الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة حكم العقائد.. أنظمة مُعادية لشعوبها

عدنان فارس

2003 / 7 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

تعلمُنا التجارب السياسية في بلدنا العراق والمنطقة والعالم بأن الأحزاب "العقائدية"، أي تلك القائمة على أفكار مُصففة ومرصوصة بتماسك خال تماما من المسامات- تماسك لا يتمكن حتى "الجنّي الأزرق" أن ينفذ إليها، فما بالك بمتغيرات الحياة ومُستجدّات الواقع التي سرعان ما تتحطم على "صخرة" المباديء والعقيدة لهذه الأحزاب، لا يُمكنها- هذه الأحزاب إلاّ أن تكون أحزابا تضليلية وديماغوجية وهي خارج السلطة، أو أن تتحوّل إلى أجهزة قمعية إرهابية عند استلامها السلطة.

ورغم ادّعاءها بأنها أحزاب سياسية إلاّ أنها تعادي وتقمع الوعي السياسي عند الناس خوفا من أن يُفتضح أمرها وزيف ادّعاءاتها، لأنه كما يُقال أن الوعي السياسي هو أرقى انواع الوعي في المجتمع فيما يخص "فكة العين وتشغبل الدماغ". ولذلك مُنعت التعدّدية الحزبية في ضل نظام الحكم "المبادئي العقائدي"، وكما لاحظنا أن "حزب" البعث المُنحل عمل جاهدا وهدّد الناس بأرزاقهم بهدف تبعيثهم "حجرهم"- والذي "يبطّل" من الحزب إعدام، حسب قاعدة "دخول الحمام مش زي خروجه".

إن الأدلة والشواهد على أن أساليب حكم الأنظمة "المبادئية العقائدية" هي واحدة وإن العداء بينها ليس حقيقي، عديدة وكثيرة. بعض هذه الأنظمة في ذمّة التاريخ ومنها ما هو حيّ يُرزق. نأخذ، على سبيل المثال لا الحصر، النظام الكوبي "مبدأي عقائدي شيوعي" والنظام الإيراني "مبدأي عقائدي ديني" والنظام العراقي، المقبور توّا، " مبدأي عقائدي قومي".. فلو أجرينا عملية جرد- إحصائية بسيطة فبما يخص نقاط الإختلاف ونقاط الإلتقاء بين هذه الأنظمة الثلاثة، نحصل ساعتها على ان هذه الأنظمة تلتقي في:

1- دكتاتورية الإتجاه الواحد أو نظام الحزب الواحد.

2- عسكرة المجتمع، والتفنّن في التسلح وأساليبه.

3- وحدة قائمة الممنوعات، و"ما أكثرها حين تعدّها".

4- سرّية الموارد المالية.

5- المحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري والرشوة.

6- إنتشار ظاهرة الشوارع الممنوعة "ممنوع المرور- شارع خاص".

7- الرجل غير المناسب في موقع المسؤولية.

8- القضاء غير المسقتل والمحاكم الخاصة والصورية والإعتقال الكيفي،على الشبهة والقرابة، والتعذيب- أحيانا حتى الموت.

9- جاهزية تهمة عميل وخائن، أمّا كتابة التقارير على الجيران والأصدقاء وحتى الأهل فهي شهادة حُسن المواطنة.

10- الدروس الخاصة والإنتقائية في التربية الوطنية والتاريخ.

11- الرأسمالية عدوّة الشعوب - إيران حالة خاصة حيث الرأسمالية والإشتراكية أعداء الشعوب.

12- أبدية وقدسية النضال "الجهاد" ضد الأعداء - الذين هم، دائما و بطبيعة الحال خارج الحدود.

13- تدهور نظام التعليم والصحة والضمان الإجتماعي و المرور، وانحسار الخدمات.

14- اللجوء بشقيه السياسي والإنساني، وأين؟ عند الرأسمالية عدوّة الشعوب.

15- رخص السكاير والخمر- إيران سرّي وبيتي- وغلاء الفواكه واللحوم.

16- العمل الشعبي "السخرة"، أضخم مؤسّسة للخدمة الإجتماعية بعد مؤسّسات الأمن والمخابرات.

17- الجيش الشعبي والحرسين القومي والثوري، لا أدري ماذا يّدعى بالكوبي.

18- إنتقاد الرأس الأعلى إعدام. التذمّر وحتى "الآه" إعدام

19- الحساسية والقشعريرة من كلمة ديموقراطية.

20- كره السلام والولع في الحروب الداخلية والخارجية.

21- قلة أو انعدام الحقوق مقابل كثرة أو سيادة الواجبات.

22- المواطنون يخدمون الدولة وليس العكس.

23- اليرلمان او الإستفتاء "البيعة" لتنظيم و"تشريع" التصقيق والتطبيل والتزمير.

مُقابل كل نقاط الإلتقاء هذه، أليست حال "المواطنين" في هكذا دول حالا واحدة ؟، أليس هؤلاء "المواطنون" رهائن؟.. ما قيمة أن تختلف مثلُ هكذا انظمة.. وعلام يختلف هؤلاء؟

أخيرا و للإنصاف نعدد نفاط الإختلاف "الجوهرية" بين هذه الأنظمة، فهم يختلفون في:

1- ألأسماء، وهذا مردّه اللغة.

2- ألملابس، وهذا مردّه طبيعة الجو وقليل من العادات.

3- ألألقاب، وهذا مردّه تنوّع الأصولية.. قومية أو دينية أو يسارية.

وبس !

عدنان فارس

[email protected]

21 -7- 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان