الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الحل لأزمة دارفور؟

مصطفى النجار

2007 / 1 / 19
حقوق الانسان


حذرت 14 وكالة إغاثة دولية وأخرى تابعة للأمم المتحدة عاملة في السودان من انهيار عملياتها في دارفور إذا استمر تدهور الوضع الأمني في الإقليم.
ودعت في بيان مشترك الحكومة السودانية والمتمردين إلى استئناف عملية السلام التي انهارت بعدما وقع عليها فصيل واحد ورفضتها جماعتان متمردتان في مايو/أيار 2006 بأبوجا.
و يقدر عدد سكان دارفور بستة ملايين نسمة موزعين على عدد من القبائل الأفريقية والعربية يجمعها الإسلام والمصاهرات وتفرق بينها الأعراق والمصالح والسياسة.
و تدين القبائل الدارفورية جميعها بالإسلام السني وتتكلم لغات محلية إلى جانب العربية. وتقدر نسبة القبائل العربية في دارفور بـ 40 %. وتوجد بين العرب والأفارقة في دارفور مصاهرات وامتزاج يجعل الخارطة الاجتماعية معقدة، يصعب الفصل بين مكوناتها وتجعل من الصعب الحديث عن نقاء عرقي. ومن بين هذه القبائل الأفريقية من صارت تتكلم العربية وامتزجت بالعرب كقبيلة المساليت، وفي المقابل أصبحت قبيلة التنجور ذات الجذور العربية أقرب إلى القبائل الأفريقية.

الحركات فى اقليم دارفور:

أصبحت مليشيا الجنجويد عنصرا بارزا في خريطة دارفور العسكرية والاجتماعية وتتهمها حركتا التمرد بالإقليم (حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة) بأنها الذراع العسكري لحكومة السودان في دارفور وهو أمر تنفيه الخرطوم إذ ترى فيهم جماعة مسلحة غير خاضعة لأي جهة. وكثر الحديث عن هذا التنظيم في وسائل الإعلام وعلى ألسنة المهتمين بالشأن السوداني.

تتكون حركة تحرير السودان من مقاتلين ينتمون أساسا إلى قبائل الزغاوة والمساليت والفور، وهي من أبرز القبائل الأفريقية بإقليم دارفور.
وعرفت الحركة في البداية باسم "جبهة تحرير دارفور" وكانت عضويتها مقصورة على بعض أبناء قبيلة الفور الأفريقية. وبعدما انفتحت على أبناء القبائل الأخرى بالإقليم أطلقت على نفسها الاسم الحالي وذلك يوم 14 مارس/ آذار 2003.
وقد أصبح للحركة حضور عسكري حينئذ حيث استطاعت انتزاع بلدة قولو غرب دارفور من أيدي القوات الحكومية نهاية فبراير/ شباط 2003، كما احتلت بلدة الطينة على الحدود التشادية نهاية مارس/ آذار التالي. وينبغي ألا نخلط بين حركة تحرير السودان الخاصة بإقليم دارفور وبين الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق في الجنوب.

أصدرت الحركة بيانها التأسيسي عام 2001 وبدأت نشاطها العسكري في فبراير/ شباط 2003 إلى جانب حركة تحرير السودان.
وتذهب الحركتان إلى أن حكومة الخرطوم تهمش إقليم دارفور بعدم السعي إلى تنميته وعدم العدالة في توزيع ثرواته، كما تزعمان أن الحكومة ترعى مليشيات الجنجويد المتهمة من قبل الحركتين بأنها تشن غارات على القرى المسكونة من طرف القبائل الأفريقية.
من جانبها تتهم القبائل العربية في الإقليم حركة العدل والمساواة بأنها تمارس ضدها ما تدعي الحركة أن الجنجويد تقوم به ضد القرى الأفريقية.

اتفاق مسلح:

وقعت حركة تحرير السودان جناح مِنِّي أركو مِناوي وحركة العدل والمساواة جناح السلام برتوكولا سياسيا يؤكد وحدة أهل دارفور وانتهاج الحوار لحل قضايا الإقليم.
ويدعو الاتفاق إلى انتهاج أسلوب الحوار في حل قضايا الإقليم، والعمل على استقطاب ما سماها الحركات الثورية كافة. كما أكد على الالتزام التام بتنفيذ اتفاق سلام دارفور، على وجه السرعة، مطالبا بمراعاة التنوع والتمثيل المنصف لأهل دارفور في تطبيق الاتفاق على الأرض.
من جانبه اتهم الريح محمود نائب رئيس حركة تحرير السودان جناح مناوي جهات، لم يسمها، بزعزعة أمن دارفور. وأكد أن جناحه لن يسمح لأحد بتقويض اتفاق أبوجا للسلام، حتى لو كان الحكومة نفسها، واصفا البروتوكول بأنه بداية لتوحيد الحركات المسلحة في إقليم دارفور.

ما الحل لأزمة دارفور ؟!

و ما إن أبرمت حكومة الخرطوم معاهدة سلام وخرجت من صراعها الدامي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في جنوب البلاد حتى وجدت نفسها في قلب أزمة جديدة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وقد تجاوزت الأزمة بهذا الإقليم مستوى الصراع بين مزارعين ومنمين إلى نزاع مسلح بين حركتين متمردتين وبين حكومة السودان. وما لبث هذا الصراع أن صار بؤرة توتر تثير اهتمام الدول المجاورة للسودان فضلا عن التخوف المخيم على المنطقة من احتمال أن يتطور النزاع إلى تدخل عسكري تقوده أميركا باسم الإنسانية على غرار ما حصل في مناطق مثل الصومال والبوسنة والهرسك والعراق.
ومنذ أكثر من نصف شهر جلست الحكومة إلى طاولة المفاوضات مع حركتي التمرد في أبوجا برعاية الاتحاد الأفريقي ليعالج المتفاوضون مشكلة الأمن وعلى رأسها نزع سلاح مليشيا الجنجويد فضلا عن نقاش ما يطالب المتمردون به من إزالة تهميش الإقليم وإعادة اللاجئين وتقاسم الثروة.
وفي سياق التحرك السياسي والدبلوماسي للقوى المحلية والإقليمية والدولية الفاعلة في أزمة دارفور كيف يمكن أن يكون الخروج من هذه الأزمة؟ وهل ستنجح الخرطوم في التغلب على التحدي الموجه إليها؟ وهل باستطاعتها ضمان سيادتها الوطنية وامتصاص الضغط الدولي؟

المصدر:
الجزيرة نت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية