الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم النجومية ..

أمياي عبد المجيد

2007 / 1 / 28
الادب والفن


لم يكن أحد يتصور أن القافلة ستصل حتى الملعب البلدي .. كان ذلك في يوم ممطر جدا لم نشهد مثله أبدا، وحركة المرور بطيئة في شوارع مدينتنا .. بالكاد ترى سيارة تسير بسرعة مقلقة .. وغالبا ما يكون سائقها شاب مفتون العضلات تغرد له صحته المتينة.. ويهمس له شيطان شبابه .. حتى يهيج بسيارته كثور في حلبة المصارعة !!
التلاميذ لم يدرسوا في ذلك اليوم بحجة الأمطار الغزيرة فعند اشتدادها ينقطع التيار الكهربائي ويتوقف الدرس .. ولا يكملونه إلا في الحصة المقبلة فمن الأفضل ألا يبدءوه !! وخرجوا مندفعين من الأبواب غير أبهين بتعليمات أساتذتهم وحراسهم .. بتنظيم خروجهم الكل يريد أن ينجوا بنفسه من زخات المطر المتساقطة بغزارة ....بالرغم من ذالك كانوا يصحون بحناجرهم ابتهاجا بأمطار الخير والبركة .. تماما كما كنا نفعل عندما ننطلق من مدرسة "الزيتون " إلى ساحة " سوق الثلاثاء " لنحيي حفلة عيد العرش .. ترتسم علينا البشاشة.. والفرح .. ونحن نلبس أجمل الحلل ونردد الأناشيد أمام رجال السلطة ..
يا طائر طر غرد.. وغني
بعيد ملكنا..
الحسن الثاني..
كنا نردد هذه الأناشيد الوطنية الموزونة .. ورجال السلطة .. قابعين في خيم يلتفون ... حول مائدة مستطيلة الشكل عليها كل أصناف الحلويات .. والمشروبات ... وأهل البلدة يملئون أسطح الدكاكين والمنازل المجاورة يستمتعون بالمشهد .. قلما تتوفر لهم فرصة مشاهدة كهذه ..
ولازلت أتذكر عندما خرج إلى مجموعتنا الأستاذ "علي" بهندامه المحترم يستفسر فينا: من له القدرة على الرقص ؟؟ فتشجع زميلنا " فتاح " لذلك .. وصعد المنصة واخذ يرقص رقصة فيها حرحات لم تعجب المتفرجين وخارجة عن نطاق الحشمة .. فانزله الأستاذ علي من أذنه متوعدا إياه بنتيجة سيئة في أخر السنة الدراسية ...
القافلة المكونة من بضع سيارات وصلت إلى المدينة بصعوبة كبيرة.. كان من المقرر أن تقام مسابقة في كرة القدم.. لكن الأمطار حالت دون ذلك فالملعب البلدي مليء بالأوحال ...خيبة أمل كبيرة أصابت "منير " كان أمله كبير في إرضاء لجنة التحكيم .. وهو الذي يشهد له أساتذة التربية البد نية في مؤسسته بالإمكانيات الكبيرة .. وكثيرون هم من تنبئوا له بمستقبل كروي رائع ..ولكن اللجة المنظمة ألغت المسابقة في أخر لحظة .. فاسحة المجال للعودة حين انقشاع السحب .. وتوقف المطر عن الهطول ...عاد الجميع إلى بيوتهم خائبي الأمل.. وبعد ساعات قليلة توقف المطر ..عاد الجميع من جديد وهبوا إلى الملعب ينظفونه من الأوحال المتراكمة فيه خصوصا من قبل المتسابقين الحريصين على تنظيفه .. كان يوم شاق جدا بالنسبة لسمير .. الذي لطالما انتظر هذه الفرصة بفائق الصبر ...وفي الصباح بعد إعلان اللجة العدول عن قرار الإلغاء توافد على الملعب المئات من الناس .. وامتلأ عن أخره قدم المتسابقون أوراق مشاركتهم .. واختارت اللجنة الفريقين المتسابقين ..وبدأ اللعب وكان سمير يلعب ويقدم كل ما لديه من عطاء.. وسمعت من احد المتفرجين أن من يقع عليهم الاختيار سيوزعون على مجموعة من الأندية الاسبانية المشهود لها بالتاريخ البديع في كرة القدم ... ولذلك لم استغرب عندما رأيت قسما من المتفرجين يرتدون أقمصة لإحدى هذه الفرق .. وقسم أخر يحمل أقمصة لفريق أخر وقبل انتهاء الشوط الأول.. تغير الجو من جديد بشكل مفاجئ وبدأت الأمطار تهطل من جديد ..فأعلنت اللجنة تأجيل المسابقة من جديد ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل


.. عوام في بحر الكلام - قصة حياة الشاعر الكبير إسماعيل الحبروك




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: الأسطورة الخالدة الأغ


.. عوام في بحر الكلام - ما قاله الكاتب الصحفي منير مطاوع عن الش




.. عوام في بحر الكلام - المناصب التي وصل لها الشاعر إسماعيل الح