الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم لميس-تكملة2

عبد الرحمن جاسم

2007 / 1 / 20
الادب والفن


والحكايةُ كانت تقول أن امرأة استفاقت صارخةً من نومها، زوجها الذي كان بجوارها، ضربها بعد استفاقتها، ضرباً مبرحاً؛ ثم طلّقها. بحجة أنها كانت تخونه. فالخيانة أمر عقلي، هو قال هذا. لم يكن هذا الرجل ريفياً بسيطاً. كان دكتوراً جامعياً مرموقاً. لكن التخلّف لا يفرّق بين العقول، ولا الطبقات.
أمي التي لم تعرف هذه المرأة، ولا حتى هذه القصة. استفاقت ذات ليلة من كابوس مزعجٍ صارخةً. والدي نظر إليها طويلا. لم يكن يعرف ذلك الرجل هو الآخر. لكنه لم يعد يلمسها. فالخيانة، كما قلت، كما التخلّف لا تميّز بين الناس. يومها انتهت علاقتهما الجسدية، لنولد مكانها، أكذوبة: "أصبحنا كباراً على هذه القصص!".
****************
حملت الماء الساخن إلى الحمام، هكذا كنت أستحم عادةً. في بيتنا اكتشفنا أن السخان الكهربائي، بدعةٌ بلا قيمة. فألغاها والدي، وأيدته أمي، بحجة أنها تصرف الكثير من الكهرباء. لم يكن والدي بخيلاً، لكنه كانت بقناعات مختلفة. والقناعات لا يمكن مناقشتها. الماء الساخن أحرق يداي، لكن لميس التي كانت خلفي، أخبرتني بأن الأمر غير مؤلم، فاطمئننت.
وضعت الماء أرضاً، كان ساخناً كالعادة، هكذا أرادته لميس، وقفت أمام المرآة، بهدوء في حمامنا الضيق، هلق أخلع ثيابي أمامها، أمام عينيها المثبتتين على جسدي. لم أكن خائفة، لكنني كنت لأول مرة سأخلع ثيابي أمام أنثى. أخلع ثيابي قطعةً قطعة. ببطءٍ وهدوء. ولميس التي تبسم بين الفينة والأخرى، وتحب ذلك، وتصفق لي، كما لو أنه عرض. أنا أحببت ذلك.
أتركها تلمسني، وتمسّد لي جسدي، تصب الماء عليه. لأول مرة أعرف أن فيَّ أجزاءٌ جديدة، أجزاء أخرى. لأول مرة أعرف أنَّ لدي مشاعرُ تتملكني حينما يلمسني ماءٌ في أماكن من جسدي. أتأوه أكثر. صوتي يعلو أكثر. يدا لميس تخترقان كل حجبي. وأمي تصرخ من خارج أبواب الحمام، تسألني إن حدث معي شيء!
********************
بكيت لحظتها. من الفرح والخوف. لميس التي ضمتني إليها قالت لي ألا أخاف من جسدي. لكنني لم أخف من جسدي، بل خفت ممن كانوا وراء باب الحمام. حالما انتهيت، فتحت الباب، كانت أمي قد ذهبت. والكل لم يعلم بما حدث. بقي الأمر سرنا، أنا ولميس. لميس التي تصير أنا يوماً بعد يوم، اختفت داخلي، وابتسمت، وحمل وجهي ابتسامتها، وأنا أنظر في مرآة الحمام. كانت جميلة، جميلةً بحق. لميس التي اختبأت بداخلي، وجعلتني أحب جسدي، فاكتشفت أنني جميلة، حينما ألبس وجهها، وضحكتها.
لميس ضربتني على يدي عندها، وأخبرتني أنني جميلة، حتى ولو لم أفعل! أنا التي لم أصدقها، أنظر إلى المرآة، فأرى وجه فتاة جميلة تبتسم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب