الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة وسط دروب الحياة الطويلة

سعيدة لاشكر

2007 / 1 / 30
الادب والفن



صباح يوم من أيام الصيف الحار خرجت سمر من منزلها كعادتها متجهة صوب مقر عملها,لاحظت أن الجو حار جدا خلافا للأيام السابقة فتمنت حلول اليوم الدي ستمنح فيه اجازتها الصيفية.
تابعت طريقها لامبالية تسلي ناظرها بالمارة, كل يجري لغايته, كل في همه, كل وطموحاته. لكن ما ان وصلت خواطرها الى هذه المرحلة حتى طرق ذهنها سؤال عجيب, هل حققت هي طموحاتها؟ هل وصلت الى كل ما تصبو اليه؟ لاتدري من أين أتى هذا السؤال ولا كيف اقتحم خواطرها كل ما تعلمه أنه ألح عليها لتجد اجابة ولم يمنحها متسعا للهرب أو الخوض في خاطر آخر, لذى فكرت في ما آلت اليه حياتها مند أن كانت طفلة الى أن بلغت الآن منتصف عقدها الرابع, تدكرت أول شهادة حصلت عليها, شهادة الباكالوريا وكم كانت فرحتها كبيرة ليس لأنها حصلت على الشهادة لكن للفرحة التي لمستها في وجوه أسرتها الصغيرة, والدها العزيز, أمها الحنون, وأشقائها اللطفاء, كلهم فرحو بها واحتفلو بنجاحها فكان هذا أول نجاح في حياة سمر.
تم بعده حصلت على الاجازة ومن تلك الآونة بدأت مشوار العمل من وضيفة لأخرى الى أن استقرت أخيرا, تزوجت, ورزقت بطفلتين أحلى وردتتين في حياتها. حاولت اضافة أشياء أخرى لكنها توقفت هنا, قالت في نفسها تم ماذا أيضا ؟ لا يمكن أن تلخص خمسة وأربعون ربيعا في ثلات أو أربع جمل, حاولت أن تسترسل في الحذيت عن منجزاتها, لكنها انخرست, فكرت أن حياتها مثالية نوعا ما فلديها زوج, أطفال, عمل وهذا كل ما تتمناه أي امرأة في الوجود, لكن هل فعلا حياتها مثالية؟ هل يميزها شيء خاص؟ اختلطت عليها الأمور فمن ناحيا خاطر يقول أن لا شيء ينقصها وأن كل ما حلمت به حققته, حياة هادئة مع أسرة مجتمعة, متحابة اضافة الى عمل مستقل لا يمكن أن تطمح نفسها الآملة بالهدوء الى أكثر من هذا, ومن ناحية أخرى خاطر يجرها نحو أسئلة لا طائل منها؛ أنت الآن في منتصف عقدك الرابع ماذا حققت؟ وفيما تأملين؟ بعد مذة قصيرة سيخبو جمالك, ستنطفء شمعة مستقبلك أملك في المستقبل وبالتالي سيخبو طموحك, ستقتل فيك الانسانة الجميلة المرحة الآملة وتولد امرأة أنت لا تعرفينها وجهها مليء بالتجاعيد, صوتها غائروآمالها فانية.
عند هذا الحد أحست باضطراب شديد يسري في جسدها كله, شعور لا تدري كنهه وكأن خواطرها انتقلت الى أعضائها فبدأت تشعر بتحول سريع من راحة البال سكينة هدوء الى توثر شك واضطراب, ففجر شعور عميق بعدم الاستقرار.
بعد مذة من هذه الأحذاث وبعد بحث قصير اكتشفت أن هذه التحولات ما هي الا بداية مرحلة محورية في الحياة يجب الحدر لكي لا تطول مذتها, تم بعدها تعود لحياتها السابقة حياة سمر الآملة بالمستقبل, الطامحة بالحياة, ستعود كما الأمس سمر الأم المرأة الانسانة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا