الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال قوس قزح

درويش محمى

2007 / 2 / 5
القضية الفلسطينية



رغم الوضع الخطير الذي يشهده قطاع غزة ، يواظب رئيس الوزراء الفلسطيني الظهور على الفضائيات وامام عدسات المصورين ، بأكثر من زي تقليدي عربي ، ليذكر المشاهد بجولته الخارجية الاولى وربما الاخيرة التي قام بها قبل فترة ، حيث عاد السيد هنية الى دياره من جولته المكوكية والتي بدأها بايران وأنهاها بالسودان ، بخفي حنين وبعض الهدايا المتنوعة من العقالات والجلابيات الحرير ، التي حصل عليها على مايبدو خلال تواجده في دولة القطر .
قبل شهرين تقريباً وليس بعيداً عن قطاع غزة في بيروت ، خرج الجنرال العجوز ميشيل عون بزيه البرتقالي البراق ، ليعلن وعلى الهواء مباشرة ، تمرده وحلفاءه من اتباع سوريا وايران الاسلامية على حكومة الاكثرية الشرعية المنتخبة ، واففتح الجنرال عون ساحات وشوارع بيروت لظاهرة الاضطراب والتمرد ، وكما كان متوقعاً لم يفلح الجنرال عون واعوانه في خطوتهم الاولى ، فكانت الخطوة التصعيدية الاخيرة على طريقة السيد حسن نصر الله المعروفة "حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا" ، بقطع الطرق الرئيسية الحيوية واقفالها ، خطوة خطرة وخاسرة كسابقتها ، وادت الى سقوط ضحايا من اللبنانيين وخسائر اقتصادية كبيرة ، في الوقت الذي كان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يجمع سبعة مليارات من اليورو في باريس ، لتغطية ماحل بلبنان من ازمة اقتصادية خانقة ، نتيجة للحرب الايرانية السورية الاخيرة مع اسرائيل على الاراضي اللبنانية والتي تسبب بها حزب الله .
الفارق بين عون وهنية ، هو ان الاخير صاحب موقف ومبدأ ، لم يتغير فيه شيئ بعد عودته من الخارج سوى مظهره ، فالرجل مازال مصراً على عدم الاعتراف باسرائيل رغم المجاعة التي حلت ببلده ، نتيجة لمواقفه ومواقف تنظيمه الحمساوي المتشدد ، وما زال الرجل مصراً على تحرير فلسطين من البحر الى النهر رغم استحالة تحقيق مثل هذا الحلم ، اما الجنرال عون فليس مظهره الوحيد الذي تغير بل تغير كله " شكلاً ومضموناً"، وتحول الرجل 180 درجة ، من عدو لسوريا الى صديق لها ، ومن صديق للغرب والفرنسيين الى عدو لهم ، ومن خصم لحزب الله والخامنئي الى حليف ومريد وتابع فوق العادة ، وتحول من فريق 14 اذار الى الفريق المضاد ، والجنرال كسابق عهده حافظ على شيئ واحد فقط لا غير ، طموحه التاريخي بقصر بعبدا .
الجنرال عون خلال منفاه الباريسي الطويل بقي وفياً لتعاليمه العسكرية رغم تجاوزه سن التقاعد وبلوغه ما فوق السبعين ، ولم يتأثر بالمدرسة الغربية للديمقراطية واصول تداول السلطة ، اللهما سوى تقليده لبعض الطقوس الشكلية لتلك المدرسة ، كارتدائه مؤخراً للبرتقالي وكأنه في حملة انتخابية غربية ، حيث لم يكن الجنرال موفقاً لانه نسى اوتناسى انه يعلن حرباً ولا يخوض انتخابات ، ويعلن تمرداً ولا يمارس حرية رأي ، ويقود انقلاباً على حكومة شرعية لا حرية التظاهر .
الحليف الرئيسي للجنرال عون السيد حسن نصر الله ، واضح وصريح وينتمي الى التيار الشيعي الحليف لايران وسوريا ، ويعمل بتمويل واموال حلال ايرانية ويحارب بصواريخ ايرانية ويعمل حسب اجندة ايرانية ، والسيد اسماعيل هنية كذلك ينتمي الى التيار الاخواني العريق بتطرفه ، وجنوحه للاواقعية السياسية ........اما الجنرال عون لمن ينتمي ؟!!!
ميشيل عون الجنرال الماروني المتمرد دائماً ، لا انتماء ولا طعم ولا لون محدد له ، وهو خليط من الالوان كقوس قزح ، والحالة العونية ربما تطرح اليوم تساؤلات كبيرة حول طبيعة انتماءها ، لكن في المستقبل القريب العونية بحد ذاتها ستصبح رمزاً خاصاً لكل ماهو متقلب ومتذبذب ولا مسؤول ووصولي انقلابي متمرد .
السلطة الناقصة للنظام الفلسطيني ، لم تمنع النائب العام الفلسطيني من القيام بواجبه القانوني واتهام وزارة الداخلية بالمسؤولية عن الاحداث الاخيرة التي جرت في غزة ، في المقابل تقاعس النائب العام اللبناني باتهام وملاحقة مسببي الحوادث الاخيرة ، والتي ادت الى مقتل وجرح العديد وشل الاقتصاد اللبناني ، وقد يرجع السبب الى مكانة قواد العصيان في لبنان وقوة نفوذهم ، فمن يستطيع محاسبة نصر الله ، ليس لانه مختفي عن الانظار بل كونه يمتلك من القوة والمليشيا والقدرات العسكرية والمالية قد تفوق بكثير مما تمتلكه الدولة اللبنانية نفسها ، لكن الامر يختلف بالنسبة للجنرال عون فمن الجبن عدم مسألته لدوره التخريبي في دفع لبنان الى الهاوية ، على الاقل اصدار الحكم عليه بتنظيف ساحات وشوارع لبنان من مخلفات " الزعران "حسب تعبيره ، مادام الجنرال يملك بدلة برتقالية تشبه بدلة عمال التنظيف ، واذا كان القضاء اللبناني لا حول له ولا قوة في التعرض لمثل هذه القضايا الشائكة ، التي تتداخل فيها السياسة بحسابات اخرى ، فالساسة اللبنانيون امام واجب اخلاقي ووطني ولابد من معاقبة الجنرال العجوز على اداءه اللامسؤول والمسيئ للبلد اللبناني ، بمنعه من تحقيق حلمه برئاسة لبنان وحرمانه من دخول قصربعبدا كضيف وكرئيس الى ابد الابدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة