الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسى أن تتوحد الجهود

تقي الوزان

2007 / 2 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتطلع الكثير من ابناء شعبنا هذه الايام الى ما ستحققه الخطة الامنية الجديدة , ويحدوهم الامل لانجاز حقيقي في الواقع الامني , وبوادر انهاء عقدة شارع حيفا الذي يشكل أحد المعاقل الرئيسية للارهابيين من السنة التكفيريين المتحالفين مع عصابات البعث المقبور أحد أجنحة هذا التوجه الجاد , والجناح الثاني هو التوجه الجاد أيضاً لأنهاء فوضى عصابات المليشيات الشيعية . ان التبريرات والذراع الغير عقلانية والتي مهدت السبيل لتعميق جرائم هذه المليشيات بأعتبارها ردود فعل عما تقترفه عصابات الجانب الآخر , منحت هذا الآخر وجود التوازي والتكافؤ في الجرائم وترويع الناس . وهذا ما كانت تحلم به عصابات البعث , حيث "لايوجد أحد أشرف من أحد " .
ان الذي يبعث على القلق عشية تطبيق الخطة الامنية الجديدة , وبعكس أطراف التيار الوطني , هو الاصطفاف الجديد التي ظهرت بوادره بوجود الكثير من البعثيين والسنة التكفيريين مع مليشيات " جند السماء" الشيعية في المعركة الاخيرة في النجف . وهذه النقلة النوعية الجديدة بتوحد المجرمين والقتلة ليس على اسس طائفية كما استخدموها سابقاً , بل على اساس وحدة المصالح والدفاع لأنقاذ رقابهم من العدالة فيما اذ لو استقرت دولة القانون . وهذه المرّة ليست مثل المرّة السابقة عندما يدعي السيد مقتدى الصدر بأن يرسل اتباعه لمساعدة هيئة علماء المسلمين , او ادعاء هيئة علماء المسلمين بأرسال الانصار الى جماعته عندما احتلوا مرقد الأمام علي "ع" وحاول الامريكان اخراجهم منه بالقوة , وادعاء الطرفين للتمظهر بعدم الطائفية , وهم ادرى من غيرهم بمن يحفر قبر الآخر لو تيسرت لهم الامور .
رغم جدية تهديد الخطة الأمنية الجديدة هذه المرّة للمليشيات الشيعية والعصابات البعثية والسنية , وترقب أغلبية العراقيين بأمل القضاء على كل المضاهر المسلحة واعادة الامن المفقود . تبقى النتائج الايجابية والنجاحات التي ستتحقق تدور في فلك مصلحة قوات الاحتلال وتوجه وفق رغباتها , ما دام لايوجد المشروع الوطني العراقي الذي يوحد أطراف السلطة الحالية . فلا زالت الطائفية والقومية هي المسارات الاكثر جذرية في عمل وتوجهات القوائم المنخرطة في العملية السياسية .
واذ كان المؤمل ان تنهض القائمة "العراقية" بالمشروع الوطني , بأعتبارها القائمة الوحيدة التي تشكلت على اساس برنامج سياسي وليس طائفي او قومي . الا ان الضغوطات التي مورست عليها بما فيها الاغتيالات وحرق المقرات من جانب , وتشرذم بعض قياداتها من جانب آخر وبحثهم عن وسائل تدعم مشروعهم الشخصي وليس بتطوير عمل البرنامج السياسي للقائمة , جعل من القائمة اضعف التحالفات بين باقي القوائم , وتحوز على اعلى نسبة من عدم حضور اعضائها في جلسات البرلمان , واغلب الاحيان الحضور ثمانية من مجموعة الخمسة والعشرين مقعداً .
ثم جاء مشروع السيد مسعود البارزاني قبل فترة قصيرة للم الاطراف المؤمنة بسير العملية السياسية , والعمل على جعلها جبهة واحدة تنهض بالمشروع الوطني وتطوره , بعد ان ادركت القيادة القومية الكردية ان المشروع الوطني هو الذي يحفظ ويصون الفيدرالية الكردية . وعسى ان تدرك بعض الاطراف الطائفية حقيقة الحفاظ على المنجز الطائفي ايضاً , لايتم الا عبر الحفاظ على المشروع الوطني . وإلا ستكون الخسارة على كل الاطراف فيما اذا الغت سلطات الاحتلال منجزات المسيرة السياسية بأعلان حكومة "انقاذ وطني ", مثلما تلّوح بذلك في حالة فشل حكومة "المالكي" بأنجاز ما وعدت به .
وعسى ان تتوحد جهود التيار الوطني في القوائم السياسية مع رغبات الجماهير المنكوبة , وتتم الاستفادة الحقيقية من الانجازات المؤملة للخطة الامنية الجديدة , وتضع العراق على عتبة المستقبل الموعود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق