الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح

بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)

2025 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ انطلاقها في أواخر ثمانينات القرن الماضي، كانت كتائب القسام قد رسمت لنفسها خطا مغايرا لا يقبل بغير السلاح. وذلك لإدراكها بأن فلسطين لا تحررها الخطابات ولا الاتفاقيات، وأن العدو لا يفهم سوى لغة القوة.

فمن نواة تنظيمية في غزة والضفة الغربية إلى قوة عسكرية تقف اليوم القسام أمام الجيش الذي صاحبته منذ تأسيسه أسطورة "الجيش الذي لا بهزم"، والمدعوم من امريكا والغرب بأسلحة لا تنضب.
وكما ولدت خلايا المجاهدين التي أسسها الشهيد عز الدين القسام كرد فعل طبيعي في ثلاثينيات القرن العشرين على الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، كانت ولادة كتائب القسام.

فمن الشهيد يحيى عياش المهندس الذي أعاد تعريف العمل الفدائي ليس فقط عبر العبوات الناسفة، بل عبر تأسيس لعقيدة جديدة في القتال. إلى القائد الشهيد محمد الضيف الذي أرهق الاحتلال وخرج له من تحت الركام بعد كل محاولة اغتيال. الضيف الذي أعاد تشكيل الكتائب من الداخل، مؤسسا بذلك منظومة قامت على السرية المطلقة والتنظيم الهرمي والاستعداد الدائم لمعارك قادمة. محمد الضيف الذي حول غزة من سجن كبير محاصر إلى قاعدة صاروخية أقلقت أمن دولة الاحتلال ولا زالت.

إلى القائد الشهيد المشتبك يحيى السنوار العقل الأمني الذي تخرج من سجون الاحتلال وبنى بيئة أمنية محصنة داخل غزة. السنوار الذي أمسك بخيوط السياسة دون التفريط بثوابت العمل العسكري، وأبرز مؤسسي القسام الذين أثبتوا أن اغتيال القادة لا يكسر ظهر التنظيم، بل يعمق جذوره ويثبتها.

واليوم ورغم غياب هؤلاء القادة تأتي عملية أبواب الجحيم االتي أطلقتها كتائب القسام بتاريخ ٨/مايو/٢٠٢٥، عبر سلسلة اشتباكات ضارية تخوضها مع عصابات جيش الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في إطار تصديها لتوغله أي الجيش الذي جاء بهدف محاولة استعادة زمام الأمور هناك.

حيث استطاع القسام مجددا، أن يحطم وهم هذه الدولة من خلال الكمائن والقنص وغيره من التكنيكات القتالية، ومنها تمكنها من استدراج وحدة خاصة إلى داخل منزل ، ثم اشتباكها معها وأيقاعها بين قتيل وجريح. وغيرها من العمليات..

وهنا يكمن الفرق بين جيش جبان يقاتل من الجو ومقاومة جريئة مقدمة على الشهادة، تقاتل وجها لوجه في اشتباكات شجاعة على أرض الميدان.
فالقسامي لا يتحصن خلف جدر بل يخترقها ويقاتل بعقيدة ثابتة، وهذا ما جعل الكتائب مشروع مقاومة متكامل، يمتلك بوصلته ويسير وفق مؤشرها وسط آلة العدو العشوائية التي تفتقر إلى بوصلة في قتالها..وشتان ما بين من يمتلك ومن لا يمتلك.
القسام اليوم لا يدافع عن غزة وفلسطين فقط، بل عن منطقتنا العربية بكاملها. وعملية مثل ابواب الجحيم هي إعلان صوته عال، يصرخ في وجه العدو، أن هذه الأرض لا تستسلم، وأن يد المقاومة لن تبرح الزناد..
وعلى نهج الشهيد عز الدين القسام الذي أعلنها قبل عقود من جبال يعبد.. إنه لجهاد نصر أو استشهاد....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتصالات مكثفة بين سوريا ومسؤولين أوربيين عقب رفع العقوبات..


.. تعرف على خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن بواسطة منظو


.. خارج الصندوق | صراع داخل إسرائيل.. قادة ينفجرون غضبًا ضد نتن




.. بسبب غزة.. أوروبا تعاقب إسرائيل تجاريًا