الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ترامب، نتنياهو و الحوثي، السياسة في زمن قطاع الطرق
حسام تيمور
2025 / 5 / 9مواضيع وابحاث سياسية

ترامب هو نموذج الكائن الصفيق البليد المثقوب، الذي يحاول تنصيب نفسه الاها، بينما نتنياهو هو نموذج للقرد السياسي البئيس و الملعون، و في الخلاف المستجد بينهما لا يمكن اعتبار أن أحدهما على حق.
تجري حاليا في الشرق الاوسط صناعة مشهد فوضوي معقد من حيث منطلقاته و غاياته.
لقد اتخذ الرئيس الامريكي قرارا يعبر ربما عن ماهيته و ماهية المنظومة التي يشتغل على رأسها، او التي تقبل اشتغاله على رأسها، و هو يشعر طبعا بشيء من العار، سيخلق لديه حساسية مفرطة من ردود الفعل الاسرائيلية، و بمعنى انه هو نفسه لا يحتاج سببا مقنعا لانتهاج سياسة الهجوم الدفاعي، و هو ما تقوم به مثلا امرأة سيئة السمعة.
على الجانب الآخر، نتنياهو عنصر فاسد و مستهلك و متعفن ضمن منظومة فاسدة و مستهلكة و متعفنة كذلك، انسان بدون بروستاتا، لا يصلح لممارسة السياسة ولا أي شيء آخر، و هو خطر على ذاته و على كل ما يحيط به و أولهم اصدقاؤه و حلفاؤه المقربون.
هل تنصلت الولايات المتحدة من التزام معين تجاه اسرائيل ؟ هذا صحيح قطعا، حتى لو لم يكن الأمر واضحا بلغة السياسة و العسكر و مردودها العملي. و كان هذا التنصل بشكل فظ و أحادي، حيث لم يتم اطلاع الجانب الاسرائيلي على الاتفاق الذي تم كنتيجة لأيام من المفاوضات، و هذا ما خلق صدمة داخل الكيان اعلاميا و سياسيا و عسكريا، و الامر لا يتعلق فقط ب "نتنياهو" و تلاعبه و حكومته و تخبطها.
لكن مهلا .. ألم تكن هناك تسريبات تصل الى الجانب الاسرائيلي؟ لا يمكن المغامرة بجواب قطعي هنا، لكن غالبا كانت هناك تسريبات.
إن بداية التحول كانت من خلال مشهد لم يرصده الكثيرون، و هو صاروخ "مطار بنغوريون"، او الصاروخ الذي على غير العادة تجاوز بشكل غير مفهوم منظومة "ثاد" الأمريكية، و التي تشغلها موارد بشرية امريكية داخل اسرائيل طبعا، كان لدينا شك او شبه قناعة أن هذا التجاوز لم يكن خطأ المنظومة، التي اسقطت كل الصواريخ من نفس النوع قبل ذلك، و بمعنى ان المنظومة يستحيل ان تخطئ في اسقاط الصاروخ بأي شكل و بأي هامش محتمل، و بمعنى، ان التجاوز كان مقصودا من قبل الجيش الأمريكي بتعليمات سياسية، او رسالة امريكية مبطنة الى تل ابيب مفادها، أنه يجب عليكم التزام الصمت بخصوص الاتفاق الذي سيعلن بعد يومين.. و هذا على أقل تقدير فقط، حيث لا يستبعد ان يكون الحوثي نفسه مشاركا لامريكا في صياغة هذه الرسالة، ضمن اطار المفاوضات. و هذا بمنطق الولايات المتحدة ممكن، و بمنطق ترامب ممكن أكثر !
هناك كذلك شيء غريب نوعا ما، حدث يوم الرد الاسرائيلي على "صاروخ بنغوريون".. حيث نفذت اسرائيل هجماتها بتنسيق مع الولايات المتحدة كما يظهر ( اعلاميا و سياسيا)، لكن مفهوم التنسيق هو الوحيد المفقود وسط كل هذا العبث، و الحديث هنا عن التنسيق العسكري، حيث ان الاهداف لم تكن تحمل أي طبيعة أو قيمة توحي بوجود تنسيق عسكري أو حتى تعاون استخباراتي سطحي، في الوقت الذي تشتغل الولايات المتحدة على مدار اليوم و الساعة على تحديد و تحديث الاهداف و ضربها، و هكذا قصفت اسرائيل ميناءا و مصانع ثم مصانع و مطارا في الموجة الثانية، و عادت ادراجها، قبيل الاعلان الأمريكي الغريب بساعات.
هل باعت الولايات المتحدة اسرائيل كما يروج الاعلام الاسرائيلي، أم أن القرار الأمريكي جاء نتاجا لظرفية معينة املتها البراغماتية المحددة لطبيعة التدخل منذ البداية، و هو وقف استهداف السفن و ليس شيئا آخر؟
يمكن اعتبار أن نتنياهو يتلاعب عندما يربط بين توقف الجيش الامريكي عن استهداف الحوثيين باعتباره عملية محددة الاهداف و بين التزام الولايات المتحدة بحماية اسرائيل، رغم ان هذه العملية كانت تخضع لتوافقات غير معلنة بين ترامب و اسرائيل، تمنع اسرائيل من استهداف الحوثيين طوال هذه الفترة و للاكتفاء بالمراقبة، و بما معناه ان الولايات المتحدة أخذت مسؤولية تحييد الجبهة اليمنية و وضعت هدف توقفهم عن استهداف السفن الامريكية كغطاء سياسي لهذه العملية، علما ان الحوثيين سيرفضون التفاوض و المساومة، الى النهاية.
الاختبار الوحيد لحقيقة ما يحدث في الشرق الاوسط بين امريكا و اسرائيل و ايران و اذرعها، سيكون لحظة قيام اسرائيل باستهداف ايران، و رد ايران على هذا الاستهداف بشكل جدي طبعا، هنا يمكن فعليا معرفة مدى التزام الولايات المتحدة بحماية الكيان نفسه وجوديا قبله حماية نتنياهو كواجهة سياسية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بلدية غزة تحذر من أزمة مياه حادة وتناشد المنظمات للتدخل العا

.. الاحتلال يستهدف تكية طعام في غزة

.. أكثر من 100 شهيد جراء غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع

.. لقاء مكي: نتنياهو في خطابه لم يغير أي شيء من أجل الحصول على

.. اتصالات مكثفة بين سوريا ومسؤولين أوربيين عقب رفع العقوبات..
