الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يسكت الاحرار في استراليا على التصريحات المهينة للهلالي...؟!

مظفر عبدالله

2007 / 1 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مرة اخرى ادلى مفتي الاسلام، الشيخ تاج الدين الهلالي بتصريحات فاشية ضد الجماهير في استراليا في مقابلة تلفزيونية اجرتها معه الاسبوع الماضي احدي القنوات التلفزيونية المصرية.
هذه ليست المرة الاولى التي يطلق فيها الشيخ هكذا تصريحات رجعية. فقبل شهرين عبر في خطبه في مسجد لاكمبا في سدني عن ارأء معادية للمراة و في منتهى الرجعية ادت الى زوبعة في استراليا حيث تم رده الى حد ما على كل المستويات الرسمية والاجتماعية وحتى من قبل رموز اسلامية اخرى في مدن كثيرة في استراليا . ولكن بسبب مساومة مسؤولي الحكومة الاسترالية وخاصة الذين يتسترون على مصدر الافكار التي تقف وراء هذه التصريحات وافعال كثيرة يطلقها ويقوم بها هذا الشيخ وامثاله في استراليا ودول اخرى وبسبب عدم مواجهتها بحسم، يتمادى الهلالي في ابداء هذا النوع من الاراء الرجعية.
في الحقيقة ان ما يصرح به المفتي وامثاله في البلدان الغربية بين حين واخرى ليس لانهم لا يعرفون او لا يفهمون التعاليم الاسلامية ولا يعرف القوانين الاسترالية السارية ونمط حياة جماهير استراليا كبلد غربي كما يقال بل بالعكس ان المفتي واعوانه في استراليا و البلدان الغربية يعرفون ويفهمون جيدا التعاليم الاسلامية والقوانين الاسترالية ونمط حياة الجماهير في استراليا واكثر من اي شخص اخر. ولكن من خلال هذه التصريحات يحاول لمس نبض الجماهير ورد فعلهم لكي يفرض يوما بعد يوم هذا التعاليم على الاقل على الجالية التي يسمونها بالمسلمة وخاصة هؤلاء الذين لايتعدى اسلامهم غطاء راس او اسم فرض عليهم من قبل الاسلام السياسي.
ومن ناحية اخرى اذا كان الشيخ ينطق بهذا الاسلوب المهين في استراليا حيث يعبر عن الفاشية الاسلامية على شكل تصريحات، فان الحكومات التي هرب منها الشيخ يمارسون يوميا حكومهم على ضوء هذه التصريحات والتي تعبر عن محتوي التعاليم والشريعة الاسلامية.
ان خرق ابسط حقوق الانسان الى قتل الانسان يوميا بصورة بشعة هي ممارسات عادية في ظل الانظمة والتعاليم التي يؤمن بها الهلالي.انظروا الى كل الانظمة الاسلامية وشبه الاسلامية وعلى راسهم النظام الاسلامي في ايران والسعودية ماذا يجري من خرق للحريات المدنية والسياسية ومن اعتقال وقتل واعدام و بشكل يومي.
خلال ربع قرن تم اعدام اكثر من 150.000 انسان شريف وبريء بدون اية محاكمة علنية وعادلة على يد الملالي في ايران.
ان المراة في ايران ترجم حتى الموت بسبب علاقة عاطفية حرة بدون زواج اسلامي علما بان الزواج الرسمي في ايران اي –الصيغة- يعتبر اكبر اهانة للمراة وللانسانية عامة.
من لا يعرف وضع المراة في السعودية التي يعتبر قبلة الاسلاميين، حيث لاتزال المراة تعيش هناك محرومة من ابسط الحقوق ولا تعتبر انسانا في ظل هذه التعاليم، بحيث اعتبر حصول المراة قبل سنة على البطاقة الشخصية التي لاتحتوي على صورة معجزة للنساء السعوديات. وقبل اشهر عندما حصت المراة في الكويت على حق التصويت والترشيح ايضا عمت الفرحة الملايين من النساء في الكويت وفي العالم واعتبر انجاز كبيرا.
عندما يقول الشيخ اليوم في مقابلته تلفزيونية بان المسلمين لديهم حقوق اكثر في استراليا من الاستراليين الانكلو سكسؤنيين الذين ينحدرون حسب زعمه من مجرمين محكومين فيعتبر هذا اهانة لكل انسان وخاصة لانسانية السجناء ونوع من حكم بربري وعنصري جماعي ضد مجتمع بكامله. ان هذه التصريحات هي من اجل تحسين الارضية في استراليا لكي يفرض الشيخ نفس القوانين والدساتير والسنن التي تمارس في السعودية وايران في ظل الانظمة الرجعية هناك .وكل هذا يسمح به ويكتسب ارضية في ظل سياسة التعددية الثقافية والتي هي وسيلة لنشوء وارتقاء كل انواع الرجعية. في الحقيقة ان سياسة التعددية والنسبية الثقافية ليست الا واجهة براقة لطمس الثقافة الانسانية وفرض الثقافات الدينية والعنصرية والقبلية . ان الانسان هو انسان بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه ومكان ولادته والبيئة التي تربي فيها ويجب ان تضمن له كل الحريات والحقوق الفردية والمدنية .ان حقوق الانسان يجب ان لا تقاس على اسس التعددية والنسبية الثقافية .ان ضرب النساء والاطفال وتعدد الزوجات والزواج القسري وزواج القاصرين وزواج المتعة وفرض الحجاب على الاطفال هي امور روتينية ويومية بين الجالية الاسلامية والتي تمارس في ظل التعاليم والشريعة التي يفتخر بها ويروجها المفتي والتي تتبناها التعددية الثقافية .
يجب على كل الاحرار في استراليا ان لايدعوا هذه التصريحات الرجعية اللانسانية ان تمر بدون رد....
واذا مرت هذه التصريحات بدون رد كما في السابق وبدون محاسبة قانونية حسب القوانين المدنية في استراليا سوف يكرر الشيخ ما قاله رئيس ما يسمى بالبرلمان العراقي، المشهداني ، عندما جاوب احد اعضاء البرلمان العراقي بان اي قانون لا يتماشى مع الشريعة الاسلامية سوف يدوسه بحذائه.
لذلك يجب على كافة الاحرار في هذا البلد ان يرفعوا اصواتهم ضد هذه التصريحات ومصدرها وفي نفس الوقت ينتقد ويعارض الردود اللاأبالية التي تردد هنا وهناك من قبل مسؤولي الحكومة الاسترالية تجاه تصريحات الهلالي.
واخيرا يجب ان نقول بان هذه التصريحات تخدم النزعة العنصرية في استراليا وسوف تثير المزيد من احداث شغب عنصرية كالتي شاهدنا قبل عام في سدني والتي برزت فيها النزعة القومية الفاشية الشرقية والنزعة العنصرية الغربية.

13-1-2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة