الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيهن تصلح مسودة لعارضة القصيدة ؟

عبدالقادر حميدة

2007 / 1 / 29
الادب والفن


الشاعر المغربي عدنان ياسين في مجموعته ( مانكان ) :
البحث عن لغة خاصة و قاموس مميز .. يكون علامة عليه و دلالة .. سمة أولى تتجلى لك و
أنت تنتقل محطة إثر محطة عبر مجموعة الشاعر المغربي ياسين عدنان الموسومة ب ( مانكان ) .. وئيدا يحفر لغته و يصبغها بما يقابله من تجارب .. يتلقفها من أمامه حية .. نابضة كما هي ليزرعها في القصيدة قبل أن يعتريها الجفاف أو الذبول .. هكذا هو ياسين في مجموعته هذه .. يعلنها منذ بدء و دون مقدمات .. فهو يقول في قصيدته الأولى الموسومة ب ( لست وردة ) :
وحين أكون وحيدا في المساء
أفكر فيك ..تماما كما قد أفكر
في الشاي و التبغ
و الأسبرين
نحت مستمر و دؤوب .. تكاد تتلمسه في ثنايا هذه المجموعة .. البحث الجاد .. للخروج بتميز ما .. يكون السمة الواضحة .. استعمال ألفاظ بعينها .. و تقمص لحظات و قنصها قبل أن تضمحل أو تتبخر في زحام الرؤى و الهواجس و ما قد يعتري الشاعر في حالاته الأخاذة .. و مثل هذه الألفاظ نجده موزعا في معظم قصائده مثل : البيتزا في قوله من قصيدة ( لست وردة ):
و أكره خوفي عليك
كما أكره البيتزا و الانتظار
و مثل كلمة الأوتوبيس في قوله في نفس لقصيدة
أخاف عليك من الكحل
و العشق
و اللغة العربية
و الأوتوبيس
و مثل كلمة سوتيان في قصيدة وعيد :
و لأربطن سوتيانك المنقط
إلى قصبة ..
أعلقها على شرفتي
و أرهنها بمزاج الريح
ويستمر عدنان ياسين الشاعر المغربي المميز ، و الذي سبق له الفوز بالجائزة المغاربية للشعر مفدي زكريا كما حضر مرات في مجلة القصيدة التابعة للجاحظية .. في ذات النسق عبر محطات و حالات و لحظات مجموعته هذه و التي كتب أربعة منها في الجزائر العاصمة وهي : لست وردة ، وعيد ، مرج الشبق ، و في عنابة كتب : المومس العذراء ، sorry
و في وهران كتب قصيدة أضغاث ..

أما بقية قصائد هذه المجموعة فجلها كتب في مراكش .. باستثناء خمس قصائد .. فثنتان منهم كتبتا في آسفي ، و الثلاثة الباقية نجدها موزعة على مدن مغربية ثلاث هي : الرباط ، ورززات ، الصويرة ، و نجد أن القصيدة التي تسمت المجموعة باسمها و هي مانكان قد كتبت في مراكش و جاءت هي خاتمة الديوان ..
و لعل ياسين في خاتمة المطاف و في القصيدة التي سما الديوان باسمها أراد أن يجمع التجارب ، الشخوص و الأماكن .. بحيث ندرك تجوله البطوطي على رأي صمويل شمعون في كل المدن التي مر ذكرها و التي كتب فيها القصيدة و القصيدتين .. و أراد في الخير أن يجمع الجميع في قصيدة جامعة مانعة كما يقول اللغويون .. فنجد في قصيدة مانكان المحطة الأخيرة أسماء لمبدعين جزائريين .. و كأنه يوحي لنا بأنه زار الجزائر شاعرا أو متوجا و ينقل تجربة ذاك التتويج و تلك الرحلة .. فنجد اسم الشاعرة الجزائرية سليمى رحال في قوله :
الفتاة التي
- مجردة من القوافي –
تجلس إلى كنتوار اللغة
و لا أعني سليمى رحال
رغم ما قد يتبادر
ثم ما نفتأ أن نعثر على اسم الروائي الطاهر وطار رئيس جمعية الجاحظية وراعي جائزة مفدي زكريا في قول الشاعر :
الفتاة المأكولة الصدر
و الثديين
والبطن
تلك التي التهمت أحشاؤها
رجلا
في رواية للطاهر وطار
ثم ينتقل إلى مكان مغربي في عملية توأمة بين الأمكنة في قصيدة واحدة .. أرادها هو قصيدة القصائد و مسك الختام .. فيقول :
الفتاة التي
كانت تسكن ب
" رياض العروس درب الحلفاوي رقم الدار 13 "
قبل أن تسكن إلى نفسها
و لعلنا نلمس بالفعل صدق خلجات ياسين عدنان في هذه المجموعة .. صدق متقن .. و مفرغ في ثوب مبدع .. ثوب يغريك بتلقائيته .. و لغته .. و دورانه .. لكنه خدعة و فخ .. و تلك نكتة الكتابة .. و الإبداع .. و القصيدة الحديثة ..
ربما كانت هذه بعض من شواغل و هواجس ياسين من خلال مجموعته ( مانكان ) .. وربما هؤلاء هن فتياته ف :
أيهن يصلح
مسودة
لعارضة القصيدة ؟

عبدالقادر حميدة
الجلفة / الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفراد .. أول حوار الممثلة العالمية كيت وينسلت تكشف أسرار ال


.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام: أسعار تصوير الأفلا




.. فيلم الحريفة 2 يحصد 3.4 مليون جنيه فى أول أيام عرضه بالسينما


.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام :سهلنا دخول كونتينر




.. مهرجان مراكش السينمائي يكرم الراحلة نعيمة المشرقي بحضور نجوم