الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي بين مطرقة أمريكا وسندان جيش المهدي

غسان سالم

2007 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بينت الإدارة الأمريكية أن دعمها لحكومة المالكي لن يكون إلى ما لا نهاية، وسوف يتوقف هذا الدعم ما لم تنفذ حكومة بغداد مجموعة من الالتزامات، ضمن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لحل الأزمة العراقية أو المأزق الأمريكي .
وتقوم هذه الإستراتيجية على ستة عناصر أساسية هي: (جعل العراقيين يتولون القيادة، مساعدة العراقيين على حماية السكان، عزل المتطرفين والقضاء عليهم، إعطاء دفعة للتقدم السياسي، تنويع الجهود السياسية والاقتصادية و وضع الإستراتيجية في نطاق إقليمي).
أما الالتزامات المطلوبة من حكومة نوري المالكي، فهي ثلاث نقاط رئيسية:
- وقف التصعيد الطائفي.
- تخفيف الإجراءات الخاصة باجتثاث البعث.
- توزيع عادل للثروة العراقية.
تشكل النقطة الثالثة أزمة مؤجلة لإشعار أخر، حيث ستظهر هذه الأزمة بعد استتباب الأمن، لذلك فهي لا تشكل عبئا -الآن- على الحكومة الحالية.
أما النقطة الثانية والمتعلقة بإجراءات اجتثاث البعث، هي أيضا لم تعد تشكل مشكلة كبيرة خاصة بعد إعدام صدام حسين، حيث أعلن المالكي بُعيد الإعدام إن الباب أصبح مفتوحا للبعثيين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين.
إن التحدي الحقيقي لدولة الرئيس نوري المالكي يكمن في النقطة الأولى، وقف التصعيد الطائفي، وتضع هذه النقطة المالكي في مأزق حقيقي، لان جميع الاتهامات بهذا التصعيد تتوجه لـ(جيش المهدي) الجناح المسلح للتيار الصدري، وكون هذا التيار هو الظهير القوي لحزب الدعوة (حزب رئيس الوزراء).
ولا يخفى على احد إن من الأهداف الرئيسية لإستراتيجية بوش، القضاء على عناصر جيش المهدي، ويعلم التيار الصدري بهذا الهدف، وهو يدرك جيدا رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لتصفيته وابعاده عن الساحة العراقية، كون التيار خارج السيطرة، بحسب وصف الجيش الأمريكي.
وفي الآونة الأخيرة أعلن التيار أن جيش المهدي هو جيش عقائدي دون سلاح، وان التيار سيلغي تعليق عضوية أعضاءه في البرلمان، نتيجة الضغوط الكبيرة عليه من الائتلاف العراقي الموحد، وعلى الرغم من كل هذا نجد التيار الصدري يستخف بالإستراتيجية الجديدة عبر تصريح سلام المالكي (القيادي في التيار) حيث قال "أن الإستراتيجية الجديدة في العراق التي اقرها الرئيس بوش لم تأت بجديد" كما تستمر دعوات التيار برحيل القوات الأمريكية عن العراق”..
في حين نجد رئيس الوزراء نوري المالكي يعلن أن الإستراتيجية الجديدة كانت ضمن رؤية مشتركة مع حكومته! وتدرك الحكومة الآن سبب فشل خططها الأمنية السابقة يعود إلى المليشيات.
إن المبادرة الأمريكية الجديدة والتي تقضي الى إرسال أكثر من عشرين الف جندي امريكي إلى بغداد والرمادي، ستقود حتما -الاستراتيجية- لمحاولة القضاء على القادة المتطرفين، بحسب الأجندة الأمريكية، كما ستصطدم هذه القوات الإضافية بالتيار الصدري، مما يجعل نوري المالكي يخسر حليفا قويا داخل الساحة الشيعية، وستجعل هذه المواجه الائتلاف العراقي الموحد غير موحد.
ولربما تُقلب الساحة السياسية العراقية رأسا على عقب! لان المهم عند الإدارة الأمريكية هو الخروج من هذا المأزق وبأي ثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ