الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاتر مسروقة - الدفتر الرابع.

ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر

(Zuhair Al Shaibani)

2025 / 4 / 15
الادب والفن


خزانة المواطن الاحتياطي
(الدفتر الرابع)

اسمي؟
ليس مهمًّا.
سمّني كما تشاء:
رقمًا على بطاقة،
ظلًّا في طابور،
أو حتّى “هو” في جملة مبنية للمجهول.

أعيش في درجٍ مهجور
تحت مكاتب الوزارة
مع أوراقٍ بالية،
صُور لجنازات لم تُبَث،
وخطابات اعتذار جاهزة…
موقّعة بختم النسيان.

كل صباح،
يأتيني موظّف شاحب
ويهمس لي:
“اصبر، دورك قادم.”
ثم يذهب ليغلي قهوته
ويعدّ ملفات الرفض الجماعي.

عقد الإيجار الوطني

سألتهم:
“كم ثمن هذا الوطن؟”
قالوا:
“هو ليس للبيع…
لكنه قابل للإعارة،
بشروط.”

الشرط الأول:
أن تحبّه كما هو
بخرائطه الممزّقة،
بأغانيه التي تغيّر ألحانها حسب الوزير،
وبقوانينه التي تُكتب بالحبر السري.

الشرط الثاني:
أن تُنكر ألمك علنًا،
وتبكي داخلك بهدوء،
كي لا تُتهم بالتحريض.

الشرط الثالث:
أن تُقسم أنك وُلدت هنا،
حتى لو وُلدت في المخيّم،
أو على قارعة جملة غير مكتملة.

ابن عمّي في الحبس

ابن عمّي معتقل منذ زمن
بتهمة “ضوضاء فكرية”
كان يقرأ كتاباً دون إذن،
ويبتسم في غير مواسم الفرح.
أخبروني أنه ما زال يكتب
بأظافره على جدار الزنزانة:
“هنا كنتُ… ولم أنتهِ.”

وجهي في المرايا

وجهي الذي أراه في كل مرآة
مقسوم بالنصف
نصفه حرّ، يرتدي أجنحة.
نصفه الثاني مكبّل بالتصاريح.

إذا ابتسمتُ
يُعدّ ذلك تجاوزاً للخط الأحمر.
إذا حزنتُ
قالوا: “عنده نوايا تخريبية.”

فآثرتُ أن أتثاءب فقط
كعلامة حياد.

نهاية مؤقتة جداً

في نهاية كل نشرة أخبار
أرفع يدي مثل طفلٍ في الصف
وأقول للتلفاز:
“أنا مواطن… أريد أن أتكلم.”
لكن الصورة تنقطع
ويأتيني صوتٌ ناعم:
“أنت مسجّل لدينا كمستمع فقط.”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شكل امتحانات القدرات في كليات التربية الفنية .. اعرف التفاص


.. القسام تعرض مشاهد تعارض الرواية الإسرائيلية وخطط تهجير تحت م




.. مواقف غير متوقعة في مسرح الحجرة مع أبطال العرض المسرحي -يمين


.. -الأنا العليا- تمنع عودة العلاقة بين ترمب وإيلون ماسك... وكا




.. إزاي أبطال العرض المسرحي -يمين في أول شمال- بيقدروا يمثلوا ف