الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الآمريكية؛إرهاب واستبداد

ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)

2007 / 1 / 19
الارهاب, الحرب والسلام




فظاعة نموذج الغزو الأمريكي للأراضي العراقية والممارسات اللاإنسانية لقواته العسكرية وخداع ونفاق آلته السياسية والإعلامية حولت،وبسرعة قياسية،صورة النظام السياسي والأخلاقي الأمريكي في منظور ووجدان المجتمع الدولي إلى جهاز قمع مُستبد مُتمرد على مبادئ القانون الدولي ونصوص "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"ويتبع سياسة عدوانية غير مألوفة في المجتمع المدني.،وبإملاء واعي من منهج عقيدة أمريكية رسمية شوفينية تستهتر بالحقوق المدنية للإنسان الشرقي وتمتهن كرامة الجماعات البشرية الغير ممثلة في محافل الطغمة الأمريكية.وجعلته(النظام)رمزاً للانحطاط الحضاري والغلو الديني والتمييز العرقي والتطرف السياسي المقترن بأعمال شريرة ليس بينها وبين قيم ومعايير منظومة الشرائع والأخلاق الإنسانية السارية التي تحكم العلاقات والمعاملات الدولية أي رابط..!
والبلية؛أن السياسة الأمريكية الرسمية في العراق ومحورها الأهم؛مصادرة حق المواطن العراقي في بناء مستقبل بلاده والتمتع بثرواته وأمجاده،القائمة على القمع الدموي وطغيان الظلم المطلق سوقت وبُثت بحجة معقولة ومقبولة من طرف الرأي العام الأمريكي والغربي الأكثر تنوراً والأقل معرفة بحيثيات وتداخلات الملفات السياسية العالقة في منطقة الشرق الأوسط ودهاء مروجي السياسات الأمريكية الرسمية في التضليل المزمن والافتراء الفج،والحجة؛نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق المواطن العراقي التي عطلها نظام صدام القمعي..سياسة الإيهام المبرمج والغطرسة الأمريكية في العراق خلقت كارثة وطنية-إنسانية لم يألفها الشعب العراقي منذُ قرون طويلة.إذ قتل الغزاة الأمريكيون والبريطانيون أكثر من نصف مليون مواطن وجرحوا ما يقرب من المليون وهجروا إكراهاً حوالي خمسة ملايين عراقي منهم مليونين خارج الوطن،يقاسون اليوم مرارة النفي والضياع ويعانون صنوف الآم الغربة والتشرد،ودمروا أغلب المدن العراقية وعطلوا آلية عمل أسواقها الاقتصادية ومؤسساتها الاجتماعية.الأمر الذي أدى إلى تفشي البطالة والأوبئة وعم الجهل وانعدام الأمن والاستقرار وتفننوا،بالتنسيق التام مع الموساد والزمر الانعزالية،في ملاحقة وتصفية مئات العلماء وأساتذة الجامعات والأدباء والأطباء والمهندسين وذوي الاختصاصات النادرة وساد النهب والسلب وغرقت البلاد في فوضى واختلال مريع..
وأني لأعجب،حقاً،كيف يمكن لرئيس دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية،أقرت عن طيب خاطر"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان-صدر في 10/12/1948-" وأعلنت مراراً وتكراراً؛إن الدفاع عن حقوق الإنسان مركب أساسي في أيديولوجية السياسة الخارجية الأمريكية،أن ينتهك بفظاعة و وحشية مُذهلة حقوق شعب بأسره!قدم للبشرية،قبل أكثر من سبعة وثلاثين قرنا-ً في عصر الملك المستنير حمورابي- أول شريعة للحقوق المدنية غرضها حماية الإنسان من طغيان السلطة وإشاعة العدالة؛من أجل منع الأقوى من الإساءة إلى الضعيف،وضعت وطبقت في مدينة بابل العريقة التي لم ترحمها صواريخ ودبابات وجنازير قطعان بوش الهمجية التي داست على شواهدها الرخوة وهشمت أثارها النادرة وخربت معابدها الفريدة ونهبت كنوزها وآجرها.شأنها شأن حواضر أور و ذي قار و ذي الكفل و واسط وبغداد و نينوى وغيرها من حواضر وادي الرافدين..ويبدو أن البيوريتاني المتعصب جورج بوش لم يتذكر-أو ربما لا يعرف،إذ يذكر المقربون منه أنه قليل المطالعة-وهو يجهز حملته على بلاد الحضارات العريقة أن الشعب الأمريكي أول مَنْ مَجّدَ،في العصر الحديث،الحقوق الإنسانية في الوثائق الدستورية والقومية والدولية وأعلن في"وثيقة فرجينيا للحقوق"التي كتبها توماس جيفرسون عام(1776)الحقوق التي قاوم بها المستوطنون الأمريكيون التاج البريطاني للفوز بالسلطة ومنها؛حق الإنسان في الحرية وحقه في الأمن وسيادة القانون كمظهر لإرادة الأُمة والمساواة بين جميع المواطنين أمام الشرائع والقوانين..!تُرى أين أهل العراق من هذا كُله؟!وَألا يستحق العراقيون،ورثة أعرق الحضارات البشرية،من رُسل الحضارة الأمريكية والبريطانية أن يسري في العراق ولو ما ورد من بنود في هذه الوثيقة المُقرة في أواخر القرن الثامن عشر ولا أقول"الميثاق العالمي لحقوق الإنسان"الذي أقرته الأمم المتحدة وأصبح(القانون الدولي الإلزامي)..؟! ومتى يدرك الرئيس المستبد جورج بوش وإدارته العدوانية أن سياسة القمع والإرهاب الرسمي التي تنفذها القوات الأمريكية تعيق تنمية علاقات ودية بين أمريكا وسائر الأُمم وتعزل الشعب الأمريكي عن مدار التعاون السلمي والتآخي الحضاري بين الشعوب،وأن الديمقراطية(المزعومة)لا تبنى بسوط الإرهاب والطغيان الأمريكي بل بالحجة والبرهان؟وعند العرب والمسلمين المتنورين بالعلم والعقيدة أن:(لا إكراه في الدين)و(أمرهم شورى بينهم ..
وقبل أن يمحو الطيّاش جورج بوش كل ما هو قائم على أرض العراق عملاً(بمسيرة التطور الدارويني الجديد الذي يُهدد الضعفاء بالزوال)ليس أمام العراقيين والعرب العقلاء وأصحاب الضمير النزيه أن يتمسّكوا ويتراصوا في موقف كفاحي عماده الاعتصام بحبل الوطنية العراقية والاتقاء بالإرث العريق الذي ينبذ ثقافة الغلو والتطرف والانعزال العرقي التي تنشرها جراثيم المشاحنات الطائفية المستمدة غذاء نموها من أيديولوجي ومسوقي الحرب الأمريكية على الشعب العراقي والعربي،وصلاح استنفار النزعات الوطنية والقومية المكبوتة وتفريغ شحنات الغضب العادل ضد طغيان الشر والإرهاب الأمريكي الرسمي الذي يتحكم اليوم بمصير (بلاد الرافدين والمنطقة العربية.،وكل ما وسعت نفسه وما جادت به كفه وما اجتهد به عقله إذ(لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلا وسْعَهَا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم