الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية بريئة مما يفعلون

بلقيس حميد حسن

2007 / 2 / 2
الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي


في اغلب المجتمعات الذكورية يكون للمرأة حصة الاسد من الغبن والاضطهاد والقهر , وليس غريبا على المرأة العراقية التي عانت من القهر البعثي طوال اكثر من اربعين عاما , بما في هذه الاعوام من حروب وحصارات وجوع وديكتاتورية بشعة بزت بشراستها اعتى الديكتاتوريات بالتاريخ..
المرأة العراقية اليوم لديها معاناة اخرى , معاناة جديدة , وربما معاناة من نوع خاص لم يشهده التأريخ, شكلتها هذه المعاناة ونحتتها الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق, فلم يعد اضطهاد المرأة مزدوجا فقط, انما مكعبا ومحيطا بها من كل الجوانب , فهي اينما حلت واينما كانت يتربص بها الموت وبفلذة كبدها وبكل احبائها ..
ان المرأة العراقية بريئة من كل ما يحصل لها منذ عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم فهي لم تكن في يوم ما حتى الان مديرة لمؤسسة هامة اونائبة لرئيس او مستشارة حقيقية له وان كانت الان فهي ليس فاعلة كما يجب, انما فاعلة بحدود المسموح به لها من حرية لا يجب ان تخدش بها رأي الاخرين من الرجال , المتسلطين والمتعمدين تهميشها ووضعها كتحفة على رف البرلمان او مجلس النواب او في الوزارات وما عليها سوى القبول بما يريدون لانهم النسبة الاكثر,النسبة التي وجب تسلطها رغم كون المرأة اكثرية المجتمع ..وان عدنا لما كانت عليه المراة في الماضي السحيق لوجدناها كاهنة وملكة بل وكانت الالهة عشتار ربة يعبدها الجميع, كما كانت المرأة تدير مؤسسات ومعابد وساهمت رغم تسلط الرجال ببناء اولى الحضارات في التاريخ.. ولم يكن الرجل بعقلية انانية كما هو الان حيث ينافق ويبعد المرأة عن المساهمة بالحياة السياسية تحت موانع دينية وحجج واهية حدا جعلها الة تفريخ او لعبة تسلية لشؤونه الخاصة, رغم ان الزمن الاسلامي الاول مليء بالتاجرات امثال السيدة خديجة زوج النبي؟ والمساهمات باعمال سياسية وعسكرية هنا وهناك كخولة بنت الازور وسواها .
ان معاناة الشعب العراقي الطويلة المدى والكبيرة , ربما لايعادلها سوى معاناة الشعب الفلسطيني , لكنه شعب مستعمر من قبل عدو غاصب نرمي عليه كل سبب المعاناة باقل تقدير رغم ان القيادات الفاشلة ساهمت باطالة امد المعاناة وحولت الخلاص الى امر شبه مستحيل, اما العراق فكان حرا طوال عقود ومنذ تاسيس الدولة العراقية حتى دخول قوات التحالف عام 2003, وان ما مر بالعراق من معاناة لم يكن للمراة العراقية يد بها, وهي بريئة من كل الجرائم التي وقعت عليها وعلى سواها من ابناء العراق وذلك لانها:
1- لم تقد المراة في العراق اي حزب سياسي لتتصارع به مع الاحزاب الاخرى..
2- لم تتسلم المراة العراقية في التاريخ الحديث اية وزارة سوى مرة واحدة لمدة لاتتجاوز الثلاث سنوات وذلك عام 1959 في زمن عبد الكريم قاسم, حيث كانت الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة البلديات والشغل, وقد سبب استوزارها الف مشكلة من قبل رجال الدين الذين اعتبروا مساواة المراة بالرجل بدعة خارجة عن الشريعة والاعراف العربية والاسلامية .
3- لم تشترك المراة العراقية باعمال القمع التي قام بها جلاوزة النظام البعثي او اي نظام سابق بل كانت هي الضحية دائما والمعتدى عليها وهي الخطيفة التي تواجه العذاب بسبب من انتماء احد افراد عائلتها من الرجال, وهي الارملة والثكلى والشهيدة لكنها لم تكن قاضية او مديرة امن او محافظ .
4- لم تمتلك المرأة العراقية اموالا طائلة ولم نسمع بمليونيرة عراقية واحدة استطاعت ان تفرض سيطرتها على الرجال باموالها وبالتالي تغيير قرارات السلطة ..
5- ليس للمرأة العراقية يد بقرارات الحروب التي مرت على العراق وليس لها مما جرى من دمار وخراب ونهب وتقتيل سوى التضحيات بكل شيء ولم تكسب مكسبا واحدا انما نراها تفقد حريتها شيئا فشيئا تحت عباءة الرجال المتلبسين باسماء وحجج عديدة منها السياسية والدينية وغيرها.
6- ليس للمرأة العراقية يد بتشجيع الاقتتال بين الطوائف والقوميات فلم اسمع امرأةعراقية واحدة بحياتي تشجع قولا او كتابة قتل طائفة لاخرى او قومية لاخرى ولم اسمع امرأة عراقية رحبت بالحروب الا اللهم مامسخه لنا صدام حسين من مظاهرات يضطر لها الجميع تحت تهديد الموت والرعب والقتل الجماعي.. لكننا سمعنا تصريحات كثيرة من الرجال ضد قومية او طائفة والرغبة بالقضاء عليها او تشجيع قتلها وابادتها ولا ادل على ذلك من تصريحات صدام ورجالاته ضد الكرد و المعارضين له ومايجري الان ضد المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين وتكفيرهم والتشجيع على قتلهم او الحد من قيامهم بطقوسهم الدينية واجبارهم على دخول الاسلام من قبل ميليشيات ومجانين تحمل سلاحا لتجرح به الانسانية جمعاء بتصرفاتها الطائشة المهوسة بالتطرف الطائفي والعنصري ضد من يخالفهم الرأي او الانتماء ..
اذن ما العمل ؟
المرأة العراقية اليوم تشكل غالبية السكان ومن حقها بعد ازمان القهر ان تعطى المجال لتقود المجتمع للسلام والمحبة بعد ان خرب كل شيء على ايدي المرضى بالانانية وداء العظمة, من هنا لابد للدستور العراقي المراد تعديله - والذي يجب ان يقره الشعب العراقي - ان يعترف بمساواة المرأة مع الرجل في جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها بالاعلان العالمي لحقوق الانسان وجميع المواثيق الدولية التي تخص منح المرأة حقها في المساواة , والا فعلى جميع التنظيمات النسائية والتجمعات والاحزاب الديمقراطية الى تحشيد النساء العراقيات بعدم الموافقة على اي تعديل للدستور يتجاوز هذا المطلب, وسوف يسقط التعديل في حالة رفضه من قبل اكثرية الشعب ان جرى التصويت بشكل ديمقراطي حقيقي .. …









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل