الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمحمة بوش الجديدة

محمد عبدالله الاحمد

2007 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حركة احتواء مزدوج
لا يستطيع طفل الادارة الامريكية السياسي , مدلل العائلات البترولية و خادم اهدافها كرئيس , لا يستطيع تجاهل استنتاجات لجنة (بيكر – هاملتون) و غير صحيح انه يعمل تماما بعكس ما أوصاه (الحكيمان) و هو لا يستطيع المراهنة الى نهاية المطاف باتخاذ قرارات غبية . فحتى اركان الحزب الجمهوري لابد ان يقرعوا نواقيس الخطر و ربما اكثر من ذلك لو كان الرئيس فعلا سيضرب بعرض الحائط مقررات (بيكر – هاملتون) , فذهاب اللجنة الى منطقتنا لم يكن مطلقا عملا عبثيا و هو ليس يندرج تحت ما يسمى بنشاط المجتمع المدني الامريكي مثلا و ما هو الا (تحرك واع و منتظم ناتج عن حماقة الادارة اداء و تفكيرا, و محاولة لثنيها عن ايقاع مأساة تاريخية بالولايات المتحدة ) .
ما الذي يفسر اذن عودة لهجة التصعيد و زيادة العدد و العدة العسكريين و مقولات عن ضربة متوقعة لايران ؟
لابد من الانتباه اثناء معالجة ما يبدو انه تناقض في الحدث السياسي أو في الاداء الامريكي ا لى ان هذه الادارة بالذات تعنى الى حد كبير بالمشهدية السياسية و هي اقرب الى الديماغوجية في معالجة الاحداث و تصويرها للمواطن الامريكي و ما حرصها على التعتيم الاعلامي شبه المطلق لما يحدث في العراق و افغانستان و حرص مساعدي بوش على اظهاره على الدوام كبطل حربي يرتدي البزة العسكرية و يصول و يجول و حرصهم على نبرة الخطاب العاطفي الشعبوي و استغلال 11سبتمبر كدافع دائم للحركة , الا دلائل على ما نقول , و بالتالي كيف لأناس يفكرون بهذه الطريقة ان يرضخوا و على مرأى من العالم و يعترفوا بفشل سياساتهم في العراق ؟!
ان ما بات يعني الادارة بعد الاقرار ضمنيا بكلام اللجنة هو الخروج بحفظ ماء الوجه اولا و هذا يقتضي ليس الانصياع وراء نصائح الرجلين بشكل علني و مباشر بل ممارسة السياسة الكلينتونية (من كلينتون) هذه المرة مع اختلاف اساسه ان امريكا تحتل العراق , و تبنى هذه السياسة على ما يعرف بالاحتواء المزدوج للدول المنافسة او المعادية وذلك بممارسة التهديد المبطن و الحصول بالسياسة على اكبر مكاسب ممكنة . و هنا لابد من ملاحظة ان فتح البوابة الامريكية امام زيارتين قام بهما الرئيس جلال طالباني الى كل من طهران و دمشق في نفس الوقت الذي تطبل فيه الادارة الامريكية لزيادة عدد قواتها و الحديث عن خطط جديدة , ما هو الا تطبيق اولي لبدايات ما يعرف بالاحتواء المزدوج ليس الا . و بناء عليه فان القادم من احداث يتعلق اولا بمفاوضات باتت حقيقة واقعة و ان كانت غير مباشرة بين الامريكان من جهة و سورية و ايران من جهة ثانية , و هي مفاوضات لا تسمح مشهدية و عنجهية بوش و من معه حتى الان بجعلها مباشرة و علنية لان في ذلك اقرار علني بالانهزام ..
هنا لابد من التساؤل هل تعطي سورية و ايران للامريكان شيئا ما لحفظ ماء الوجه ؟ أم يستمر الصراع ؟ و ماذا عن المقاومة العراقية الموجودة بقوة في المعادلة , و هل تفتح هي الطريق للامريكي لكي يمارس طقوسا يعتقد بأهميتها حتى يحاول اقناع الشعب الامريكي انه لم يهزم ؟
ان مسلسل احتلال العراق اليوم و تداعياته يكمن في هذه النقطة و القادم فيه يتعلق الى حد بعيد بقبول او رفض عروض تقدم من الجميع و الى الجميع فهو زمن التفاوض ,التفاوض المغلف بالتهديد ايضا , تهديد الجميع للجميع فاذا كانت الولايات المتحدة تمتلك كل هذا السلاح فهي تعلم جيدا انها ستخسر الكثير بشن حرب اقليمية جديدة ضد ايران أو حتى ضد سورية القادرة كشعب على فتح نار جهنم على اسرائيل من جهة و على توحيد المقاومة مع العراقيين من جهة اخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم