الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان بيريز في بغداد.. فما قول الجزيرة ؟

باسم السعيدي

2007 / 2 / 1
الصحافة والاعلام


جاءت زيارة شيمون بيريز الى دولة قطر وإستقبال الشيخ حمد بن خليفة له في وقت ملتهب بل الأكثر إلتهابا منذ حرب التحرير العربية بوجه الدولة العثمانية والتي أسفرت عن البنية (الدولية) للعالم العربي،هذا الوقت الذي يعتلج بالإنقسام الأهلي في الدولة اللبنانية الذي يكاد أن يطيح بالسلم الأهلي فيها، والإستفزاز المتبادل بين فتح وحماس والذي يخسر فيه الشعب الفلسطيني دماءً ويتهدد مشروع إقامة الدولة الفلسطينية المرتقبة من جهة ، وتكاد أن تتحول البندقية المقاوِمة للإحتلال الى صدر الفلسطيني ذاته في سابقة خطيرة، أضف الى كل هذا الوضع المتفجر في العراق والإنقسام المجتمعي الذي وصل حدوده القصوى ويقترب من نقطة الإنفجار واللاعودة.
كانت فضائية الجزيرة على مرِّ سنين عملها (منذ التأسيس الى اليوم) تتبنى الرؤية اليمينية المتطرفة (عربياً وإسلامياً) ، وشحذت الهمم وألبت النفوس وعبأت خواطر لإيصال المتلقي الى أقصى حدود التطرف ، وراحت في كل التوصيفات التي تتناول من خلالها الأحداث تسلط الأضواء على جوانب من الحقيقة ، وتخفي الجوانب الأخرى، لتخرج نفسها عن سكة الحياد الإعلامي وأصول المهنة المتعارفة للصحافة.
منذ الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين المعروف لدى المفكرين السياسيين بـ (نظام حكم القرية) إتخذت الجزيرة موقفاً من الغزو ، وبعيداً عن (تعريفات أصول المهنة) التي تمنع المؤسسة الصحافية من أن تتخذ موقفاً بعيداً عن ذلك أقول لها أن تتخذ هذا الموقف من الغزو (بالرغم من أن البيان العملياتي اليومي للحرب كان يتم بثه من قاعدة السيلية في قطر) ولكن ما هو غير قابل للتسويغ هو موقفها من الغالبية العظمى للشعب العراقي وأقصد بذلك الشيعة والكرد، لقد إتخذت مواقف معادية تماماً للكرد وقامت بتوصيفهم بشتى التوصيفات المسيئة الى الكرد ورددت في غير مناسبة إتهامات لهم بإقامة علاقات مع إسرائيل مع أن الكرد غير ملزمين (قومياً) بهذه القواعد التي يصطلح عليها اليمين العربي المتطرف الذي خرقته (مصر) عميدة العالم العربي ولحقت بها الأردن .
وتكاد لا تفتأ الجزيرة عن كيل التهم الى المكون الشيعي للعراق عن ذات الشبهات وأضافت اليها تهم أخرى لن يتسع المجال لتعدادها وإن إتسعت صدور محرري الجزيرة لها.
إحدى تلك التهم وأكثرها (طعناً) بالجسد العراقي هي (الجاسوسية والعمالة) للنخب العراقية والزعماء العراقيين ، بل تخطَّت العرف في (إزدواجية التهمة) حين تقول في مرّة أنهم (الساسة والزعماء) عملاء لأمريكا وإسرائيل، وفي مرة ثانية تتهم بالعمالة لإيران، وبعيداً (أيضاً) عن إثبات أو نفي التهم نجد أن الحرب غير المعلنة حيناً والمعلنة أحياناً بين إيران وأمريكا لاتدع مجالاً للشك بخيالية هذه التهمة المزدوجة، ولعل سقوطها العقلي يعني بالضرورة أن التقييم للموضوعة برمتها بحاجة الى تدقيق إن لم نقل إعادة نظر.
في هذا الخضم وهذه اللغة (العالية المتعالية) للجزيرة تأتي زيارة بيريز الى الدوحة ولقاء الأمير حمد بن خليفة له لتضع حدَّاً للجزيرة في (رمي الناس بالحجارة) بينما هي أحوج ما تكون الى فهم أن بيتهم هم مصنوع من الزجاج الهش.
غير أن الحدث الكبير الذي تناولته وسائل الإعلام لم يجد له طريقاً الى النشر عند الجزيرة .. لا في الفضائية ولا في الموقع الأليكتروني للجزيرة ، فماذا يعني هذا الصمت ؟
إنه يعني شيئاً واحداً وهو (الخجل) ، ولسان حال الجزيرة يقول للشيخ حمد (أخزيتنا أخزاك الله ) ، لكن لسان حالها يستأنف القول فيقول ( لا حرمنا الله من تمويلك لمؤسستنا ولو على حساب صدقية المؤسسة) ، تلك الصدقية التي لاتتمتع بها الجزيرة ولا في أدنى الحدود المعقولة والمقبولة فضلاً عن المتعارفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام