الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة اللبنانية بين كماشة النظام الايراني -السوري و حزب الله ؟

بافي رامان

2007 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لبنان ، ذلك البلد الجميل و الديمقراطي الوحيد بين الدول العربية يتعرض بين حين و اخر الى مؤامرات اقليمية و عربية لزعزعة الوضع فيه و الذي كان مأوى للكثيرين الذين فروا من بطش انظمتهم الاستبدادية طوال العقود الماضية ، وذلك من خلال اشعال الفتن الطائفية و المذهبية بين الشعب الواحد ، ففي السبعينات و بعد الحرب الاهلية ، و في اجواء الحرب الباردة و التوازنات الدولية سمح للنظام السوري بالتدخل العسكري و الامني في لبنان فحولوا هذا البلد الى محافظة سورية من خلال تعين رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و حتى بعض النواب في بعض الاحيان مثلما تحصل في سوريا ، و تم نهب و سلب هذا البلد من قبل عصابات المافيوية السورية الحاكمة ، و تعرض كل معارض لبناني تحت الوصاية السورية اما الى القتل او التعذيب او القي بهم في غياهب السجون ، و مارست جميع اساليب الارهاب المنظم في لبنان و سوريا على الشخصيات الوطنية و الديمقراطية و كان اخرها الاغتيال الارهابي بحق رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و رفاقه و كذلك استمرت مسلسلات الاغتيالات الارهابية من بعدهم .
عانى الوحدة الوطنية في لبنان من عدم الاستقرار و التفاهم ، بسبب اعاقات كثيرة على امتداد القرن الماضي بسبب الخلافات اللبنانية و تبدل التوازنات بين الطوائف و المذاهب في كل مرحلة من مراحل تاريخه بتواترات و نزعات كان اسوأها الانفجارات الاهلية في الخمسينات و السبعينات وصولا الى اوئل التسعينات ، بحيث يمكن القول ان الحرب الاهلية التي نجمت عن هذه الانقسامات ظلت قانونا يقطر المجتمع اللبناني على امتداد تاريخه الحديث ، و لكن مرت على لبنان محطتانا تاريخيتان كان يمكن ان يستفيد منهما اللبنانيين في تشكيل الوحدة الوطنية و ترسيخ الاستقلال اللبناني ، تمثلت الاولى بزوال الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 بدون اضطرار البلد لدفع كلفة سياسية ، و الثانية تتعلق بالانسحاب السوري العسكري و الامني الاضطراري بعد القرار الدولي 1559 و انتفاضة الشعب اللبناني عام 2005 في اعقاب اغتيال الارهابي بحق رئيس الوزراء السابق السيد رفيق الحريري . و لكن فان النظام السوري اكد مرارا و تكرارا بانه انسحب من لبنان عسكريا و لكنهم موجودين في كل ركن و زاوية من زوايا البلد ، و ان القرار الاول و الاخير في رسم مستقبل لبنان في ايديهم ، لانهم كانوا على علم اليقين بان التمديد القسري لولاية اميل لحود ستكون مثل مسمار جحا في البيت اللبناني ، و سيعمل هذا الدمى و المعين من قبل النظام السوري حسب توجهاتهم و سياساتهم الاقليمية و الدولية و سيعطل اي قرار شرعي تصدر من الحكومة الشرعية باعاز من المخابرات السورية ، لذلك فان هذا الدمى و الهيكل اعطى اشارة الانطلاق لمعركة جديدة سياسية ذات طابع اقليمي و دولي بكشفه موقفه الجذري من تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري و بقية الاغتيالات في لبنان ، و ذلك من خلال مطالعة جاءت حافلة بالتحفظات و الاعتراضات القانونية و السياسية . من جهة اخرى فان النظام الايراني – السوري ومن خلال الدعم اللوجستي لهما لحزب الله يعملون على عدم الاستقرار في لبنان من خلال هذا الاخير ، لانهما على اليقين ان الذي يحصل من قبل حزب الله في لبنان من نتائج لم تكن لولا وجود الدعم اللوجستي العسكري و السياسي و الامني و المالي الايراني – السوري ، حيث يعتبر حزب الله الورقة الايرانية – السورية الرابحة لتحريك المنطقة و اشعال فتيل الازمات لاطفاء ازمات اخرى ، و ما حدث من قصف متبادل على الحدود اللبنانية مع اسرائيل و تحديدا حول مزارع شبعا ، و اختطاف الجنديين الاسرائيليين ، كانت بتوجيه ايراني – سوري ، و ما تعرض له لبنان من الخراب و الدمار من قبل الجيش الاسرائيلي ، لا يخرج عن هذا النطاق ، لان حزب الله يعلم جيدا بان وجوده مرتبط اساسا بوجود الازمة و الصراع مع اسرائيل ، و الملاحظ ان حزب الله هو الوكيل الشرعي و الوحيد للسياسة الايرانية – السورية في لبنان . يبدو انه بات واضحا و مؤكدا في ظل غياب لغة العقل و تحكم الغيبيات الالهية التي تقودها الايديولوجيات الراديكالية المتشددة ذات الابعاد التوسعية ، لاتكون النتائج سوى المزيد من التوتر و الانزلاق اكثر نحو الفوضى و الحروب العبثية في لبنان و المنطقة ، ففي الوقت التي تشن فيه الولايات المتحدة الامريكية الحملات على ايران و حليفها النظام السوري الاستبدادي ، و ذلك من خلال تزايد حشودها العسكري بحريا و جويا في الخليج ، و مع ازدياد التخوف لدى كبار المحللين في العالم من اقتراب الصدام الامريكي – الايراني ، و كذلك بعد ارتفاع الاصوات في واشنطن التي تحمل النظام الايراني – السوري مسؤولية الفشل الامريكي في العراق و المشكلات الاخرى في لبنان و فلسطين و هذا ما جاء على لسان اغلبية المسؤوليين الامريكيين ، نجد ان محمود احمد نجادي يتغاضى عن كل ذلك ليؤكد و يشدد تاكيده على انه يستبعد ان تهاجم الامريكا بلاده كما انه يستبعد اي ضربة اسرائيلية لسوريا ، لكنه يؤكد بانه لا يستبعد ان يشهد لبنان حربا جديدة مع اسرائيل ، و كأن المطلوب ضمن الاستراتيجية الايرانية –السورية ان يبقى لبنان وحدة للصراع و الجبهة الامامية المشتعلة دائما لمواجهة الاخطار الدولية التي يمكن ان تهدد ايران و النظام الاستبدادي السوري .لان هذين النظامين يعولان الامل الكبير على انتصارات حزب الله في لبنان لانه اذا انتصر حزب الله يمكن ان يكون امام ايران مجال اكبر للمناورة في المسألة النووية و اذا تم اضعاف هذا الحزب فان موقف ايران سيضعف ، و بالنسبة للنظام السوري يمكن ان تتناور في مسألة المحكمة الدولية ، و لكن المؤكد فان المحكمة الدولة اذا لم تتقرر من قبل اللبنانيين فستتقرر تحت البند السابع و من قبل مجلس الامن .
لذلك فان مؤتمر باريس 3 يعقد في وقت يواجه فؤاد السنيورة ضغوطا متزايدة من ما يسمى انفسهم بالمعارضة التي تقودها حزب الله و بعض الجماعات المسيحية بقيادة الجنرال ميشال عون الذي باع نفسه بارخص الاثمان المدعومين من سوريا و ايران من اجل اسقاط حكومته الشرعية ، و هدد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مجددا مساء الاربعاء الحكومة بتصعيد جديد بعد ان نفذت المعارضة يوم الثلاثاء اضرابا عاما من خلال النقابات العمالية تخلله قطع طرق و مواجهات اسفرت عن القتلى و الجرحى و نفذ وعده في يوم الخميس عندما هاجموا الجامعة العربية و اسفر عن ذلك عدد من القتلى و الجرحى في صفوف الطلاب ، ان ما يدعي نفسها بالمعارضة تحاول الانقضاض على باريس 3 من خلال تدمير الدولة و ذلك بتعطيل المؤسسات الدستورية و التشريعية و في تحركها الاخير تستهدف الوزارات و مراكز الدولة المعنية بشؤون المواطنيين ، و تهدد باقفال مرافق الدولة ، فان هذه القوى لا تملك بالاساس قرارها السياسي اولا ، و هي ضد الدولة و خارج العمل الدستوري ، و قوى تعطيلية لحياة اللبنانيين ، لان هذه القوى على اليقين ان مؤتمر باريس 3 ، لا يمكن ان يحقق نتائجه ما لم تقف (( الدولة)) خلفها اي خلف تنفيذها ، لانه لا معنى للدعم الخارجي و لا قدرة على توظيفه ما لم تكن الدولة قادرة على الاستفادة منه و ما لم تكن (( الجهة )) التي تملك (( خطة)) وضعه موضع التنفيذ، فلا نمو اقتصاديا و سياسيا بدون الدولة ، و لا معالجة للديون بدون الدولة ، و لا حلول للمشكلات الاجتماعية بدون الدولة . ان انعقاد مؤتمر باريس 3 كان تجسيدا لاحتضان سياسي و اقتصادي عربي – دولي للبنان ، في وقت يواجه النظام السوري الاستبدادي شبه مقاطعة دوليا و اقليميا و عربيا ، لذلك فان هذا النظام لايمكن ان يوفر وسيلة واحدة الا لتعطيل مؤتمر باريس 3 و نتائجه ، و كذلك المحكمة الدولية ، لان تجارب هذا النظام بات واضحا و ذلك عندما سمح بانعقاد مؤتمري باريس 1 و باريس 2 في المرحلة السابقة ، بسبب وجوده العسكري و الامني في لبنان ، لكنه لم يتردد في تعطيل نتائجهما ، لا سيما نتائج باريس 2 عندما اكتشف ان نهب ما آتى به المؤتمر الاخير غير ميسر بسبب الالزمات الدولية من ناحية و الالتزامات اللبنانية من ناحية اخرى ، ووصل التعطيل يومها الى حد ان ثمة مشاريع ممولة منع اللبنانيين من اطلاقها و استثمارها ، و هي مشاريع لا تزال قائمة الى اليوم بدون تنفيذ و لم يستفد منها لبنان و اللبنانيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات