الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللطخة

رحيم العراقي

2007 / 2 / 2
الادب والفن


فيليب روث هو كاتب أميركي من أصل هنغاري وهو من مواليد ولاية نيوجرسي عام 1933 وعندما نشر عام 1959 روايته الأولى «وداعاً كولومبس» نال الجائزة الأميركية للكتاب، ثم أصدر بعد ذلك حوالي عشرين كتاباً من بينها «حياتي كرجل» و «درس التشريح» ويعتبر «فيليب روث» احد عمالقة الرؤية الاميركيين المعاصرين إلى جانب نورمان ميلر وديك هاريسون ووليام ستيرون وغيرهم، و «روث» هو أحد الفائزين أيضاً بجائزة «بوليتزر» الشهيرة.
في هذا العمل الجديد «اللطخة» يحكي «فيليب روت قصة حياة «كوليمان سيلك» المدير السابقة لاحدى الجامعات والذي تم اتهامه بالعنصرية «ظلما» مما اضطره إلى الاستقالة من منصبه فأضاع كل امتيازاته ومكانته الاجتماعية.. بعد تلك «اللطخة» أمضى «الاستاذ» سنوات حياته اللاحقة في النضال من أجل استرداد مكانته الضائعة وفقد اثناء «معركته» زوجته التي كان يحبها.. فوجد نفسه إلى جانب خادمته التي تعيش مع زوج «عنيف» وعائد من الحرب الفيتنامية..
ولا تقتصر «اللطخة» التي يمكن ان توحي في العنوان بوجود «عمل شائن» واحد على حياة الاستاذ الجامعي. ذلك ان المؤلف يتحدث من خلالها عن العديد من «اللطخات» الأخرى انطلاقاً من الحرب الفيتنامية وحتى قضية كلينتون ـ مونيكا لوينسكي، ان «اللطخة» تنتشر، ويرى المؤلف بأنه من الطبعي ان تنتشر إذ ان العديد من صفحات الرواية تخص أحداث جرت في فترة «الفضيحة» الخاصة بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون «المتدربة» في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.
ربما ان الجميع كانوا يتحدثون في ارجاء أميركا والعالم عن هذه القضية ـ «الفضيحة»، كان لابد من الحديث عنها في «رواية» جرت احداثها في تلك الفترة، والمؤلف يعرض تحديداً لذلك «المناخ الداعي للاخلاق» في تلك الفترة والذي احاط بالقضية كلها، لكنه يؤكد بالوقت نفسه بأن مثل هذه الدعوات ليست سوى غطاء خارجياً لواقع «الحرية الجامحة» التي يعيشها الأميركيون، وهذا ما عبرت عنه جملة في الكتاب تقول بأن مونيكا لوينسكي قد سمحت بالكشف عما يجري في أميركا الحقيقية أكثر من أي انسان آخر، وهي التي وضعت «ميزان حرارة في مؤخرة البلاد»، ويعلن المؤلف في هذا السياق غضبه الشديد حيال استغلال وسائل الاعلام المختلفة لمشاعر الاحتجاج لدى الرأي العام وخلق جو من الملاحقات المستمرة.
ويتحدث «فيليب روث أيضاً في عمله هذا عن صراع الفرد ضد المجموعة التي يعيش فيها ضمن اطار المجتمع الأميركي الراهن.. وهذا ما يبدو بوضوح من خلال محاولة «كوليمان سيلك» الاسود البشرة ان يدفع الآخرين كي يرونه «أبيض» والذي يصل به الأمر إلى السعي للقاء والدته بعد حين من فراقها وكي يعلن لها رغم حبه الكبير لها، بأنه سوف لن يستطيع رؤيتها أبداً بعد ذلك، وليس هي فقط وإنما اولادها وأحفادها.
«فيليب روث» الروائي الأميركي الكبير في عمل عن عالم الكذب والخديعة الذي يحكم العلاقات في المجتمع الأميركي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب