الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبلات على جبين الوطن

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2007 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تعودنا أن نتحدث ونكتب ، غالبا ، عن الواقع السلبي ، ونشكو من ثلثي الكأس الفارغة ، وربما أكثر ، ولكن أسعدتني ، اليوم ، لمحات عراقية لمواقف ، فيها إرهاصات للعراق الذي نحلم ، ونريد لها أن تملاْ الكأس ولو بعد حين . ومن غير الانصاف أن نتركها تمر دون أن نحتفي بها ونطبع قبلة على جبين شخوصها ... ومعها قبلة أمل على جبين العراق .
وموقفنا الحذر من الشخصيات العامة ، السياسية وغيرها ، وضرورة التعامل معهم كبقية خلق الله من البشر ، خاصة في عراق اليوم ، لا يمنع أن نستحسن رأي وموقف ونبعث تحية مع قبلة على جبين فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني حين يلتقي بالشاعر العراقي مظفر النواب في دمشق ، ويدعوه للعودة الى الوطن . هذا الموقف الحضاري من المثقف والشاعر ، الذي تعرض للاضطهاد وعاش طويلا في المنفى ، نرى فيه موقفا من كل المبدعين الذين عاشوا ظروف النواب ، وهو خطوة على الطريق لطي صفحة الماضي ، التي رشحت من بين سطورها ذكرى الشاعر محمد مهدي الجواهري ، الذي أسقط الأوباش جنسيته العراقية ومات ودفن في المنفى ، ليس بعيدا عن صالة اللقاء بين الرئيس والشاعر ... نتمنى للنواب وكل المبدعين العراقيين الصحة والسلامة ، والرحمة للجواهري ، مع وردة على قبره ، وقبلة على جبين الوطن .
قبلة أخرى على جبين السيد رئيس الوزراء نوري المالكي حين قال للصحفيين : " أنا لا أعود ولا أمثل أي شخص أو حزب أو طائفة أو قومية بل أمثل الشعب العراقي ولا أعود لسواه ... وان أي شخص يلتزم بالقانون فهو صديقي ، وأي شخص يحمل السلاح خارج سلطة الدولة والقانون ، فهو خارج على القانون ويعامل كذلك .... " وبانتظار التنفيذ ... نضع قبلة على جبين الوطن .
قبلات على جبين طلاب وطالبات الجامعة المستنصرية الذين تحدوا الارهاب والارهابيين وواصلوا الدوام ، في اليوم التالي لإستشهاد زميلات وزملاء لهم في التفجيرات الارهابية ، ليعلنوا بأنهم لن يمنحوا الارهاب فرصة ليهزمهم . وهذا موقف الشعوب المتحضرة التي تتكاتف عند الشدائد ، ولا تترك الساحة بل تنزل الى الشارع وتواجه التحديات . والارهاب أكبر تحدي يواجه العراقيين اليوم ، وهو إن تستّر برفع "الاحتلال" كقميص عثمان ، فقد أصبحت "المقاومة" لافتة مهترئة وورقة توت لا تغطي عورات من يروج لها . ... وموقف هؤلاء الطلاب والطالبات يدعونا لأن نفرح ونضع قبلة على جبين الوطن .
قبلة على جبين المدرب السيد أكرم سلمان الذي واجه تهديد الارهابيين له بالاستقالة من تدريب الفريق العراقي ، فرفض وواصل وفريقه العمل ، كبقية العراقيين ، في ظروف غير طبيعية . وهاهو ينافس ويحقق نتيجة جيدة ويتفوق على فرق تتوفر لديها كل الامكانيات المادية والنفسية ، وقد لا تكتفي بذلك فتضم لاعبين اجانب لفرقها الوطنية ، ليضعوا قبلة على الورق !
وألف قبلة للاعب العراقي "كاكه" هوار ملا محمد حين سجل هدفا في مرمى الفريق المنافس ، لينتشي فرحا ويرفع قميصه ويظهر تحته قميص آخر مكتوب عليه " أنا عراقي " عبارة بسيطة ورسالة بليغة للساسة وللشعب العراقي ولكل العالم . عبارة منقوشة فوق شغاف القلب وفي ثنايا الروح ، يفخر بها ونفخر به وبها ، ونرقص معاَ من أجل العراق منشدين سوية :
من تهب أنسام عذبة من الشمال
عله ضفاف الهور تتفتح قلوب
لو عزف علناي راعي بالشمال
عالربابة يجاوبه راعي الجنوب
"هربجي كرد وعرب رمز النضال"

وقبل أن نغادر الملعب من المفيد أن نستذكر عبارة رددها المعلق الكروي مؤيد البدري خلال مباراة العراق وايران على كاس شباب آسيا عام 1977 ، التي جرت في طهران في ملعب إمتلاْ عن آخره بالجمهور الايراني ، الذي كان يساند فريقه بهستيريا ، ولكنه يصمت تماما ، وكأن على رؤوسهم الطير ، كلما سجل الفريق العراقي هدفا ، فكان البدري يردد " إحنه نسكّتهم بالأكوال – الأهداف - " وفاز العراق . ونحن اليوم نواجه قتلة في ملعب أكبر من ذاك الذي في طهران ، وهستيريا أكثر ضجيجاً ، لجمهور أكبر ينتشر على مساحة تمتد من المحيط الهادر حتى الخليج الثائر ، ولكن ليس لنا غير ذات الرد ، فلنسكّتهم "بالأكوال" ، ونتعلم كيف نصيب الهدف ونجيد فن تسجيل الأهداف ، وكل هدف وانتم بخير ... مع قبلة على جبين العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي