الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح البـــانــتومايــم او المسرح الصامت

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2003 / 7 / 27
الادب والفن


 

ثيمة الصمت قبالة فدائح الوجود 
 

عباس الحسيني – أميركا
 

 
في واحدة من تحليقاته ذاكرة الصمت ، وعلى خشبة معتقة الزمن والتواصل ، راحة أقدام الرائد المحدث  – منعم سعيد –  وهي تشذب زمكانية ذلك الحوار الأخاذ ، الصمت ثيمة ، ولعلها تخريجة مقفاة ومـمسرحة ، عـن المقولة الشـاخصة ، الصمت فلسفه ، ولآن الراحل خالد الشيخ والمثابر بوعـي - منعم سعيد -  كانا قد رسما ، وبدئبهما التجريبي العقلاني ، خطوطـا بيانية شاخصة ، ما زال يعمل عليها وفيها ، بعض من المريدين والمتذوقين والأكاديميين المتطلّـعين ايضا .
                                                                                                       فلم هذا الفن ؟                                                                                                      
وما هو فحوى خطاب قيه ؟
يشير بعض الأكاديميين ، الى ان هذا الفن المشذب والمركب معا ، إنما يمتدّ الى جذور إغريقية ، قيل انها تزامنت مع  بزوغ  وتكامل الوعي المسرحي لكتاب ومبدعي المسرح الأغريقي المتعارف عليه ، وعلى غرار زمنية يـــورديــبوس وسوفوكليس ، غير ان سجايا وإلحاقات كوادر التأثيرات الصوتية وبقية مؤثرات وإطرادات الموسيقى التعبيرية والإضــاءة المميزة في هذا الفن ، كما في تجارب الفرنسيين في هذا المجال ، تبرز حداثة وتفرد هذا اللون المسرحي الشاعري وبما لا يترك مجالا للشك .
ففي عمان وعلى مسارح دار الفنون الأردنية ، وعلى مسرح التشكيليين الأردنيين ايضا ، قدمت فرقة مسرح الموجة الحديثة  –  سبعة لوحات من هذا فن البانتوميم الأخاذ ، حيث كان التأليف والمؤثرات الموسيقية فيها للشاعر عباس الحسيني ، فيما أخرج روحية العمل الفنان والممثل المسرحي حسين الليثي ، وكانت الأدوار موزعة على كادر العمل ولكل من الفنان المسرحي الأكاديمي - عبد الله خالد الأمل - والممثل المسرحي الأكيديمي - حيدر العنبكي - والممثل أكــرم رعد موســى .
كانت قيم العمل الجمالية تنم رؤية إخراجية متفردة ، ففي طريقة العرض التي إرتأى المخرج فيها إقحام المتحرك الخارجي الجمهور – الأطفال الكادر الخلفي -
ـ ليكونوا  ضمن نسقية  الأداء الذي تحسسه الممثلون ، وهم يجسدون لوحات على غــرار – حصار – وطفولة –  والجدار – وجواز سفر – وألم عراقي ، وكما خرجت تاتلات الصحف الأردنية – البانتومايم العراقي ولأول مرة في عمان ، وهي تمثل ريادة أدئية رائعة .
 

 - ففي مسرح الميميك ، او المسرح الإيمائي كما يصطلح عليه أكاديميا وهو تعبير عن مفهوم فن التمثيل الصامت ، وعلى  خطــى الإرتقاء الى معرفية مسرحية  معمـّــقــة ، تكون الثيمة بل كل جوهر الثيمة في إتجاهات الحركة المؤدلجة ، والمتبارية مع مطلق فضاءات مسرح الأداء  الحي ، في تلك الصناعة لحركة الأعضاء البشرية ، من التعابير وتموضعات الأعضاء الحرة والمقييدة في آن واحد ، وذلك لبث لواعج المتحدث الحركي – الفنان المؤدِّي والمُـــؤدَّى به معا – انها الدلالة المركبة – للإحالات القادمة – والمتبوعة بالتوافق التأثيري والموسيقي معا .  
ففي لوحات العمل ذات الثيمة المكتملة تكون الإحالة المرجوة لمجمل بنية العمل المقدم ـ  في حين يذهب ثلاثي ( جاز وبانتوميم )   من مدينة  نيو اورليانز – في ولاية لويزيانا الأميركية – الى ان شفرة الموسيقى هي الأهم وتالأكثر تواصلا مع الأفراد على الخشبة المجردة من إتجاهات الديكور ، وفي الحدث المنظور وعلى حساب بقية الظواهر الأخرى ، في حين يجسّد مدرب الرقص التـعـبيري العالمي ألـــن وود ، مديات هذا العمل في قدرة الماكير وخلفيات العمل البشرية على التحاور مع مدارس وتجارب الفن التشكيلي للخروج بلوحة بشرية  ( حية ) متحركة الثيمة ، ومتوجة بالخروج على محددات خشبة الأداء المبرمج ، وهــي السمة التي باتت منظورة في تجارب مسرح اليوم ، وعلى وجه الخصوص ، تجارب مسرح برودواي والمحدثين في نيويورك ، وهي اقرب ما تكون  الى مقولة المبدع بابلو بيكاسو في مجمل تعريفه لكل من فني الشعر والرسم لعلى فن الشعر رسم متحرك في حين تغدو اللوحة التشكيلية في رأيه قصيدة متحركة   .
وفيما يحاول مسرح البانتوميم إختزال زمكانية الحدث ، بغية  التتويج الأمثل لثيمات المنظور المسرحي ، تجيء تجارب البانتومايم العراقي ، وهي تحمل طابع الإبداع والخصوصية الحقة وبدأ من جدل الأفكار المطروحة حتى وسائل الظهور المتاحة بشرية كانت أم تقنية
( زرعوا فاكلنا ونزرع فيأكلون )  .
*****************************

 

عباس الحسيني  - شاعر ومترجم –  أميركا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسرح البانتومايم
محمد علاء ( 2012 / 7 / 8 - 13:43 )
ياريت نتعمق اكثر

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل