الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصة قصيرة - الأنثى والريح
مصعب فريد حسن
2007 / 1 / 19الادب والفن

أنا كرجل , أرى أن الزوجة كائن لا هو أنثى , و هو ليس بإنسان كبقية البشر, كائن فريد, يتخلق هكذا مذ تصبح الأنثى زوجة,و نخطئ نحن (الرجال) عندما نلعنها أو نشتمها , بل على العكس يجب أن نتعاطف معها , إنها في حالة اغتراب عن جوهر كينونتها ,وهي في محنة , لن يدركها أو يتحسسها الرجل وهو( يفتح البلاد , ويبني الحضارات , ويضع آخر النظريات الإنسانوية , أو وهو يدمر الحياة ), أن يكون المرء زوجة فهو الاختناق بعينه , لأن جرحها يتسع لكل الرجال , وقلبها ضيق لا يستطيع أن يخنق أكثر من رجل واحد , ونحن الرجال علينا أن نسوس الزوجة كما نسوس الريح , أما كيف تساس الريح ؟ فلا أعرف بدقة, ولكن هناك بعض القواعد لنلعب لعبة ( الزوجة ) الأنثى والريح .
- (الريح لن تعتبر نفخك معها كرما , وهي ستقتلعك لو استطاعت , إذن ,لا تحاول رشوة الريح بزفرة , وأغلق نوافذك جيدا .)
القاعدة الأولى: كل ما تعطيه للزوجة يجب أن يكون من باب الحقوق المكتسبة , إذ لا حقوق طبيعية للزوجة , لأنها بكل بساطة ليست كائنا طبيعيا ,إنها كائن اجتماعي ثقافي , أوجدته ضرورة المجتمع وأنانية الرجل (فكرة الزواج فكرة ذكورية , و لا بد من الاعتراف أن سبب محنة الزوجة هو أول زوج في العالم , و حتما لم يكن آدم ) , عليك إذا ألا تلبي نفس الطلب لزوجتك أكثر من مرة واحدة فقط , وحتما ليس من أول مرة , فإن طلبَته مرة أخرى ماطل وسوّف قدر ما تستطيع , دعها تناضل, فإن تابَعَتْ النضال ووصلتْ الذروة في إصرارها , وشعرْتَ أن لا مفر من تحقيق طلبها , عندها لا مفر من السفر خارج المدينة تحت أي شعار , وعندما تعود من السفر أعطها شيئا يشبه ما طلبته .
- ( الريح فعل , وليست جوهر , انظر إلى علاقة الشمس بالأرض , كن أصيلا لترد للأنثى أصالتها ) .
القاعدة الثانية : تذكر أن (الزوجة) كلمة لا جنس لها ,( حتى ولو دلت لغويا على لفظ مؤنث ) , و ليس لها مقابل ذكري , أي مذكر زوجة ليس زوج , ومصطلح الزوج غير موجود إلا لغويا , يوجد زوجة ورجل , وإن انطلت عليك الحيلة وأصبحتَ ( زوجا ) , فهذا يعمق جرحها ويزيد ضيق قلبها , ولن تنفع مساعيك في إنقاذها من محنة الزوجة لتعيدها أنثى كما كانت , فالهدف من لعبة الأنثى والريح, هو إنقاذ الأنثى من براثن الزوجة, كل هذا وأنا أفترض أنك تحب هذه الزوجة ( الأنثى) .
- ( أرسل رسائل التحدي للريح, كأن تنفخ بالونات كثيرة تطلقها فيها , لتضيع قوتها بملاحقة تلك البالونات)
القاعدة الثالثة: الغيرة , دعها تغار , ولكن انتبه , إياك أن تجعلها تغار من موقف حقيقي , كأن تغازل امرأة تعجبك حقا , دعها تغار دائما من الأنثى التي لا تعنيك , والتي ليست من صنف النساء اللواتي يعجبنك , وذلك لتضيع بوصلتها , وتستطيع أن تبقى رجلا حقيقيا يحب ويعشق كما يشاء , ولا تنسى أبدا أن الهدف من هذه اللعبة هو تضييق جرح الأنثى وتوسيع قلبها .
- (الماء يضعف الريح , كن ماءا , فقط عندما تريد)
القاعدة الرابعة : سافر, هاجر , امرض ,أو دع البوليس يحتجزك لو اضطررت , وذلك في كل المناسبات التي تتوقع فيها زوجتك منك أن تحتفلا سوية , أو أنكما ستكونان معا , أو أنك ستهديها هدية ما , وعلى العكس من ذلك حاول التعويض عن ذلك بمفاجئتها بدعوة ما , أو حفلة ما , أو هدية ما , في أوقات لا يوجد فيها أية مناسبة في ذاكرتها ,و عندما لا تتوقع منك شيئا ( لأنك لن تنسى أبدا أنك تنقذ ولا تؤذي ) ..........]
كانت ستكتب القاعدة الخامسة , عندما فتح زوجها الباب , حاملا معه كل ما طلبَتْه منه اليوم , وأكيد لن يفاجئها مساءا , عندما سيقدم هدية عيد زواجهما المعتادة ككل عام في مثل هذا اليوم وكما في كل المناسبات الأخرى . خبأت دفترها الذي تكتب فيه (مذكرات رجل مشتهى ) تحت الوسادة , ونهضت تستقبل زوجها( المحب) بقبلة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حوار مع الدكتـور سـعـد كـمـونـي حول مجمل أعماله الفكرية | حا

.. مسك الكلام | علي عليان - ممثل ومؤسس مهرجان المسرح الحر الدول

.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدالله لـCNN: وجدت نفسي حين وق

.. حضور استثنائي للفنان عادل إمام في زفاف حفيده

.. أخبار الصباح | بعد هجوم بوتين الكبير.. الناتو: علينا تعلم ال
