الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلعةلبنان تقتحم من الداخل

حبيب هنا

2007 / 1 / 26
الارهاب, الحرب والسلام



إذا كان الحزب قلعة لا تقتحم إلا من الداخل على حد تعبير قائد الطبقة العاملة (لينين) فان لبنان الذي خاض معركة أسطورية اعترف بها القاسي والداني عربياً ودولياً، شكلت قلعة صمود أدت في المحصلة النهائية، إلى العصف برأس رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، على طريق تغيير وجوه سياسية كانت تعتقد أن بإمكانها القضاء على حزب الله ولعب دور بارز في رسم سياسة الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تطمح إدارة بوش وضعها موضع التنفيذ بعد أن لاحقها الفشل من أفغانستان إلى العراق وما تمخض عنه من حجم للخسائر لم تكن تتوقعه، فضلاً عن التكلفة الباهظة الثمن الذي تكبدها دافع الضرائب الأمريكي.
ولأن أوروبا بمختلف توجهاتها السياسية، حتى وان بدت عند بعض المحطات على نقيض مع السياسة الأمريكية، لا تستطيع الخروج كلياً من عباءة أمريكا واتخاذ مواقف تحول دون تحقيق طموحاتها في السيطرة على العالم بالطريقة التي تراها مناسبة، سارعت إلى اتخاذ مواقف تصب في نهاية المطاف في طاحونة القناة الأمريكية التي ما فتئت رغم الفشل المتلاحق تسعى جاهدة من أجل فرض سياستها على العالم مهما بدت غريبة ولا تتوفر شرط نجاحها، لاسيما من خلال جملة من المقترحات والتوجهات، وأحياناً، اتخاذ المواقف المعلنة والصريحة في الهيئات الدولة مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى تتمكن من تشكيل مظلة تحول دون تساقط الأمطار الغزيرة على بعض وجوه القادة العرب، فتحفر فيها الأخاديد وتفسد مساحيق التجميل، الأمر الذي طل علينا بحملة من التصعيد والعبث في الوضع الداخلي اللبناني بغية توفير المناخات وتأليب الرأي العام الداخلي على القوى التي كانت وما تزال تتصدى لهذه المخططات، فكان العديد من الاغتيالات بدءاً من رفيق الحريري وصولاً إلى بيير الجميل، وقوداً للقاطرة التي ينبغي أن تصل إلى محطة اقتحام القلعة اللبنانية من الداخل، وما ترافق معها من التمترس خلف ضرورة المصادقة النيابية والرئاسية على تشكيل المحكمة الدولية.
ولما رأى بعض المخلصين الذين يقفون حائلاً أمام تطبيق هذه السياسة ومقاومتها بكل الوسائل، غدا الأمر أكثر وضوحاً والاصطفاف والفرز معهما باتا سيد الموقف، فطلت علينا بعض الشخصيات اللبنانية بالتصريحات التي تحاول جر سوريا بشكل أو بآخر إلى معركة تريد منها أمريكا وإسرائيل أن تتحول الأنظار من التصدي للمخطط الهادف إلى تقويض مقومات هذه الأمة، إلى الاقتتال الداخلي الذي من شانه تسريع وتيرة تطبيق المشاريع التصفوية وبسط السيادة المعادية لطموحات الشعوب العربية في نيل حريتها الناجزة بعيداً عن التبعية السياسية والاقتصادية على طريق التصدي الفعلي للمشروع الصهيوني وبدء تراجعه مع تعاظم دور القوى القادرة فعلاً على حمل طموحات الشعوب العربية على محمل الجد والسعي نحو تحقيقها على أرض الواقع بعد أن ثبت على حجر المحك عجز الأنظمة العربية الرسمية على تحقيقها.
ومع تفاقم الوضع، أوعزت أمريكا وإسرائيل إلى حلفائها اللبنانيين كي يفتعلوا الأحداث ويعملوا على تصعيدها بغرض الدعوة إلى استدعاء قوة متعددة الجنسيات للاستقواء بها على القوى التي تشكل حجر عثرة أمام تطبيق المشاريع المعادية، الأمر الذي أدركته القوى المخلصة فسارعت إلى الإمساك بزمام المبادرة وإعلان الإضراب وشل الحركة على الطرقات في خطوة أخذت بعين الاعتبار بعد مضي خمسين يوماً على الاعتصام، إمكانية تطويرها تبعاً للظروف والأحداث وما يمكن أن تؤول إليه الأمور في ظل التوكؤ الحكومي على الخارج الأمريكي الذي تعتبره المعارضة، فاقد للشرعية ولا يجوز له الاستئثار بمصير لبنان وتقديمه لقمة صائغة لأصحاب المشاريع المشبوهة التي هي في المحصلة النهائية، امتداد طبيعي يعول عليه في السياسة الشرق أوسطية الجديدة.
من هنا، كان لابد للأزمة أن تتطور وتأخذ منحنى آخر قابل للتصعيد كلما مضى يوماً إضافياً، فضلاً عن كونها مرشحة لدخول مراحل من الصعوبة بمكان الخروج منها بسهولة وبأقل الخسائر بعد أن باتت الوساطة التي سعت إليها أطراف عربية على رأسها جامعة الدول العربية غير ذي بال ولا تعني الأطراف اللبنانية من قريب أو بعيد، الأمر الذي يؤكد أن الأجندة على الساحة اللبنانية لم تكن لبنانية فحسب، خاصة وأنها جاءت في أعقاب حرب مرغت جيش الاحتلال وقادته العسكريين في وحل الهزيمة التي لم تعتد إسرائيل على مثيلها من قبل، علماً بأن الوضع الإسرائيلي المتأزم جرائها قد يعصف برئيس الوزراء ووزير دفاعه في المرحلة المقبلة.
وعليه، فإن لبنان القلعة التي استعصت على أقوى الجيوش في المنطقة، يحاول الحلف المعادي إلى اقتحامها من الداخل من خلال تقديم الوعود والفتات إلى القوى المتواطئة بغية تدميرها والقضاء على قوى الممانعة التي تحول دون تحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية.
فهل تستطيع ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل : لا مجال لبقاء حماس في السلطة بعد الحرب في غزة


.. أمير الكويت يعين الشيخ صباح خالد ولياً للعهد.. والأخير يؤدي




.. شكري يؤكد رفض مصر الوجود الإسرائيلي في معبر رفح| #الظهيرة


.. نجل بايدن يفسد فرحته.. فهل يفوّت بايدن فرصة إزاحة ترامب من س




.. غروسي: تفتيش منشآت نووية لدولة ما يخضع لأطر قانونية وفق التز