الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخ الفاضل الإمام مقتدى الصدر

نوري المرادي

2003 / 7 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

(( حيث ثقفتموهم!))

 

د  نوري المرادي

 

تحية

مقدما، إن خطي المجرد هذا سبقه إليك خط أرسلته بالإيدي قبل عشرين يوما. فإن تعوّق فجوابك الشافي عليه وصل ضمن خطابك عن جيش المهدي وعن الإحتلال ومجلس الإمعات.

وأنا أخاطبك بما يجمعنا. وما يجمعنا الكثير، وإن كنت أنت إماما شيعيا روحانيا وأنا شيوعي علماني معتنق لمذهب الجدل. فبالأمس القريب وبإسم الدين أحلت يد آثمة للطغاة دمنا، لكنها عادت وأحلت أيضا دم سيدين من خيرة البرية - والدكم الشهيد، وسميه الصدر الأول الشهيد، ودفعت لغيلتهما دفعا. وهي يد لنفسٍ ما نطقت بالقرآن ولا الشهادة إلا بما لا يتجاوز الحلقوم. وقصتنا معها أختصرتها أذ قلت:

نكرنا الله فانقضّوا علينا          أساطينٌ لنا يبكون دينــا

وإذ عدنا لإيمان يقيـــن          وجدناهم ليهوى ساجدينا

وما يجمعنا أيضا، أننا من ثرى واحد ومن دم أصله ماء الرافدين، وهي إذن أخوة في الدم والهموم والجبلة.

وقد إستفسرتك بخطي السابق عن موقفك الصريح من الإحتلال، فإذا بك تعلن ما لم أكن لأحلم به، فيشتمل رفضا قاطعا لمجلس الإمعات الذي شكله المحتل لاحقا. وحسنا فعلت. فأي مجلس هذا الذي صار بول بريمر له دواءه وشفاءه، وأعضاؤه كخصيان الخليفة ودايات المحضيات؟!

أما تأسيسك لجيش المهدي، فهو الآخر منتظر منك وأنت إبن ذلك الشهيد العظيم وسليل سيد الشهداء والأحرار– الحسين بن علي(ع) والسائر على خطاه.

فلقد إختار الله سبحانه أرض شنعار مهبطا لأنبيائه وشروعه فلم يجعل نبيا ذو عزم إلا منها. حتى الرسول محمد (ص) هو أصلا إبنها، حيث قال الإمام علي: ((نحن من قريش، وقريش من نبط كوثى)) كما إختارها مثوى لأكرم الناس بعد الرسول عليه، أئمته الطاهرين. وهي إذن أرض، طهرها يشهد له بارئها، وحاشاها إلا أن تنبت غير الكواسر أمثال المقاومين الوطنيين في الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل وبغداد والبصرة وكربلاء والنجف وبعقوبة والعمارة، ليوث لا أخيرهم على عليك ولا أحسبك دونهم عشقا لشنعار وطين الرافدين.

وإذ أعلنت أخي مقتدى عن موقفك وعن جيشك، فقد أصبت من الأنذال والخونة مقتلا آخر، لا نجاة لهم بعده. فإذ قتل المقاومون الأبطال مشروعهم وأحلامهم العصافيرية، قتلت أنت ما ضحكوا على الناس به وإستلبوهم. ما بالك وقد كانوا لعقدين متتالين من التآمر على وطنهم، يحشون بأذهان سيدهم المحفل الإنجلوصهيوني أنهم هم، وليس غيرهم، ممثلوا الشعب العراقي وهم أولياء أمره، وسيجعلوه يستقبل المحتلين بالمزاهر والدفوف! هؤلاء ميتون لاحقون بمشاريعهم يجللهم عار الدنيا وخزي الآخرة. فلا تعبأ بما يفترون! إن هي إلا هستيريا أجساد محتضرة لاحقة بضمائرها التي فطست منذ زمن. وسيشتموك ويلحوك بالكفر، وقد حدث فقلت:

تجادلنا فألحانا بتشبيه النساطــــر           وتلكم شارة الإفلاس للشيخ المهاتــر

ولسنا في صفات الله شبهنا ولكن    كشفنا منكرات المرجع المأفون باقر

أما (( جيش المهدي )) الذي أسست، فلا أراك إلا عنيت ما سميت. فالمهدي، أيها العزيز، هو أقنوم من أقانيم شنعار الأزلية، أثبتت ما توفرت عنه حتى الآن من رقيمات أنه كان معروفا منذ سبعة ألاف عام، وناجاه السومريون قبلنا، وإنتظروه، وتجسد مرات ومرات، كانت إحداها في الحسين. فلا تحسبنه رمزا شيعيا فقط. وهو عند السنة والمسيحيين بشخص المسيح، وعند اليهود بشخص إيليا، وعند المنداء بشخص شيت بن آدم، وعند اليزديين (السينيين) بشخص الخضر. وجيشك إذن، يجب أن يكون كرمزه، جيشا وطنيا عراقيا يرى في الطوائف والمذاهب كتائبا مستقلة، لكل منها حرية التعاطي مع ما تفرضه ساحة القتال.

وعدوك الأول، ولا اراك غافل عنه، وهو الإحتلال.

فلا مكان لمحتل على أرض الطاهرين! كما، وحيث جبلة المرء حاكمُه، فليس لك إلا أن تدافع عن هذه الأرض. وأمر الله سبحانه وفتواه في هذا صريحة أيضا، حيث قال: ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )) (بقرة 216) و((وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون. الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع  أجر المؤمنين. الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم وتقوا أجرا عظيم. الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة  من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله  والله ذو فضل عظيم. إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين)) (آل عمران 167 – 175) فالمحتلون الغزاة (( إقتلوهم حيث ثقفتموهم )) وإن تعلقوا بأستار الكعبة!

لكن عدوين آخرين لك، لا أراهما أقل خطورة.

الأول – الغرور. وهو عدو باغ مقتلك في يديه ومقتله في يديك.

ومثلك فتى تجيشت له الجموع طوعا، عرضة لهذا العدو فإن غلبك، حملت نفسك على غير محملها وظننت بها الظنون. فحذار حذار أن ترى بنفسك وجيشك غير كتبية في جيش العراق الكل، وسرية صغيرة من سرايا جيوش المستضعفين على الأرض!

وعدوك الثاني الأخنسان، باقر حكيم وأخوه عبدو.

فلئن خرجت الفتنة من بين قرني الشيطان، فالخيانة خرجت من بين قرني العقرب هذين. وقد صدقت العرب حين سمت العقرب (أم حكيم). ناهيك عن أن باقر كفر كفراً صريحا لا لبس فيه حين قال حرفيا: (( على الرغم من الآيات القرآنية التي تنهى عن إتخاذ أعداء الله أولياء، رغم هذا فأنا أجيز العلاقة مع أمريكا )) (صحيفة الشهادة عدد 953) فما الذي بقي من إسلام إمرئ يعلن جهارا أنه يراغم حكم القرآن؟! فإن كان إفترى على القرآن وكفر، فسيفتري عليك أيضا. وإن كان قد باع وطنه وأمته ودينه، وكسف أسرار بلده للمحفل الأنجلوصهيوني وتبجح بهذا علنا وفي ندوة وأمام المراسلين (صحيفة الشهادة عدد 952) فبيعك لهم عليه أهون. ورجل سيماؤه في الدنيا صفعة نعال على وجهه وأمام المصلين، سيلجأ إلى ما لم تره عين وتسمعه إذن من الألاعيب والنكايات، خصوصا وها هو يشيخ دون حلمه. هذا العدو لا ترحمه! لا تطلق عليه رصاصة ولا تمسه بسوء! فقط، إحذره وإهمله ليموت بما إقترفت يداه.

ونحن بإنتظار نشاط جيشك! ودمت!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و