الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية يسارية للقضية الكردية في العراق في الوقت الراهن

علي العبود

2007 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان الاستعراض التاريخي لقضية القوميات في العراق وللقضية الكردية يتطلب بحثا مطولا لذا ارتأيت ان تكون مناقشة مبسطة للقضية من الناحية النظرية اولا ومن الناحية العملية المرتبطة بحركية النظرية ثانيا والاستشهاد بالامثلة التاريخية ثالثا يؤكد المشروع اليساري الماركسي ان تناول القضية القومية يجب ان ينطلق من دراسةالخصائص الملموسة والتعامل على اساس الشروط التاريخية في الحقبة المعنية ويؤكد التاريخ وجود مراحل متباينة لظهور الحركات القومية فهنالك مرحلة انهيار الاقطاع في اوربا والتي ظهرت بها القوميات لتجتذب اوسع الجماهير الشعبية بالرغم من ان قيادتها بيد البرجوازية الصاعدة انذاك وهناك مرحلة الامبريالية وسيطرتها الوحشية على الشعوب حيث ظهرت مسألة القومية باشكال متنوعة لترتبط بحركات التحرر الوطني وقد ظهرت تداخلات ادت الى قهر قومي داخل الدول المتحررة من سيطرة الامبريالية المباشرة ويؤكد المشروع اليساري الماركسي ان طرح مسألة القومية المظلومة في ظل القومية الاكبر التي تقودها دكتاتورية يختلف عن طرح تلك المسألة في حالة قيادة القومية الاكبر بيد حكومة ديمقراطية ويتحدث لنا التاريخ السابق عن موقف لماركس وانجلز عندما اعتبروا استقلال بولونيا عن روسيا القيصرية "كواجب الزامي على الحركة الديمقراطية كلها في اوربا الغربية طالما ان الجماهير الشعبية في روسيا لا تزال مستغرقة في سبات عميق" كان ذلك في القرن التاسع عشر وقد استشهد القائد الثوري لينين بهذا المثال التاريخي وبالتالي فان تشكيل رؤية يسارية ماركسية عراقية عن القضية الكردية يتطلب استيعاب المرحلة التاريخية الحالية وخصائصها الملموسة وقد كان شعار الحزب الشيوعي العراقي بقيادة سلام عادل بعد انتصار ثورة 14 تموز المجيدة 1958 شعارا صائبا وهو الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان وكانت الاولوية الحفاظ على استقلال العراق المهدد خارجيا وداخليا والعمل على تعميق النضال من اجل الديمقراطية منطلقا ايضا من مصلحة الطبقات المظلومة لكلا القوميتين العربية والكردية وقد وقفت العناصر اليسارية الراديكالية العربية موقفا رائعا بتحالفها مع الشعب الكردي بعد الانقلاب الفاشي 1963 والتي كانت تعول عليه الرجعية الكردية الكثير في حين خذلها النظام البعثي الفاشي انذاك.اما بعد الانقلاب البعثي عام 1968 فان القضية الكردية اصطدمت بملابسات المناورة البعثية وما يسمى بحل اذار 1970 عندما انطلت تلك المناورة على اليمين في الحركة الشيوعية العراقية وما نتج عن ذلك امتثال الاخوة في كردستان في منتصف سبعينات القرن الماضي وتداخل ذلك مع دور الرجعية الكردية في العداء للشيوعية ثم تعود القضية الكردية لتكون احد مفاتيح النضال ضد دكتاتورية صدام وقد مارس الوطنيين الشرفاء دورا مشرفا في كردستان الا ان التحرك الامريكي الصهيوني في المنطقة في التسعينات انتج ا شكالات كثيرة اما بعد سقوط الدكتاتورية على يد المحتل فان الرؤية اليسارية الراديكالية تتطلب تعريف المرحلة باعتبارها مرحلة احتلال اجنبي وتبعية الاقتصاد العراقي لخدمة الاقتصاد الرأسمالي العالمي في ظل نشاط سياسي محموم للصهيونية في العراق عامة وكردستان خاصة مع نشؤ رأس مال طفيلي واسع في كردستان وبالتالي فان اي تعامل مع القضية الكردية يجب ان يرتبط مع نضال الشعب العراقي لبناء عراق مستقل ديمقراطي موحد وتصفية بقايا الفاشية القديمة مع ردع الفاشية الجديدة المتنوعة وقد اثبتت المواقف السياسية الاخيرة في العراق عن تخادم بين الاستقطاب الطائفي والاراء الانفصالية الكردية ذلك التخادم الذي يتناغم مع بقاء المحتل والتأسيس لدكتاتوريات مصغرة داخل دولة هشة من الناحية الادارية والقانونية ومن المحزن ان المرحلة الحالية قدمت لنا الفارق الكبير بين موقف اليسار العراقي من القضية الكردية عام 1961 ذلك الموقف الشجاع والصائب وبين موقف اليسار الاصلاحي الحالي الذي تميز بالذيلية تجاه الفيدرالية المتناغمة مع الطروحات الانفصالية الكردية ان التعامل يجب ان ينطلق من قضية الاستقلال الوطني والديمقراطية وضرورة تجنب القفز على المراحل وخاصة ان هناك طروحات يسارية جامدة تتعامل مع القضية الكردية وكأننا في مرحلة ثورة اشتراكية والتي تلتقي مع طروحات اليمين في الحركة الشيوعية العراقية

علي العبود/الناصرية
20/1/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية