الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين آمال التغيير وصناديق لاتأتي بتغيير

أكرم بوتاني

2025 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الكتل السياسية الشيعية مقتنعة تماما بفرضية مفادها ان"تسقيط الكتل السنية ، يزيد من مشاركة ابناء الطائفة الشيعية في الإنتخابات "، وهي الفرضية التي انتهجتها تلك الكتل في الدورات الانتخابية السابقة ، ويظهر انها مصممة على عدم التغيير من نهجها في الإنتخابات القادمة التي صَوَت مجلس الوزراء العراقي على اجرائها يوم 11 نوفمبر2025 .
مع ذلك فإن حالة اللاإستقرار التي تعصف بالمنطقة يحتمل ان يمتد اثرها الى العراق ايضا ، حيث لايمكن فصل الدولة العراقية عن محيطها ، فمن غير المستبعد ان يتغيير النظام السياسي العراقي بالطريقة التي تغيير بها النظام السوري ، وان صَعُب امر التغيير على ايدي العراقيين فهناك احتمالية قوية جدا في ان يتغيير نظام الملالي في طهران ، وفي كلتا الحالتين لن تكون هناك انتخابات اصلا في ظل نظام سياسي جديد ، وهو امل غالبية العراقيين .
بعد اعلان موعد الانتخابات المقبلة إتُهم الشيخ خميس الخنجر بالطائفية من خلال تسريب صوتي اظهرته احدى الفضائيات العراقية واحيل الملف الى القضاء ، وفي نفس الفترة برأ القضاء العراقي ساحة السيد محمد الحلبوسي من جميع التهم التي نسبت اليه ، لتتفتح امامه فرصة المشاركة في الانتخابات المرتقبة ، وهو مؤشر على ان الكتل الشيعية تخطط لتفريق صفوف العرب السنة من خلال تبرئة الحلبوسي ، وتسقيط الخنجر .
فالكتل الولائية الشيعية تعيش حالة خوف وقلق من مخطط محتمل لإعادة السلطة الى العرب السنة وانهاء النفوذ الايراني في الدولة العراقية كما حدث في سوريا ، ومن غير المستبعد ان تكون تلك الكتل قد حصلت على معلومات استخباراتية مفادها بأن الشيخ خميس الخنجر هو الشخص الذي تم اختياره من قبل الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج وتركيا للقيام بمهمة تغيير النظام السياسي في العراق وانهاء النفوذ الايراني .
لاشك ان غالبية العراقيين من زاخو والى الفاو يتفقون على ضرورة تغيير النظام السياسي الذي يهيمن عليه الحرس الثوري الايراني ، سواءا جاء ذلك التغيير على يد الشيخ خميس الخنجر أو على يد السيد فائق الشيخ علي أو على يد اي شخصية عراقية يهمها امر الدولة والشعب ، شريطة ان لاتستبدل الهيمنة الايرانية بالهيمنة التركية التي تعتبر العراق جزءا من اراضيها ، كما فعل محمد الجولاني بسوريا مستبدلا الهيمنة الايرانية بالهيمنة التركية.
لكن قد لايكون انصافا اختزال الخضوع لإيران بالكتل الشيعية فقط ، ومن الظلم ايضا اختزال الفساد بتلك الكتل لوحدها ، فالنظام السياسي بمجمله خاضع للحرس الثوري الايراني منذ اكثر من عقدين من الزمن ، وهناك كتل سياسية تمارس العمالة المزدوجة بين تركيا وايران وبعض دول الخليج ، فمن واجب الشعب العراقي ان يفكر بعقلانية بعيدا عن العواطف القومية والمذهبية والطائفية ليتمكن من تغيير هذا النظام ، وعلى احرار العراق ان يدركوا ان انتصار الشعوب حقيقة حتمية ، فالكتل السياسية لابد لها ان تزول مهما طال تمسكها بالسلطة ، بينما الشعوب باقية ولازوال لها ، رغم ان حيتان الفساد يتجاهلون بغباء لهذه الحقيقة ، لكن تجاهل الحقيقة لايلغيها .
في الخاتمة نقول : النظام السياسي الذي يتطلع اليه الشعب العراقي بعد ازاحة حيتان الفساد ، هو نظام يقوم على اساس من العدل والمساواة ، وان تصان فيه عزة وكرامة العراقيين ، دون التمييز بين القوميات والاديان والطوائف ، بمعنى ان يكون نظاما قائما على فصل الدين عن الدولة ، وكما يقال الدين لله والدولة للجميع ، اما ثورة تحرر العراق من نفوذ ايران لتضعه تحت نفوذ الاتراك والخليجيين فلا بارك الله بتلك الثورة ، وستكون مقدمة لثورة تصحيحية من قبل الاحرار من ابناء العراق .

اكرم بوتاني
دهوك
9/5/2025م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن يبحثون تطورات الملف السوري


.. إسرائيل تشيع جنديًّا عُثر على رفاته بسوريا بعد عقود




.. حزب الله يفاجئ إيران: اسحبوا عناصركم من لبنان


.. الرئيس السوري يحسم موقفه من حضور القمة العربية في العراق | #




.. ترمب: سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات على سوريا والرئي