الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء إلى الأحزاب الشيوعية الشقيقة والصديقة

الكادر الحزبي

2003 / 7 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 (( أيها المقاومون: حيث ثقفتموهم !!))

 

نداء إلى الأحزاب الشيوعية الشقيقة والصديقة

 

الحزب الشيوعي العراقي – الكادر

 

قبل كل شيء نهنئ أنفسنا ونهنئكم بنشاط المقاومة الوطنية العراقية البطلة، ومعه نزفّ إليكم خبر عملية تمت فجر الأحد في مدينة النخيلة في كربلاء وراح جراؤها 19 قتيلا وما لا يقل عن أربعين جريحا من جنود ومراتب الإحتلال، كما نزف إليكم خبر المعركة البطولية التي خاضها المقاومون عصر الخميس في محافظة ديالى وقتل بها ما لا يقل عن سبعين من جنود ومراتب الأمريكان. وقد إستشهد للعراقيين في هذه العملية أربعة، إرتفعت أرواحهم الطاهرة، كالشموع، إلى بارئها راضية مرضيّة، لتحيى قريرة عنده في عليّن.

لقد أغرت الأمريكيين قوتهم فإستكلبوا مسعورين يهاجمون ويهددون ويتشرّطون بالضد من الشرعية السياسية الدولية وتجاسروا فأبطلوا الشروع السماوية والوضعية فجعلوا من جندودهم أفرادا فوق القوانين والأعراف يعيثون ويفسدون ولا رادع لهم ولا من يستطيع مقاضاتهم أمام قانون محلي أو دولي.

لكن مهدا الحضارات والإشتراع والقيم أرض الرافدين الطاهرة، نهضت اليوم من جديد لتؤدي ما قد جبلها البارئ سبحانه عليه. وها هي تذيق المحتلين الويل فتجعلتهم ينتحبون كالآرامل في شوارع بغداد، وأرض الرافدين حتما ستعيدهم لديارهم توابيت أو جارين لأذيال الهزيمة، فتعلن بذلك للعالم بداية نهاية الغطرسة الأمريكية وإنكفائها صاغرة مستحقرة مثخنة بالجراح، فلا تعود إلى العنجهية من جديد.

وشعبنا العراقي الكريم، إن بات يحمل في وجدانه الحقد على أمريكا، فليس على الشعب الأمريكي العظيم، وإنما على العسكريتارية الأمريكية وطغمة الطغاة التي يحركها اللوبي اليميني الأنجلوصهيوني، والتي بدأت تنال حتى من حرية الشعب الأمريكي ذاته وهاهي اليوم ترسله ليموت دفاعا عن مصالحها الإحتكارية ودفاعا عن شرطييها المكلوب - إسرائيل.

رفاقنا!

في خضم صراع البشرية المتفاقم ضد الإضطهاد ومع إشتداد وطأة الإحتكار العالمي على الشعوب وإنطلاقا من حلم الإنسانية في تحقيق العدل والمساواة بين الناس، نشأت حركتنا الشيوعية كواحدة من تلك المخاضات النوعية التي يجود بها التاريخ حين تتراكم أسباب الظلم والإستعباد وحين لا يعود من أمل غير التغيير الجذري الشامل.

وإذ سبقها الإسلام والمسيحية والزرادشتية والمنداء والسينية في النضال من أجل العدل والسلام والحرية، فالحركة الشيوعية لها بعض الخصوصية، على الأقل من حيث أنها نشأت على تراث عظيم من التطور البشري أوضح ما فيه هو النهضة العلمية الهائلة وسرعة الإتصالات وإتضاح الحدود الوطنية والقومية بين الدول والتركيز المفرط لرأس المال وإستشراسه لأجل الربح والإنحياز الكامل لللاهوت إلى جانب الإحتكار على المستضغفين من الناس. وحيث وعت فلسفتنا مكامن وأسباب الإستغلال فقد إنحازت كليا إلى جانب المستضعفين آخذة بالإعتبار حقيقة أن هؤلاء المستضعفين لو حكموا فسينتهي عصر الإستغلال ليسود الإخاء والسلام والعدل بين الشعوب. وعلى هذا الإعتبار كانت حركتنا واحدة من أشد الأعداء وألدهم لإحتلال أرضي الغير وللإستعمار سلما تما أو حربا، بإعتبار أن الإحتلال هو الشكل الأشد للإضطهاد القومي والعرقي والطبقي معا.

وليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الشيوعية في العالم على طريق النضال التحرري للشعوب فتجارب لاوس وكمبوديا وكوبا وفيتنام شاهدة، وتجربة الحزب الشيوعي اللبناني أبان الإجتياح الصهيوني شاهدة أيضا، والذي رفع الشعار العظيم (( إلى السلاح!! )) وقدم الشهداء والإستشهاديين مثله مثل رفاقه في حزب الله وبقية الحركة الوطنية اللبنانية. فإن إنتكست الحركة حينا، فكدرس لنا لمعالجة الأخطاء وإعادة النظر.

كما ليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الوطنية العراقية ومن ضمنها حزبنا الشيوعي العراقي من شهداء على طريق التحرر.

وشعارنا نحن الشيوعيين العراقيين هو: (( وطن حر وشعب سعيد )) وبناءً عليه فموقفنا من حرية الوطن وسيادته وإستقلاله فائقة الحساسية والأهمية، بحيث تتراجع أزاؤها حتى قناعتنا الفلسفية ذاتها. الأمر الذي صاغه مؤسس حزبنا الرفيق الخالد فهد قائلا: (( أنا وطني قبل أن أكون شيوعيا )) ومن هنا ففي مسألة الدفاع عن السيادة الوطنية فنحن مجبرون ومجبولون على أن نحارب المحتل أيا كان منبعه، وبكل السبل وبالتحالف مع قوانا الوطنية العراقية أيا كانت مساربها الفكرية. ومن هنا أيضا، وفي حال وقوع بلدنا تحت الإحتلال أو مهاجمته من عدو، فلا وجود لشيء إسمه تكتيك أو قبول بالأمر الواقع أو حساب مواطن القوة والضعف خارج الهدف الأساس، وهو الدفاع عن الوطن. وخلال عدوان حزيران 1967 تناسى الشيوعيون العراقيون عدائهم لعارف، وطالبوا وهم في زنازينهم، بعضهم محكوم بالإعدام والآخر بفترات مؤبدة أو طويلة الأمد، تناسى هؤلاء تلك الشؤون وطالبوا بإطلاق سراحهم ليشاركوا في القتال ضد العدو الصهيوني أما على الجبهات كعسكر نظاميين، أو كمقاومة فدائية، على أن يعودوا طوعا إلى السجن بعد دحر العدو، وخيروا الحكومة العراقية بالضمانات التي تريد بما فيها رهائن من ذويهم.

لكن اليوم، وعلى غفلة من الزمن ووعي الأحرار، غُدِرت الحركة الشيوعية في العراق فأصيبت بنكسة أشد إيلاما وأعنف أثرا من القبول بقرار التقسيم في نهاية الأربعينيات.

ونكسة اليوم وليدة عقدين كاملين من التراجعات التي قادتها السكرتير السابق السيد عزيز محمد وبمعية مسؤول مالية وإعلام الحزب آنها السيد فخري كريم.

وفي نهاية السبعينات، وبسبب إكتشاف علاقته بأجهزة النظام، خضع فخري لمحكمة حزبية فجمدت عضويته. لكن، وبقرار فردي من عزيز محمد ترقى فخرى إلى عضوية المكتب السياسي ثم أنيطت به مالية وإعلام الحزب وجهازه الأمني. أي عمليا جميع مفاتيح القرار الحزبي. ومنذها وتحت حجة الوضع العسكري للحزب، ألغى شق الديمقراطية في مسلمة (المركزية الديمقراطية) فضمن التفيذ الآلي لما يقرره خصوصا وقد تحكم بلقمة عيش الرفاق، وأبعد خيرة مناضلي الحزب وأقدم عناصره ومفكريه أيضا، حتى جاء المؤتمر الرابع 1984 لينتكس الحزب سياسيا فصار همه إيجاد حليف يناضل عنه، وإنتكس فكريا فصار ينطق بإسم التيار الشوفيني من الحركة الكردية وتنظيميا حيث تحول إلى جيش من المخبرين لصالح فخري الذي صار يتجسس على رفاقه متتبعا ما يمكن أن يسقطهم إذا ما فضحه، لتسود مدرسة خارج أعراف التنظيمات وهي التسقيط، الذي مارسه بطبيعة الحال ليحول الأنظار عن سقوطه الذاتي. ثم استحوذ على مدخرات الحزب ومؤسساته الإعلامية وسجلها ملكا شخصيا له، ودخل عالم السمسرة. والنتيجة الحتمية لكل هذا أن يتحالف مع أمريكا ويجد فيها خير حام لمصالحه التجارية، فزار واشنطن عام 1991 وقدم لها العربون بتصريح لإذاعة (( صوت أمريكا )) يطالب بوش بتشديد الحصار على الشعب العراقي. وبالترغيب والترهيب جرّ إليه مجموعة من كتاب وأدباء الحزب الشيوعي العراقي ليتعاونوا مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويصدروا لها صحيفة: (( صوت الكويت الدولي ))

وهذه الصحيفة، التي يحررها شيوعيون، كانت من أهم أبواق تهيئة العدوان الثلاثيني على العراق، وهي حصرا أول من نشر خبر مسرحية الصبية نويرة وتحت عنوان: ((العراقيون يسرقون حاضنات أطفال الكويت)). وخلال المعارك كتبت هذه الصحيفة التي يحررها شيوعيون عراقيون بالمانشيتات العريضة عناوين مازوشية من قبيل (( قوات التحالف تدك بغداد)) (( طيران الحلفاء يبيد تشكيلة عسكرية عراقية قرب البصرة )) وحكومة الكويت وعلى عدائها المبرمج للعراق، لم تستطع تحمل شدة إبتذال هذه الصحيفة فإعتبرت ما يصرف عليها تبديدا للمال العام وأغلقتها، فتحول المحررون، ومنذ 1993 إلى العمل مباشرة مع وكالة المخابرات المركزية وبدأوا يمتهنون التسقيط داخل الحزب والحركة الوطنية العراقية والعربية ويروجون لمشروع الإحتلال تحت إسم (تحرير العراق). وقد أعلنت أمريكا أسماء بعضهم، كما أثنى على ذلك محام عراقي في المهجر. وعموما فكتابات هؤلاء المحررين مؤرشفة وبإمكانكم مراجعتها، لتبيان ما تنضح به من إنقلاب على الذات والأعراف.

وبإتفاق مع فخري صعد إلى قيادة الحزب المرتد حميد مجيد، لينخرط الحزب إلى العمل العلني مع أمريكا ضد الشعب العراقي. فقد نشرت طريق الشعب (تموز 2002) مقالا ذكرت فيه أن القنصل الثاني في السفارة الأمريكية بدمشق زار منظمة حزبنا في سوريا وناقش معها مستجدات الأوضاع. كما أعلنت النشرة الداخلية (مناضل الحزب) (حزيران 2002) عن إجتماع خاص اللجنة المركزية للحزب لدراسة ما يسهم به الحزب في الأحداث القادمة التي سماها بعض ألسنة الحزب (تحرير العراق) وخلال معارك الغزو إعترف الحزب علنا بأن له مقاتلين على خطوط الجبهة مع (القوات الحليفة). وخلال العقد المنصرم أخذ الحزب على عاتقه التهيئة الإعلامية لما كان الإنجلوصهاينة يسمونه بالضربات الجوية الإستباقية على الهداف العسكرية، خلال الحصار. كما أن حميد مجيد ذاته دخل إلى العراق مع الجيش الأمريكي وعبر الكويت. وأخيرا وليس آخرا، إلتحق بمجلس الإمعات الذي سماه وعينه الحاكم العسكري للعراق. المجلس الذي كان أول قرار له هو إعتبار يوم إحتلال بغداد عيدا وطنيا. بل ولأجل إلحاقه بمجلس الإمعات هذا وافق حميد مجيد على ما عرضه عليه الحاكم العسكري من شروط أهمها:

-           أن لا يمثل حميد الحزب الشيوعي العراقي، وإنما الطائفة الشيعية.

-           أن يعيد صياغة برامج الحزب ونظامه الداخلي، لترفع منه ومن صحافة الحزب الإشارات عن (إستعمار) أو (إمبريالية) أو (إستقلال وطني) أو (الدفاع عن الوطن) وكل ما يمت إلى هذه المصطلحات من مفاهيم. على أن يشار إلى بريمر بإسم (السيد بيرمر) وإلى سلطات الإحتلال بإسم ( حكومة التحالف)

-           أن يتعاون الحزب الشيوعي العراقي مع الجيش الأمريكي ضد (المخربين) الإسلاميين وغيرهم، ممن يرفع الآن السلاح بوجه الإحتلال وأن يقوم بالإخبار الفوري عن المشكوك بهم، كما يتوجب عليه المشاركة الفعالة في حفظ الأمن

-           أن لا يحمل عناصر الحزب أي سلاح غير مرخص بها من قبل الحكومة

-           أن يجري التركيز على المناسبات من قبيل 9 نيسان، رأس السنة، عيد الميلاد، إستقلال أمريكا، تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، عيد النيروز.

-           أن يعمل جاهدا للتخفيف من غلواء الشارع الإسلامي الشيعي -  جماعة الصدر والخالصي، بينما يعمل على تقوية تيار باقر الحكيم وبحر العلوم

ومعلوم أن تنفيذ هذه الشروط يعني عمليا إلغاء دور الحزب الشيوعي العراقي بالكامل على الساحة السياسية، من جانب، ومن جانب آخر يؤدي إلى تحويل الجماهير الشيوعية في العراق إلى مخبريين متعاونين مع عدو العراق وعدو الشعوب والإنسانية - اليمين الأنجلوصهيوني. هذا اليمين الملطخة أيديه بدماء الوطنيين في كل مكان من العالم. وهو الذي أجهض ثورة 14 تموز المجيدة، وأجهض ثورة الثالث من تموز المجيدة، بل وكل ما وقع من دماء وضحايا جراء إنقالابي البعث في 8 شباط 1963 و17 تموز 1968 هو أصلا من دفع وترتيب هذا اليمين عينه. وفي شباط 1963 وحده سقط مئة وخمسة آلاف شهيد من العراقيين الشرفاء بيد الإنقلابيين الذين حين إعتقل قائدهم علي صالح السعدي ومعه مخطط الإنقلاب وترتيب أحداثه، تولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أمر توجيه الإنقلابيين من إذاعة في عمان. وحسب ما ذكره السيد حنا بطاطو فقد كانت هذه الإذاعة تبث أسماء الشيوعيين وعناوينهم العلنية وأوكارهم السرية، ليقوم الإنقلابيون وجلاوزة الحرس القومي بإعدامهم فوريا، أو إعتقالهم وإعدامهم تحت التعذيب.

وإنقلاب شباط لم يكن العمل الدموي الفريد. فقد دبرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مذبحة مليون شهيد في إندونيسيا، وأكثر من مليون في فيتنام بالإبادة العلنية أو جراء ما وصفتها حتى أعداء اليسار بأنها قذرة. ناهيك عن مذابح تشيلي ونيكاراغوا وأفغانستان والعدوان الثلاثيني على العراق واليورانيوم المنضد وها هي تحتل بلدنا وبالضد من قرارات الشرعية الدولية.

أيها الرفاق!

أن شعبنا العراقي الباسل ومقاوميه الشجعان كفيلون بطرد المحتل. لكننا نطالبكم بالتضامن مع الشعب العراقي ومناصرته، ليس لعدالة قضيتنا ولا بما يمليه عليكم المبدأ وحسب، بل لمشاركتكم بهذا الحدث العظيم – سقوط أمريكا عدوة الشعوب، الذي وضعت بدايته على الشعب العراقي الطامح بمناصرتكم.

أما الجريمة التي أقترفها المرتد حميد مجيد بحق الحزب والعراق، فلا تغتفر. وهي تلحق الأذي بكل الحركة الشيوعية في العراق والوطن العربي، وبكم أيضا. ولن ينفع بها نقد ذاتي ولا إعتذار. وقد رفضت قواعد الحزب هذا السلوك وبالطرق التنظيمية المشروعة، إلا أنه وزمرته تمادوا في سلوكهم بالرغم من النظام الداخلي للحزب. لذا، نحن جماهير الحزب الشيوعي العراقي وقواعده نعلن ما يلي:

-           إن المرتد حميد مجيد بتعاونه مع الإدارة الأمريكية قبل الإحتلال، وبإلتحاقه بأحد مؤسساتها بعد الإحتلال، إقترف ذنب الخيانة الوطنية العظمى، وتصرفاته لا تمثل الحزب الشيوعي العراقي ولا الوطنيين العراقيين.

-           إن الحزب الشيوعي العراقي يقف مع أبناء شعبه ضد الإحتلال ويلتزم بالمقاومة المسلحة ويناصرها أيا كانت مساربها. فالهدف الأول والأساس الآن هو طرد المحتلين عن العراق.

 

الخزي والعار لمن إستعدى الغزاة على وطنه!

المجد للشعب العراقي الباسل!

المجد والخلود لثورة تموز وقائدها العظيم عبد الكريم قاسم!

لا لحكومة المطهّمين! لا لمجلس الإمّعات! لا لأية قوات دولية على أرض العراق!

سلمت أيادي المقاتلين الشجعان!

 

                                    الحزب الشيوعي العراقي – الكادر

                                    030720









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام