الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالديناميت

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2007 / 1 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


(في ضوء العمليات التي قضت على مجموعة سمت نفسها بجند السماء)
لم تكتفِ الأرض بجندها المدججين بما لذ وطاب من أسلحة الدمار البشري المنتشرين في أغلب دول المعمورة وخاصة الدول الفقيرة أو التي كانت تعرف في منتصف القرن الماضي بدول العالم الثالث أو دول الحياد الإيجابي ، بل يبدو أن هذه الأرض الشاسعة والغنية بلغاتها لم تعد كافية لهم لممارسة عملياتهم الإرهابية ضد الشعوب الفقيرة والمظلومة ، فأنتقوا أسماء جديدة لتنظيماتهم تجاوزوا فيها الأسماء المعتادة والمتوقعة منهم إلى أسماء تربطهم بالسماء. ربما يعود سبب ذلك إلى رغبتهم في الإيحاء بأن عملياتهم –الإجرامية- هي نتيجة لأوامر سماوية يحاولون من خلالها التأثيرعلى شرائح كبيرة من المجتمعات والشعوب الفقيرة والساذجة التي لم ينهكها الفقر والدمار الإقتصادي والسياسي والحربي فحسب بل كانت فريسة للدمار الثقافي وشيوع الأمية فيها.

"جند السماء" أسم جديد لمنظمة وجدت في المنطقة المحصورة بين النجف والكوفة مرتعاً لها لتخطط لعمليات إرهابية تستهدف جموع الفقراء والمهمشين ممن تدفعهم عقائدهم للإحتفال بطرقهم الخاصة بمناسبات كان نظام "الجرذان" قد حَرَّمها عليهم لسنوات طويلة.

أجدني لا أفهم السبب الذي دفع تلك المجموعات إلى تبني تسميات تنتمي لفضاءات لا متناهية في المساحات وهي بالأحرى خالية من كل موبقات الأرض التي أستحدثتها الأنظمة الرجعية والطائفية المتخلفة ، ولا أقصد هنا ديناً معيناً بل أن الأمر يكاد أن يشمل العديد من الأديان التي تتبناها الكثير من الأنظمة سواء المتخلفة منها أو المتقدمة والمتطورة. فالسماء ، عالم تسوده الطمأنينة والأمان ، على عكس الأرض حيث الحروب والدمار ، والسماء فضاء يتسم بنظافة أثيره فيما عدا ما يشوبه بين الحين والآخر من شوائب صواريخ الدول العظمى وتلك التي تنحو نحوها ، بينما الأرض تشكو من طبقات سميكة من قذارات وفضلات ليست تحصيل حاصل الصناعات العظمى فحسب بل بسبب من مخلفات ممارسات النظام العالمي الأوحد الذي أصبح بمثابة الحصان الأهوج الذي لا قدرة لأحد على إيقافة أو الوقوف بوجهه.

نقلت لنا الأخبار ، أن "جند السماء" قد قُتِلَ منهم المئات ، وقيل أن قسماً كبيراً منهم من غير العراقيين ، وقيل أن رابطهم هي القاعدة ، وقيل وقيل وقيل . . لكننا لم نسمع بعد من قادة – جند السماء – وهم بالتأكيد من سكان أرضنا المبتلاة بهم ، عن الأسباب التي دعتهم لسكن تلك الأرض المحصورة في وسط العراق دون بادية العراق التي تكاد أن تلتصق بالسماء؟ ولماذا هم هنالك؟ وماهي أهدافهم؟ ومن كانوا يستهدفون؟ هم لم يقولوا لنا إن كانوا مقاومة شريفة عفيفة مقدسة أو أنهم عصابات عقولها قد صدئت بفعل – القات – فباتت لا تعي ما تفعل.

لست مع الإحتلال وألعن يومياً من كان سبباً للإحتلال ، ولست مع العولمة فلا زلت أشتم كورباشوف مئات المرات يومياً ، ولست مع نظام المحاصصة والمزايدة الطائفية ، لكنني أحس بألم لما يحدث يوميا من نكبات في وطني. . . لست متديناً كما أنني لست بكافر ، أنما أنا عراقي ، عراقي يخاف سماع الأخبار اليومية ويرفض مشاهدة الفضائيات العربية والعالمية والعراقية لكي لا يرى مزيداً من بحيرات الدم المراق بأيدي عراقية وغير عراقية. لست وحدي من يحمل هذا الكم الهائل من الحزن اليومي ، فكل أحرار العالم يحلمون بما أحلم به . . ولست وحدي من يرفض تدخل الأخرين بشؤون وطني فكل الأحرار يرفضون العنف اليومي سواء كان أكان الجناة من سكنة الأرض أم من السماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات