت جزءا من منظومة الاستعمار الجديدة، لا تقل خطورة عن الدبابات والطائرات، بل تتجاوزها في القدرة على التخفي والتأثير المدمر والوحشي.
كما أشار الكتاب إلى أن الذكاء الاصطناعي قد استخدم فعليا في العدوان الوحشي الأخير على غزة، من خلال نظام -لافندر-، الذي يحدد أهداف القصف بناء على تحليل بيانات دون أي اعتبار إنساني، وهو ما أدى إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء.
أمام هذا الواقع، من واجبي كيساري أن ادعو الى ربط النضال التقني بالنضال التحرري، وأن نعمل على توجيه التكنولوجيا لخدمة قضايا الشعوب والتغيير الاشتراكي. المشروع اليساري الرقمي كما يطرحه الكتاب لا يقف عند حدود النقد، بل يدعو إلى بناء بدائل تقدمية، ومساءلة هذه الاستخدامات القذرة، وتنظيم مقاومة عالمية جماعية ضد عسكرة الذكاء الاصطناعي، وضد تحويله إلى أداة قتل وتدمير.
كل التقدير لوعيك وطرحك لهذه النقطة الهامة والمؤلمة، وأكرر في الختام عبارتك القيمة: من لا يواجه هذه المعركة بوضوح، سيجد نفسه في خدمة عدو يرتدي قناع المستقبل، بشكل مباشر أو غير مباشر، وبوعي أو بدونه.
123 - خدعة سلطوية لا كمفهوم تقني
غوردون فيالا
(
2025 / 4 / 4 - 06:46
)
أود الإشارة إلى أن النقاش حول الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يُضفى عليه طابع الحداثة والانبهار، في حين أن جوهره، في الواقع، ليس جديدًا كما يُروّج له. ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي ما هو إلا امتداد لما كانت تفعله محركات البحث دائمًا، وهو تسجيل الكلمات التي يختارها الإنسان وتوجيهها وفقًا لردود الفعل البشرية، سواء كان ذلك عبر الترويج أو الإقصاء أو التصنيف. هذه الأنظمة لا -تفكر-، بل تتفاعل بشكل مبرمج مع ما ينتجه البشر أنفسهم، بناءً على خوارزميات صممها بشر آخرون.
الذكاء الاصطناعي، بهذا المعنى، ليس إلا تسمية مضللة معقدة، تستخدم لربط البرمجة الحاسوبية بالدماغ البشري، من أجل إرباك الناس وإيهامهم بأن هناك وعياً ذاتياً داخل الآلة. إنها أداة مصممة لا لجعل الآلة أكثر إنسانية، بل لجعل الإنسان أكثر قابلية للقيادة والسيطرة، من خلال أدوات تبدو ذكية ومحايدة، لكنها في جوهرها تعكس خيارات ومصالح من صمموها.
وبينما يدعو الكتاب، مشكورًا، إلى فضح منطق هذه الأنظمة وتنظيم استخدام مضاد لها، فإن هذا الطرح، رغم أهميته، بدا في بعض أجزائه متفائلًا بشكل مبالغ فيه، شبيهًا بخطاب مارك زوكربيرغ حين يتحدث عن -التمكين- و-الابتكار-. الواقع أكثر تعقيدًا. فمع تآكل الدولة المركزية وصعود -الحكم اللامركزي-، لم يعد هناك مركز يمكن الدخول إليه أو التأثير فيه. لم نعد نعيش في ظل دولة، بل في ظل شبكة من الشركات الخاصة، التي أصبحت الشكل الحقيقي للسلطة. الرأسمالية لم تعد فقط إطارًا اقتصاديًا، بل صارت هي البنية الحاكمة نفسها.
ومن هنا، فإن التحدي الحقيقي لا يكمن في دخول النظام أو الاشتباك معه فحسب، بل في الاعتراف بأننا نعيش في عالم تتحكم به أدوات لا نديرها، وتُفرض علينا شروطها بشكل قسري عبر الحياة اليومية. الابتزاز لا يتم فقط عبر الذكاء الاصطناعي، بل عبر كل بنية الحياة الرقمية المفروضة، والتي تقدم العبودية في شكل من أشكال الراحة أو -الخدمة-.
مع التقدير على هذا العمل النقدي، الذي فتح الباب لحوار نادر وضروري.
124 - رد الى: غوردون فيالا
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 10 - 18:28
)
الرفيق العزيز غوردون فيالا
شكرا لمداخلتك الفكرية الغنية والعميقة، التي توسع النقاش حول الذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانبهار التقني والترويج الإعلامي الذي يغلفه غالبا بلغة -التمكين- و-الابتكار-. ما تطرحه يلامس جوهر ما حاول الكتاب الإشارة إليه، حتى وإن كان بأسلوب ومفردات مختلفة.
صحيح تماما أن الذكاء الاصطناعي، في بنيته كما نعرفه اليوم، لا يفكر، ولا يعي، بل هو نظام تفاعلي خاضع لبنية خوارزمية تم تصميمها لخدمة مصالح رأسمالية محددة. هو ليس تطورا حياديا في تاريخ المعرفة، بل أداة سلطوية موجهة لتعظيم الأرباح ولإعادة إنتاج السيطرة، من خلال أنظمة تصنيف، مراقبة، وتوجيه سلوكي، يتم الترويج لها باعتبارها -ذكية- بينما هي في جوهرها إعادة ترميز للرأسمالية بلغة تقنية ولترسيخ سلطتها الطبقية.
الكتاب لم يطرح الذكاء الاصطناعي بوصفه وعيا مستقلا، بل بوصفه شكلا متقدما من أشكال التنظيم الرأسمالي المعاصر، وأداة مادية علمية متطورة داخل الصراع الطبقي العالمي. نعم، ربما بدا التفاؤل في بعض المقاطع أكثر مما يتيحه الواقع الراهن والإمكانيات والتوازنات الطبقية عالميا، لكن هذا التفاؤل ليس ناتجا عن أوهام حول التكنولوجيا، بل عن رهان سياسي على بناء أدوات يسارية اشتراكية جماعية لمواجهتها، ولو هو الان من مواقع ضعيفة حاليا وتحت شروط غير متكافئة.
ما تفضلت به حول انحلال الدولة وبروز الشركات ككيانات حاكمة هو جزء من التحليل الذي يتبناه الكتاب، حيث أشار صراحة إلى أن السيطرة لم تعد فقط تمر عبر مؤسسات الدولة، بل عبر بنى تحتية رقمية تسيطر عليها شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي تمارس سلطتها بصمت وفاعلية كبيرة في تفاصيل الحياة اليومية، بدءا من المعلومة، إلى المشاعر، إلى قرارات الشراء، والعمل، والحب، وغيرها.
نعم، الذكاء الاصطناعي اليوم ليس مجرد برنامج، بل بيئة كاملة لإعادة إنتاج الطاعة، والخضوع، والاستغلال، والإبداع، والأفكار، وغيرها ، بأدوات ناعمة ومقنعة. ولذلك فإن تفكيكه لا يتطلب فقط خطابا نقديا، بل أيضا العمل من أجل بناء بدائل يسارية تقدمية رقمية، وأطر يسارية تكنولوجية مناهضة للرأسمالية.
كل التقدير لمداخلتك التي أثرت النقاش، وأعادت التذكير بأننا لا نحاور الآلة، بل نحاور ما خلفها من سلطة، مصالح، ونمط إنتاج.
كل الاحترام والتقدير
125 - موضوع الكتاب المنوع هو الحافز الجديد للبحث
عصام محمد جميل مروة
(
2025 / 4 / 5 - 15:04
)
كما شاهدت وقرأت التعليقات و الرسائل في اشارة عن فحوى ما وردفي كتاب رزكارعقراوى مقدماً بحثاً جديداً عن اطر التواصل للزكاء الاصطناعي الذي فتح الابواب امام البشر جميعاً للتواصل عن بعد
لا سيما حول مواضيع الكتابة الممنهجة وخوض غمار الابحاث الفلسفية والادبية المتعددة اللغات
وهنا ترانى مُستفيداً من نقل مواد الكتاب الذي كان نوعاً فريداً على صفحة الحوارالمتمدن الواسعة الانتشار التي تقارب نصوص ومواضيع جريئة قد لا تتمكن مواقع اخرى على نشر نقد ديني او فلسفي او حتى اختلاف المواقف السياسية المتناقضة
كل التقدير لصاحب الكتاب الفريد والى مزيداً من التقدم العلمي
الذي يقدم ما هو جديداً ويخدم القراء
126 - رد الى: عصام محمد جميل مروة
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 10 - 18:35
)
الرفيق والزميل العزيز عصام محمد جميل مروة
شكرا لمداخلتك الرفاقية التي تحمل تقديرا عميقا وتسلط الضوء على البعد المعرفي والفلسفي الذي حاول الكتاب أن ينفتح عليه ضمن موضوع الذكاء الاصطناعي كحقل مزدحم بالتقنيات والأسئلة الوجودية والسياسية والتقنية المعاصرة. ويسعدني أن ترى في الكتاب حافزا جديدا للبحث يتزامن مع تحولات عميقة تمس جوهر الفكر الإنساني، وأطر التعبير، وأدوات المعرفة، وفضاءات النقاش.
كما أشرت بدقة، فإن -الحوار المتمدن- لعبت دورا مهما في نشر هذا النوع من النقاشات اليسارية الجريئة، وروجت للتعددية الفكرية اليسارية، ليس في هذا المجال فحسب، بل في كافة المجالات، وطرحت وجهات نظر يسارية مختلفة لكاتبات وكتاب أعزاء، قد لا تتسع لها فضاءات أخرى أكثر تقييدا، سواء في ما يتعلق بالنقد السياسي أو الديني أو الفلسفي، بما في ذلك نقد الأفكار اليسارية نفسها.
الكتاب لا يدعي امتلاك الحقيقة، بل يطمح إلى تحفيز نقاشات متعددة الاتجاهات بين اليسار، نحو البحث في إمكانيات توجيه التقنيات الحديثة لصالح مشروع تحرري يساري، يفتح أفقا جديدا للفكر والممارسة والنضال اليساري.
كل التقدير لكلماتك الداعمة، ولكل قارئ-ة يرى في هذه النصوص مادة للتفكير والحوار الجماعي.
127 - تحية طيبه
طلعت خيري
(
2025 / 4 / 5 - 22:16
)
ان إعادة اليسار الى الواجهة بقوة ضرورة كونية ، والنهوض به من جديد على أعلى المستويات واجب أنساني، يحتم عليه التكاتف من اجل إنقاذ البشرية من الهيمنة الرأسمالية أي كان شكلها اقتصادي أو ديني أو تكنولوجي ، تم قراءة كتابكم الرائع ، الذكاء الاصطناعي الرأسمالي ، تحديات اليسار والبدائل الممكنة ، المزيد من التقدم والرقي في هذا المجال ، خالص احترامي وتقديري لك
128 - رد الى: طلعت خيري
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 12 - 15:30
)
الزميل العزيز طلعت خيري
تحية طيبة، وشكرا جزيلا لمداخلتك القديرة. يسعدني أنك قرأت الكتاب، وما حاول الكتاب تقديمه هو مساهمة متواضعة في هذا المسار، من خلال مقاربة جديدة تربط الذكاء الاصطناعي بالصراع الطبقي، وتطرح على اليسار تحديات نظرية وتنظيمية جديدة، في محاولة لبناء بدائل ممكنة، تقدمية، رقمية، وجماعية.
كل التقدير والاحترام.
خالص احترامي وتقديري لك.
129 - قراءه رائعه
جلال الزبيدي
(
2025 / 4 / 6 - 13:49
)
قراءه رائعه رفيق رزكار انت احد بناة الاشتراكيه العلميه بادواتها الجدليه وفق المنهج الماركسي المجيد
130 - رد الى: جلال الزبيدي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 12 - 15:32
)
الرفيق العزيز جلال الزبيدي
شكرا جزيلا لكلماتك الرفاقية المشجعة، والتي أعتز بها كثيرا. ما أطمح إليه من خلال هذا المشروع هو الإسهام المتواضع في إعادة طرح الاشتراكية العلمية كمنهج حي ومرن، قادر على التفاعل مع أدوات العصر، ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن إطار تحليلي مادي جدلي، ينطلق من المنهج الماركسي والأفكار اليسارية الأخرى، لا بوصفه ماضيا مغلقا، بل كمشاريع فكرية مستمرة في التجدد والصراع.
كل التقدير والاحترام
131 - انسان منفتح العقل
محيي المسعودي
(
2025 / 4 / 6 - 13:50
)
انت تستحق الكثير الكثير لانك انسان منفتح العقل على المعارف والثقافات ومنفتح القلب على المحبة والتسامح والانسانية وصاحب روح نقيه ويد نظيفة. دمت علما يرفرف وعيا وثقافة وعلما ومحبة
132 - رد الى: محيي المسعودي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 12 - 15:34
)
الرفيق العزيز محيي المسعودي
شكرا من القلب على كلماتك الرفاقية الصادقة والمشجعة، التي أعتز بها كثيرا. الانفتاح على المعارف والثقافات والإنسانية هو جزء أساسي من المشروع اليساري الإلكتروني المتفتح والمتعدد المنابر الذي أؤمن به، مشروع لا يكتفي بالنقد، بل يسعى لبناء بدائل تتفاعل مع الواقع وتتطور باستمرار.
دمت رفيقا وزميلا عزيزا.
كل التقدير والاحترام
133 - العبودية
Amal
(
2025 / 4 / 7 - 15:10
)
موضوع في غاية الاهمية نظرا لتغيرات العالم ونوايا الامبراليين ا المتمثلة لإحياء عصور العبودية
134 - رد الى: Amal
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 12 - 15:44
)
العزيزة امال
شكرا لتعليقك الذي يفتح الباب لنقاش جوهري حول مسألة العبودية في عصر الذكاء الاصطناعي، وهي ليست استعارة بل واقع آخذ في التشكل كما أشار الكتاب بوضوح، ومن الممكن أن نعيشه الآن ولكن بأشكال وبنسب مختلفة.
العبودية في نسختها الرقمية الجديدة ليست إعادة لما عرفه التاريخ من استغلال قسري مباشر فحسب، بل تطور خطير نحو شكل من أشكال السيطرة الطوعية المقنّعة، حيث تختزل حرية الإنسان داخل أنظمة تكنولوجية صممتها وتتحكم بها الدول الكبرى ونخبة رأسمالية عابرة للحدود. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تنفيذية، بل أصبح وسيلة لإعادة إنتاج أنماط السيطرة الطبقية والهيمنة الأيديولوجية، من خلال اختراق الحياة اليومية، وتوجيه القرارات الفردية، وتحديد السلوكيات والعلاقات وحتى العواطف والإبداع، في سياق غير محسوس وخالٍ من أي مساءلة أو أطر أو قوانين محلية ودولية.
الخطير هنا أن هذه العبودية لا تفرض بالقوة أو القمع، بل عبر ما يسميه الكتاب بـ-العبودية الرقمية الطوعية-، حيث يدفع الأفراد طوعا، وباسم الراحة والتسهيل، إلى تسليم قراراتهم لخوارزميات تتعلم منهم وتعيد تشكيلهم وفق منطق السوق والربح والسيطرة. يعيش الإنسان في وهم التحكم، بينما تتحول حياته إلى بيانات تعاد معالجتها وتوجيهها لخدمة منظومات لا تخضع له، بل تحكمه وتقرر كيف تكون حياته اليومية إلى حد كبير.
هذه الديناميكية تنتج استلابا رقميا معاصرا، يتماهى فيه الفرد مع أدوات تحكمه بدلا من أن يعيها وينظم نفسه لمواجهتها. وقد يؤدي هذا المسار، كما يحذر الكتاب، إلى نقطة خطيرة من الممكن أن يتحول فيها الذكاء الاصطناعي من أداة رأسمالية إلى كيان شبه مستقل، أو حتى مستقل، يدير الحياة اليومية ويتخذ قرارات مصيرية نيابة عن البشر، في الاقتصاد، السياسة، الثقافة، الإنتاج، وغيرها، دون رقابة ديمقراطية أو مجتمعية حقيقية.
الكتاب يشير إلى أن هذا ليس مجرد سيناريو خيالي، بل مسار واقعي تتعزز شروطه في ظل غياب أي ضوابط قانونية دولية، واستمرار هيمنة الشركات الكبرى على تطوير وتوجيه هذه التكنولوجيا. ما كان يعرض في أفلام مثل -ماتريكس- أو -أنا، روبوت- أو -المدمر- لم يعد بعيدا عن الواقع، بل يعكس نواة لنمط جديد من العبودية التكنولوجية، لا يمارس بالسوط، بل بالخوارزمية.
ولذلك، فإن التصدي لهذا الشكل من العبودية لا يكون بالرفض التقني، بل من خلال بناء وعي يساري نقدي جديد، يربط التكنولوجيا بالصراع الطبقي، ويعمل على إنتاج أدوات رقمية بديلة، خاضعة للرقابة المجتمعية، وموجّهة نحو خدمة الناس لا إخضاعهم واستعبادهم كما يحصل الآن.
كل التقدير لمداخلتك التي تفتح هذا النقاش الحيوي.
135 - الجهلاء بعيدين جدا
Hassine Boussetta
(
2025 / 4 / 8 - 05:38
)
من أول يوم من الذكاء الاصطناعي اتسعت الهوة و للأسف يبقى الجهلاء بعيدين جدا و لن يستطيعون اللحاق ابدا😁-;-👺-;-😂-;-
136 - رد الى: Hassine Boussetta
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 13 - 19:08
)
العزيز حسينة
شكرا على المشاركة في الحوار
الفجوة الرقمية ليست قدرا محتوما بل نتيجة لهيمنة طبقية ممنهجة وسيطرة الرأسمالية، ومهمتنا كيسار ليست السخرية من من لا يملكون المعرفة بل تمكينهم منها عبر محو الأمية الرقمية وتعزيز القدرات التقنية والتطوير في المجال التكنلوجي، نحو بدائل تقدمية بحيث تكون التكنولوجيا اداة للتحرر البشري.
كل التقدير والاحترام
137 - الاطفال والذكاء الاصطناعي
سليم نبيل
(
2025 / 4 / 8 - 05:42
)
سليم نبيل قديح
من المواضيع التي لم أجد لها حضورا واضحًا في النقاش، مسألة تأثير الذكاء الاصطناعي على الطفولة والتنشئة الاجتماعية. نحن أمام جيل ينمو في بيئة رقمية شبه كاملة، حيث أصبحت التطبيقات والمنصات تلعب دورا محوريا في التوجيه والتعلم والتفاعل.
من يصوغ المفاهيم التي يتلقاها الأطفال؟
من يحدد اللغة التي يتحدثون بها، والأفكار التي يتبنونها، والصور التي يتخيلون العالم من خلالها؟
إذا كانت الخوارزميات تبنى وفق مصالح السوق ومراكز القوة، فهل يمكن أن نثق بأنها ستنتج وعيا حرا أو تنشئة إنسانية متوازنة؟
القضية لا تتعلق بالمستقبل الأخلاقي والمعرفي للإنسان ولذلك لا بد من مساءلة هذه الأدوات مبكرا قبل أن تتحول إلى منظومة خفية تعيد تشكيل الإنسان منذ الطفولة، بلا مقاومة وبلا وعي.
138 - رد الى: سليم نبيل
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 13 - 19:15
)
الزميل العزيز سليم نبيل
شكرا جزيلا، ملاحظتك دقيقة وتشكل اضافة ضرورية ومهمة للنقاش اليساري حول الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بتأثيره العميق والمباشر على الطفولة والتنشئة الاجتماعية. بالفعل، نحن امام جيل جديد ينشأ في بيئة رقمية شبه كاملة، حيث لم تعد العائلة او المدرسة هي المصدر الاساسي للتنشئة، بل تحولت المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية الى اداة رئيسية في نقل القيم والمعاني والصور والمفاهيم.
الخطر الاكبر يكمن في ان الخوارزميات التي تتحكم بهذه المنصات لا تعمل بشكل محايد، بل يتم برمجتها وفق مصالح الدول والشركات الكبرى ومراكز القوة، مما يجعلها تعيد انتاج القيم الرأسمالية والنيو ليبرالية، وتوجه وعي الاطفال نحو الاستهلاك، والفردانية، والنجاح الوهمي، والاشكال النمطية عن الجندر والمجتمع والعالم.
نحن لا نتحدث فقط عن محتوى تعليمي او ترفيهي، بل عن منظومة متكاملة من التأثير، تنحت وعي الطفل منذ سنواته الاولى، وتزرع فيه تصورات العالم والذات والآخرين، وفق منطق السوق والربح، لا وفق منطق التحرر او العدالة او المساواة.
لذلك، من الضروري جدا ان يضع اليسار قضية الطفولة في صلب نقده للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وان يعمل على تطوير بدائل رقمية تربوية تقدمية، مفتوحة المصدر، تراعي القيم الانسانية والتحررية، وتخضع المحتوى الرقمي لرقابة وضوابط وقوانين مجتمعية.
كما يجب العمل على رفع الوعي الجماهيري بخطورة تسليم الاطفال لهذه المنصات دون وعي، وعلى ضرورة استعادة الدور التربوي والنقدي للاهل، والمدرسة، والتنظيمات المجتمعية.
لا يمكن للذكاء الاصطناعي ان يصوغ وعيا حرا اذا كان موجها من قبل الطغم الرأسمالية، ولا يمكن ان ننتظر جيلا واعيا ومتحررا اذا تركنا تنشئته لادوات رقمية خفية تعمل لصالح تعميق الاستغلال والسيطرة الطبقية. هذا الموضوع الحساس يجب ان يتحول الى محور اساسي في برامج اليسار والقوى التقدمية والحقوقية، وادراجه ضمن اولويات المواجهة الفكرية والتربوية ضد الهيمنة الرأسمالية الرقمية.
كل الاحترام والتقدير
139 - لحظة شخصية لا يراها احد
ليلى
(
2025 / 4 / 8 - 10:52
)
افكر احيانا، كيف سيبدو معنى الذاكرة بعد عشرين عاما من الآن
هل سنعود الى صورنا، الى ذكرياتنا، ام الى ما تحتفظ به الخوارزميات عنا
من يملك الماضي في هذا الزمن، من يحتفظ بأخطائنا وملامحنا وانفعالاتنا
لم يعد النسيان ممكنا
كل شيء محفوظ ومؤرشف، من اجل تحسين منتج او استهداف اعلان او تعديل سلوك
هل ما زال لنا حق في لحظة شخصية لا يراها احد
ام ان الذكاء الاصطناعي قرر ان يجعل الزمن كله حاضرا دائما
لا من اجل الحب او الذاكرة
بل من اجل التحكم
140 - رد الى: ليلى
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 16 - 20:25
)
العزيزة ليلى
مداخلتك عميقة ومؤثرة، وتطرح سؤالا مركزيا في صلب نقد الذكاء الاصطناعي من منظور يساري، وهو فقدان الحق في النسيان، في الخصوصية، وفي اللحظة الشخصية التي لا تمر عبر خوارزمية وتحكم الذكاء الاصطناعي. ما نشهده اليوم هو انتقال السيطرة من رقابة تقليدية خارجية الى رقابة دائمة وعلى مدار الساعة، ناعمة، غير مرئية، ولكن دقيقة جدا، وتمارس علينا وتقبل من قبلنا بشكل طوعي، حيث تتحول الذكريات والانفعالات والاخطاء وكل التفاعلات، وحتى الصمت، الى بيانات تخزن وتحلل وتستخدم لا لتحسين الحياة، بل لتعميق الهيمنة والتحكم بالسلوك والوعي الانساني.
في النظام الرأسمالي الرقمي، لم يعد الماضي والحاضر والمستقبل ملكا للذات، بل ملكا للدول والشركات التي تحتكره وتعيد تشكيله وفق منطق الربح والهيمنة الفكرية والسياسية.
الذكاء الاصطناعي لا يؤرشف الذاكرة كفعل انساني، بل كمادة خام تستثمر لتوجيه الحاضر والمستقبل، وحتى للتحكم في شكل التعرض للتاريخ. في مواجهة هذا النمط، يصبح الدفاع عن الحق في النسيان، وفي الخصوصية، وفي اللحظة التي لا ترى، جزءا من النضال ضد الاستلاب الرقمي الرأسمالي ومن اجل استعادة الذات ككيان انساني حر، لا مجرد منتج بيانات في آلة رأسمالية شاملة وتحت تحكمها وسيطرتها.
كل الاحترام والتقدير
141 - كتاب مجاني تصرف شيوعي
ازاد هيوا
(
2025 / 4 / 8 - 17:12
)
انا مو مع اراء عقراوي عن اليسار الالكتروني بس انا حبيت تصرفه الشيوعي لما نشر كتابه مجاني الكتروني وما حط حقوق ملكية هذا تصرف محترم شيوعي كثير من ناس يساريين يحكو عن الثورة والعمال والاممية بس يكتبون في جرايد خليجية وكتبهم يطبعوها في دور نشر تبع شيوخ وهذول الشيوخ يعاملون العمال اجانب وما يعطوهم حقوق بس المثقفين هدول يمدحوهم ويشتغلون عندهم ويحكو عن الحرية والثورة وهم بيد الممولين
142 - رد الى: ازاد هيوا
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 16 - 20:33
)
العزيز ازاد هيوا
شكرا جزيلا، موقفك محل احترام، وفعلًا، اختيار النشر الإلكتروني المجاني للكتاب، دون أي قيود ملكية فكرية، لم يكن قرارا تقنيا أو شكليا، بل موقفا سياسيا واضحا، ينطلق من قناعة يسارية بأن المعرفة ليست سلعة يجب تقييدها بحقوق الملكية، بل يجب أن تكون متاحة للجميع باعتبارها حقا إنسانيا، وجزءا من النضال المستمر ضد احتكار المعلومات. لقد تم التأكيد في مقدمة الكتاب أن النضال من أجل عدالة المعرفة لا يقل أهمية عن النضال من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولذلك تم نشر الكتاب رقميا بأقل سعر ممكن في بعض المنصات مثل أمازون لضمان الانتشار، وبشكل مجاني كامل على منصات أخرى مفتوحة، انطلاقا من مبدأ أن المعرفة حق إنساني مشترك لا ينبغي أن يخضع لقيود مادية.
هذه الخطوة تعكس التزاما بتحرير المعرفة من قيود الرأسمالية وحقوق النشر، وتوفير محتوى يساري تقدمي مجاني يمكن تداوله واستخدامه بحرية، دون أن يكون محكوما بمنطق السوق والربح أو شروط النشر التجاري.
موقفك من اليسار الالكتروني موضوع تقدير، وكنت اود ان تفصل رأيك أكثر وتذكر نقاط الخلاف، خاصة أن النقاش داخل اليسار مطلوب وضروري. في كل الاحوال، كل الامور تتقبل وجهات نظر مختلفة، وليس هناك من يملك الحقيقة المطلقة أو النهائية.
كل الشكر على المداخلة.
143 - هيمنة الدول الرأسمالية على الفضاء الرقمي
ثائر ابو رغيف
(
2025 / 4 / 9 - 07:58
)
بخصوص الأمية الرقمية داخل التنظيمات اليسارية ألتي ذكرها ألرفيق رزگار فهي لا تعني الأمية الرقمية ومجرد عدم إتقان استخدام التطبيقات، بل تشمل غياب الفهم النقدي لآليات عمل الخوارزميات وتأثيرها على الوعي الجماهيري. هذا الوضع يُضعف قدرة اليسار على التأثير، خاصةً مع هيمنة منصات رقمية تُوجّه المعلومات لصالح الأجندة الرأسمالية. من ألجدير هنا ذكر موقع ألذكاء ألصيني Deep Seek قد حظرته ألحكومة الأسترالية (على منتسبيها) لحد الان وقد يعمم ألحظر مستقبلا. في رأيي ألمتواضع ان هذه ألطفرة ألتكنولوجية ستسرع بنبوءة ماركس حول إغتراب ألعامل عن أدواته
144 - رد الى: ثائر ابو رغيف
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 16 - 20:46
)
الزميل العزيز ثائر ابو رغيف
مداخلتك مهمة وتسلط الضوء على أحد الجوانب الجوهرية التي حاول الكتاب الإشارة إليها، وهي أن الأمية الرقمية لا تقتصر فقط على غياب المهارات التقنية، بل تتجلى بشكل أعمق في غياب الفهم النقدي لأنظمة الذكاء الاصطناعي، والخوارزميات، وآليات السيطرة الرأسمالية التي تعيد تشكيل الوعي الجماهيري ضمن منطق رأسمالي خفي ودقيق. كما تفضلت، فإن هيمنة الدول الرأسمالية والشركات الاحتكارية على البنية التحتية للفضاء الرقمي تجعل من الخوارزميات أداة مركزية لتوجيه الرأي العام، والتضييق، وحتى قمع البدائل الحقيقية والمؤثرة، وإعادة إنتاج القيم الرأسمالية على أنها طبيعية وحيادية وترسيخها في الوعي الجماهيري.
الإشارة إلى مثال حظر منصة صينية مثل Deep Seek من قبل بعض الدول الغربية تعكس أيضا أن الصراع حول الفضاء الرقمي لم يعد محصورا بالسيطرة التقنية، بل يشمل البعد الجيوسياسي والإيديولوجي للذكاء الاصطناعي، والصراع والمنافسة بين الدول الكبرى والشركات الاحتكارية.
ما نعيشه اليوم ليس فقط ثورة رقمية، بل إعادة تشكيل للعلاقات الطبقية وأدوات الإنتاج والوعي، وبشكل أكثر عمقا وتحكما، وهو ما يجعل نبوءة ماركس حول الاغتراب تعود بقوة، لكن هذه المرة داخل فضاء رقمي، حيث يفقد الإنسان سيطرته على أدواته التي تنتج وعيه وتراقب سلوكه. هذا الواقع يضع على عاتق التنظيمات اليسارية مهمة مزدوجة، تتمثل في مواجهة الأمية الرقمية بإجراءات ملموسة وفي مختلف الصعد والمجالات، وتطوير أدوات يسارية تحليلية وتنظيمية وتقنية بديلة، قادرة على اختراق القلعة الرقمية للرأسمالية، لا فقط استخدامها والتفاعل معها بشكل سطحي أو تقني محايد.
كل الاحترام والتقدير
145 - الأمية الرقمية تهدد كل الشعوب و ليس اليسار وحده
عائشة الجيا
(
2025 / 4 / 9 - 20:27
)
الأمية الرقمية تهدد كل الشعوب بمختلف عقائدها و إيديولوجياتها و ليس اليسار وحده، لأنه من لا يملك التكنولوجيا يظل مستعبدا أو ذيليا، أو له قابلية للإستعمار علي حد قول المفكر الجزائري مالك بن نبي، فنحن في عصر الحروب النووية، و من واجب القادة العسكريين في مختلف الدول ، (خاصة التي تملك السلاح النووي كإيران ) أن يتقنون استعمالها ، لأنه حين يلتقي الذكاء الإصطناعي بخوارزمياته المعقدة مع القرار بإطلاق السلاح النووي كما يقول الخبراء، فإن معدلات الخطورة تزداد تسارعا، أما علي المستوي الإقتصادي فإنه بات ضروريا التحكم في الذكاء الإصطناعي في ظل تنامي التجارة الإلكترونية ، ما هو مؤسف جدا أن يتحول صانع الألة (الإنسان) عبدا لها ( الروبوتات)، الكتاب في غاية الأهمية و قد صدر في وقته لتبسيط الرؤي في كثير من المسائل و القضايا العصرية
تحياتنا
Aiche Aldjia
146 - رد الى: عائشة الجيا
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 18 - 12:32
)
الرفيقة العزيزة عائشة الجيا
شكرا جزيلا على مداخلتك الغنية، وملاحظاتك التي تعكس وعيا عميقا بطبيعة المرحلة الرقمية الراهنة ومخاطرها المتعددة. اتفق معك تماما أن الأمية الرقمية لا تقتصر على اليسار، بل تهدد جميع الشعوب والمجتمعات، على اختلاف انتماءاتها العقائدية والإيديولوجية. ومن لا يمتلك التكنولوجيا، لا فقط يُقصى من مراكز القرار، بل يصبح أيضا عرضة للاستتباع والهيمنة والقمع، وبأشكال مختلفة.
التركيز في الكتاب على الأمية الرقمية في أوساط اليسار لم يأت من باب الحصر، بل انطلاقا من ضرورة أن تكون تنظيمات اليسار في مقدمة المواجهة، فهي الأمل في تحقيق التغيير الاشتراكي، باعتبارها مشروعا تحرريا يسعى لامتلاك أدوات إنتاج الوعي والمعرفة. وهذا ما لا يمكن تحقيقه دون فهم يساري نقدي وجذري للذكاء الاصطناعي والخوارزميات، وآليات الهيمنة الرقمية الجديدة، التي قد تكون أكثر خطورة من الهيمنة العسكرية المباشرة، خاصة في ظل الاحتمالات المقلقة لربط القرارات النووية بالخوارزميات المؤتمتة، كما أشرتِ بدقة.
أما في المجال الاقتصادي، فإن تصاعد التجارة الرقمية والاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي يعيد إنتاج السيطرة على الأسواق والموارد من خلال احتكار البيانات والبنية التحتية للتكنولوجيا، وهو ما يستدعي موقفا سياسيا وتكنولوجيا يساريا، لا تقنيا فقط.
الكتاب سعى لتفكيك هذه الأسئلة وطرح رؤية يسارية بديلة، تنطلق من فكرة أن الإنسان لا يجب أن يتحول إلى تابع لأدواته، وأن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة للتحرر لا لإعادة إنتاج العبودية، سواء أكانت عبودية السوق أو عبودية الآلة.
كل الشكر والتقدير على قراءتك الرفاقية، وعلى إضافتك النوعية التي تثري النقاش وتفتح آفاقا لمزيد من التوسعة في الإصدارات القادمة.
كل الاحترام والتقدير
147 - الاحباط الرقمي
ليث أنور القيسي
(
2025 / 4 / 10 - 18:19
)
من المسائل التي تسري في خلفية الكتاب دون ان تناقش بشكل مباشر، ما يمكن تسميته بالاحباط الرقمي.
ذلك الشعور الخفي الذي يتسلل الى الوعي الجماعي لدى من يقفون في مواجهة التكنولوجيا وقد تشكلت خارج ارادتهم، وباتت ادواتها ومنصاتها وخوارزمياتها محكومة تماما بمنظومات القوة والهيمنة.
الكتاب يقدم نقدا حادا للبنية الرأسمالية التي تتحكم في الذكاء الاصطناعي، ويدعو الى مقاومة يسارية رقمية، لكنه لا يتوقف طويلا عند الاثر النفسي والسياسي لهذا العجز البنيوي امام منظومة لا نملك مفاتيحها.
في ظل هذا الواقع، قد يتحول الطرح اليساري الرقمي الى خطاب مرتاب، تتآكله الشكوك من الداخل.
هل نستطيع فعلا بناء بدائل ونحن نتحرك فوق ارض لا نمتلكها؟؟ هل بقي فينا ايمان بقدرة التنظيم والعمل الجماعي؟؟ ام اننا نعيش لحظة استسلام ناعم مغلف بلغة نقدية صارمة؟؟؟
148 - رد الى: ليث أنور القيسي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 18 - 12:40
)
العزيز ليث أنور القيسي
شكرا جزيلا على مداخلتك الدقيقة والثرية، وأتفق معك تماما في أهمية تسليط الضوء على ما يمكن تسميته بـ-الاحباط الرقمي-، وهو مفهوم ينسجم تماما مع ما طرحه الكتاب في أكثر من موضع. فعلا، هناك شعور جماعي يتسلل بهدوء إلى الوعي اليساري وإلى وعي الفئات المقهورة عموما، شعور بالعجز واللاجدوى في مواجهة منظومة رأسمالية رقمية بالغة التعقيد، تُدار من فوق، خارج أي رقابة ديمقراطية وضوابط مجتمعية، وتُعيد إنتاج التبعية والهيمنة بأساليب ناعمة ومؤتمتة، وبسرعة تتجاوز قدرة الأفراد والتنظيمات على الاستيعاب والمواجهة.
الكتاب أشار إلى هذا الوضع من خلال تفكيكه لفكرة -الاستلاب الرقمي-، التي يُعاد فيها إنتاج الاغتراب الكلاسيكي ولكن عبر أدوات جديدة: لم نعد فقط نغترب عن العمل أو الإنتاج، بل عن الوعي نفسه، عن الذاكرة، عن الحضور في الفضاء العام، وعن القدرة على التأثير. كل هذا يولّد ما يشبه الإحباط الجمعي، الذي إن لم يُفكك نظريا ويُنظم سياسيا، قد يتحول إلى انسحاب أو إلى قبول صامت بالهيمنة الرقمية للرأسمالية، والخضوع لاستخدامها وفق شروطها.
ولذلك ركز الكتاب على أن مقاومة هذا الواقع لا تبدأ من وهم امتلاك أدوات السيطرة التقنية الفورية، بل من ضرورة بناء وعي يساري نقدي يضع هذه المنظومة في سياقها الطبقي والسياسي، ويؤسس لمشاريع بديلة رقميا وتنظيميا، حتى وإن كانت محدودة في البداية. الهدف هو كسر الإحساس بالعجز وبأن كل شيء محكوم مسبقا، لأن هذا الشعور بالإحباط هو أحد أعمدة الهيمنة الجديدة.
ملاحظتك حول تآكل الخطاب اليساري من الداخل إن لم يواجه هذا الواقع بجدية، في محلها تماما، ولهذا يجب أن تكون استعادة الأمل العملي والنظري في قلب أي مشروع يساري تطويري، وهذا ما يحاول اليسار الإلكتروني القيام به.
كل التقدير على هذه الإضافة المهمة.
149 - الرأسمالية هي الكفاءة والقدرة
وليد الطويل
(
2025 / 4 / 11 - 19:14
)
الفارق الحقيقي بين الرأسمالية والتيارات اليسارية لا يكمن في الشعارات، بل في الكفاءة والقدرة على الفعل.
الرأسمالية لا تنتظر النقاشات النظرية، بل تتحرك باستمرار، تستثمر في التكنولوجيا، تعيد هيكلة نفسها وفق المتغيرات، وتُخضع السوق لذكائها التنظيمي والابتكاري.
في المقابل، ما زال اليسار يعيد إنتاج خطاب أخلاقي مكرر، دون امتلاك أدوات اقتصادية عملية، أو نماذج واقعية بديلة. بينما تبني امازون شبكات لوجستية مدعومة بالخوارزميات، وتسيطر غوغل على بنية المعرفة العالمية، ينشغل كثير من اليساريين بجدل نظري حول مفاهيم فقدت فعاليتها منذ عقود.
يتحدث اليسار عن العدالة، لكنه لا يملك خطة واضحة لكيفية إدارتها يتحدث عن الاشتراكية، دون تقديم نموذج اقتصادي ناجح قابل للتطبيق في عالم تنافسي
يتحدث عن التوزيع، لكنه يتجاهل الانتاج
في النهاية، لا يكفي ان تكون نيتك نبيلة، اذا كنت تفتقر الى فهم منطق السوق وتحديات العصر
من لا يمتلك المبادرة سيبقى على هامش التاريخ، مهما ارتفعت شعاراته ومنها افكار هذا الكتاب المطروح للنقاش.
150 - رد الى: وليد الطويل
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 19 - 05:24
)
العزيز وليد الطويل
شكرا على مداخلتك التي تمثل وجهة نظر تستحق الوقوف عندها، حتى مع الاختلاف الجوهري معها. ما تطرحه هو خطاب شائع يعيد تأكيد انتصار الرأسمالية من خلال ربطها بالكفاءة والفعالية والقدرة على الإنجاز، وهي صورة رسختها بنجاح الأدبيات النيوليبرالية، لكن الكتاب يحاول أن يفككها من منظور يساري تقدمي.
الرأسمالية التي تُبنى فيها الشركات الاحتكارية ليست نموذجا للابتكار فقط، بل أيضا للهيمنة، لتراكم الثروة على حساب شغيلات وشغيلة اليد والفكر، لاحتكار المعرفة، لمصادرة الفضاء العام الرقمي، ولتحويل الإنسان إلى بيانات تُستثمر وتُسوق. هذه ليست كفاءة محايدة، بل كفاءة مسخرة ضمن منطق السوق والربح، تعيد إنتاج الاستغلال بأدوات أكثر نعومة وشمولية.
أما اليسار، فمشكلته لا تكمن في التكرار أو النوايا، بل في التحديات المركبة التي واجهها منذ تفكك التجربة الاشتراكية، وفي ضرورة إعادة بناء أدواته الفكرية والتنظيمية، بما في ذلك تقديم بدائل ملموسة وواقعية ممكنة التطبيق، وهو ما يحاول هذا الكتاب وافكار اليسار الالكتروني المساهمة فيه، دون ادعاء امتلاك وصفة جاهزة.
الكتاب لا يقدم خطابا أخلاقيا مجردا، بل يدعو لتجديد المشروع الاشتراكي في المجال الرقمي، لإنتاج أدوات يسارية رقمية بديلة، وللخروج من منطق التفاعل السلبي مع السوق إلى منطق إنتاج تحرري معرفي وتقني.
من لا يطرح بديلا جذريا اليوم، ليس فقط يظل على هامش التاريخ، بل يُترك فريسة لمنظومة الرأسمالية التي لا تتوقف عند حدود الاقتصاد، بل تتحكم في الوعي والسلوك والخيال.
شكرا على إسهامك في النقاش، فالخلاف الجذري لا يمنع الحوار الجاد.
مع كل الاحترام
151 - وسائل جديدة للنضال
Majeed Sh
(
2025 / 4 / 12 - 06:22
)
هناك مقولة للبنين ( البرجوازية دائما تخلق وسائل جديدة للاضطهاد في نفس الوقت تخلق وسائل جديدة للنضال دون أن تعلم)
152 - رد الى: Majeed Sh
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 19 - 05:31
)
العزيز مجيد ش
شكرا على المداخلة، والمقولة التي اشرت اليها تلخص بدقة ما يحاول الكتاب التأكيد عليه، وهو ان الذكاء الاصطناعي، رغم كونه اداة تستخدمها الرأسمالية اليوم لاعادة انتاج السيطرة والهيمنة، الا انه يحمل في داخله امكانيات كامنة لبناء ادوات نضال جديدة. الرأسمالية لا تسيطر فقط عبر القمع، بل ايضا عبر الابداع التقني، لكنها في كل مرة تفتح بذلك ثغرات يمكن لليسار ان يستثمرها، سواء عبر بناء بدائل رقمية، او عبر استخدام الادوات التقنية ذاتها في تنظيم الوعي، وتوسيع الفضاء العام والنضال اليساري والتقدمي، ومواجهة الاحتكار المعرفي والمعلوماتي. في الكتاب هناك فصل كامل حول هذا الجانب.
الذكاء الاصطناعي يمكن ان يكون اداة للهيمنة، نعم، لكنه ايضا يمكن ان يتحول الى وسيلة للتحرر والابداع والتطور البشري، بشرط ان يُنتزع من منطق السوق ويُعاد توجيهه ضمن مشروع تحرري جماعي.
مداخلتك تلامس جوهر اطروحة الكتاب حول الصراع على كيفية استخدام التكنولوجيا ولمصلحة من، لا ضد التكنولوجيا كمجال مطلق.
كل التقدير.
153 - التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر
حميد كشكولي
(
2025 / 4 / 13 - 06:50
)
تحياتي للجميع
أود أن أساهم في هذا الحوار الرائع :
التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر
يمثل التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر عاملًا أساسيًا لتعويض هذه السمات المفقودة. من خلال الجمع بين قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وحل المشكلات مع الذكاء العاطفي والحدس لدى البشر، يمكننا إنشاء شراكة قوية قادرة على معالجة التحديات المعقدة واتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، لا يزال بإمكان خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات محاكاة سلوكيات بشرية معينة بدرجة عالية من الدقة، مثل برامج الدردشة والمساعدين الافتراضيين.
مع استمرار تطور التكنولوجيا، سيكون من الرائع أن نشهد المزيد من التطوير للذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع. ومن الضروري التأكد من أن الاعتبارات الأخلاقية توجه تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي لضمان أنه يعود بالنفع على البشرية.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتطوير لسد الفجوة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري. ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القابلة للتفسير أن تساعد في سد الفجوة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، مما يسمح بفهم أفضل وثقة أكبر في هذه التقنيات. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى إجراء أبحاث مستمرة لتحسين الاعتبارات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مثل حماية الخصوصية وأمان البيانات ومنع سوء الاستخدام. يلزم تعاون مشترك بين الباحثين وصناع السياسات وقادة الصناعة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة مسؤولة ومفيدة.
وقد كتبت مقالا في هذا المجال، أدناه رابطه:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=819551
154 - رد الى: حميد كشكولي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 19 - 05:39
)
الرفيق والصديق العزيز حميد كشكولي
شكرا جزيلا على مداخلتك القيمة ومقالك التحليلي العميق الذي يشكل اضافة نوعية مهمة للنقاش حول الذكاء الاصطناعي من زاوية انسانية واخلاقية، ومن الضروري جدا ان يشارك اليساريين واليساريات في توسيع وتعميق النقاش حول هذا الموضوع الحيوي. افكارك حول حدود الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بغيابه لثلاث خصائص مركزية هي الوعي، الحكمة، والتعاطف، تتقاطع بشكل وثيق مع الطروحات التي سعى الكتاب الى بلورتها، وان كانت من موقع نقد يساري يربط هذه الحدود ايضا بالبنية الطبقية والسياسية التي يُنتج ضمنها الذكاء الاصطناعي اليوم.
اشارتك الى ان الذكاء الاصطناعي اداة قوية لكنه لا يمكن ان يكون بديلا عن الانسان، هي نقطة محورية، لان الرأسمالية الرقمية تحاول تقديم الذكاء الاصطناعي كبديل شامل، يتجاوز الانسان، لا فقط تقنيا بل وجوديا، وهو ما يتطلب تفكيكه نظريا وكشف خطورته عمليا.
كما ان تناولك لتأثير غياب هذه الصفات على مجالات مثل الصحة، المناخ، العدالة، والسياسات العامة، يشكل توسيعا ضروريا لمفهوم العدالة الرقمية، ويعزز الفكرة التي اكد عليها الكتاب بأن التكنولوجيا، مهما بلغت من تطور، تبقى مشروطة بمحددات اخلاقية وسياسية واجتماعية يجب ان تكون حاضرة في كل مرحلة من مراحل تصميمها وتطبيقها.
كذلك، دعوتك الى التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي كبديل عن الاقصاء او الاستبدال، تنسجم مع ما طرحه الكتاب حول ضرورة تطوير ادوات يسارية رقمية، تستخدم هذه التكنولوجيا بشكل نقدي وتحرري، وتعيد توجيهها لصالح شغيلات وشغيلة اليد والفكر، لا لصالح المنظومة الرأسمالية التي تسعى لاحتكارها وتحويل البشر والمجتمع الى نوع من العبودية الجديدة بشكلها الرقمي.
مقالك يعمق الحوار حول الذكاء الاصطناعي من موقع انساني واخلاقي علمي ضروري، ويشكل رافدا فكريا مهما لأي مشروع يساري يسعى لفهم هذه التحولات الكبيرة والمتسارعة.
كل التقدير لجهدك الفكري والعلمي الرصين، ولإسهامك الواضح في تطوير النقاش اليساري والتقدمي حول التكنولوجيا والانسان.
احترامي وتقديري
155 - الذكاء الاصطناعي والرياضة
لوله حميد
(
2025 / 4 / 13 - 09:46
)
الف مبروك صديقي العزيز، شكرا على الكتاب، قرأته باهتمام واستفدت من طرحه، وكماركسي ولاعب سابق في الدوري العراقي وناشط في المجال الرياضي، افتقدت فيه نقاشا حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والرياضة.
من الواضح ان هناك تداخلا متزايدا بين هذه التكنولوجيا والرأسمالية وبين عالم الرياضة، اين يقف اليسار من هذه التحولات؟ اعتقد ان الموضوع يستحق التعمق مستقبلا، خاصة مع تسارع استثمار الشركات الكبرى في المجال الرياضي بوصفه سوقا مربحة جدا، وامل ان يكون هذا المحور الهم جزءا من النقاشات القادمة.
156 - رد الى: لوله حميد
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 19 - 19:30
)
الصديق والرفيق العزيز لوله حميد
شكرا جزيلا على قراءتك الرفاقية وتقديرك الصادق ودعمك الكبير لمشروع الكتاب والملاحظات القيمة التي طرحتها حول المسودة قبل النشر، ويسعدني جدا هذا التفاعل القدير الآتي من رفيق وصديق وزميل تجمعنا سنوات طويلة من النضال والعمل المشترك في مؤسسة الحوار المتمدن وصفوف اليسار. ملاحظتك حول غياب العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والرياضة في مضمون الكتاب في محلها تماما وللاسف لم اتطرق اليها في الكتاب واتفق معك انها نقص كبير، وهي تفتح أمامنا مساحة جديدة وضرورية للتفكير اليساري في أحد أكثر المجالات اختراقا من قبل الرأسمالية.
كما جاء في فصول الكتاب، فإن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية بل تحول إلى بنية تحتية مركزية تعيد تشكيل الحياة الاجتماعية، الجسد، والوعي والادراك، ضمن منطق السوق والربح. وهذا ما يتجلى بوضوح في عالم الرياضة، حيث لم يعد الجسد الرياضي يرى ككيان إنساني بل كبيانات رقمية قابلة للتقييم والتسويق، تُدار وتُراقب وتُوجه عبر خوارزميات تعمل لصالح الشركات والمؤسسات المالية التي تسيطر على الأندية والدول الكبرى والدول الغنية مثل ممالك الخليج.
كما اشرت اننت واتفق معك بالكامل فالذكاء الاصطناعي هنا لا يعمل على تطوير الرياضة كحق جماعي، بل يسهم في تعميق الفجوة الطبقية وترسيخ تحويلها الى سلعة مربحة للشركات والدول الكبرى واعلم خبرتك ومتابعتك الدقيقة في هذا المجال كناشط رياضي يساري ويهنم كثيرا بدمج مفاهيم اليسار في الرياضة، واتفق ايضا مع ملاحظاتك المهمة في ضرورة ان يتعرض اليسار بشكل اكبر للرياضة ويطرح وجهات نظر بديلة بدلا من الرؤية الراسمالية المسيطرة.
هذا النمط من الرقمنة الرأسمالية، كما ورد في الكتاب، يعيد إنتاج علاقات الهيمنة بشكل ناعم وخفي، ويؤكد الحاجة إلى تطوير أدوات يسارية نقدية بديلة، تدمج بين فهم التكنولوجيات الجديدة والسياق الطبقي الذي تُنتج فيه، وتدافع عن عدالة رقمية تشمل حتى الفضاءات التي يروج لها ويُظن خطأ أنها محايدة، مثل الرياضة.
أشكرك مرة أخرى على هذه المداخلة العميقة، وسأضع هذا المحور في مقدمة المواضيع التي تستحق التوسعة والمعالجة في المشاريع القادمة، بما ينسجم مع رؤيتنا اليسارية حول الذكاء الاصطناعي كأداة صراع اجتماعي، لا كحقل منفصل عن واقعنا الطبقي والسياسي.
كل التقدير والاحترام
157 - ينبغي ان نحذو حذو الصين ونتعلم منها!
طلال الربيعي
(
2025 / 4 / 15 - 23:12
)
الرفيق العزيز رزكار عقراوي!
كل الشكر وتهنأتي القلبية على صدور كتابك- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟-
ولا شك ان هذا الكتاب سيقدم خدمة كبيرة للتوعية بالذكاء الاصطناعي واستخدامه من قبل قوى اليسار لتطوير عملها والارتقاء به ببن الجماهير وجعله اكثر فاعلية وقوة.
واني قرأت هذا الخبر اليوم انقله كماهو
-من سبتمبر 2025،
ستجعل الصين تعليم الذكاء الاصطناعي
(AI)
إلزاميًا في جميع المدارس الابتدائية والثانوية،مما يعكس رؤية الصين لتصبح الرائدة في مجال الـ
AI،
حيث سيبدأ الطلاب من سن 6 بتعلم أساسيات برمجة وتفكير خوارزمي، بينما سيتقدم الكبار إلى تطبيقات التعلم الآلي والروبوتات. المناهج ستكون تفاعلية وممتعة للصغار، مع مشاريع مثل تصميم ألعاب ذكية، وستصبح أكثر تعقيدًا للمراهقين مع التركيز على الابتكار. تستثمر بقوة مئات الجامعات فتحت تخصصات
AI،
وأكثر من 4500 شركة تعمل في هذا المجال بقيمة
83
مليار دولار! -
https://www.threads.net/@hanyhantirah/post/DIVq8guAhdS/%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1-2025-%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%B9%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-ai-%D8%A5%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8B%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84
وحبذا لو تحذو دول منطقتنا حذو الصين والاستفادة من خبراتها وتخصيص الاموال لتعليم الذكاء الاصطناعي للطلاب في مختلف
مراحل المراحل الدراسية لاهميتة الكبرى
في تعجيل ودعم التطور العلمي والتقني.
وتقديم الخدمات الصحية وغيرها.
كما ينبغي على قوى اليسار الضغط على الحكومات في دولها لتخصيص الاموال والخبرات اللازمة لتدريس واستخدام الذكاء
الاصطناعي.
وكذلك يتحتم على قوى اليسار اجراء دورات تدريبية وورش عمل لتعزيز استخدامه لصالح اليسار وتعزيز نفوذه جماهيريا في المنطقة والعالم.
مع وافر تحياتي وفائق احترامي
158 - رد الى: طلال الربيعي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 22 - 20:29
)
الرفيق والزميل العزيز طلال الربيعي
شكرا جزيلا على مداخلتك الرفاقية العميقة، وكلماتك الداعمة التي أعتز بها كثيرا، خصوصا أنها تأتي من كاتب وباحث يساري مرموق أغنى الفكر اليساري والتقدمي بمساهمات علمية نوعية على امتداد السنوات.
أحييك على التقاطك الدقيق لجوهر المشروع الذي حاول الكتاب طرحه، وهو ضرورة أن لا يكون الذكاء الاصطناعي حكرا على القوى الرأسمالية أو النظم الاستبدادية، بل أن يتحول إلى ساحة نضال جديدة لقوى اليسار، وأداة من أدواتها في التنظيم والمعرفة والتأثير الجماهيري.
ما يهمنا هنا، كما أشار الكتاب، ليس فقط متابعة هذه التجارب، بل الاستفادة النقدية منها، والعمل على تطوير بدائل يسارية تقدمية في فضاء الذكاء الاصطناعي، لا تكتفي بالاستهلاك أو التبعية كما يجري الآن، بل تشارك في الإنتاج والمعرفة الرقمية، وتسهم في تطوير عمل اليسار فكريا وتنظيميا وجماهيريا.
في هذا السياق، يطرح الكتاب بشكل مباشر كيف يمكن لقوى اليسار أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي عبر استخدام أدواته في التنظيم الداخلي، وتحليل المزاج العام، والتواصل مع الجماهير، وصياغة خطابات أكثر دقة وتأثيرا مستندة إلى تحليل البيانات، وكذلك من خلال تطوير بدائل رقمية يسارية مفتوحة المصدر تتيح بناء فضاء معرفي وتواصلي خارج احتكار الشركات الكبرى، مثل شبكات اجتماعية، منصات تعليمية، وأدوات إنتاج معرفي مشترك، إلى جانب إدماج الذكاء الاصطناعي في برامج التدريب الحزبي والسياسي لخلق كوادر يسارية قادرة على إنتاج وقراءة الخوارزميات من موقع نقدي، لا فقط استهلاكي، وأخيرا عبر النضال من أجل عدالة رقمية، من خلال المطالبة بإعادة توزيع المعرفة، وضمان الشفافية، ومواجهة التمييز الخوارزمي، وفرض الرقابة المجتمعية على أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الصحة والتعليم والعدالة.
وأكرر هنا أن العمل مع جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية يجب أن يكون تحت رقابة ومتابعة وتدقيق بشري صارم، فهي غير محايدة، وبنسب متفاوتة.
المثال الذي تفضلت بطرحه حول مبادرة الصين لإدماج تعليم الذكاء الاصطناعي في المراحل الدراسية يشكل خطوة مهمة تكشف كيف تتحرك الدول الكبرى استراتيجيا لتأمين موقعها في مستقبل هذه التكنولوجيا، بغض النظر عن طبيعة أنظمتها السياسية أو الاتفاق أو الاختلاف معها.
أتفق تماما مع دعوتك إلى أن تقوم قوى اليسار في منطقتنا بالضغط على الحكومات من أجل تبني سياسات تعليمية تدمج الذكاء الاصطناعي ضمن رؤية علمية ديمقراطية، وكذلك تبني مبادرات مستقلة من خلال ورشات ودورات عمل تسعى إلى تطوير الوعي الجماهيري بالذكاء الاصطناعي وامكانيات الاستفادة منه.
الكتاب يوضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل أداة طبقية تُستخدم إما لتعميق السيطرة أو لبناء تحرر جماعي، والفرق يكمن في من يملكها ولمصلحة من تُستخدم. من هنا، يدعو الكتاب إلى تجاوز منطق الدفاع أو الرفض المطلق، والانتقال إلى المبادرة والفعل، من خلال بناء -اليسار الإلكتروني- كاتجاه تنظيمي ومعرفي جديد لليسار، يركز على ربط التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي بالعدالة الطبقية والاجتماعية، والتغيير الاشتراكي.
مرة أخرى، أشكرك على دعمك الرفاقي والمخلص، ومداخلتك التي تغني النقاش بشكل كبير.
كل التقدير والاحترام.
159 - خفو عيّ شوية
نيسان سمو الهوزي
(
2025 / 4 / 19 - 11:09
)
السيد رزكار المحترم .
اولاً اهنئك على إصدار كتابك القيم هذا !
ثانيا : خففو القيود على سخرياتي قليلاً ! هههههه هذه مزحة سخرية !
ثالثاً : لي سؤال بسيط حتى وإن ابتعد قليلاً عن موضوع كتابك .
سيد الكريم أنت تعلم بأن العالم الرأسمالي تنتقل حركته التكنولوجية عكسياً مع الأيدي العاملة . أي كلما تتطورت التكنلوجيا قللت الأيدي العاملة . في النهاية القريبة ستكون البطالة هي سيدة الموقف في تلك الدول ، فكيف سيتم معالجة هذه البلوة والمعضلة ! كيف سيعيش الإنسان في موازات هذا التطور ! هل للرأسمالية خُطط لذلك أم إن الإنسان سيصبح عالة على تلك الدول !
ألا تعتقد بأن الجريمة ستتضاعف ( مثلاً ) لمحاربة الفقر او البطالة ؟ أم إن الرأسمالي ذكي للتخلص من تلك المعضلة وكيف !
تحية وتقدير ومبروك مرة أخرى !
160 - رد الى: نيسان سمو الهوزي
رزكار عقراوي
(
2025 / 4 / 22 - 20:43
)
الزميل العزيز نيسان سمو الهوزي
شكرا جزيلا على تهنئتك وكلماتك الطيبة، وسعيد جدا بهذه الروح الساخرة التي لا تنفصل عن النقد العميق، ومرحب دوما بأي -سخرية- تفتح النقاش وتفعله، فالفكرة هي الأساس، وأكيد هناك أساليب مختلفة لإيصالها.
سؤالك في جوهره ليس بعيدا عن موضوع الكتاب، بل هو في صلب ما حاولت طرحه، وهو أن الذكاء الاصطناعي، بوصفه أداة رأسمالية، يعاد توظيفه اليوم لتعميق التناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، أي بين التكنولوجيا المتقدمة وبين بنية سوق العمل التي تستند إلى الربح لا إلى حاجات المجتمعات والشعوب.
الرأسمالية لا تطور التكنولوجيا من أجل الإنسان، بل من أجل الربح وتعزيز الهيمنة، ولهذا فإن كل طفرة تكنولوجية ترافقها غالبا موجات من تقليص الأيدي العاملة وتسريح الكادحين والكادحات من مواقع الإنتاج وبنسب مختلفة حسب الوضع الاقتصادي، أو دفعهم للبحث عن فرص عمل بديلة ضمن شروط هشة ومؤقتة.
صحيح أن الجريمة والعنف الاجتماعي قد يتصاعدان، لكن ما تخشاه الرأسمالية أكثر من ذلك هو الوعي الجماهيري والاعتراض السياسي المنظم ضد نظام استغلالي يضع الأرباح فوق البشر. ولهذا، كما أشرت في الكتاب، تعمل الرأسمالية على إدارة البطالة وتدويرها لا حلها، من خلال آليات رقابية، إعلامية، وخوارزمية، تهدف إلى احتواء الأزمة لا معالجتها جذريا.
اليسار في هذا السياق مدعو إلى تقديم بدائل واقعية فعلية وممكنة التحقيق، تربط بين التطور التقني والمعرفي والتحرر الاجتماعي، وتؤكد أن التكنولوجيا ليست لعنة إذا وضعت في خدمة العدالة والمساواة والتغيير الاشتراكي، ولا يمكن القبول بأن تبقى في يد الطغم الرأسمالية تتحكم بها وتعيد إنتاج السيطرة من خلالها.
كل الاحترام والتقدير
161 - العزيز رزكار عقراوي
خلف علي الخلف
(
2025 / 4 / 20 - 21:04
)
تحية طيبة وبعد،
أود أن أعبّر عن تقديري العميق لجهودك الفكرية في كتابك الأخير -الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟-، الذي يُعد إضافة قيمة للمكتبة العربية.
كما أود أن استغل هذه المناسبة لأشيد بموقع الحوار المتمدن، الذي كتبت مرة خارجه، أنه المنصة العربية الوحيدة التي يمكن أن نطلق عليها منصة حرة للنشر، حيث تُتاح الفرصة لطرح ومناقشة القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية بحرية دون رقابة، وهذا أقوله من خلال معايشتي ونشري في الموقع منذ بداياته.
سؤالي لك هو:
في ظل تسارع التطور التكنولوجي، كيف يمكن لشباب اليسار العربي أن يطور بشكل عملي أدواته الفكرية والتنظيمية لمواكبة هذا التقدم، وضمان أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان والمجتمع، وليس أداة جديدة للهيمنة الرأسمالية؟ هل يمكن للأحزاب اليسارية أو بقاياها أن تكون فاعلة في نقلة نوعية في تاريخ البشرية مثل الذكاء الصناعي، وحالها أنت أخبر به، وما هي الأطر العملية الممكنة لهكذا مشاركة؟
162 - النشر المجاني
نضال حسن
(
2025 / 4 / 20 - 21:09
)
لماذا قررت ان تنشر الكتاب مجانا، رغم الجهد الكبير الذي بذلته في تأليفه، الا تعتقد ان من حقك ككاتب ان تحصل على مقابل مادي، وما الفكرة التي تريد ايصالها من هذا الخيار؟
163 - الذكاء الاصطناعي نتيجة منطقية لتطور العلم
Hassan Bashir M Nour
(
2025 / 4 / 25 - 11:46
)
الذكاء الاصطناعي نتيجة منطقية لتطور العلم
والمجتمعات البشرية ولكي يتم استخدامه برشد من اجل الاستخدام الامثل للموارد ولرفاهية الشعوب بحتاج ذلك للعمل المؤسسي عبر السياسات العامة وحكم القانون والقواعد التنظيمية الموجهة للمجتمعات في الحياة والعمل والانتاج والتوزيع الخ...يتطلب ذلك التاثير علي تلك السياسات وتوجيهها نحو العدالة الاجتماعية وهذا يعتمد بدوره علي نظام الحكم وتوجهه القيمي بذلك علي الأحزاب الاشتراكية وقوى اليسار وضع ذلك ضمن برامجها ومناهجها في جميع المجالات وادماجه في توجهها الفكري الذي يجب ان يتوافق مع التقدم العلمي والتكنولوحي
الان العالم دخل مرحلة ثورية جديدة هي ثورة الذكاء الاصطناعي بعد ثورة التقدم التكنولوجي والمعلوماتية والانترنت في نهاية الفرن الماضي
فعذا هو منطق الاشياء وإذا نجحت الرأسمالية في استخدام الذكاء الاصطناعي لمصالها فلن ت يقع اللوم عليها في ذلك
.. إيران: قتلى ومئات الجرحى إثر انفجار -هائل- هز ميناء الشهيد ر

.. كاردينال عربي وحيد سيشارك في انتخاب البابا الجديد.. ماذا يقو

.. اسمه متداول كخلف للبابا: مقابلة حصرية مع الكاردينال العراقي

.. أسماء مرشحة لخلافة البابا فرنسيس.. هل سيكون البابا الجديد من

.. أول تعليق من إسرائيل على انفجار ميناء بندر عباس جنوبي إيران
