الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسن الأليم

على أحمد على

2007 / 1 / 22
الادب والفن


سارت بتؤدة فى الشارع العريض و الذي يبدو أمامها وكأنه بلا نهاية ، وهى تسترجع ذكريات حياتها الأليمة وما لمثلها من ذكريات كثيرة فحياتها قد سارت على وتيرة واحدة وبشكل تقليدي يبدو اليوم مثل سابقه وكأن عجله الزمن قد توقفت عن الدوران ، فما هناك جديد لأنه لا يوجد قديم فى الأصل فكل شيء من متع الحياة قد حرمت منه الطائفة المعزبه والتي قد تجوب البلدة كلها بحثا عما يوفر لها قوت يومها ، وذاك منتهى الرفاهية فلا طموح لهؤلاء أن ينظروا إلى اليوم القادم وما يجب أن يوفره له من مؤن وغذاء وسط مجتمع لا يرحم فحسبهم أن تبقى أرواحهم في أجسادهم وان كانوا لا يملكون من أمرهم شيئا كسائر البشر فإنهم لا يملكون من أمرهم أو قرارهم شيئا بل لا يملكون أن يملكون .... لقد استوت عندهم الأمور فأصبح أن يلقى إليهم السادة ببعض الفتات حلم عظيم أو أمل صعب المنال ، انتقت عندهم كلمة المهانة سقطت منذ زمن طويل من قواميسهم وطواها النسيان طيا فى صفحات كتابه وغياهب دروبه فبات صراع الحياة فقط هو الغالب وانحط شأوهم عن الحيوان ، فإن الإنسان أن لم يعمل عقله فهو كالأنعام بل أضل سبيلا لأنه يملك العقل ولا يعمله أما هؤلاء فقد فقدوا القدرة على التخيل وأعمال العقل منذ زمن طويل ولكن الأدهى من ذلك الأمر من يعيش فى رغد ويتقلب فى صنوف النعيم ولكن نفسه الشريرة لا تهدأ ولا تقنع إلا بسلب ما فى أيدي الغير وان كان هؤلاء المسلوبين لا يملكون سوى ذلك الشيء من حطام الحياة ....... ولكن القدر أبى ألا أن يرحم تلك الفتاة ويلقى عليها مسحه من حسن تروق للناظرين على فقرهما الشديد ، ولكنها لم تعرف هل هذا الجمال نعمه حقا أم انه نقمه شديدة قد تعرضها لآلام لا حصر لها ، تنهدت الفتاة ثم ألقت نظره طويلة لا نهاية لها ولا هدف تسعى أليه أودعتها حياتها بكل ما فيها من مآسي عظيمة ثم أفاقت من تلك الآلام وجلست على احد المقاعد بالطريق كي تنعم بأي قدر من الراحة التي لم تعرف إلى جسدها أو نفسها سبيل من قبل فمنذ شاء لها القدر أن تصبح جزءا من هذه الدنيا وهى تعيش المهانة فى صورها والانصياع فى اشد أشكاله ، نشأت على ذلك حتى صار فرضا لا تملك سواه إذن فذاك قدرها وبينما تضطرب الأفكار فى رأسها إذا بوقع خطوات قادمة صوبها وتوقفت صاحبها بين يديها فرفعت رأسها فى انكسار وما تعلمت أن ترفعه فى عزه من قبل ، فإذا بوجه كريه شرس يطالعها أحست فيه بغض الدنيا كله ونفرت منه أشد ما يكون النفور .... نفرت منه نفورها من مجتمع ظلمها كثيرا ومن أشخاص أمثاله ساموها الخسف والهوان والذل كثيرا ولكن حتى ذلك لم يكن من حقها فليسلها أن تكره احد وان فعلت فليس عليها إظهار ذلك الكره ، لمحت فى يده ورقه ماليه تمثل بالنسبة لها الكثير منالأحلام والأماني وانفجرت شفتاه فى ابتسامه كبيره مقيتة عن أسنان صفراء تنبأ عن غرض خبيث تضمره نفسه الخبيثة ، ولكن أذا بالدموع تملأ عينيها وقلبها يخفق فى ذعر شديد ، وذلك الضمير الذي تحمله بين جبينها يتألم فى شده ، فقامت ببطء وألقت نظره على الرجل حملت كل معاني الاحتقار والكره والرفض ومضت إلى سبيلها ، فلأول مره فى تاريخها تحس معنى الكرامة دون أن تشتريها بل عندما رفضت أن تبيعها فها هي تسير حيث تريد هي لا حيث يريد لها الآخرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص