الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذات ليلة

جلال الرفاعى

2007 / 1 / 30
الادب والفن


كانت الأرض غائبة فى الأفق البعيد والسماء ملبدة بالغيوم الكثيفة التى تحجب ضوء القمر من الظهور
الرياح شديدة والبرد القارص يذيب الجلود والأمطار تهطل بغزارة فساد الظلام الحالك الدامس
وما أطول ليالى الشتاء الباردة المصحوبة بالبرق وومضاتة اللامعة

وكأنما الطبيعة قد أعلنت ثورة غاضبة على الإنسان ورحمة مطلقة على الزرع والنماء
الطريق خالية من المارة إلا القليل والكل يلجأ إلى حصن يأوية إما أن يسرع الخطا إلى بيتة أو يلجأ إلى مأوى قريب منة أو يحتمى بما يرتدى من ملابس ويحمل من معاطف والويل كل الويل لمن لا مأوى لة ولا سند

وأسفل ملابسى الثقيلة
انكمش منتفض الأعضاء والأطراف وجسدى ينتابة رعشة بعد رعشة ومرة بعد مرة مع إزدياد سقوط الأمطار وشدة البرد
أسرعت الخطا وأنا أتأمل كل من حولى وإستشعرت أهمية المسكن والمأوى فى تلك الليلة الظلماء
وبينما أتأمل هذا الموقف العجيب إذا بى تقع عينى على شرر بسيط من النيران يظهر فجأة ثم يختفى

إنعطفت نحو هذا النور الضعيف أتلمس خطاة وإذا بى أسمع أنيناً ضعيفاً وصوتاً يشبة صوت المرتجف
إقتربت قليلاً منة حتى أراة فالظلام يغطى الكون ووقت ظهور هذا النور الضعيف وقعت عيناى على طفل صغير
يجول الشوارع وعلية ثياب رقيقة وفى يدة سلة يحمل فيها مجموعة من علب الشموع يبحث عن مشترِِ ولكن دون جدوى . لأن كل من بالشارع يسرع إلى بيتة إختباءً من المطر والعواصف ولكنة رغم ذلك وقف فى وسط الشارع وبصوتة الضعيف وجسدة النحيل وعينية الدامعتين فى ظلام شديد وطفولتة البريئة وقف ينادى عن شموع ، ولكن هيهات ... لا يسمعة أحد فالبرق والعواصف تملأ القلوب فزعاً

أخذ ينظر لكل من حولة فمن أب يحمل طفلة الصغير ويخبئة فى عباءتة من المطر . ومن أم تحتضن رضيعها وتسدل علية ما أعدتة من غطاء كثيف وتدفئة بحنانها وعطفها ومن أسرة تجمع بعضها وتهرع إلى السيارة الخاصة بها لتحملها سريعا إلى المنزل ويكاد الشارع يخلو ... إلا من القليل
نظرت إلية نظرة عطف ، إمتلأ قلبى حزنا على طفولتة الضائعة ... منزلة بعيد عن عينية والدفء أبعد منة عن جسدة الضعيف
حاول الصمود .. متماسك ... بداخلة قوة كامنة يدفعة شئ غريب

كلما توقف عن النداء وتعب .. وقف شارد لحظة ثم يسرع إلى من يراة وكأنة يتوسل إلية أن يشترى ما معة من شموع

تتبعتة نظراتى التائهة الشاردة ويفكر فية عقلى وتستجيب لة جوارحى

رغم ضعف جسدة وهوانة إلا أنة حاول الثبات والصمود ولكن تقلبات الأجواء كانت أقوى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة