الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل والمفاعلات النووية.. طريقة عراقية أم إيرانية؟

ايمان كمال

2007 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن المناوشات بين تل أبيب وطهران لن تنتهي، فما أن تهدأ الضجة حول تصريح أطلقه أحد القيادات من الجانبين، إلا ويطلق الجانب الآخر تصريحا يثير المزيد من الجدل، وإن توقفت التصريحات من الجانبين للحظة، يخرج طرف ثالث بشيء يخص الطرفين فيثور الجدل من جديد..

فقد فاجأتنا صحيفة "صنداي تايمز" بنشرها تقريرا في بداية الأسبوع عن هجمات إسرائيلية متوقعة لتدمير للمواقع والمنشآت النووية جنوب طهران، وعلى وجه التحديد مصنع نانتز لتخصيب اليورانيوم ومنشأة أصفهان لتحويل اليورانيوم ومنشأة آراك للماء الثقيل، بأسلحة تقليدية موجهة بالليزر لفتح أنفاق أولا، تتبعها ضربات بأسلحة نووية تكتيكية تعادل قوتها واحدا على 15 من قنبلة هيروشيما، تفجر تحت الأرض لخفض انتشار الإشعاع.

الصحيفة قالت إن هذا التقرير نقلا عن "مصادر خاصة"، رفضت بالطبع أن تفصح عنها، وأضافت الصحيفة أنه "بمجرد أن يعطى الضوء الأخضر ستكون هناك مهمة واحدة وضربة واحدة يكون بعدها المشروع النووي الإيراني قد دمر".

بعد ذلك فصلت الصحيفة الخطة التي تعدها إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية والتي شملت تدريبات للطيارين الإسرائيليين استمرت عدة أسابيع شملت التحليق إلى "جبل طارق" للتدرب على طيران مسافة الـ(3200 كم) التي تفصل تل أبيب عن الأهداف. والتي رصدت لها ثلاثة طرق محتملة للطيران للوصول إليها بينها الطيران فوق تركيا.

إيران ليست.. العراق!
د."رفعت سيد أحمد" الخبير الاستراتيجي يرى أن ما نشرته الجريدة الإنجليزية حقيقي حتى وإن حاولت إسرائيل أن تنفيه وخصوصا أن هناك ما يؤكد ذلك مثلما حدث منذ عامين عندما تم الكشف عن قيام بعض الأكراد العراقيين بالتجسس على مواقع إيرانية، إضافة إلى ما نشره "سيمون هيرش" الصحفي الأمريكي الشهير عن المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف إيران في الفترة الحالية موضحا أن إيران تمثل لإسرائيل تهديدا كبيرا في المنطقة لكونها المساعد الأول لحزب الله وامتلاكها للأسلحة النووية يمثل خطرا كبيرا على أمن إسرائيل موضحا أن إسرائيل تنفي الخبر خشية من الفضيحة، ولكن لديها مخططات مؤكدة لضرب إيران.

سياسة إسرائيل مكيالية
ويأتي على نقيضه "صلاح عيسى" رئيس تحرير جريدة "القاهرة" فهو يستبعد قيام إسرائيل بأي ضربة على إيران فسياستهم سياسة مكيالية وتحسب حسابات الربح والخسارة في أي عملية تقوم بها وخصوصا بعد ما لقيته في حملتها على لبنان، فلا يمكن أن تغامر بأن توجه ضربه لإيران خصوصا أن الأخيرة لديها صواريخ يمكن أن ترد عليها بأقوى منها، ولو إن إسرائيل فعلت ذلك فستعطي الذريعة لإيران لأن ترد عليها وتهاجمها. فالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران يدخل فيها أشكال كثيرة من وسائل الضغط بين الأطراف، وأنهم سيصلوا لنقطة من التفاهم فكل طرف يبتز الآخر من خلال التهديدات لكن كل طرف يدرك خطورة فتح جبهة عسكريه جديدة.

العداء مسألة.. اختيار
والثابت أن إسرائيل نظرا لموقعها في وسط العالم العربي، وعلم قادتها بمدى ما تكنه لها شعوب المنطقة كنتيجة حتمية لممارساتها على أرض الواقع فإنها تسعى لوأد تقدم أي من الدول العربية فيما "ترى" أنه قد يشكل خطرا عليها، وقد قامت بتدمير البرنامج النووي العراقي الذي كان الرئيس الراحل "صدام حسين" قد بدأ في إعداده عام 1975 عندما كان مازال نائبا لرئيس جمهورية العراق.

حيث قامت الطائرات الإسرائيلية في 7 يونيو عام 1981 بقصف مفاعل "أوزيراك" العراقي ودمرته تماماً، كما تم تفجير قلبي المفاعلين "أوزيراك" و"إيزيس" وهما في طريق شحنهما من فرنسا، بلد المنشأ، إلى العراق، وبالطبع توجهت أصابع الاتهام إلى تل أبيب.

ولولا أن ليبيا أعلنت عن تفكيك برنامجها النووي، في إطار تفكيكها لكل برامج أسلحة الدمار الشامل، بعد 23 سنة من الحظر الأمريكي عليها، لما كان من الممكن أن يتوقع أحد ما يمكن أن تقوم به تل أبيب لتدمير هذا البرنامج.

وعلى النقيض من تخوفات القيادة الإسرائيلية من "بعض" المحاولات النووية العربية، فإنها لم تبدِ هذا التخوف تجاه إعلان بعض الدول العربية الأخرى عن نيتها استخدام الطاقة النووية، فلم نسمع اعتراضا لتل أبيب على إعلان دول مثل المغرب واليمن ومجلس التعاون الخليجي عن نيتها لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بل إن "إيهود أولمرت" رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن بلاده "لا تعتبر الطموحات النووية التي أعلنت عنها القاهرة تهديدا عسكريا لها"، بعد أن أعلنت مصر مؤخرا عن نيتها إحياء برنامجها النووي المتوقف من عام 1984.

وهنا يبرز السؤال الأهم؛ ماذا ستفعل إسرائيل إذا اكتملت أحد هذه البرامج النووية التي لا تعارض وجودها الآن، وبعدها وصل إلى سدة الحكم من تعتبره إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة "عدوا".. هل سيكون التعامل على الطريقة العراقية أم الإيرانية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار