الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقت ُلفيلنوس وناسها ........تتمة الى مشاهد من هنا وهناك

رشيد كرمه

2007 / 1 / 25
الادب والفن


كانت المقاعد في مسرح مدينة فيلنوس العاصمة الليتوانية ـ المسرح الذي شبهته بمسرح البولشوي في موسكو ـ قد حجزت منذ أمد بعيد ,ولم يتبقى إلا بعض منها في الصفين الأمامين ,حيث لاتبعد المسافة عن المسرح إلا قليلا ,وهذا ما أفرحني وساعدني لأنه سيوفرلى الرؤية الواضحة ,بالرغم من ثمن التذكرة الذي كان باهضا ً , هذا ماعرفته من خلال مرافقتي اللتوانية ,والتي كانت قد دخلت بما يشبه المفاوضات مع مسؤولة بيع التذاكر عبر ستار زجاجي محصن وسميك تتم المحادثة عبر لاقط صوتي ( مايكرفون ) وتدفع الأثمان عبر فتحة خاصة كتلك التي تصمم في بعض المصارف والبنوك , ولما كنت انا من سيدفع كلفة مشاهدة عرض ( الفصول الأربعة ) فلقد عُرض علي مخطط قاعة العرض الجميلة وكان علي الحسم في الإختيار إذ لم يتبقى من الوقت إلا سويعات , وطمعا مني ( وبرمكة ) مبالغ فيها إخترت المقاعد الأمامية ولكن بتردد منتظرا تدخل المرافقة برأي ما ولكنها أبت ان تفعل , وهممت بعد نقودي وإذا برأي سديد يأتني من سيدة سبعينية كانت واقفة الى جانبنا يعلو الشيب شعرها ويضيئ وجهها إبتسامة ودودة خجلى حدثتني باللغة الإنجليزية قائلة :أن الفرق ليس كبيرا من حيث المسافة الى خشبة المسرح وبالرغم من ذلك فإنك ستوفر الكثير , ومن دون أي تردد أشرت الى رفيقتي بالحجز في الصف الثاني , باسطا ً يدي الى حيث بائعة التذاكر والتي منحتني الطمأنينة عبر إبتسامتها العذبة , ورحت أشكر المرأة السبعينة بما أحفظ من لغة روسية ركيكة مع إنحناءة إحترام لجيل ٍ قدم للتجربة الإنسانية الكثير .بل قال كلمة الفصل للنازية وأهوالها , وآمل ان يستوعب العالم نتائج الزلزال السوفيتي , ويستخلص من التجربة عظة ً, بأن يصبح المثقف هو من يقود لا أن يقاد والفرق في هذه المسألة بين ٌ وجلي ....

Chreography and Chaosgraphy

(3) Les 4 Saisons….

كان رواد مسارح الرقص اللتوانيون وضيوفهم تواقون هذه المرة الى الافتتاح الكبير لباليه بريليوكاج ــ الفصول الاربعةــ من موسيقى انتونيو فيفالدي. قدم العمل على المسرح بالتعاون مع فابريس هايبر لمهرجان مونتبلييه للرقص وقد عرض العمل أول مرة في 1 تموز 2005 .
ماذا في مقدور الجسد ان يفعل؟.. هذا ماردده المبدع مخرج العمل حيث قال :.. يراودني هذا السؤال المتكرر في انتاج Spinoza المسمى Ethics عند بداية كل أنتاج جديد. في كل مرة اجد نفسي محفوفا بالشك. بل انا متردد هذه المرة اكثر من ذي قبل وأمامي كونسرتو أنتونيو فيفالدي ــ الفصول الاربعة مقطع 8 بارادوكس أ. هل بمقدور موسيقى كهذه واسعة الشهرة، معروفة وتقليدية و شاردة ...هل بمقدورها حقا ان تستمر في كونها معطاء و بدهشة أن تسبر أغوار نطاقات مجنونة وأن تسبر أغوار أسرار أعمق؟ هل بمقدورنا أن نمحو من ذاكرتنا الصورة السلسة التقليدية لهذه الموسيقى؟ وبالاخص في العقود الاخيرة ..و..بانها وفي العمق الدقيق موسيقى راصدة وببالغ الحساسية؟ تلك هي أسئله يسلطها الكريوجرافي في أحدث أعماله.
في (الفصول الاربعة) تظهر تعددية المشاهد والمؤثرات البلاستيكية جلية للعيان. بل هي جلية بأبعاد أكثر وضوحا كعمل تعددي التأليف من قبل فنان ذو قدرة خلاقة كفابريس هايبر.
و بالرغم من ان هذا الفنان قد استنبط محورا جديدا في فن الحركة الا انه لم يشاهد عرضا راقصا قط قبل ان يلتقي بريليوكاج ولكن لم يمض وقتا طويلا على المشاركة الثنائية لهما حتى كان لهما ان يستكشفا الارض المشتركة لسبيل كل منهما في التعبير ــ الخلق والتحول والتي اسمياها ال (Chaosgraphy) .
كان فضاء (الفصول الاربعة) المليء ببروتوتايب هايبر لفاعليات الاشياء(POF) محفزا لمخيلة واضعي الكريوجرافي
بقدر ما كان ملهما لحركات الراقصين المرتجلة .
من خلال عمله مع هايبر كان بريليوكاج يضع مؤلفاته الكريجرافبة كتصاميم على الورق مستمتعا برسم تصاميم جديدة في كل مرة، حينها كانت لهايبر الفرص سانحة لآستنباط وظائف جديدة للجسم البشري لعكسها من خلال تفاعل هذا الجسد مع الاثارة التي تسلطها تغيرات البيئة. الى جانب الترسانة العاطفية والفلسفية لهذين الفنانين ، كان هناك اثني عشر راقصا كأشهر السنة الاثني عشر يجسدون فصول السنة المتقلبة .
كان عملا مبهرا حقا , حيث تألق الجميع في تجسيد الحركة الديناميكية لقوانين الحياة , كما ان العمل أشار بشئ من الوضوح والبساطة , بأن الجميع معني بعملية التطوير والتغيير , لذا كان إختيار الراقصين موفقا ً حيث الأسود الى جانب الأبيض والمرأة الى جانب الرجل , ولقد ترك المخرج أبطال العرض هذا يرقصوا بملابسهم الخاصة المتعددة الألوان مشيرا الى تعددية وتنوع الأفكار والثقافات ومؤكدا على وحدة التكوين الأنساني منذ لحظة الخلق الأولى وهذا ما أوقد حماس من حضر ذلك العرض الآخاذ عند النهاية حيث أجبر فرقة الراقصين العودة الى المسرح لتحية الجمهور لأكثر من 5 خمس مرات متتالية والوقوف على المسرح لرد التحية والتصفيق الذي يستحقون ,
بينما تضاعفت مشاعري أثناء ذلك حيث كنت اصفق للمخرج والراقصين وللجمهور الذي يحاول الصمود وتحدي العولمة الأمريكية من خلال إستخدام الدين عبر تجنيد الكنيسة الكاثوليكية لأحباط نهضة الناس , ناس فيلنوس
يتبع في الجزء الأخير عن مشاهدتي للمشهد الثقافي الليتواني
وسيكون عن مسرح الدمى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف