الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خروج بطريقة مأساوية

طارق الحارس

2007 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا نجافي الحقيقة حينما نقول أن الظروف الدموية التي يعيشها العراق ، فضلا عن ضعف الاستعدادات التي لا تقارن مطلقا مع استعدادات أي منتخب آخر تعد من الأسباب الرئيسة التي ساهمت بخروج منتخبنا الوطني بكرة القدم من الدور الأول لبطولة خليجي 18 الجارية أحداثها في دولة الامارات ، لكننا في الوقت ذاته نحمل السيد أكرم سلمان المدير الفني للمنتخب الوطني جزءا من مسؤولية هذا الخروج ، إذ أنه ومن خلال طريقة اللعب التي خاض بها مباراتنا أمام المنتخب السعودي ، والتشكيلة التي دخل بها هذه المباراة ، لاسيما ما يخص عدم اشراكه اللاعب نشأة أكرم الا في دقائق المباراة الأخيرة ، والتبديلات غير المجدية التي قام بها أثناء سير المباراة قد ساهم أيضا بخروج منتخبنا بطريقة مأساوية .
أيضا لابد لنا من الاشارة الى أن حكم المباراة الاماراتي علي حمد قد قتل الروح المعنوية التي عرف بها منتخبنا منذ دقائق المباراة الأولى بعد أن منح المنتخب السعودي ضربة جزاء ظالمة جاء منها هدف المباراة اليتيم ، فضلا عن اشهاره الكارت الأحمر بوجه لاعبنا الشاب حيدر عبودي في منتصف الشوط الأول مما وضع منتخبنا في وضع حرج ، إذ أكمل ما تبقى من وقت المباراة بعشرة لاعبين .
نحن نضع استغرابا كبيرا حول اناطة مهمة تحكيم المباراة لهذا الحكم لأسباب عديدة يقف في مقدمتها أن منتخب بلاده ينتظر نتيجة هذه المباراة ، وأيضا لأنه قام بتحكيم مباراة سابقة لنا في الدور الأول للبطولة وكان على المشرفين على تسمية الحكام تسمية حكما آخر غيره ، لاسيما في ظل وجود حكام أجانب وهنا تقع مسؤولية عدم الاعتراض على عاتق الوفد الاداري المرافق لمنتخبنا الوطني ، لكن يبدو أن المجاملات والعلاقات الشخصية قد غلبت على الشعور الوطني .
خروجنا المأساوي من البطولة يكمن في أن منتخبنا قد كانت بدايته كبيرة من خلال تحقيق الفوز على صاحب لقب البطولة الماضية ، المنتخب القطري بعد عرض رائع جعلنا لا نفكر في التأهل الى الدور الأول فحسب ، بل التفكير بخطف لقب البطولة ، وكذلك الأمر في مباراته الثانية أمام البحرين ، تلك المباراة التي كان يستحق فيها الفوز ، لاسيما في شوط المباراة الثاني الذي أضاع فيه العديد من الفرص السهلة ، وجاءت خسارته أمام المنتخب السعودي غير متوقعة تماما .
الخسارة في كرة القدم واردة جدا وكذلك الخروج من البطولات ، لكننا حزنا كثيرا بعد خسارة منتخبنا الوطني في مباراته أمام السعودية لأننا كنا بحاجة الى فرحة . فرحة تختلف عن أية فرحة يشعر بها غيرنا في بلدان العالم كله حينما تفوز منتخبات بلدانهم . كنا بحاجة الى فرحة نداوي بها جراحنا الكبيرة . فرحة نرد بها على السيارات المفخخة . فرحة تؤكد وحدة عراقنا وتنمي الشعار الذي كان يرفعه أعضاء منتخبنا الوطني " عراقي أنا " .
على أية حال نحن لا نحمل الكادرالتدريبي واللاعبين مسؤولية ذلك بالرغم من الأخطاء التي رافقت المباراة الأخيرة ، إذ أنهم أدوا ما عليهم من واجبات وهذا هو حال كرة القدم وتكفينا دموعهم الحقيقية التي ذرفوها بعد المباراة ، لاسيما دموع اللاعب القدير هوار محمد ، تلك الدموع التي تؤكد حبهم للعراق ولشعبه .
أما عن المؤامرة التي قيل عنها فأننا على يقين تام أن الحديث عنها يدخل في تصفية الحسابات الشخصية مع المدرب القدير أكرم سلمان وكادره التدريبي ، إذ أن كل ما قيل يعد كلاما فارغا فالمدرب في أي بلد بالعالم يبحث دائما عن انجازات للفريق الذي يدربه ، فضلا عن أن ذلك يساهم في تحقيق انجازات شخصية له ، وأيضا أن نتيجة المباراة بخسارة منتخبنا أثبتت أنه لم يحصل أي اتفاق بين المنتخبين العراقي .
نحن نقول أن خروجنا كان مأساويا لأنه لا يشبه خروجنا من البطولة السابقة فقد كان منتخبنا يستحق في البطولة السابقة الخروج من الدور الأول ، لكنه وبشهادة الجميع لم يستحق ذلك في هذه البطولة ، بل لأنه كان من المنتخبات المرشحة للفوز بلقب هذه البطولة .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف