الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى استعبدتم الشعوب وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...؟!...

حياة البدري

2007 / 1 / 25
حقوق الانسان


من أهم حقوق الإنسان المتعارف عليها ومن أهم البنود الرئيسية لهذا الدستور الدولي الذي سنته وسطرته أهم الدول وصادقت عليه، الحق في الحياة وبالتالي إلغاء عقوبة الإعدام سواء شنقا أو رميا بالرصاص...واحترام كرامة الإنسان وآدميته كيفما كان عرقه وديانته ... مع التعارف بين العديد من الشعوب على احترام الأعياد و قدسيتها وعدم إلحاق الأذى بأي إنسان كيفما كان لونه وجنسه وهويته في هذه المناسبات...واعتبار قدسية الأعياد من قدسية الإنسان واحترام لإنسانيته وكرامته وكينونته ...

وهذا ما صادقت عليه القوة العظمى، نعم القوة العظمى، التي تبوئ نفسها حاميا حمى المظلومين ومنصفا لهم... ! وقاضيا عادلا بين الخصوم... و حارسا أمينا على سلامة الأمن الدولي وعدم الفلتان الأمني في أي رقعة من العالم...أو تخلف بلد عن البلدان الأخرى... ومحاولة تخفيف وطأة الفقر وتقليص الفوارق بين الطبقات والعمل بكل حزم وجد على استقلال كل الدول وعدم تبعيتها... وتقديم كل أنواع الدعم ... من أجل تخفيف القروض الدولية والتدخل في الوقت المناسب للحد من الغلاء الفاحش والزيادات التفقيرية...

فهذا ما يجب أن تقوم به القوة العظمى الأولى بالعالم و هل هذا ما تقوم به أمريكا؟...، القوة العظمى التي تمنح نفسها صفة الحارس الأمين على الكرة الأرضية وناشرة الأمن والسلام والعدل بها... !!

إن أكبر دليل على احترام أمريكا وخصوصا الآخذين بزمام الحكم بها للإنسان وكرامته ... ما اتخذته من إجراءات صارمة في العراق للحد من النعرات القبلية واشتعال الفتن الشيعية والسنية بارك الله فيها وقلل من أمثالها ... ورزقها بخصم عنيد تنشغل به ...ويعمل على تقليص جبروتها وطغيانها اللامحدود واللا معقول واللا إنساني.... ويحد من رأس ماليتها المتوحشة...

فأهم ما قامت به القوة العظمى، حامية حمى بني البشر: هو تقديس الإنسان وتكريمه واحترام مشاعره واحترام قدسية أعياده... نعم لقد احترمت عيدنا الأكبر الذي يحتفي به المسلمون في كل ربوع الكرة الأرضية... ولقد احترمت بنود حقوق الإنسان ونددت بالإعدام وبكل ما يعمل بالتشهير بالإنسان وبشريته وآدميته ! ... فيا سلام على هذه الإنسانية...التي يتمتع بها المسئولين على هذا البلد ...ويا لها من أخلاق نبيلة يتسم بها هؤلاء ... !

إن روح المساواة بين كل أجناس بني البشر وتكريم إنسانية الإنسان لإنسانيته بعيدة كل البعد عن هؤلاء الذين يمطروننا دائما وأبدا بالكلمات الغليظة المتعلقة بحقوق الإنسان والدفاع عنه وحمايته والتدخل من أجل نشر السلام والهدنة بين الدول ...

فقد انكشفت لعبتهم الحقيرة أمام العالم بأسره، بكباره وصغاره ومثقفيه وأمييه... وسقط قناع البراءة والسلام... الذي يحاول مسئولو الشعب الأمريكي ارتداءه... أمام الكل وحتى أمام معظم الشعب الأمريكي نفسه الذي بات يقول لا للطغيان والظلم والتسلط... وكفى من القتل وإزهاق الأرواح...

ونتمنى أن يتم الحسم في هذه الفوضى وهذا الدمار البشري والتقهقر الإنساني... ساعة الانتخابات الأمريكية المقبلة وأن يكون الشعب الأمريكي ديموقراطيا وأن ينجح كما نجح الشعب الفرنسي والإسباني...وأن يتم تغيير مجرى التاريخ...وأن تتحقق كل مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على كل بقاع العالم بطريقة متساوية دون التفرقة بين شعب وآخر وبلد وآخر...

هذه الحقوق التي تم وأدها يوم عيد الأضحى، عيد كل المسلمين، العيد التي تم فيه جرح قلوب معظم المسلمين والعرب وتحويل فرحتهم إلى غم ونكد ويأس... ولم يٌحترم فيه حق المشاهد وصدمت فيه براءة الأطفال ولم يتم مراعاتها واحترامها... لدرجة قام فيها أحد الأطفال المغاربة بتقليد تلك الجريمة اللا إنسانية التي تعرض لها صدام حسين... أمام الملأ...، فعلق نفسه كما يُعلق الخروف يوم العيد بمساعدة أخته الأصغر منه... ووضع حدا لحياته التي لم تبدأ بعد... نتيجة خطأ فادح ارتكبه المسئولون الكبار... الذين لم يحترموا إنسانيتنا نحن العرب والمسلمين جميعا، ولم يحترموا حتى أطفالنا وآباءنا وأمهاتنا نتيجة تلك الصورة المقززة المكسوة بكل أنواع العنف والحقد والانتقام... التي أتحفتنا بها القنوات التي هي الأخرى لم تحترم مشاعر الشعوب العربية والمسلمة... وكان همها الأكبر هو السبق الصحافي...ولم تفكر ولو لحظة في قدسية الصورة واحترام حق المشاهد...

فهل هذه هي حقوق الإنسان، التي ينادي بها المنتظم الدولي، وهل هذا هو الحق في الحياة الذي تتبجح القوة العظمى في الدفاع عنه، وهل هذا هو الحق في قدسية الأعياد وبالتالي احترامها واحترام مشاعر كل إنسان...؟ ! وهل هذا هو الحق في مشاهدة صورة ترقى بالذوق الإنساني وتسموبالانسان وتبعده عن العنف ... !؟

إن هذا لعمري أكبر عنف وجرم وأخطر إساءة للكرامة الإنسانية وللكينونة العربية ... صادقت عليه أمريكا وزكته وأمرت بتطبيقه بالتعاون مع حلفائها وكراكيزها ودماها بالعراق المسلوب ... منذ حضور السفير الأمريكي ومستشاره اللذين حضرا بكثافة اجتماعات الإعداد لتفاصيل الإعدام وإعطاء الضوء الأخضر لكي تمر هذه العملية الوحشية، الهمجية... بالصوت والصورة، بغية ضرب سرب من العصافير العربية بحجر واحد!؟ ... من أجل إشعال نار الفتنة وإذكائها بين أفراد الشعب الواحد والتربع بالتالي على أرض بلاد الرافدين كحكم دائم وأبدي والاستمرار في استعماره وامتصاص خيراته ... وحتى يستفيد الكل...و يكون الرئيس العراقي صدام حسين عبرة لكل من سولت له نفسه رفض مخططات الرب الأعلى... وحتى يكون بالتالي آخر واحد يقف أمام القوة العظمى ويقول لا...أو فكر في أن يتمتع بهالة كرزماتية ...و إلا مرغت كرامته بالتراب ومورست عليه كل أنواع الذل والهوان ...

ولكنهم مهما فعلوا بصدام وحاولوا إذلاله، فالرجل ظل جبلا شامخا ومتحديا حتى في أصعب المواقف ... مبلغا لهم رسالة مفادها أن الحياة والموت سيان لدى كل العراقيين تحت وطأة الاستعمار والتنكيل... الشيء الذي جعل العديد من العراقيين والعرب رغم جبروته وطغيانه فترة حكمه يتعاطف معه...و يصوم من أجله... نعم... وسيظل كل المسلمين وفي كل عيد أضحى يتذكرون وفاة صدام ووفاة كرامتهم المهدورة ...والجرح الغائر الذي ارتكبته أمريكا في حق الإنسان وقدسيته أثناء فترة حكم بوش...

والسؤال الذي يبقى مطروحا علينا بإلحاح ، مادام بوش قد ارتكب عدة جرائم في حق الإنسانية ولا يزال يرتكب إلى وقتنا هذا... حيث تجاوز عدد الضحايا منذ الغزو الأمريكي ، السبعمائة ألف مدني من العراقيين و ثلاثة آلاف عسكري أمريكي ... ولا تزال الحصيلة ترتفع والوضع يزداد تفاقما بين البلدين... هل يمكن حتى محاكمته بتهمة جرائم ضد الإنسانية ... وبالتالي بالطريقة التي حوكم بها صدام ويوم أقدس عيد لدى الشعب الأمريكي...؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟