الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل

عماد صلاح الدين

2007 / 1 / 30
القضية الفلسطينية



هنالك كثير من اللجان الفصائلية وغير الفصائلية الحاضرة شكلا في الساحة الفلسطينية ، لكنها عمليا وموضوعيا نراها غائبة عن أداء الدور الوطني المنوط أصلا بها في سياق وسبب وجودها وتشكيلها ، خذ على سبيل المثال، هنالك لجنة تدعى أو تسمى بلجنة التنسيق ألفصائلي وما يتفرع عنها من لجان أخرى ومكاتب تنسيقية في مجالات عدة تهم الشأن الفصائلي والداخلي الفلسطيني ، وسمعنا أيضا في صدد جولات الحوار الوطني الداخلي انه تم تشكيل لجنة متابعة أو مراقبة للحوار بحيث تكون تحكيمية بين الفصائل المتحاورة وبالتحديد بين حماس وفتح ، ومما تعهدت به هذه اللجنة بأنها ستقوم بفضح الجهة التي تعمل على تعطيل أو وضع العراقيل في سبيل تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية التي طال انتظارها وأصيب الناس بحالة اكتئاب وعدم أمل من أمل التوصل إليها، بل أصبح الفلسطيني يتندر على الذي يزعم بأمل وقرب الوصول إليها ، ومع ذلك فشلت أو أفشلت جولات الحوار المتتالية بفعل أطراف بعينها لاتخفى على الشعب الفلسطيني، فضلا عن المراقب المتابع لما يجري على الساحة ، لكن اللجنة المزعومة للأسف، لم تقم بالدور المنوط المطلوب منها ولا بما تعهدت القيام به ، فلا تحدثت عن الذين افشلوا الحوار بصدد تشكيل حكومة الوحدة ولا أنصفت الجهة التي تسعى إلى إنجاح الحوار لتشكيل حكومة الشرعية الفلسطينية الموحدة ، فيبدو أن النفاق بات الشعار ، طالما أن الخوف والوجل من هذا الطرف أو ذاك ، في معرض قول الحق والحقيقة، هما سيدا الموقف ، وبالتالي فليذهب الوطن والمواطن إلى الجحيم وليترك الحبل على غاربه لعبث العابثين من أصحاب المصالح والارتباطات المشوبة والمفضوحة فلسطينيا هنا وهناك .

في خضم الأحداث الدموية المؤسفة في قطاع غزة، وما رافقها من حالات خطف وفوضى وفلتان واعتداءات تستعصي على التعداد والذكر، ذهب ضحيتها أكثر من 30 شخصا وعشرات الجرحى ،وامتد أوراها هنا في الضفة الغربية لتخرج جماعات هنا وهناك لتعربد باسم هذا الفصيل أو ذاك ، والوطنية منها براء لتقوم بأعمال اختطاف وتخريب ، في هذا الوضع المخزي والمرفوض من كل شريف وحر، أين كان دور ما يسمى بلجنة مراقبة التهدئة في الساحة الداخلية الفلسطينية؟؟ والتي تعهدت في جولات سابقة من تهدئة التنازع الحمساوي الفتحاوي أن تقوم هي الأخرى بتسجيل موقفها العلني والواضح تجاه الجهة التي تفتعل الأزمة ابتداء وتقوم بتخريب اجواء التهدئة والحوار الداخلي الفلسطيني ، لايمكن من الناحية العقلية والمنطقية أن يصدق الناس بأن ما يجري على الأرض ليس فيه طرف معتدي وآخر معتدى عليه ، هذه هي سنة الخلق والحياة هناك طرف يكون على حق وآخر على باطل في موقفه ، ولا يفهمن أحد باني في سياق الحديث عن التقسيم ألفسطاطي العقدي أو الأيديولوجي ، ولكن أنا أتحدث عن صحة موقف طرف وفساد موقف طرف آخر في سياق السلوكيات الإنسانية المتعددة، بل إن حقيقة ما اذهب إليه قد يكون موجودا في سياق أطراف نفس الفكرة والتوجه والعقيدة ، إذ يقول الله تعال " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " . إذا، الأمر ليس في سياق التفصيل العقدي وبالتالي التكفيري والتخويني، لاسمح الله، فنحن كلنا أبناء دين وشعب واحد ، لكن المقصود في نهاية المطاف، انه لابد من فضح وكشف أولئك الذين يوترون الساحة الفلسطينية ويتاجرون بدماء أبنائها لا أقول لأغراض حزبية وسياسية، ليتها كانت ذلك . ولكنها ومن أسف شديد لصالح ما يشتهيه الصهاينة والأمريكان، ومن حيث لايشعر أولئك في جلهم كما يبدو للرائي والمعاين .

بناء على ماسبق، فان المرء لايرى من ما يسمى لجنة المتابعة والمراقبة للتهدئة الموقف الحق المطلوب بكشف ومحاسبة العابثين بالساحة الفلسطينية ، هذا الموقف خطير جدا إذ هو يشجع المنفلت من كل قيد على الاسترسال والإمعان في خطواته وبرامجه الانقلابية على المشروع الوطني الذي عمد بدماء وتضحيات الشعب الفلسطيني ، يلحظ أي إنسان عادي أن حالة السكوت على أولئك شجعتهم على التمادي أكثر وأكثر وإراقة مزيد من الدماء ومزيد من الخراب والتدمير .

في كشف وفضح مخربي ومدمري الوطن والمواطن، ربما حقا لايحتاج الأمر إلى كشف بالمعنى الشعبي العام ، فالناس حتما يعون ويدركون الذي يجري ، خاصة في عصر الإعلام المنتشر والفضائيات التي لاتحصى ، ولكن الأمر يحتاج إلى لجان وطنية مخلصة لمحاسبة هؤلاء ووضع حد لتماديهم ، لان الوطن والقضية يمران في مراحل صعبة وقاسية جدا ، المطلوب من لجنة متابعة الحوار ولجنة متابعة التهدئة أن تتقيا الله والشعب والتاريخ بقول الحق والحقيقة لقطع دابر مؤامرات أصحاب الفتن والتخريب على صعيد الإنسان والقضية .
بقلم : أ. عماد صلاح الدين
كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان- نابلس

29 – 1 – 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي