الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاتها.. من يد الحكومة السورية

فاديا سعد

2007 / 2 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ليس غريباً ولا مستغرباً، أن تكف الحكومة السورية، يد المنظمات الاجتماعية، واحدة بعد أخرى عن العمل الطموح، لتحسين حياة المواطنين. إنها الإجابة الشافية، للسؤال الأكثر إلحاحاً: ما لذي تريده الحكومة من المتعلمين والمثقفين والطامحين للتحسين والتغير؟

منذ زمن طويل، والاختلاف قائم، بين الحكومة الراغبة بتنظيمات اجتماعية سياسية هلامية، لا تتدخل في قراراتها، أو بشؤون القائمين عليها، أو أن تشكل خطراً عليها، بحيث تبقى يد الفساد والجهل والغيبيات، تعمي بصيرة الفرد السوري عن المطالبة بحقه في حياة طبيعية.
وطبيعية يعني: تحقيق التوازن بين معرفته لحقوقه و التمتع بممارستها، وبين واجباته التي من المفترض أن يقوم بها بدافع المسؤولية، وقد حصلت على مبتغاها - فلتحمد الله وجهودها- وبين المؤسسات الطموحة لكف يد الفساد والجهل والغيبيات. إنها المعادلة الصعبة الاختراق. العصية على الحل.

وهذا بالضبط ما حصل مع رابطة النساء السوريات لحقوق المرأة والطفل، بقرار من مجلس الوزراء، حين وضعن أيديهن بيد السيدة - منى غانم- فتحركن وحركن الحال من نقطة الصفر إلى الرقم واحد. وفعّلن وتفاعلن مع اللجان المهتمة بهذا الشأن.

رغم الإشكالات والعقبات والعصي التي وضعت في الدواليب، قدمن ملاحظات واقتراحات.. أوراق عمل و ندوات.. ورش عمل، ومؤتمرات.

فضحن ممارسات غير لائقة بحق المجتمع السوري، مورست على بعض نسائه وأطفاله.

طالبن بتعديل مواد الدستور، وساهمن فعلياً بتعديل بعض هذه المواد، التي لا تتجاوب ومعنى المصطلح الحضاري والإنساني.

لقد استخدمن الأماكن العلنية، لا السرية.. البرامج والخطط العلمية، لا الشعوذة والدجل. احترمن الحدود والخطوط الحمراء، التي فرضتها السياسة السورية. وكانت هذه النشاطات تقوم على عاتقهن وحدهن، وبمشاركة وحضور سلبي للاتحاد النسائي..

كن ينشطن أملاً أن لا ترى الحكومة في نشاطهن انقلابا، يهدد الدولة، والحزب والحكومة أو الاتحاد النسائي، الذي أعلن وفاته بنعوة رسمية علقت على صدور السيدات اللواتي ينتظرن الفرج من الله ومن إحداهن أن تحيي العظام وهي رميم.

و من يقوم بزيارة لمركز الاتحاد، يقدر تماماً معنى هذه السلبية، ويمكن لمسها، بالآراء التقليدية للقائمات على أعماله.. وأحاديثهن، التي لا تتجاوز في جوهرها محتوى أحاديث النساء اللواتي لم يتلقين التعليم... قليلاً ويمكن للزائر أو الزائرة، بعد فنجان قهوة أن يطلب.. تطلب بصارة، تقلب له الفنجان، وتقرأ الطالع.

لماذا تكف الحكومة السورية يد المنظمات الاجتماعية والعلمانية، وحتى الحركات الدينية المعتدلة، وتغض النظر عن الداعيات الإسلاميات، خاصة ما عرف منهن بالتطرف في تحركتهن وضبابية أهدافهن.. القبيسات: اللواتي انتشرن في نسيج المجتمع السوري، ونشرن آراء لا يعرف مصدراً لها سوى إعادة المجتمع إلى المرحلة البدائية، بمباركة المؤسسات الدينية الرسمية والحكومية، ومشاركة وجيهات العائلات الأرستقراطية، والقريبات من القرار الحكومي.

وعلى طريقة كيف تؤكل الكتف: تناولوا نساء الرابطة، بشائعات مهينة، لأعراضهن وظروفهن الشخصية، من غير أن يؤتى على السبب الحقيقي لهذه الخطوة، التي هي أن:

- سياسة الحكومة تعتمد السلبية لا الايجابية في التحرك.
- الإبعاد والإقصاء للجهود الفردية والجماعية السلمية والعلمانية عن النشاط العام.
- احتكار هذا النشاط دون غيرها.
- وضع الحواجز أمام المساهمات الفاعلة وامتصاص التكاتف الشعبي مع الحكومة لصالح المحسوبية .

بعد ما قامت وتقوم به الحكومة السورية في إجهاض أي خطوة إيجابية، فلن نستغرب لماذا أزمة الحركة السياسية مستمرة، أو اللجان الأهلية مشلولة، ولماذا مؤسسات الدولة، يعمها الفساد والرشوة والمحسوبية، ولماذا ينشط جند الشام، ولماذا تتوسع دائرة الإرهاب، ولماذا.. لماذا انتشرت ظاهرة القبيسيات... والإجابة تضاعف بثلاث.. لماذا كف يد المنظمات الاجتماعية العلمانية واحدة تلو الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه