الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!

نوري المرادي

2003 / 7 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

د  نوري المرادي

(( شلون تاليها ؟!))

بطلب وتعيين من الحاكم العسكري للعراق المحتل - بول بريمر، إجتمعت شلة من ممتهني التزلف تحت يافطة ( مجلس الحكم ). وقد حضر بريمر ذاته حفل الإفتتاح، وألقى كلمة حدد فيها مهام مجلس الحكم هذا وبصورة لا تقبل اللبس والتورية، قائلا: (( أن مهمات هذا المجلس ستكون إستشارية بحتة ))

ولو ترجمنا مهمات هذا المجلس إلى لغة الأمثال الشعبية لقلنا: (( حديدة عن الطنطل )) أو (( خرّاعة خضرة )) أو: (( همس المستحي بسوق الصفارين )). ولو وصفنا حال أعضائه بلغة الأمثال الشعبية أيضا، لقلنا: (( عله بطنك يغم )) أو (( إيدور عالصيت )) أو: (( لمّن ما حضت برجيلها ولا خذت سيد علي، إشتغلت خادمة )). ولو ترجمنا إسم هذه المجلس إلى الأمثال أيضا لقلنا: (( مقهى عشتية )) أو: (( مفرخة التنابل )) أو: (( زريبة الخنازير )). ولو ترجمنا طريقة عمله إلى الأمثال لقلنا: (( لا حل ولا ربط )) أو (( ما يفك رجل الدجاجة )) حيث سيكون لسان أعضائه مبرمجا آليا لينطق صوت (( نعم )) على ما يقره بريمر أو صوت (( لا )) على ما يرفضه، وبعد أشهر من رفضه أو بدءه بنتفيذ ما إتخذه.

ومن هنا فإن جمعنا كل الترجمات أعلاه، ولطّفناها لنصف ما عينه بريمر، لقلنا: (( مجلس الإمعات )).

ولأن إعضاءه إمعات، فسيكون هكذا مجلس رحمة على العراقيين، ولاشك. ومن هنا استبشر به بعضهم ورأى فيه خيرا. رأى الخير والبشرى، بفرض أنه مجلس إمعات ولذا سيترك الأمر ما بين الشعب العراقي والمحتل، أو بلغة الأمثال: (( بين موسى وربه )). وفي هذا الفرض، فبين الشعب العراقي والمحتل، جدل أو صراع أو حرب، سمها ما شئت، سيحسم النصر فيها للأقوى.

لكنه فرض مغلوط، أو مشكوك بأمره، أو سيحتاج لإثباته الدماء والأرواح.

صحيح أن الشعب العراقي هو الأقوى في هذا الصراع وهو الذي سينتصر لا محالة. لكن هؤلاء الإمعات سيكونون إمعات مع قرارات بريمر وحسب. فمجلس يبدأ عمله بإعتبار سقوط بغداد وإحتلالها عيدا وطنيا له، ومجلس كبيره المفترض إنحنى يقبل يدا وعلى مرأى من العالم، ومجلس وجوده وكيانه وكل ما تبقى لديه من وجاهة وصيت ومعيشة، كله مرهون ببريمر ومن خلفه، ومربوط به كحبل السر. هكذا مجلس سيكون ما بينه وبين موت السحالي، غير سجدة عشق أغريقية، مجبر أن يقدمها، جماعة وفرادا، كلما جن الليل أو أصبح الصباح لبريمر أو من سيخلفه بعد شهرين. وهكذا مجلس، وبحكم صغارة نفوس أعضائه، سيحازب ويمالي، ويجيش الجلاوزة ويتآمر على بعضه بعضا، متخذا في كل ذلك من الشعب العراقي مسرحا. ناهيك عما تحتمه عليه وطنيته الأمريكية وحميته من واجب، وهو الوشاية ليس بالمقاومة الوطنية العراقية فحسب وإنما بكل من يعادي الإحتلال وإن بالضمير. ومرتبات أعضاء هذا المجلس سوف لن تكفي لسد نفقات الأبهة التي سيصنعونها لأنفسهم ولا مجالس عزوماتهم ولا رحلاتهم أو جيوش حمايتهم السرية. ومن هنا ستبدا الخاوات والرشاوي وفدى الإختطافات والتجارات الحرام، ما بالك وقد حل (طريق الهروين) محل (طريق الحرير) في عالم الربح، وحل الرقيق الأبيض محل البهار، والنفط مقابل اللبن في عالم الأذواق،، الأمريكية.

وحال هذا المجلس إذن، ستكون كما يقول المثل: (( أسد على الأتباع، خصي للخليفة )).

لكن الإنسان محدود القدرات، وليس بمستطاعه السجود أغريقيا لسيده كل يوم، ولا بمستطاع سيده الإستفادة من هذه السجدة كل يوم. ولابد وتنفصم هذه العلاقة عاجلا وليس آحلا.

ومن هنا، أناشد الشعب العراقي وبالأخص المقاومين الوطنيين الأبطال، أن يتركوا هؤلاء الإمعات، إلى حين ينقطع حبل السر بينهم وبين سيدهم، ليتعفنوا فيموتوا موت السحالي، كل في جحره، غير مشيع ولا مدفون ولا مأسوف عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال