الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا هنأتّ بهذا المقعد المسخ، يا حميد مجيد!

الكادر الحزبي

2003 / 7 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

 

 

 

أعلِنت أسماء مجلس إستشارة الحاكم العسكري للعراق المحتل، وورد ضمنها إسم حميد مجيد موسى سكرتير حزبنا الشيوعي العراقي، محسوبا على مقاعد الطائفة الشيعية. وبحسب ما وردنا، وبحسب ما نشره موقع (الطريق) أيضا، فقبل ثلاثة أيام فقط من إلتمام هذا المجلس، أي يوم 10 تموز تحديدا، زار المجرمان بول بريمر ونائبة سيوزر، مقر الحزب وإلتقيا بحميد مجيد، وبحسب ما فهمناه أنهما عرضا عليه في الإجتماع الشكل النهائي لشروط تعيينه ضمن المجلس، فوافق عليها كاملة ودون تحفظ.

ومن بين الشروط:

-           أن لا يمثل الحزب الشيوعي العراقي، وإنما الطائفة الشيعية، كأحد علمانييها.

-           أن يقوم بإعادة صياغة برامج الحزب ونظامه الداخلي، لترفع منه كليا أية كلمات أو جمل تشير إلى (إستعمار) أو (إمبريالية) أو (إستقلال وطني) أو (الدفاع عن الوطن) وكل ما يمت إلى هذه المصطلحات من مفاهيم. فإن لم يستطع تغييير النظام الداخلي، فيجمده حتى المؤتمر القادم، مع وجوب خلو صحافة الحزب الداخلية والخارجية من تلك المصطلحات على أن يشار إلى بريمر بإسم (السيد بيرمر) وإلى سلطات الإحتلال بإمس ( حكومة التحالف)

-           أن يتعاون الحزب الشيوعي العراقي مع الجيش الأمريكي ضد (المخربين) الإسلاميين أو أنصار النظام السابق، أو القوميين وغيرهم، ممن يرفع الآن السلاح بوجه الجيش الأمريكي. وأن يقوم بالإخبار الفوري عن المشكوك بهم، كما يتوجب عليه المشاركة الفعالة في حفظ الأمن علنا أو سريا.

-           أن لا يحمل عناصر الحزب أية قطعة سلاح غير مرخص بها من قبل الحكومة، وأن يتعاون الحزب مع الجيش الأمريكي بالإخبار عن أي بيت يحتوي السلاح.

-           أن يجري التركيز على المناسبات من قبيل 9 نيسان، رأس السنة، عيد الميلاد، إستقلال أمريكا، تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، عيد النيروز.

-           أن يعمل جاهدا للتخفيف من غلواء الشارع الإسلامي الشيعي -  جماعة الصدر والخالصي، بينما بالمقابل يعمل جاهد لتقوية تيار باقر الحكيم وبحر العلوم

وهذه الشروط لم تكن بالجديدة، كما لم يتطرق إليها الطرفان (حميد مجيد والجانب الأمريكي) لأول مرة. وأغلبها نوقش سابقا وإتفق عليه، سوى شرط إحتساب حميد مجيد على الطائفة الشيعية بحكم إنتمائه المذهبي. لذا كانت زيارة بريمر ونائبه يوم 10 تموز لمقر الحزب في بغداد إعلامية، وأريد بها تقوية موقع حميد مجيد حزبيا وشعبيا.

وقبول حميد مجيد بشرط إحتسابه على الطائفة الشيعية يأتي ضمن التربية الطويلة التي إستغرقت العقدين الماضيين حيث صار الحزب دائما يبحث عن حليف يناضل عنه ويقيه تبعات العمل السياسي. فإن نجح الحليف هلل الحزب وإعتبر النجاح إنتصارا له، وإن فشل عتب عليه. أما أن يكون هذا القبول هو بداية نهاية الود ما بين زمرة حميد مجيد وأولياء نعمتها القادة الأكراد السنة، فهذا ما سنرى تبعاته في المنطقة الكردية لاحقا.

واليوم كما يعلم الجميع، هو 14 تموز عيد الثورة العراقية الأغر، التي ما فتئنا نحن الشيوعيون العراقيون نتباهى بدورنا الشعبي والعسكري فيها، وكثيرا ما تغنينا بأحد كلمات السر التي إستخدمت فيها وهي (عمّالة).

وهذه الثورة، كما يعلم الجميع أيضا، كانت قد حررت العراق من معاهدة السنتو ومن حلف بغداد ومن تبعية للإسترليني وحررت نفط العراق، وهي كانت موجهة أولا وأخيرا ضد المستعمر البريطاني وحليفته الأمبريالية الأمريكية. وفي كل واحدة من مراحل الإعداد للثورة ونجاحها قاد الحزب الشيوعي العراقي نضالا مريرا وسقط له الشهداء وإعتقل منه الكثير.

لكن يد البريطانيين ويد حليفهم الأمريكي لم تكل، فكادت بالثورة وأنهكتها بالمؤآمرات تلو المؤامرات حتى إنتكست الثورة كليا وإغتيل الزعيم الأكثر إخلاصا ووطنية في تاريخ العراق الحديث، على يد جلاوزة إنقلاب شباط الأسود الذي قادته السفارتين البريطانية والأمريكية في بغداد. ومن عمّان، وحسب ما ذكره السيد حنا بطاطو، كانت وكالة المخابرات الأمريكية قد أنشأت إذاعة صارت تبث أسماء الشيوعيين وعناوينهم العلنية وأوكارهم السرية، ليقوم البعثيون الإنقلابيون وجلاوزة الحرس القومي بإعدامهم فوريا، أو إعتقالهم وإعدامهم تحت التعذيب. وكان مجموع ما خسره الحزب في كل المئتي يوم من عمر إنقلاب شباط الأسود، هو 105000 شهيدا ما بين عضو ونصير وصديق إتهم بالقاسمية أو الشعوبية.

 هذه المذبحة التي راح ضحيتها مائة وخمسة آلاف شهيد عراقي، والتي دبرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية، لم تكن الفريدة من نوعها. فقد دبرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مذبحة راح ضحيتها مليون شهيد في إندونيسيا، وفي فيتنام راح مئات الألوف ضحية ما دبرته من عمليات وصفها حتى العالم الأشد عداءً للشيوعية واليسار، بأنها عمليات قذرة. كما دبرت هذه الوكالة فيما بعد مذابح تشيلي ونيكاراغوا وقتل عميلها مويس تشومبي المناضل باتريس لومومبا. ودبرت هذه الوكالة قتل سلام عادل وقبلها زميلتها البريطانية دبرت إعادم الرفيق فهد وكوكبة من شهداء الحزب والحركة الوطنية.

وبالرغم من كل الشعارات السابقة من معادات الإمبريالية والنيوكولونيالية ومكافحة الإستعمار والنضال من أجل حرية الشعوب، تعاون المرتد الخائن حميد مجيد مع المحتل، بالضد من القرارات الدولية وبالضد من أية شرعية معروفة. وحتى حين إنكشفت خدعة اليورانيوم الأفريقي وخدعة أسلحة الدمار، وحين ظهرت للعالم تباعات اليورانيوم المنضد الذي إستخدمته أمريكا في العراق، كل هذا ولم يرعو حميد مجيد ولا إستحى من تعاونه مع عدو بلده وأمته.

أما الشعار الأسمى في حياة حزبنا (( وطن حر وشعب سعيد )) فلم يبطله المرتد حميد مجيد وحسب، وإنما قلبه، فعمل على إحتلال الوطن وفقدان حريته، وصادق على أن يكون يوم هذا الإحتلال عيدا له. بل وجاء إلى العراق على دبابات المحتل، ووافق على أن يجعل من نفسه مخبرا ذليلا له على أبناء جلدته.

إن المقعد الذي ناله الحزب الشيوعي العراقي – جماعة حميد مجيد، في المجلس الإستشاري هو مقعد سوء وعار، ولا علاقة للحزب الشيوعي العراقي به، ولا هو يمثل الحزب ولا يمثل قواعده وأنصاره.

ونحن، الشيوعيين العراقيين، نعاهد شعبنا على أننا ماضون على الدرب الذي إختطه الشهداء الأبراء. وإننا مع شعبنا العراقي في مقاومته المسلحة حتى رحيل آخر جندي عن بلادنا.

الخزي والعار لمجموعة المرتد حميد مجيد!

أيها الغزاة المحتلين إرحلوا عن العراق!

المجد للشعب العراقي الباسل!

المجد والخلود لثورة تموز وقائدها العظيم عبد الكريم قاسم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب