الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويل لأمة تترحم على طغاتها

سلطان الرفاعي

2007 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان صدام قاتلا ً، فماذا يكون مقتدى الصدر ؟ وإذا كان نظام صدام قمعي واستبدادي ودموي، فماذا يكون نظام هيئة العلماء المسلمين؟


يخرج الشيخ بشار ألفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين، من على فضائية العربية، ويبدأ بعزف اسطوانة الأخوة والمحبة والتسامح، ولعن الفتنة، ومن أو قدها وأيقظها، وكأنها قد نامت ! وفي اليوم الذي يلي طلته البهية، أو يسبقه، تكون احدي الحسينيات أو الجوامع الشيعية، قد أصبحت رماداً، حاملة معها عدداً لا يُحصى من الأرواح البريئة. وهكذا يتناوب الشيخ بشار ألفيضي، مع الحج عدنان المطلق، في الظهور على الفضائيات، وتتوالى التفجيرات، وتسيل الدماء أنهاراً.

وفي الطرف المقابل نسمع معزوفة الصدر والحكيم كلا على حدة، يعزفون لحن المحبة والأخوة والمواطنة والإسلام. فنحن جميعا ً مسلمين ولله الحمد، ونحن جميعا عراقيين ولله حمد آخر (ليس له علاقة ب حمد القطري). وهكذا يبقون يحمدون الله على كل الامتيازات التي منحهم إياها، ومنعها عن غيرهم من الأمم. ولا تكاد تنتهي معزوفة الأخوة العراقية الإسلامية، حتى يتم اختطاف عدد من الأخوة المسلمين العراقيين، أو تفجير جامع سني.

كل هؤلاء ليسوا عملاء لأمريكا ؟ وليس من المعقول أن يكون الطرفين الضدين عملاء لأمريكا، وإلا لكان الأمريكان أرباب الكون، ولكان العرب أحمر سكان الكون.
فتنة: هواسم الاختراع الرهيب الذي اكتشفه هؤلاء القادة، ولكنهم لا يستطيعون أن يوقفوه، أو الأحرى لا يُريدونه أن يتوقف، فالحقد السني الشيعي أكبر من أن تُطفئه، مثل هذه الخطب، إذا كانت صادقة، فما بالك إذا كانت كاذبة.
يوم كان ألزرقاوي على قيد الحياة، كان يستلهم كل معاركه، وغزواته من الماضي. فعندما كان يقوم يذبح الشباب المسيحيين، ووضع رؤوسهم في أطباق، كان يسترجع مذبحة بني قريظة الخالدة، والتي تم حفر الأنفاق فيها، وبعدها جرى ذبح شامل كامل لبني قريظة اليهود، بالسيوف والمدى.. وتبارى الجميع وقتها بالذبح، وفي نهاية الأمر، لم يبق إلا عدد قليل من الخراف، يفوق عدد القصابين، فما كان من الحكمة الإلهية إلا أن أمرت، كل قصابين اثنين يذبح خروف واحد. وتنتهي المذبحة الإلهية بنصرا مؤزرا، تذكره الإنسانية دائماً في سجل الشرف الكوني. ولم يكن هناك وقتها، ولحسن الحظ، جمعيات لحقوق الإنسان.
جامعة المستنصرية و70 قتيلاً، على يد خالد بن الوليد. وقد يكون التبس الأمر. فالسيد خالد بن الوليد، قتل سبعين ألف عراقي، في معركة أليس. وأين هذا الرقم من ذاك.؟

هكذا تبدأ الأمور دائماً: أهداف سامية، وأشخاص يؤمنون بها، ويموتون من أجلها . ولكنها أبداً في بلادنا تنتهي هكذا: لصوص وكذبة وقتلة وتجار موت وحفاري قبور.
لقد فقدنا الحس الإنساني والأخلاقي منذ زمن طويل. وإلا ما معنى كل هذا القتل، والنهب، والسرقة.

المجاهدون لعراقيون، ومن ورائهم أو أمامهم، مجموعة من الفقهاء المسالمين ! يُقدمون خير تعريف لطبيعة الجهاد الحقيقي.:فالجهاد في معناه الأوسع يعني الحرب ضد الشر والشيطان ( ومن السهل تحديد الشرير والشيطان في هذه الحرب). ). جهاد النفس الذي يسعىالمجاهدون خلاله إلى اتباع مشيئة الله(؟؟؟؟؟؟؟؟؟) . لكي يكونوا مسلمين أفضل (!!!!!!!!!). وهو نضالا على مدى العمر حتى يكون المرء متحليا بالفضيلة، ولكي يكون حقا على صراط الله المستقيم.

إن حركة محمد تقدم بالفعل للمجاهدين العراقيين النموذج الجاهز للحركات الإسلامية في نضالها لإصلاح المجتمع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أمة العرب لن تموتي وإنني أتحداك باسمها يا فناء. شعارات سمعناها كثيراً. ويبدو الأصح اليوم أن نقول: أمة العرب لن تعيشي واني اتحداك باسمها أيها البقاء. نعم هي أمة مكتوب عليها الانقراض، ولن أُكثر من الشعر، فهم بالمختصر ذهبت أخلاقهم منذ زمن بعيد، وأصبحوا وحوشاً، تعيث في الكون شراً وفساداً. ماذا يعني، عندما تقول سيدة مسيحية، بعد إعدام صدام: إذا كان لدينا بصيص أمل في العودة إلى العراق، فقد انحسر بإعدام صدام.

الأقليات الأثنية، والتي تم تهجيرها وذبحها ونهبها على يد أعداء صدام من المقاومة الباسلة جداً. هل فكر أحد في مصيرها ؟ وكيف تعيش؟

شاب عراقي من الصابئة المندائيين، ارتفع لديه الضغط، فتم إجراء عدة فحوص قلبية له، تبين في نهايتها، سلامته من أية آفة قلبية. ولكن الضغط بقي مرتفعا كثيرا، وعندما سألته عن سبب نفسي ؟ أكثر، غضب وقال: تصور لو أن أحداً سلبك ألف ليرة، لا أقول أكثر، ألا تحزن ؟ قلت نعم. قال: لقد سلبوني شقى عمري كله، منزلي والذي تبلغ مساحته أكثر من ألف متر، والذي أمضيت حياتي في بنائه وهندسته، من أجل أن أسكنه. وفي ليلة غير مقمرة، جاء الطغاة المقاومين البواسل، وأعطوني 24 ساعة لكي أُغادر الحي كله، وآلا سيختطفون ابني. وبما أنني سمعت الكثير عن بطولات هؤلاء المقاومين، وعن نذالتهم، وجرائمهم، تركت منزلي وأتيت إلى سوريا، وأعمل اليوم في محل لبيع الفراريج. وفي كل ليلة أشرب الخمر حتى أنسى منزلي ووطني، والذي سلبتني إياه المقاومة الباسلة. سقى الله أيامك يا صدام؟!!! هكذا قالها بحرقة وألم.


ويل لأمة تترحم على طغاتها !!

يبدو أنما يُحرك هذه القطعان الدموية ليس فقط السلب والنهب وحب الذبح والقتل، إنما شيء أهم بكثير، فالحروب التي خاضتها هذه الأمة، والنكبات والنكسات والهزائم الكثيرة، خلفت لديها، علة أو صدمة، نفسية هائلة، فهي لم تعرف معنى الانتصار في تاريخها الحديث، كما لم تعرف معنى الفرح أيضاً، فتاريخنا تلفه ظلمات الدكتاتوريات ورائحة الدم وعفن الإيديولوجيات القومية، وبالتالي لم نعرف إلا الألم والانكسار. ونحتاج إلى نصر جديد، نُزيل به الغمة التي لبستنا، ولم نر أمامنا، إلا أخوتنا من الأقليات الأثنية، لنُحقق انتصاراتنا عليهم، ونذبحهم، ونهجرهم، في استعراض قوى، يُثبت أننا لا زلنا نستطيع الانتصار، وحتى لو على أبناء وطننا.

جوزيف ياكوب، كاتب فرنسي، يقول في كتابه الجديد: (ما بعد الأقليات).

--- إن زمن الدول القومية الشمولية الساعية إلى التجانس القومي التام قد انتهى، لأن الدولة القومية كانت حتى عهد قريب، تمارس التمثل القومي، أما اليوم فهي تمارس التطهر القومي، كانت في الأمس تبتلع وهي الآن تقصي، ومع ذلك لم يوفق هذا النهج في بناء دول ذات قومية واحدة. لذلك فالقرن الحادي العشرون هو قرن الأقليات على الأرجح، لأن العولمة أيضاً ستعجز عن فعل ما هو أقسى مما فعلته القومية الشمولية، وأن شعوباً عديدة ما زالت تشدد على التمسك بهويتها وخصوصيتها في مسعى دءوب لتأكيد ذاتها، خاصة بعد أن خرجت من محرقة القومية الشمولية بسلام

دمشق

19-1-007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والناتو.. المواجهة الكبرى اقتربت! | #التاسعة


.. السنوار .. يعود للماطلة في المفاوضات|#غرفة_الأخبار




.. مطار بيروت في عين العاصفة.. حزب الله وإسرائيل نحو التصعيد ال


.. مظاهرة في شوارع مدينة مونتريال الكندية دعما لغزة




.. مظاهرة في فرنسا للمطالبة باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس