الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية ايلات... رؤية فلسطينية مختلفة

محمود منير

2007 / 1 / 31
القضية الفلسطينية


لم يقرر الفلسطينيون العبث بأمن اسرائيل عندما قاموا أو قامت نيابة عنهم حركة الجهاد الإسلامي بعمليتها الأخيرة في ايلات، وهم لم يفعلوها كتكتيك يضمن لهم فتح المفاوضات النهائية! ولم يريدوا أيضاً مساومة أحدٍ على شيء ما تمنّوه في بداية العام الجديد، كما لم يوّجهوا أي رسالة للأنظمة العربية لعلها تجفل - وقد أعياها الذهول – وتعيد النظر في أي من خطاياها أو حتى فضائلها! بالطبع .. لم يفكر الفلسطينيون بكل ذلك!
أكد الفلسطينيون في ايلات أنهم لا يريدون فتنة بينهم وإن تراشقوا لبعض الوقت فالكوانين (كانون أول وثاني) تجلب الملل وهم عوّدوا الدنيا ألاّ يملوا! والفتنة هذه المرة ليست لعبة اسرائيلية أو اختراع أي من الأنظمة العربية، فاسرائيل والعرب قد أعيوا جميعاً رغم أنهم لم يتقاتلوا فيما بينهم إلاّ رغبةً في تغيير نظرتهم للموت في منطقة تخلو من الكوارث الطبيعية أو الزلازل!
صرخ الفلسطينيون في وجه أمريكا لا غيرها، أن الفتنة التي أرادتها لهم لن تتحقق، وأن اسرائيل المنهكة الدائخة المنهارة لن تفيدها عشرات آلاف الجنود المتوجهين إلى العراق ولا إلى أفغانستان، بل ستنهار أكثر بل قد تتمنى لو أنها تتمتع بهشاشة الأنظمة العربية... فتلك الهشاشة أثبتت القدرة على حمايتها دوماً!
قال الفلسطينيون في ايلات قولتهم ومضوا إلى غزة لعدّ آخر الجثث - التي وقعت بالخطأ- فنهارهم سيطول... لا بسبب اقتراب الإعتدال الربيعي وإنما لأنهم أسمعوا أمريكا صوتاً لم تتوقعه، وخيروها بين خيارين: إمّا ان ترسل جنودها لإسرائيل لعلها تزرع في صدور رعاياها قليلاً من الطمأنينة، أو أن يتفرجوا على نهاية اسرائيل...على أن الفلسطنيين لن يقسوا على جلاديهم عندما تنقلب الصورة بعد حين.
سار الفلسطينيون إلى ايلات ولم يكترثوا إن كان اسمهما "إم الرشراش" أو غيره... المهم أنهم وصلوها، وعبّروا عن وصولهم بصراحة، فهم لن يدخروا دعماً من أحد، ولا فرق إن كان ايرانياً أو استمدوه من هشاشة العرب النادرة أو من السماء، فالأهم أنهم واثقون بأنفسهم حتى الموت، وثقتهم لا تحتمل التردد وكثرة الحساب مثلما يفعلوا إخوانهم الحيارى!.
رأى الفلسطينيون عبر ممثلهم محمد فيصل السكسك، منفذ العملية، بحراً آخر لم يروه منذ ستة عقود، وتغيير الرؤية يجلب الرزق، وهم مصممون على رؤيتهم المختلفة ولكنهم سينتظرون قليلاً حتى يخلي آخر مسلح شوارع غزة ويلحق بالركب.
أسمع "السكسك" بحر ايلات بعض أهازيج شعبية تتغني بالحرية، وعاهد البحر ألاّ يرجع الفلسطينيون عن حريتهم فهم لا يريدون غيرها، حرية تتضمن لهم حياة تسرّهم وموتاً يغيظ العدا.
استلمت الحرية القربان الذي قدّمه الفلسطينيون ووعدت بنيها أن تسامحهم على شقاوة لن تستمر! مثلما وعدها السكسك، جانب البحر، ألاّ يختلف إخوته مرة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى