الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الحزب الشيوعى المصري رد على الرفيق آدم المصري

إلهامي الميرغني

2003 / 7 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


 

طالعت المقال المنشور على موقع الحوار المتمدن والموقع باسم الرفيق آدم المصرى عامل وباحث من الحزب الشيوعى المصرى والذى عنونه بأنه رد على مقالى " حقيقة التغيير الديمقراطي الذى نريده " حيث فجع الزميل من نغمة الإحباط من التيارات السياسية الموجودة في مصر من خلال مقالى رغم أنها حقيقة لها أساس موضوعى في مصر ، أما التفاؤل فهو في قدرات الشعب المصري على خلق حركة شعبية حقيقية تتخلص من كل الأمراض القائمة الآن في الواقع السياسى المصري. ولقد خلط الحزب الشيوعى المصري أوراقه في السابق داخل حزب التجمع فخسر كلا الحزبين ووصل الحال بهما إلى ما نحن فيه الآن رغم الانفصال بين الحزبين.
واتخذ الرفيق من مقالى سبباً لنشر إعلان " غير مدفوع الأجر " حول الحزب الشيوعى المصرى وميراثه التاريخى ومنهجه الثورى وقد ذكرنا بمطبوعات وكالة أنباء نوفستى التى كانت توزع علينا في معرض الكتاب قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
أنا أقدر جهود كوادر الحزب في اللجنة الشعبية للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية ومن قبل في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية ، وكذلك في حركة الدفاع عن الديمقراطية واللجنة القومية للدفاع عن حقوق العمال ثم اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية ، بل أنه يوم زيارة بوش لمصر كانت كوادر الحزب معنا أمام مجلس الشعب ، بل قد نقول أن أكثر من ربع المشاركين كانوا من كوادر المصري ولكن إجمالى المشاركين لم يتجاوز 24 شخص فهل هذا الواقع مشرف ويدعوا للفخر والاعتزاز !!!! ليوضح لنا الزميل تطور العضوية وقراء الجريدة مقارنة بالسبعينات والثمانينات لنعرف هل يوجد تقدم أم تأخر.
ماذا فعلنا لوقف سلسلة القوانين الجائرة من الخصخصة وقانون العمل إلى مد العمل بقانون الطوارئ وفى الطريق قوانين التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي ؟! كم عضو شيوعى استطعنا دخوله البرلمان ؟! وكم عدد قراء الصحف الشيوعية في بلد تعداده أكثر من سبعين مليون نسمة ؟!. كم نقابة مهنية نسيطر عليها وكم نقابة عمالية غالبيتها من الشيوعيين ؟! وبعد ذلك لا ترى أننا مجرد حلقات معزولة ضعيفة التأثير والفاعلية . أم أن تجمهر بضع عشرات في بعض المناسبات هو دليل الفاعلية السياسية!!! لقد أوضح الزميل إننا لسنا بديل عن الجماهير وانه يستحيل إنجاز مهامنا الثورية في غيبة الجماهير ، ألا يتفق معنا الزميل أن حركتنا لازالت محصورة في النخبة وان هناك عشرات الحواجز بيننا وبين الحركة الجماهيرية وهناك عشرات الأسئلة التى لم نقدم إجابات عليها حتى الآن.
لقد أكد الرفيق على أن  الحزب الشيوعى المصري يتخذ من الماركسية اللينينية الأساس النظرى لفكره وسياسته ونضاله ويلتزم بمبادئه ، وهو شئ نحترمه ولكنى أتساءل هل الماركسية اللينينية بمعزل عما حدث من انهيار في الدول الاشتراكية السابقة ، ألا تحتاج هذه المنهجية إلى تطوير وتعديل لمواجهة السلبيات التى عكستها التجربة على أرض الواقع .  وهنا أتساءل :
ـ ما هو موقفنا من ديكتاتورية البروليتارية وما هو وضع الطبقة العاملة المصرية وقد تدافع الآلاف منها للمعاش المبكر ، بينما عمال المدن الجديدة محرومين من اى حماية . وما هو وضع الموظفين وكل العاملين بأجر من الحلف الطبقى ومن الذى يقوده  عمال الصناعة أم مبرمجى الحاسب الآلى ومشغلى شبكات الحاسب الآلى؟!!!
ـ ما هى علاقة الحزب بأجهزة الدولة وما هى المرحلة التى يمكن الحديث عندها عن تقلص دور الدولة . وماذا نقول حول تقلص دور الدولة القومية في ظل وجود دولة كوكبية ونظام رأسمالى عالمى يدار من دافوس ومنظمة التجارة العالمية . فنحن نواجه نظام استغلال عالمى وليس محلى فقط فهل نردد نفس المقولات القديمة.
ـ هل بناء الحزب اللينيني هو المسئول عن الاستبداد الذى تبلور في أبشع صوره داخل الدولة السوفيتية ، وهل الهرم اللينينى وخضوع الأقلية للأغلبية هو الذى تؤمنون به أم أن هناك حديث عن تنظيمات شبكية مثل تنظيمات مناهضة العولمة وحق وجود عدة وجهات نظر متجاورة في حوار بينها داخل الحزب ؟!!!
ـ هل لا نزال في حاجة لوجود حزب سرى في ظل الأوضاع الحالية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم أم إننا في حاجة لبناء أحزاب علنية تتحاور وتسعى للوصول للحكم عبر صناديق الانتخاب وعبر تغيير وعى الجماهير. وما هو وضع الأحزاب في ظل انتشار منظمات المجتمع المدنى ؟
ـ ما هو موقفنا من الحركة العالمية لمناهضة العولمة الرأسمالية ، أليست بلورة ناضجة لفكرة الأممية ؟ وكيف ننضوى ضمن هذه الحركة ونتفاعل معها ونؤثر فيها باعتبار أن هدفنا واحد وهو مواجهة العولمة الرأسمالية المتوحشة؟
هل يتفق معنا الزميل فإن هذه قضايا كبري تحتاج منا إلى وقفة وحوار هادئ وموقف مشترك ، ألم يقول الزميل في ورقته أن طريق الثورة يحتاج إلى جهود جبارة و إبداع فكرى و نضالى متواصل لا يغفل الموقف القومى و لا الموقف الاممى . أن هذه القضايا تحتاج إلى إسهامات جميع الماركسيين سواء المنتمين للتنظيمات الحالية أو المستقلين ، والى التعرف على الإنتاج الفكرى العالمى تجاه هذه القضايا.
لقد طرحت ضمن ورقة حقيقة التغير الديمقراطى عدة تساؤلات وكان يسعدنى أن اعرف موقف الحزب الشيوعى المصرى منها ولكن رد الزميل لم يتطرق إليها ومنها :
ـ ما هو الموقف من التنسيق الجماهيري مع الأخوان المسلمين في بعض قضايا الديمقراطية والتحرر الاقتصادي والاجتماعي والوطني؟
ـ هل نظل متمسكين بموقفنا من رفض وجود حزب سياسي للإخوان المسلمين رغم قوتهم وتواجدهم الفعلي في الواقع ؟!وهل نحاسب أي قوى سياسية على برنامجهم السياسي وممارساتهم في الواقع أم نحاسبهم على عقيدتهم الدينية ؟
ـ ما هي مكونات الحلف الطبقي اللازم للتغيير وما هي فعالية عناصره في اللحظة الراهنة ؟
ـ هل الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة صاحبة المصلحة في التغيير كما علمتنا الماركسية ؟! أم أن الوضع أصبح الآن مختلف.
ـ ما هو وضع الطبقة العاملة المصرية الآن في اللحظة الراهنة في ظل الخصخصة والمعاش المبكر وتعثر الاستثمارات الخاصة . ما هو وضع العمال في المدن الصناعية الجديدة ؟! ماهو تكوين الطبقة العاملة الآن؟!
ـ ما هو وضع موظفي الحكومة والمشاكل التي يعانون منها ؟
ـ ما هو حجم مشكلة البطالة وماذا نفعل نحو أكثر من ثلاثة ملايين متعطل ؟
ـ ما هو وضع الفلاحين الفقراء في مختلف قرى مصر ؟ ما هي مشاكلهم ؟ إلى أين وصلت التنظيمات التعاونية ؟ وما هي أهم مشاكل الزراعة المصرية التي يعانى منها الفلاحين ؟
ـ ما هو حجم المهمشين وسكان العشوائيات  ؟ وما هي مشاكلهم وما هي القضايا التي تجذبهم للمشاركة السياسية وتحويلهم من معول هدم كما حدث في بغداد إلى وقود للتغيير ؟!
ـ ماهى مشاكل المشاركة السياسية في مصر ؟
ـ ما هو موقفنا من العمل الإصلاحي؟
ـ كيف نتعامل مع الجمعيات الاجتماعية والخيرية والدينية المنتشرة في كافة ربوع مصر ؟
ـ ما هو الموقف من الأحزاب الشرعية وتطورها وحدود التنسيق معها ؟
ـ كيف نبنى تحالفاتنا العالمية وننخرط مع قوى مناهضة العولمة ؟
هذه نماذج من الأسئلة المطروحة علينا والتى تحتاج إلى اجتهاد جماعى من أجل الوصول إلى إجابات محددة ، وهناك العشرات والمئات من البحوث الأكاديمية في الجامعات المصرية ومراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدنى التي يمكن أن تشكل نواة لبلورة مواقف من هذه القضايا . إننا نعيش لحظة استثنائية تحتاج منا إلى دراسات حقيقية بعيداً عن الشعارات الجوفاء التى تعيدنا إلى عصر الإعلام السوفيتى السابق . هل يمكن أن نتحاور حول هذه القضايا لكى نبلور موقف مشترك أو حتى لكى نبلور خلافاتنا على أسس حقيقية.
إلهامي الميرغني
17/7/2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان