الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى ، أثبت الشيعة فشلهم !

هرمز كوهاري

2007 / 1 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هنا نقصد بالشيعة الذين يسيسون الدين ويختصرون الدولة بالمرجعيات، والدستور بالآيات والاحاديث ، ومؤسسات بالحسينيات ، وليس كل الشيعة فهناك شيعة سياسيون علمانيون وأكثر الاحزاب العلمانية وحتى المتطرفة ظهرت في المناطق الشيعية وبين الشيعة . .

ونرجع الى الشيعة المسيسين للدين ونقول :عجيب أمر هؤلاء الناس الذين يعيشون في سبات مطبق ، يتصورون أنهم يعيشون في الماضي ، في الماضي السحيق أي قبل عشرات القرون ، ويريدون لبقية الناس أن يقتنعوا بذلك ، بأن يستقدموا الماضي ويقولون نحن لازلنا نعيش في تلك الايام ويستغربون عندما لايصدقهم الناس إلا من أراد أن يعود لينام في سبات ويسلم أمره لخطيب جامع أو متحث لبق في الحسينية .

عند تأسيس الدولة العراقية في مطلع العشرينات من القرن الماضي ، وكأنهم أي الشيعة ناموا في عهد الامام ، علي وأستفاقوا بعد عدة ساعات فوجدوا قوما غرباء في ولايتهم ، قوم كفار يُدعون بالإنكليز ! وكأن لم يمر عليهم أربعة عشرة قرناً كالذين ناموا ثلاثة قرون وأستفاقوا وتصوروا أنهم ناموا عدة ساعات .وأنهم كانوا في كابوس عندما شاهدوا إستشهاد الامام وولديه حسن والحسين .

رفضوا إدخال العلوم الطبيعية ، ورفضوا تعليم البنات لأن التعليم يفسد أخلاقهن ، ورفضوا أي نوع من الاعياد إلا أعياد الزيارات والبكاء واللطم وإسالة الدماء على الوجوه والثياب والتعلق بشبك العباس ، ونكروا زمانهم الجديد، ورفضوا الانخراط في وظائف الدولة وخاصة في سلك الجيش والشرطة ، وإنشغلوا في الوعظ والتفاسير وإجتهدوا وبرعوا في وصف مآسي إستشهاد الامام وولديه ، ختى إقتنع بل أقنعوا الغير و الانكليز بأن هؤلاء القوم لايصلحون لإدارة دولة دستور ومؤسسات ، بل لإدارة الحوزات الناطقة والصامتة وزيارة القبور والتعلق بشباك العباس .

وبعد سبعين سنة عاد " الصاحب ، أبو ناجي !" عاد مع أصدقائه الامريكان والفرنسيين أي الحلفاء متعقبين قوات صدام بعد طرد تلك القوات المنكوبة من الكويت ،ووصل المنتصرون الى الناصرية وتصور الشيعة هذه المرة أن الحلفاء جاؤا لنجدتهم ونجدة قبور الاولياء المعصومين وحماية شباك العباس ،وأن " الصاحب أبو ناجي " وحلفاءه حاقدون على صدام لهذا السبب ، ولأن هذه المرة أتى الصاحب وأصحابه لإعادة الحق الى الشيعة المؤمنين وحمايتهم ! لا لحماية آبار النفط وأصدقائهم شيوخ وأمراء النفط !! ولهذا إستقبلوا الحلفاء بهتافات لم يفهمها أولئك القادمون رافعين صور الائمة آيات الله وفي مقدمتهم الإمام خميني عدو الامريكان رقم واحد قبل أن يأخذ هذا الدور "الشيخ " أسامة بن لادن ورفعوا شعارات " القرآن دستورنا ، " وعلي ولييّنا " تظللهم أعلام سوداء وخضراء ، الصاحب أبو ناجي له عادة غريبة عجيبة ينرعج من هذه الاعلام وهذه الشعارات !! ومجيئهم كان فقط أن رجلهم صدام قد تجاوز الخطوط الحمراء !! في الوقت الذي كان الأولى أو الاحرى بالثوار الشيعة في ما تسمى بإنتفاضة شعبان ، رفع شعارات : السلم ، والخبز والارض ، تلك المطالب التي حرمَ صدام والبعث شعب العراق والجيران منها مدة أربعون سنة ، ليبرهموا أنهم فعلا رجال دولة ويسعون لتحقيق مطالب الشعب كل الشعب وليس طائفتهم فقط .

ولم تبرز لهذه الجماهير الهائجة المائجة قيادة حكيمة توجه هذه الجموع الى مطاليب الجماهير، الى مطاليبها الحقيقية العامة المار ذكرها ، بعيدا عن الطائفية والتعصب ا بل وجدوا ملالي مرتدين نعال ودشاديش وسخة تعقد محاكم شرعية في الشوارع وتحكم بالموت وتنفذ الاحكام بإعتبارها قصاص الله ! عز وجل !.ولهذا رجع الامريكان الى صاحبهم القديم وشجعوه بضرب الشيعة لإعتقادهم أنهم لم يتعلموا شيئا من أصول إدارة الدولة ،على أن يعودوا فيما بعد للتأكد من النتيجة !!!

وها هم عادوا ! عادوا بعد إثني عشرة عاما ، شرّف " الصاحب أبو ناجي " مرة أخرى هذه المرة بقوة ولكن بدور التابع الموجه للبلطجي الامريكي ! ، الذي أيئس من صديقه السابق صدام عندما بدأ الاخير يلعب بذيله ببيع النفط باليورو وبإعمال مفضوحة قد تشوه سمعة أسياده ، إضافة الى نهاية مهمته بتحجيم دور الشيوعيين و ترويض شيعة العراق و إيقاف الخمينين عند حدهم وأطماعهم بمد الخمينية خارج إيران ولم تبق مهمة أخرى لصدام ، بل أصبح عالة على أسياده بعد أن كان شرطيا مطيعا منذ تكليفه بإغتيال الزعيم العراقي ، الزعيم عبد الكريم قاسم !

وهذه المرة بشرهم الامريكان بالديمفراطية ،وهنا خرج محمد باقر الحكيم قادما من إيران الملالي ليطالب بنظام أو بحكم " يحترم الهوية الاسلامية " تطبيقا للديمقراطية !! وهكذا عادت حليمة على عادتها القديمة ، كما يقال ، أما ما كان يعنيه الحكيم هو: الحكم الاسلامي شبيها بحكم الملالي في إيران ، ومن جهة ثانية يعرف الشيعة أن الديمقراطية تعني حكم الاكثرية وحيث أنهم ، يشكلون أكثرية الشعب العراقي ، إذن سيكون الحكم لهم بإسم الديمقراطية !!، ولا يحتاجون الى ذلك إلا لبعض الفتاوى من المرجعيات بالتصويت لقائمة " الإئتلاف " لكي لا تمسهم نار الآخرة ولا تحرم صلاتهم ، ولكنهم لم يقتنعوا بأن الديمقراطية ، لاتعني ألاكثرية الطائفية ، ولا تديرها وتشرف عليها المرجعيات ، ولا هي فقط حرية زيارة مقابر الائمة والعتبات المقدسة والبكاء واللطم ، بل حرية جميع الفئات وتعتمد على حرية الفرد في العقيدة وحقوق المرأة ، بغض النظر عن الجنس أو الطائفة أو الدين أو القومية، ولا تعني تشكيل المليشيات والانتقام الطائفي ولا تعني شرطة تأتمر بأوامر المعممين ولا جيش مسيس وبأسماء دينية ولأحزاب دينية و لا حرية الانتقام أو كل يأخذ حقه بيده !!

بل أرادوها ، أي الامريكان ، ديمقراطية دستورية ، تدار بقوانين علمانية أي مدنية لا بأيات وأحاديث شريفة ، وتعددية فكرية لا تعددية طائفية ، ولا تحويل إجتماعات مجلس النواب الى حسينيات ، .وقالوا بالفدرالية وإذا بالفدرالية الطائفية ، وقالوا بتوزيع الثروات وإذا تنهب من قبل المليشيات أو بمساعدة المليشيات ، وقالوا بإشتراك المرأة في العملية السياسية ,وإذا بنائبات ممثلات المرأة ولكنهن ضد حقوق المرأة تطبيقا لتوصيات المرجعيات !! وهكذا تلاشت سلطة وهيبة الدولة في خضم الطائفية الضيقة المقيتة .والصراع الطائفي الذي بدأ بالتكتل الشيعي أي الطائفي .

وهكذا فشلت الدولة التي أراد الشيعة أن يجربوا حظهم في إدارتها ، تشكلَ مجلس نواب من الحجاج ! الوزارات والمؤسسات عبارة عن تجمعات من الطوائف ! والشرطة والجيش مخترقة من مليشياتهم ، فشلت الدولة في حفظ الامن وفي تقديم الخدمات وفي تأسيس مؤسسات وطنية وفي حماية الثروة النفطية من التهريب ، حتى يئس السادة! في الكونغرس الامريكي وأيقنوا أن الشيعة خيبوا ظنهم بهم مرة أخرى ، وثبت عجزهم في إقامة وإدارة دولة قانون ودولة مؤسسات .

وهكذا فقدوا ثقة من أيقضهم وأنقذهم و خلصهم من وضعهم المأسوي وأوصلهم الى سدة الحكم وسلمهم عدوهم صدام حسين على طبق من فضة ليعدموه على طريقتهم الخاصة ، وسط التكبير وتذكيره بطريقه الى نار جهنم ! وقال أحد الكتاب الامريكان المعرفين:
" أن حكومة المالكي لم تتمكن من السيطرة حتى ملالي يتخبطون في السياسة



على غرفة إلاعدام التي حضرها حوالي عشرون شخصا، فكيف ستتمكن من السيطرة على بلد واسع كالعراق فيه سبعة وعشرون مليونا"

وبعد إنتهاء المهمة وفشلهم في إقامة دولة قانون ومؤسسات هذه المرة أيضا ، بدأ السيد يلوّح بضرب كل تطرف بما فيه التطرف الشيعي الذي تجاوز الخطوط الحمراء ، والحق على من يتجاوز تلك الخطوط .

علما بأننا لاننسى دور الارهاب في خلط الاوراق في التجربة الاخيرة ، ولكن الطائفية سهلت وساعدت وأعطت فرصة ذهبية لزيادة فعالية تلك العصابات الارهابية من عناصر القاعدة والتكفيرين والصدامين ودول الجوار ، والآن كل ما يتمناه العراقيون أن تصل السفينة الى شاطئ الامان ، وإلاّ يا ساتر يا رب !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة