الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟

عارف جابو

2007 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تعاني الادارة الأمريكية من أزمة وورطة حقيقية في العراق نتيجة تأزم الوضع وارتفاع وتيرة العنف واستهداف المدنيين بالقتل على الهوية مما يهدد بنشوب حرب أهلية واسعة وتطهير مذهبي متبادل بين الشيعة والسنة ستتوسع دائرتها وتصل إلى مناطق بعيدة عن بغداد تمتد من الحدود السورية إلى الخليج.
والادارة الأمريكية تعرف ماذا يعني ذلك من خطر على استقرار المنطقة الهش بالأساس، وتهديد المصالح الاستراتيجية الأمريكية. لذلك دأبت مراكز صنع القرار في أمريكا على البحث عن حل للخروج من المأزق، فكانت لجنة بيكر- هاملتون التي انتهت إلى تقديم تقرير إلى الادارة الأمريكية لم يتوافق ورؤية أصحاب القرار في الادارة والبنتاغون (المحافظين الجدد) فكانت الاستراتيجية الجديدة لبوش التي تهدف إلى الخروج من المأزق وانقاذ العراق من خطر التقسيم والانهيار، وذلك عبر تحقيق الأمن والاستقرار في بغداد وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وايقاف حملات التهجير والتطهير الطائفي بين السنة والشيعة. وبعد هذه الخطوة أو بمحاذاتها يتم فتح حوار بين الأطراف العراقية بغية تعديل الدستور والوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف (الأكراد، السنة، الشيعة)، وإشراك السنة في الحكم بشكل أكبر وفعلي وتأهيل مناطقهم، بالاضافة إلى تعديل قانون اجتثاث البعث.
دوافع الادارة لطرح استراتيجيتها الجديدة
يتساءل البعض عن مدى جدية الادارة الأمريكية في تطبيق استراتيجيتها الجديدة في العراق، وما هي دوافعها لتنفيذ استراتيجيتها الجديدة، رغم كلفتها الباهظة وزيادة عبء الخزانة والعجز في الموازنة.
إدارة الرئيس بوش جادة وتريد تطبيق استراتيجتها الجديدة ونجاحها والخروج من الأزمة وتأمين الاستقرار لبغداد كباقي المناطق على الأقل، وذلك لعدة أسباب منها:
- خطر سيطرة المتطرفين من السيعة والسنة على مناطق واسعة من العراق وتوسع رقعة الاقتتال الطائفي وبالتالي صعوبة السيطرة على الوضع، مما سيؤدي إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة والدول الخليجية بدعم خارجي للمتقاتلين.
- بعد هذا التورط الامريكي في المستنقع العراقي، أصبح الأمن العراقي حزءاً من الأمن القومي الأمريكي، وسقوط الحكومة العراقية وهزيمتها يعني هزيمة أمريكا وخططها واستراتيجيتها في المنطقة. مما سيفقدها مصداقيتها الاقليمية والدولية، وبالتالي ازدياد نفوذ وقوة الاسلاميين المتطرفين وحلفائهم وداعميهم في المنطقة وهذا يشكل خطراً على الأنظمة المعتدلة الموالية لأمريكا في المنطقة وإضعافها، هذا إن لم تسقط.
- ومن خلال خطتها الجديدة تريد الادارة الأمريكية منع خصومها في المنطقة ولاسيما ايران وسوريا من استغلال التورط والضعف الامريكي في العراق للضغط عليها وإجبارها على تقديم التنازلات والاعتراف بدور محوري للخصوم في تحديد استراتيجية المنطقة. على العكس تماماً تريد إدارة الرئيس بوش أن تجعل العراق نقطة قوة وارتكاز لأمريكا في المنطقة والانطلاق منها للضغط على ايران وسوريا واجبارهما على تغيير سياستهما المعادية لها ولاستراتيجيتها في المنطقة.
ونظراً لأهمية وحيوية نجاح هذه الاسترايجية، ليس مستبعداً أن تلجأ أمريكا إلى مفاوضة بعض الخصوم في العراق ممن كانت تصفهم سابقاً بالاعداء المتطرفين وترفض الحوار معهم، كما أنها ستستخدم القوة ومطاردة المقاتلين حتى ضمن الأراضي السورية باتباع تكتيك المطارة الساخنة.
عوامل نجاح الاستراتيجية الجديدة
بما أن الاستراتيجية الجديدة للادارة الأمريكية هامة وحيوية وهي جادة في تنفيذها وانجاحها، فقد قامت بالتحرك الميداني وبدأت باتخاذ الخطوات العملية للبدء بالتنفيذ وتأمين عوامل النجاح من خلال:
- زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للعراق ودول المنطقة الحليفة بغية اطلاعها على حيثيات الخطة ومدى أهمية نجاحها، وبالتالي نيل موافقة هذه الدول على الخطة والحصول على تأييدها للاستراتجية الجديدة وتأمين غطاء عربي في حال استخدام القوة وشن هجوم على ايران أو سوريا، مقابل وعود باعادة الحياة إلى المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية للوصول إلى حل للصراع بينهما.
- ارسال الدفعة الأولى من القوات الاضافية إلى العراق لتباشر بتنفيذ خطة أمن بغداد الجديدة بالتعاون مع الحكومة العراقية، هذا إلى جانب سماح الرئيس بوش للجنود الأمريكية باعتقال وقتل الايرانيين الذين يشتبه بتخطيطهم ومساعدتهم للميليشيا المتقاتلة بغية زعزعة الاستقرار في العراق ومهاجمة القوات الأمريكية، وأولى تجليات هذه المهمة الجديدة كانت بمداهمة مكتب العلاقات الايرانية في اربيل عاصمة اقليم كردستان.
- وصول حاملة طائرات جديدة إلى الخليج بغية تعزيز القوات البحرية الأمريكية هناك بهدف الضغط على ابران وسوريا والتلويح بامكانية استخدام القوة ضدهما إذا اقتضى الامر.
هذا وقد فهمت كل من ايران وسورية الرسالة الأمريكية ومدى جدية الادارة في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في العراق، فسارعت ايران إلى ارسال كبير مفاوضيها المسؤولين عن الملف النووي (علي لاريجاني) إلى السعودية لتخفيف حدة التوتر مع واشنطن، وكانت قبل ذلك قد خففت من حدة نبرتها المعادية لواشنطن وانخفاض صوت رئيسها (أحمدي نجاد) وتهديداته لأمريكا واسرائيل.
وعبرت سوريا عن فهمها لرسالة واشنطن من خلال زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني على رأس وفد كبير إلى دمشق وتوقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين وتعهد سوريا بالعمل على دعم الحكومة العراقية والمساهمة في تأمين الأمن والاستقرار في العراق. هذا بالاضافة إلى دعواتها المتكررة إلى استئناف الحوار والمفاوضات مع اسرائيل دون تحفظ أو شروط مسبقة.
فهل ستنجح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة وتحقق الأمن والاستقرار للعراق للخروج من دوامة العنف المجنون؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام وتطورات الأحداث في المنطقة، بالرغم من التفاؤل وتوفر النية الجادة لدى أركان إدارة الرئيس بوش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء الحملات الانتخابية لسباق الرئاسة في موريتانيا


.. آثار سقوط صاروخ من جنوب لبنان على منزل في مستوطنة مرغليوت




.. نقاش إسرائيلي يدرس إنهاء العملية العسكرية في رفح.. ما دلالات


.. قوات الاحتلال تطلق النار بشكل مباشر على سيارة فلسطينية




.. نجوم يخوضون آخر نسخة -يورو-.. أبرزهم رونالدو ومودريتش وآخرين