الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان العراقي وقضايا الشعب

جليل البصري

2007 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان في كون البرلمان هو السلطة الاعلى بين السلطات وهي الرحم الذي تنشأ فيه ومنه السلطات الاخرى وتخضع دائما لسياسته ورؤاه وبرامجه وقوانينه التي يسنها .. والبرلمان العراقي (مجلس النواب ) الذي افرزته للواقع انتخابات ديمقراطية ومخاض وتحديات كان حلما عراقيا يعيش في قلوب وعقول العراقيين الذين لم يروا سلطة تشريعية برلمانية حتى ولا شكلية منذ سقوط الملكية ومجلس نوابها عام 1958 ، ولم يروا طيلة نصف قرن غير مؤسسات لا تمت للبرلمان بصفة ولا تشكل غير تابع للرئيس والحزب الحاكم حملت اسماء كثيرة منها مجلس قيادة الثورة والمجلس الوطني وغيرها .. وقد بدت مشاهد اجتماعات او جلسات المجلس والنقاشات والخلافات التي تجري فيه اثناء مناقشات القضايا المطروحة والقوانين ، بدت جميلة ومشجعة للامال في خلق مشروع فعال يضع مصلحة الناخب نصب عينه، يدافع عنها ومن اجلها.
وبدت متابعة ما يجري في الجلسات امرا مسليا وجديدا على الناخب العراقي جعله يامل ان تتطور الحالة ويجد في هذا المجلس العتيد حصنه القوي وملاذه الاول والاخير ، لكن هذا الحلم بدأ يشحب ، وبدأ المجلس يتأثر بواقع الانقسام السياسي ، وبالعنف السائد والنزعة الطائفية الضيقة بدلا من ان يكون السلاح الذي يقاوم هذه المظاهرة السلبية ، ووصلت سلبية وعجز هذا المجلس عن التاثير الى درجة، تحول فيها الى ميدان اخر لتبادل الاتهامات والالفاظ النابية احيانا والسلوكيات المنافية للعرف الدبلوماسي واللياقة البرلمانية ، وصارت الاحداث الدامية التي تسحق المواطنين شيعتهم وسنتهم مناسبات لصراع الديكة داخل القاعة واطلاق الاتهامات التي تؤجج النفس الطائفي السائد في العملية السياسية والشارع.
وتجاوزت حالة التردي هذا المستوى لتصل الى درجة يعجز فيها المجلس عن عقد اجتماعات لمناقشة الاوضاع المتردية، مما اعطى العنف فرصة اضافية للتصعيد والاستمرار وكان رحيل اكثر من نصف اعضاء المجلس الى العمرة والحج (وهو ما تواضعت وسائل الاعلام في ذكر ارقامه) مثارا للدهشة، فيما كان البلد يكتوي بنار الارهاب والعنف والقتل والترحيل وبنار العصابات وفرق الموت والميليشيات ، فيما الدولة تقف عاجزة حائرة تبحث عن حلول لايقاف تدهور الوضع وانقاذ الوطن والمواطن ، بل واصبح ذلك مثارا للتندر العراقي وروح النكتة السوداء التي يتمتع بها المواطن في هذا البلد، فمن المعروف ان من ينوي الحج لا يؤديه قبل ان يكفي اهله ويؤمن حياتهم ومعيشتهم ، فكيف ذهب النواب وبهذا العدد الكبير وتركوا مسؤولياتهم.
ونشرت الصحافة العربية حكايات كـ(الحواتيت) عما يجري في المجلس وكيف ان رئيس المجلس السيد محمود المشهداني عجز عن لم شمل المجلس والاجتماع به فاضطر الى تهديد اعضائه بقطع 400 دولار من مرتب كل نائب يغيب عن جلسة، وطبعا يستلم كل عضو مبلغ (10،000) دولار شهريا كمرتب ..
ومما جعل الناخبين ينظرون بخيبة امل اكثر الى مجلسهم الموقر ان قوانين هامة تتعلق بحياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم القريب والبعيد كقانون النفط وقانون الموازنة لعام 2007 وقرارات زيادة رواتب الموظفين لموازنة التضخم الكبير في المستوى العام للاسعار الذي يسحق الطبقة الوسطى ويجعل دخولها بائسة القدرة على اشباع حاجاتهم ، والاهم من ذلك كله التصويت على الخطة الامنية لتوفير الغطاء التشريعي لهذه الخطة التي اشاعت التفاؤل بتحسن الوضع الامني وتقليل مستوى العنف الدائر في البلد . ويبدو ان الجلسة التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي وما لحقها هي محاولة لاستعادة الوجه الناصع للمجلس واعادة تفعيل دوره وتوحيد كلمته في القضايا المهمة الفاصلة .. لكننا نأمل من المجلس الموقر المزيد من الفاعلية والمزيد من الوقوف بجد وصراحة الى جانب مصلحة الناخب والا يفقد اعتباره وسبب وجوده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة