الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية - كزارحنتوش-الشعريه

خليل مزهرالغالبي

2007 / 2 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


نحت(جرير) في حجر...وغرف(الفرزدق)من بحر..أما (كزار)فلم ينحت ولم يغرف...بل حول
الدخان المتصاعد من حرائق أيامه الى غيوم شعرية جملتنا حقا وأخذت منا الاقراربعدالة وصحيح
شاعريته
فهو لم يلهث وراء قواميس اللغة والأنشغال برديف الكلمات، كانت الدلالات تنبعث من مرجعياته الخاصة وقناعاته العنيدة والشجاعة في الشعر ولاينبري لاحترام المفردة والعبارة والصورة البراقة والمتأنقة ليكتب أسبابه الشعرية بل تزاحم مع ماتزاحم معه من ضيم ابناء جلدته في أحياء مفردات تواجدهم من مسحوقين وأفاقين ومطرودين ومناضلين ليلتقط حكاياتهم وأحلامهم المتسربة دوما من أفواههم المرة بمرارة الحياة ويمسح عليها ليمدنا بشعر جميل تتمثل فية صرختة الحداثوية المتفردة بمستلزماته الخاصة...لم يميل عادة الى الصورة (المثقفة) أو حتى المفردة( المثقفة) والتي يميل اليها وجوبا التوجة الضروري للشعر المعاصر وبما يدفع اللغة للتطور والأختراع والنمو وبما يوجزها المفكر والناقد الكبير(جان كوهين)-باللغة العليا-بمعنى المتقدمة عن لغة الشارع المستهلكة،وهنا قد أهتزت هذه الثابته(الكوهينية) المتينه على يد الشاعر(كزار حنتوش)، لذا يمكننا أن نقول أنة قدح في الرماد وراهن على أنارته ..و دفع بالأنسان للتفكير والأنتباه لنفسه وللأشياء والتي قد تعد متهالكة لينفخ بها الشاعر من روحه فيحركها متألقة وسط دهشت الاخرين وبهذا قد حقق الشاعر هنا أهم مستلزمات النص المبدع ،فهو لم يتكالب وراء موضوع اللغة كأحد مكونات التوجة الحديث للقصيدة الحديثة بل ظهرت هنا وهناك لطبيعة النص ولم يدفع بها بامتياز يمكن أن يوصف به الشاعر بل دفع بكل ماجمعه الشاعرمن حكايات الرصيف المتعب للأنسان وطوابير حياته... ولعلمنا أن الشاعر هذا هو رجل مثقف ومن طراز رفيع ومطلع وملم بتفاصيل مدارس الكتابة الشعريةوأدواتها لكنه ركب وبأقرار جميع النخب الأدبية صهوة الحداثة الشعرية من باب واحد لم يدلف منه غيره...وكأن لافتة شعرية كتبت على هذا الباب –يسمح المرور للشاعر-ك الحنتوش- فقط من خلاله
لم يتأنق هذا الشاعرألا على مراياه الخاصة حتى نحس عنادة أسلوبه الشعري والحياتي على حد سواء.....يقول
قلبي قبضة تبغ لفت في ورق اللبلاب
هاك أشعله بنهارين عتيقين
احتكا في ورشة اسطبل بارد
مثل حصانين عجوزين
(لاتخجل...هل كان(ابو الجون)
يدخن بالفلتر)
هذا الشاعر الحياتي والاحياتي الرافض لكثير من مفردات حياتة المتسكعة دوما أمام خطواته ويركلها نلاحظه يعود لاحتضانهافي شعره وفي معايشته لها في طور أخر
ومن تفرداتة الشعرية شجاعتة التعبيرية الغير عابئة بالذوقية الأخلاقية لوعيه بامية الكثيرلفعالية اللغة وتفاصيلها وواجباتها و مدلولاتها وعدم تحرجة من طقوس الاخرين وأهوائهم
(كاف،زاي،الف،راء...لوأعطيناك الكوثر
أكفيناك المستهزىء
هل تصفح صفحا حلوا
*اليك الرد قصير
كحياة المدعو جبر
اقلب حنتوش
لقد جمل الشاعرقصائده بتصوراته وبما اضفى على شعره تفردا مجملا شفتي القصيدة (بديرم)أمة القروية ومؤججا نصوصه(بمحراث) تنورها الطيني وبما لايدعي للشك أجادته في حقله هذا غير مخدش لقدسية اللغة الشعرية الابدية بل أشتغل من أجلها بمزاجية لغوية غير مطروقة ...
ولعل لأبداعية هذا الشاعر أن نصوصه أدهشت المتلقى ودخلت ذائقتة بمؤلوفية تصويرية وادواتيه لذا هوفي موجة والاخرون في موجه وهذا ما صرح به الشاعرقولا وأكده شعرا وهذا لاينبعث من عناده الشعري كما تطرقنا في ذلك وانما لتأسيسات الشاعر الأولية وخصوصيتها والمتجانبة مع حياتة في كثيرها القلق والمتمرد.
أرى أن الشاعر (كزار حنتوش)لم يخرج من معطف أخر ،واذا لابد من البحث عن المولدة الشعرية له لربما أكون صائبا حينما أضعه تحت تاثير بداياته في كتابة القصيدة الشعبية والمتولدة هي الأخرىمن طبيعة الشاعر الشعبية وأزدحامة بالبسطاء من الناس والتلذذ بهم وبحكاياتهم
فهو أكثر من (يسنين) أندفاعا ورسوخا في هذا النوع الكتابي أذا ازحنا مقولة(مغني الحي لايطرب) وتوجهنا بجدية لقراءة هذا الشاعر...يقول في رحيل الشاعر(رشدي العامل)...
أبدا
لن يصفو الماء عليك
يارشدي العامل
معتكرا سيظل الى ماشاء الله
كبحيرة تمساح جائع
رابعة...أوعاشرة، تبتلع اللجة
رجلا مايوضع في( العب)
..........................
حتى يسائل الشاعر الراحل(العامل) لمن اورث عكازة...ونحن نسائلة لمن أورثت مدرستك الشعرية وتفردها وشجاعتها اللغوية...أم أن الحمل ثقيل كهمومك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟


.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل




.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان


.. شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منازل مواطنين في بيت لاهيا ش




.. مظاهرة في العاصمة البريطانية لندن نصرة لغزة ولبنان