الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العامل النفطي في النحله الوهابيه

ابراهيم سليمان

2007 / 2 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لا يوجد شيء يسند نفسه حتى الكرة الأرضية هناك قانون فيزيائي يجعلها معلقه في الفضاء.. وكل شيء وراءه شحنة من الدعم تسند وجوده.. و الايدولوجيا لا تختلف عن البيئة المادية فورائها عوامل دعم تسند استمرار وجودها .. وبقدر حجم هذا الدعم والإسناد تصمد وتستمر أو تتلاشى وتختفي .. فعندما انتهت بطارية البدعة الاشتراكية انهار الاتحاد السوفيتي ومعه منظومة الدول والأحزاب والحركات السائرة في فلكه .. انهار تماما مثل السيارة التي تتوقف عندما تنتهي بطاريتها أو الجوال الذي فرغت بطاريته .. ولكن في حالة السيارة والجوال قد تستبدل البطارية أو تعيد شحنها .. أما في حالة الأيدلوجيات الشمولية فهي تنتهي إلى الأبد وتصبح شماعة تاريخيه يرميها الجميع بالعيوب.
في الواقع الحقيقي العملي في الدول الاشتراكية السابقة كان كل شيء يؤشر بضعف السند العملي العلمي للواقع المليء بالتناقضات من عشق الغرب والهيام به همسا ولعنه في العلن إلى طبقيه الحزب الرائد وفساد النخبة إلى الأجهزة الأمنية والرقابة على الفكر والضمير أما تلميع النظرية والتغني بها الذي يمارسه الجميع فقد توقف كله مع انهيار الواقع العملي ذلك الانهيار الذي بدا فجائيا لمن على السطح انهيار وسط سطوع النظرية في المناهج والأكاديميات وعقول المثقفين المنعزلين عن الواقع .. بدعه الاشتراكية كان يسندها تراث وذكريات قريبه من استبداد الأجهزة الأمنية و كذبة قرب الوصول للفردوس الشيوعي الذي حدد له كرادلة الديالكتيك عام 1980 ثم حل العام الموعود ولم يحدث سوى المزيد من الجمود والمعاناة المعيشية وتكسر النظرية على صخرة الواقع .. إضافة إلى ذلك كان يسند البدعة ذلك الصراع المرير مع الغرب الليبرالي الرأسمالي الذي تحول إلى ما يشبه الصراع العربي الإسرائيلي في دعم الأنظمة العربية .. عوامل فارغة لا تقوى إلا على الصمود القشري الخارجي الذي يعتمد على الخيال والخوف والحلم بينما التناقضات الواقعية تعمل على هدم الأسس بصمت من الداخل وعند محاولات الإصلاح المتأخرة من غورباتشوف انهار البناء الأسطوري كما شهد العالم كله
لاشك أن العامل النفطي كان وراء انتشار وثبات و استقواء الفكر الوهابي المتشدد بل وانغماسه في التشدد وبعده عن سماحة الإسلام وتيسيره , بل والادعاء أن ظهور الذهب الأسود هو دلالة على جودة النظرية وسلامتها من العيوب بل وكمالها و رضا الخالق عز وجل عنها و عن أهلها وعن قادتهم الفكريين رغم أن الواقع يقول أن كنوز الأرض ظهرت في بلاد البدع والظلال ومن تحت أقدام الرافضة وبين بيوتهم .. بينما في بلاد الأيدلوجية مزيدا من العطش واستنزاف الأرض لتصبح خرابا للأجيال القادمة.. النفط الذي يطبع وينشر ويوزع الهبات والهدايا والعطايا ويملك الإعلام والاقتصاد والتجارة لن يدوم ليسند النظرية إلى الابد .. هل يعي القادة الفكريين ان الواقع صعب وان الصمود يجب أن يكون في إنسانية الفكر وقربه من الإنسان في كل تجلياته وليس الإنسان القوي فقط .. يكون قريبا من الفقير و المهمش والضعيف و المرأة والمشرك والضال والمؤمن جميعا ..
يكثر الحديث عن قوة ومكانة المملكة ودورها الذي صنعته قدرتها المالية النفطية هو حديث يتضمن قوة الايدولوجيا الوهابية التي تتسرب إلى كل مكان فيه اسم المملكة ..ما أن تدخل إلى احدي سفارات المملكة في مشارق الأرض أو مغاربها إلا وتشم رائحة الايدولوجيا وترى أولئك الرجال الحريصون على تمام وانضباط الايدولوجيا ترى تلك اللحى المستبدة والنظرات الشرهة المتلفتة والأذرع المشمرة لصلاة جامعه وقد احتواهم شعور امتلاك الحقيقة المطلقة .. وهابيون قامعون مغرورون بالمال .. ترى الخوف من البدع والضلال وتشم رائحة الوطن المغلق للصلاة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام